وعود فشل بتنفيذها سابقا.. هذا ما سيفعله دونالد ترامب إذا فاز بانتخابات 2024
خلال الفترة الأخيرة، كشف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، عن برنامجه الانتخابي، الذي يرغب في تنفيذه إذا أُعيد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة في انتخابات عام 2024.
وحسب تقرير لموقع "TV5 Monde" الفرنسي، فإن أولويات ترامب هي إنجاز مشروع للسيارات الطائرة، وبناء جدار على الحدود مع المكسيك، وإقرار عقوبة الإعدام لتجار المخدرات.
مشكلة الهجرة
ووفق التقرير، فإن الجدار بين الولايات المتحدة والمكسيك لم يُستكمَل، ولكنه كان واحدا من الإجراءات الشهيرة، التي وعد ترامب بإنجازها خلال ولايته الأولى.
وأضاف الموقع أن ترامب يرغب في "تأمين الحدود بشكل كامل"، إذا ما أعيد انتخابه في الاستحقاق القادم.
وحسب "TV5 Monde"، فإنه خلال ولايته الأولى، شيدت إدارة ترامب حوالي 700 كيلومتر من الجدار الفاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك، بحدود تزيد عن 3 آلاف كيلومتر.
وتعرض ترامب لانتقادات بسبب عدم قدرته على بناء الجدار بالكامل مثلما وعد قبل انتخابه رئيسا للولايات المتحدة.
ففي 28 مايو/أيار 2023، قال حاكم ولاية نيوجيرسي السابق الذي رشح نفسه للسباق الرئاسي عن الحزب الجمهوري، كريس كريستي، إن ترامب "وعدنا عام 2016 أنه سيبني جدارا عبر الحدود بأكملها، في سنواته الأربع الأولى وستدفع المكسيك ثمنه".
وأضاف: "لكن ما أُنجز هي ربع المسافة فقط التي وعد بها ترامب، والمكسيك لم تعطنا بيزو واحدا حتى الآن".
كما أشار ترامب إلى أنه إذا انتُخب رئيسا مرة أخرى، فإنه سيسعى إلى إنهاء منح الجنسية تلقائيا للأطفال المولودين في الولايات المتحدة، إذا كان آباؤهم وصلوا للأراضي الأميركية بشكل غير شرعي.
وقالت حملة المرشح الأبرز لنيل ترشيح الحزب الجمهوري، إن الأمر التنفيذي المقترح، المخطط له في اليوم الأول من ولاية ترامب الثانية، هو أن يكون أحد الوالدين على الأقل مواطنا أميركيا، أو لديه إقامة دائمة، حتى يصبح أطفالهم مواطنين أميركيين تلقائيا.
وكان ترامب قد ألمح في 2018، أنه يعتزم إصدار أمر تنفيذي للحد من منح الجنسية عند الولادة، لكنه لم يتبع ذلك مطلقا بأي إجراء رسمي.
ووجه "كريستي" انتقادات لترامب، قائلا: "إنه يعدنا الآن بأنه سينفذ بعض السياسات الجديدة تجاه الهجرة، لكنه بالمناسبة، كان لديه الكونغرس في العامين الأولين، تحت سيطرة الجمهوريين بالكامل، ولم يجر تغييرا واحدا في هذه القوانين".
مدن واحتفالات
وأوضح الموقع الفرنسي أن ترامب وعد ببناء 10 مدن جديدة، من أجل تحقيق "قفزة كبيرة إلى الأمام في مستوى المعيشة للمواطنين الأميركيين".
وأضاف أن الرئيس السابق المرشح لولاية جديدة، يريد بناء سلسلة من المدن الكبرى، بحجم العاصمة واشنطن تقريبا، على أراضي فيدرالية غير مستغلة.
كما يخطط ترامب لبناء هذه المدن حول "مراكز صناعية" مليئة بأحدث المصانع، وستخلق هذه المدن "مستقبلا جديدا لأميركا"، وفق تصريحاته.
وقال ترامب: "سنبني مدنا جديدة في بلدنا مرة أخرى، إن مدن الحرية هذه ستعيد فتح الحدود، وتعيد إشعال الخيال الأميركي، وستمنح مئات الآلاف من الشباب وغيرهم من الأشخاص، وجميع العائلات التي تعمل بجد، فرصة جديدة لملكية المنازل".
ونقل الموقع الفرنسي عن ترامب قوله: "أريد أن أضمن أن أميركا، وليس الصين، هي التي تقود هذه الثورة في مجال النقل الجوي".
