اشتباكات فلسطينية مسلحة لليوم الرابع في لبنان.. من يؤجج الأوضاع؟

12

طباعة

مشاركة

لليوم الرابع على التوالي، تجدّدت الاشتباكات في مخيم "عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، رغم اتفاق الهدنة الذي توصل إليه مسؤولون لبنانيون وممثلون عن الفصائل الفلسطينية، 31 يوليو/تموز.

وقالت مصادر محلية في الأول من أغسطس/آب 2023، إن الاشتباكات في المخيم "مستمرة بشكل عنيف، وتفاقمت حدتها واتسع نطاقها، على الرغم من الاتفاق على وقف إطلاق النار وسحب المسلحين".

وجاء ذلك عقب إعلان النائب في البرلمان اللبناني عن مدينة صيدا، أسامة سعد، في مؤتمر صحفي، التوصل إلى اتفاق مع قادة الفصائل الفلسطينية في المخيم، على "وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة، وسحب جميع المسلحين".

وارتفعت، نهاية يوليو، حصيلة الاشتباكات المسلحة بمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوب لبنان إلى 11 قتلى بيتهم القيادي في حركة فتح أبو أشرف العرموشي و40 جريحا، بحسب غسان صيص، رئيس الجمعية الطبية الإسلامية في صيدا (أهلية).

ومنذ 29 يوليو، تدور في المخيم اشتباكات بين مجموعات إسلامية وقوات الأمن التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" عقب عملية إطلاق نار استهدفت القيادي في "عصبة الأنصار" (جماعة إسلامية) محمود أبو قتادة ما أدى إلى جرحه، وفقا لوكالة الإعلام اللبنانية الرسمية.

ومن وقت إلى آخر تتكرر اشتباكات مماثلة في عين الحلوة، أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان من حيث عدد السكان والذي تأسس عام 1948، إذ يضم نحو 50 ألف لاجئ مسجل بحسب الأمم المتحدة، بينما تقدّر إحصاءات غير رسمية سكان المخيم بما يزيد على 70 ألف نسمة على مساحة محدودة.

ويبلغ إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان نحو 200 ألف يتوزعون على 12 مخيما تخضع معظمها لنفوذ الفصائل الفلسطينية.

وتسببت الاشتباكات الأخيرة في نزوح أكثر من 2000 فلسطيني من أماكن سكنهم، بحسب ما أعلنته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي أفادت بأنها فتحت مدارسها لإيواء العائلات النازحة. 

وأعرب ناشطون عن استيائهم من نشوب معارك وقصف عنيف ومشاهد مرعبة عدوها لا تبشر بالخير داخل مخيم عين الحلوة، مؤكدين أن ما يشهده المخيم واقعٌ مرير وبلاء صعب وفتنة واضحة ومخطط له وليس بريئا.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسمي #عين_الحلوة، #مخيم_عين_الحلوة، صبوا جام غضبهم على القيادة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، وحركة فتح ومنظمة التحرير، واتهموها بالوقوف وراء كل الأعمال البشعة التي يشهدها المخيم.

وحذر ناشطون من أن الشعب الفلسطيني هو الخاسر دائما من التناقضات كافة التي تشهدها الساحة الفلسطينية سواء بالداخل أم بالشتات، مؤكدين أن المستفيد الوحيد من هذا الانقسام والتشتت والتحارب هو الاحتلال الإسرائيلي. 

وتحدثوا عن زيارة رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج إلى بيروت قبل أيام من احتدام الأحداث داخل مخيم عين الحلوة، مشيرين إلى أنه طالب السلطات اللبنانية بنزع سلاح المخيمات، وتشديد الرقابة على القواعد العسكرية الفلسطينية.

فتنة وانقسام

وتفاعلا مع الأحداث، دعا المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس وعضو دائرتها السياسية جهاد طه، أبناء الشعب الفلسطيني والقوى الوطنية والإسلامية كافة إلى التحلي بروح من المسؤولية العالية التي تخدم قضايا شعبنا، وقطع الطريق على كل أدوات الفتنة التي تحاول العبث بأمن مخيماتنا.

وعرض أحمد عبدالمتعالي، جزءا من الدمار الذي خلفته مواجهات عين الحلوة وقد خلف أكثر من 11 قتيلاً وأكثر من 40 مصابا.

وقال: "يبقى قتال الفرقاء العرب أكثر دموية وعداءً ودمارا، ولحماية خطيئتهم سيعلقون المشكلة بأي طرف خارجي حتى لو لم يجدوا إلا الجن والعفاريت".

وبدوره، أوضح مؤسس ورئيس المرصد الأورومتوسطي رامي عبده، أن أحداث مخيم عين الحلوة تأتي لتؤكد من جديد أن شعبنا في تلك المخيمات ضحية لمقامرات ومغامرات حسابات قوى تكدس السلاح لحفظ نفوذها لا أكثر، قائلا إنه سلاح لا يقع الاحتلال ضمن حساباته البتة.

وأكد عبدالله يحيى الوزير، أن استمرار الاشتباكات المسلحة في (مخيم عين الحلوة) على الساحة اللبنانية يعد نتاجا للانقسام الفعلي والتباينات السياسية بين الفصائل الفلسطينية في الداخل، مما ألحق الضرر بقضيتهم الجوهرية وأدى إلى جمود المساعي الدولية تجاهها وسيؤثر على اللاجئين في الشتات.

