بينها القلق من المذهب الشيعي.. هذه مخاوف استئناف العلاقات بين مصر وإيران

12

طباعة

مشاركة

قال موقع إيراني إن أكثر من أربعة عقود مرت على قطع العلاقات بين طهران والقاهرة، "لكن يبدو أن عقدة هذه العلاقات قد انحلت واتُخذت خطوات أولية لاستعادتها مرة أخرى". 

وأوضح موقع "فرارو الخبري" أن "نقطة التحول في استئناف العلاقات الثنائية بين البلدين كانت في لقاء المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، مع سلطان عمان، هيثم بن طارق، نهاية مايو/أيار 2023". 

وذكر أن "السلطان هيثم نقل في هذا اللقاء، رسالة من القاهرة تفيد برغبة مصر في استئناف العلاقات مع إيران، ورد المرشد الأعلى بقوله: نرحب بهذا الموقف، وليس لدينا مشكلة في هذا الصدد".

شروط الاستئناف

وبحسب "فرارو"، فإن وزير الخارجية الإيراني، أمير عبد اللهيان، قال في لقائه مع سفراء الدول الإسلامية ورؤساء بعثاتها الدبلوماسية في طهران، بمناسبة عيد الأضحى: نرحب بتطوير العلاقات مع الدول الأخرى في المنطقة والعالم الإسلامي، وعودتها إلى حالتها الطبيعية، بما في ذلك البلدان المسلمان والشقيقان مصر والمغرب".

كما تحدث وزير الخارجية الأسبق، ومستشار المرشد الأعلى للثورة، علي أكبر ولايتي، في حديث له مع قناة العالم الإخبارية، عن ضرورة تطوير علاقات إيران مع دول المنطقة، بما في ذلك مصر.

وأضاف ولايتي أن "استئناف العلاقات مع مصر مهم جدا، وقد يؤدي لتشكيل توازن إقليمي جديد بحضور السعودية".

وفي حوار مع موقع فرارو، حول التطورات الأخيرة في العلاقات الإيرانية المصرية، قال أستاذ الجغرافيا السياسية والدبلوماسي السابق، عبد الرضا فرجي راد: "مرت نحو أربعة عقود منذ قطع العلاقات الإيرانية المصرية، لكن مكتبي رعاية المصالح في الدولتين يعملان على مستوى السفراء".

وأضاف فرجي راد أن "مصر دولة مهمة، ويمكن القول إنها من أهم الدول العربية".

ولكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن "هذه الأهمية قد تراجعت في الوقت الراهن".

وأوضح أن "مصر كانت الدولة العربية الأكثر أهمية في المنطقة، ولكن الإمارات والسعودية استبدلتا بمصر بما أحدثتاه من نمو وتنمية".

وقال فرجي راد: "منذ قطع العلاقات بين إيران ومصر وحتى الآن، بذلت محاولات عديدة لتأسيس هذه العلاقة، لكن لم يتم تحقيق نجاح ملموس".

وأضاف "بالنظر إلى استئناف العلاقة بين إيران والسعودية، أبدت دول عربية أخرى في المنطقة أيضا رغبتها في إعادة علاقاتها مع إيران أيضا، ومن هذه الدول مصر".

وحول أثر التطبيع بين أنقرة والرياض على علاقات إيران مع الدول الأخرى، أكد فرجي راد أن "عملية التقارب بين إيران ومصر ليست سريعة للغاية، وكلا البلدين يمضيان في مسار التطبيع بحذر تام، بعد أن تم التطبيع بين طهران والرياض في 10 مارس/ آذار 2023".

وأشار إلى دور الوساطة، قائلا إن "الوسطاء يعملون في توسيع هذه العلاقات ويقومون بنقل الرسائل بين القاهرة والرياض، وإن المصريين لا يريدون أن يتم التطبيع على عجل، وينتظرون استكمال العلاقات الإيرانية السعودية أولا". 

