من ملفات المخابرات.. ثلاثة تقارير مثيرة عن تركيا وعلاقتها ببلغاريا وأرمينيا
كشفت صحيفة "صباح" عن ثلاثة تقارير من ملفات المخابرات التركية قالت إنها جمعت معلومات عنها من كتب المؤرخ الاستخباراتي الشهير بولات صافي.
وأضافت أن النصوص المتعلقة بالمخابرات في تركيا تزداد ثراءً يومًا بعد يوم مع مساهمات الصحفيين والمؤرخين العاملين في المجال الأكاديمي، خاصة مؤرخي جهاز المخابرات التركية.
وإن أحد هؤلاء الذين يقومون بدراسات مهمة في مجال تاريخ الاستخبارات هو بولات صافي، حيث يسلط في كتبه الضوء على ما يقرب من 200 عام من تاريخ جهاز المخابرات.
ومن أهم كتب صافي، وفق الصحيفة، "جهاز المخابرات الوطني (1826-2023)".
"أسرار دوغو"
ويتعلق التقرير الأول بـ"وثيقة التعهد بالتزام السرية" التي تم التوقيع عليها من قِبَل مدير المخابرات التركية الأسطوري السابق في حقبة الستينيات "فؤاد دوغو" في 16 سبتمبر/ أيلول 1954.
ونصت هذه الوثيقة على التزام دوغو صاحب العلاقات المتشابكة في داخل البلاد وخارجها بالسرية التامة خلال وبعد أدائه لواجبه تجاه الأمن القومي في كل ما يتعلق بجهاز الاستخبارات وتحركاته.
وكان دوغو المولود عام 1914 ضابط مخابرات شهير، ويعده كثيرون يتبنى طرق الجاسوس الألماني الداهية راينهارد جيهلين الذي تجسس على الاتحاد السوفيتي وعمل مع المخابرات الأميركية و من ثم خدعها.
ومع ذلك شرع دوغو في كتابة كتاب قبل وفاته عن تجاربه وأسراه، لكنه بصورة دراماتيكية لم ير النور، وجرى تسليمه إلى إدارة المخابرات العسكرية التركية آنذاك التزاماً بوثيقة التعهد بالسرية.
وتوفي دوغو في 31 مايو/ أيار 2004 لتدفن معه أسراره عن تلك الحقبة المهمة. وكان ميراثه الوحيد هو الكتاب الذي جرى تسليمه إلى إدارة الجهاز قبل وفاته.
ولا يزال هذا الكتاب غير المنشور، بمحتواه المجهول، موجودا في خزانة بمقر جهاز المخابرات التركي.
المراقبة البلغارية
أما التقرير الثاني فيتعلق بالأنشطة الاستخباراتية لجهاز المخابرات البلغاري "دي-اس" في أواخر الثمانينيات، والذي كان يعمل عن كثب مع جهاز المخابرات السوفيتي "كي-جي-بي" خلال الحرب الباردة.
فقد كان جهاز الاستخبارات البلغاري في ذلك الوقت يراقب تحركات رافع الأثقال البلغاري ذي الأصول التركية نعيم سليمان أوغلو، نظراً للمكانة المهمة التي كان يحملها اللاعب في تلك الفترة وتأثيره الكبير على الجماهير.
ويوضح التقرير اندساس جواسيس جهاز المخابرات البلغاري في تركيا في تلك الفترة، لجمع أكبر قدر من المعلومات عن اللاعب وعن أمور أخرى أيضاً.
ومن بين الجواسيس، كان هناك شخص بصفة دبلوماسية يقوم ببعض الأبحاث حول سليمان أوغلو وكان يحاول جمع معلومات تخصه مثل الأماكن التي يتناول فيها الطعام والمواقع التي يجري تدريباته فيها بعد هروبه ولجوئه إلى تركيا.
"أوجلان وأرمينيا"
وتحدث التقرير الثالث عن تقديم أرمينيا الدعم المادي لحزب العمال الكردستاني "بي كا كا" المصنف إرهابيا في تركيا وزعيمه عبد الله أوجلان في أوائل التسعينيات.
وأوضح أن أوجلان الذي جرى القبض عليه لاحقا وزج به في السجن بتركيا، كان مقرباً بما يكفي من أرمينيا لطلب دعم عسكري ومادي منها لمواجهة تركيا.
وذلك لأنَّ أرمينيا والتنظيم الإرهابي الأرميني المُسَمَّى باسم أصالة "ASALA" المعادي لتركيا كان قد وَجد في حزب عبد الله أوجلان ضالّته.
فقد كان حزب العمال الكردستاني يدعو إلى العداء القومي ضد تركيا والانفصال السياسي بين الأكراد والأتراك لتأسيس دولة كردستان المزعومة في مناطق جنوب شرق تركيا.
وبحسب ما ذكر الكاتب فقد جاء نص التقرير كالآتي:
وورد فيه أيضا أن الرئيس الأرميني السابق ليفون تير بيتروسيان أرسل ميدالية شرف لعبد الله أوجلان، وفي زيارة رسمية قام بها الوفد البرلماني الأرميني إلى سوريا بين 19 و21 ديسمبر 1993، تم تسليم تلك الميدالية لأوجلان في دمشق.
وفي ذلك الاجتماع، تقرر تزويد حزب العمال الكردستاني بالسلاح. وتمَّ إمداده بكمية كبيرة من أسلحة كلاشينكوف.