ولذلك، وعد ترامب سكان تلك المدن الجديدة بأنه سيمكنهم التنقل في سيارات طائرة، مثلما أوضح فيلم الرسوم المتحركة "ذا جيتسونز"، الذي يدور حول عائلة في مجتمع مستقبلي عالي التقنية.
وتعمل حاليا شركات الطيران والمركبات الكبرى في الولايات المتحدة على إنتاج "سيارات طائرة"، لكن من غير المتوقع أن تصل إلى السوق في المستقبل القريب، وفق التقرير.
وأضاف الموقع أن المرشح السبعيني تحدث أيضا عن هذه "الحروب الثقافية"، من قبيل الأسئلة التي تمزق البلاد، والمتعلقة بالنوع الاجتماعي، والعنصرية، والتعليم.
وتعهد ترامب بمعاقبة الأطباء الذين يقدمون رعاية للقُصّر المتحولين جنسيا، ومَن وصفهم بـ"الشيوعيين ذوي الشعر الوردي"، الذين يعلمون تاريخ العنصرية في المدارس بطرق "غير مناسبة".
وأشار الموقع الفرنسي إلى أن ترامب اقترح إنشاء ائتمان ضريبي لتعويض المدرسين الذين يدربون الطلاب على استخدام الأسلحة النارية، في وقت تئن فيه البلاد بسبب سلسلة من حوادث إطلاق النار في المدارس.
وأوضح التقرير أن الولايات المتحدة ستحتفل بالذكرى الـ 250 لإعلان الاستقلال في عام 2026.
وبهذه المناسبة، اقترح ترامب تخصيص "عام كامل للاحتفالات في جميع أنحاء البلاد" بدءا من مايو 2025.
كما وعد الرئيس السابق "بالعمل مع حكام الولايات الخمسين، الجمهوريين والديمقراطيين، لإنشاء المعرض الأميركي العظيم، الذي سيكون فريدا من نوعه"، وفق وصفه.
حرب وعفو
وقال "TV5 Monde" إن "ترامب ومن أجل محاربة أزمة الفنتانيل (مادة أفيونية اصطناعية)، اقترح تصنيف الكارتلات المكسيكية القائمة على تهريب المخدرات على أنها منظمات إرهابية".
وأضاف ترامب، في أحد مقاطع الفيديو الخاصة به: "يجب أن يحكم على تجار المخدرات بالإعدام. إنهم يقتلون مواطنينا ويسممون أطفالنا الأبرياء".
وكانت "هيئة مكافحة المخدرات" الأميركية، قد أعلنت أن سلطات البلاد "صادرت كميات من الفنتانيل، خلال 2022 فقط، تكفي لقتل جميع سكان الولايات المتحدة".
وأكدت الهيئة على أن الفنتانيل الذي كان يتسبب قبل نحو عقد بنسبة ضئيلة من الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة، بات اليوم "المخدّر الذي يشكّل أكبر خطر على الحياة" في الولايات المتحدة.
وأفادت بأن هذه "المادة الأفيونية الاصطناعية تسبب الإدمان بشكل كبير، وهي أقوى 50 مرة من الهيرويين".
وأشارت إلى أن "2 ميلي غرام فقط من الفنتانيل، أي ما يوازي الكمية الصغيرة التي يمكن وضعها على طرف قلم، تعتبر جرعة قاتلة".
كذلك، دافع دونالد ترامب أيضا عن عودة عمليات الإيقاف والتفتيش التعسفية المعروفة باسم "ستوب آند فرسك".
وهي ممارسة شرطية مثيرة للجدل أدت في الماضي إلى استهداف غير قانوني للسود واللاتينيين على وجه الخصوص، حسب الموقع الفرنسي.
كما تعهد بنشر الحرس الوطني "لاستعادة القانون والنظام"، وهذه إحدى الصيغ المفضلة لديه في المدن التي يديرها سياسيون يساريون، وفق التقرير.
علاوة على ذلك، وعد ترامب بالعفو عن "جزء كبير" من مؤيديه المسجونين، بعد مهاجمة مقر الكونغرس الأميركي في 6 يناير/كانون الثاني 2021.
وقال الموقع الفرنسي إنه "في ذاك اليوم الشتوي البارد، نشر آلاف المتظاهرين الفوضى والعنف في قِبلة الديمقراطية الأميركية، عندما صدق النواب على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية".
ووفق التقرير، فقد أسفرت التحقيقات الموسعة، التي أعقبت الحدث، عن اعتقال أكثر من 1000 شخص، حُكم على قرابة 300 منهم بالسجن، بعضهم بتهمة التحريض والتمرد.