وعد المغرد أحمد أحمد، ما يحدث في عين الحلوة بين الفلسطينيين ضرب من الجنون، لافتا إلى وقوع سلسلة اغتيالات على مدار سنوات من أجل السيطرة على نقاط في مخيم فقير لا وزن سياسيا أو اقتصاديا له.

دور فرج

وربط ناشطون بين زيارة رئيس مخابرات السلطة الفلسطينية وبين تصاعد الاشتبـــاكات المســـلحة العنيـــفة في مخيم عين الحلوة والتي شملت مناطق عديدة، ملمحين إلى وجود توجه من قبل جماعات داخل حركة فتح لاستمرار التوتر داخل المخيم.

وتساءل الكاتب والمدون عزات الجمال: "هل كانت من قبيل الصدفة؟! بعد أسبوع على زيارة مدير مخابرات السلطة ماجد فرج للبنان، اندلعت أحداث مخيم عين الحلوة المؤسفة".

كما تساءل الصحفي عز الدين أحمد، عن علاقة تفجر الأوضاع في مخيم عين الحلوة بالزيارة التي قام بها رئيس جهاز مخابرات السلطة ماجد فرج إلى لبنان قبل أيام من الأحداث؟!، وحقيقة الملفات التي بحثها مع الحكومة والأطراف اللبنانية؟ وهل صحيح أنه ناقش ضرورة ضبط المخيمات لجهة منع إطلاق أي صواريخ باتجاه الاحتلال؟!

وذكر حسن خليفة، بأن ما يحصل في عين الحلوة أتى بعد زيارة ماجد فرج المسؤول عن التنسيق الأمني، واجتمع مع البعض وأرسل رسالة واضحة من قبل الصهاينة إلى لبنان أهمها اتخاذ العدو قرارا بضرب اي نشاط فلسطيني مسلح في لبنان لوضع حد لتوسع نفوذ حماس والجهاد (الإسلامي) في المخيمات.

وقالت الإعلامية هبة النتشة، إن فتح تتفنن في خلق المشاكل والأزمات وشراء العداوات أينما وجدت، مشيرة إلى أن ما يحدث في عين الحلوة من أحداث المسؤول الأول فيها تنظيم السلطة وزعران ماجد فرج.

وعرض الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم حمامي، مقطع فيديو يظهر الدمار الذي تعرض له مخيم عين الحلوة، مشيرا إلى أن هذا حدث بعد زيارة ماجد فرج.

لعبة قذرة 

وذهب ناشطون إلى أن ما يحدث في عين الحلوة لعبة يديرها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لإجبار الجيش اللبناني على التدخل في المخيمات.

وقال المحلل السياسي نضال السبع، إن محمود عباس يتقاتل مع حماس في غزة والضفة وعين الحلوة، ويتحاور معها في القاهرة.

وأشار مغرد آخر، إلى أن فتح عباس تريد أن تجبر الجيش اللبناني دخول عين الحلوة ونزع السلاح، والاتجاه إلى فرض توطين/دمج خدمة لأجنده الكيان بنظرته إلى حق العودة.

واستنكر مازن، على حركة فتح مهادناتها للاحتلال وتنسيقها معها أمنيا، بينما تستعرض عضلاتها على أبناء شعبها في الشتات، لافتا إلى وقوع عشرات القتلى والجرحى في معارك بمخيم عين الحلوة (جنوب لبنان) بين حركة فتح وفصائل داخل المخيم.

وأشار المغرد صالحة، إلى أن هذه الأسلحة لا تراها إلا ضد بعضهم البعض، بينما ضد الصهاينة يستخدمون فقط الحجارة والسكاكين، مؤكدا أن هذا يدل على أن جميع المليشيات مخترقة من إسرائيل، وفق قوله.

وقالت الصحفية نور فايد: "لو الرصاص اللي عم يكبوه على بعض، وجهوه ضد إسرائيل كانت تحررت القدس من زمان".

الاحتلال المستفيد

وتساءل الناشط أدهم أبو سلمية: "لمصلحة من؟! ومن المستفيد مما يحدث في عين الحلوة؟! وهل الدم الفلسطيني رخيص ليعبث به مجموعة من العابثين والمراهقين لخدمة أجندة خارجية؟، مؤكدا أن المستفيد منها هو الاحتلال الصهيوني وأذنابه.

وأكد المغرد فراس، أن ما يجرى في مخيم عين الحلوة من اشتباكات وتهجير لسكان أكبر مخيم للاجئين الأخوة الفلسطينيين في لبنان لا مصلحة لأحد فيه إلا للعدو الصهيوني، قائلا: "ليس بعيدا أن تكون أياديه القذرة وراءه".

ووصف محمد مرتضى القتال في عين الحلوة، بأنه "غير مبرر وغير أخلاقي" ولمصلحة إسرائيل.

وحذر الإعلامي يعقوب علوية، من أن كل نزف فلسطيني يؤذي القضية الفلسطينية الأساس، قائلا: "يجب عدم تقديم هدايا مجانية لهذا الكيان المؤقت".