وتابع: "الآن، وصلت مسيرة التطورات في العلاقات بين إيران والسعودية إلى موضع مقبول، وهذه القضية ليست بعيدة عن المصريين، وتستحوذ على اهتمامهم". 

وقال فرجي راد إن "إعادة فتح السفارة الإيرانية في الرياض كانت علامة بارزة ومهمة للغاية من وجهة نظر مصر والدول العربية الأخرى في المنطقة". 

واعتبر أن "النقطة المهمة هنا بالطبع هي أنه من المرجح أن يكون للقاهرة وطهران شروط لاستئناف العلاقات مع بعضهما بعضا، وأنهما ستبدآن بوصول السائحين إلى مصر، ثم يتم إصدار التأشيرات الفردية على مستوى أعلى وأوسع.

الانتباه للحساسيات

وفي إشارة إلى القدرات المتعددة لإيران ومصر لتطوير التعاون الإقليمي، قال أستاذ الجغرافيا السياسية: "إيران ومصر معروفتان بأنهما دولتان مؤثرتان في المنطقة، وتربطهما علاقات تاريخية مع بعضهما بعضا". 

وخلال الأربعين سنة التي انقطعت فيها العلاقات بين البلدين، تضرر كلاهما، رغم أن القدرة التصديرية المتبادلة لمصر وإيران تعد عالية جدا بالنسبة للبلدين، ولدى الطرفين إمكانية عالية للتبادلات في المجال الثقافي. 

ومن النقاط المهمة في العلاقات الحالية بين إيران ومصر، قال فرجي راد "قلق المصريين من انتشار المذهب الشيعي في بلادهم، وذلك رغم أن الأزهر، وهو أهم مؤسسة دينية في مصر، أقل تعصبا تجاه المذهب الشيعي من غيره من المنتمين إلى المذهب السني".

وتابع: "يمكن لإيران ومصر تطوير تعاونهما الإقليمي في مجال الاقتصاد من جهة، والتعاون من جهة أخرى في مختلف القضايا، بما في ذلك قضية فلسطين وسوريا". 

بالإضافة إلى ذلك، تمتلك مجموعة من دول الخليج ومصر وإيران والعراق القدرة على التعاون بشكل أكبر مع بعضها البعض. 

وكل هذه الأفكار "يمكن أن تتحقق إذا ما ساد سلام نسبي في المنطقة، وإذا حاول المصريون أن يكون لديهم سياسة خارجية متوازنة"، وفق الدبلوماسي الإيراني السابق.

وفسر فرجي راد ما يقصده بالسياسة الخارجية المتوازنة لمصر بإقامة علاقات مع روسيا والصين لموازنة العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية ودول الغرب.

وقال إنه "حتى وقت قريب، كانت مصر تركز على تطوير علاقاتها مع الغرب، ولم تهتم بإحداث توازن في علاقاتها الخارجية". 

واستطرد: "بطبيعة الحال، فإن الاهتمام بسياسة متوازنة سيساعد على مضي العلاقة بين إيران ومصر قدما وبشكل أفضل، ومن حسن الحظ أن علاقات مصر مع فلسطين وقطاع غزة جيدة في الوقت الحالي، وهو ما يعد نقطة توافق بين القاهرة وطهران".

وقال فرجي راد: "أؤكد أن استقرار العلاقات بين إيران ومصر يعتمد إلى حد كبير على كيفية سير العلاقات بين إيران والسعودية". 

وأضاف أن "دولا مثل مصر والبحرين والأردن وباكستان تعتمد على السعودية، وسيخلق تحسين العلاقات بين إيران والسعودية صداقة بين طهران وهذه البلدان أيضا". 

وختم فرجي راد الحوار بمسألة أخيرة، وهي "ضرورة الانتباه إلى الحساسيات في مصر، فمن الطبيعي أن يفضل المصريون التواصل مع الدول التي تولي اهتماما أكبر لمشاعرهم الدينية ومواقفهم السياسية، ويمكن أن يساعد ذلك في زيادة العلاقات الثقافية والدينية والاجتماعية".