"مدينة البارود".. غضب واسع من العدوان الإسرائيلي على جنين وتنديد بموقف السلطة

12

طباعة

مشاركة

مستخدمة الطائرات المسيرة والدبابات والجرافات ومحدثة خرابا في البنى التحتية ودمارا للممتلكات، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين وخيمها في الضفة الغربية برا وجوا، ما أسفر عن استشهاد 8 أشخاص وإصابة 27 آخرين بجروح بينها 7 حالات خطيرة.

وأعلنت مجموعات المقاومة صد عدد من محاولات جيش الاحتلال للتقدم على أكثر من محور في مخيم جنين، مشيرة إلى أنها أعطبت عدة آليات عسكرية وجرافة تابعة للاحتلال خلال الاشتباكات المتواصلة منذ منتصف ليل الأحد- الإثنين 3 يوليو/تموز 2023.

وقالت "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس إنها تمكنت هي وكتائب شهداء الأقصى من إسقاط طائرة إسرائيلية مسيرة، ونجحا في السيطرة عليها بعد استهدافها بوابل من الرصاص.

وحملت حركتا المقاومة الإسلامية "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن التداعيات المترتبة على عمليته العسكرية في جنين.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، إن "الدم الذي يراق في جنين سيحدد طبيعة المرحلة المقبلة في الاتجاهات والمسارات كافة".

فيما قال مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي، داود شهاب، إن "خيارات الرد ستكون واسعة وشاملة ما لم يتوقف العدوان على جنين".

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، باعتقال حوالي 15 فلسطينيا، في إطار مداهمات للمنازل في جنين، ونقلت عن مصدر أمني أن القوات تعمل على الاستيلاء على مبان ومنازل لمسلحين في جنين واعتقال مطلوبين.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن عملية جنين تجرى بقيادة القوات الخاصة وبعدد قوات لا مثيل له منذ الانتفاضة الثانية (2000-2005)، فيما قال الإعلام العبري إن العملية هي الكبرى منذ عملية "السور الواقي" في 2002، وتهدف إلى استعادة الردع الإسرائيلي شمال الضفة الغربية خاصة في جنين.

وأشار ناشطون على تويتر إلى أن الاجتياح الإسرائيلي عام 2002 يتكرر الآن بعد 21 عاما، لكنه يقابل بعزيمة أقوى وبأس أشد من أبناء جنين، مبشرين بتحطيم آمال سلطة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، كما حطموا قادة الجيش في السابق.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #جنين_تحت_القصف، و#جنين_تقاوم، #بأس_جنين، وغيرها من الوسوم، أشادوا بصلابة المقاومة وجرأة المقاومين في مواجهة تجبر جنود الاحتلال المدججين بالسلاح، وأثنوا على تعاظم قدرتها وإبداعاتها في هزيمة العدو وإلحاق خسائر مادية له.

وحث ناشطون المدن المجاورة وأهالي فلسطين كافة على مساندة المقاومة وتقديم أشكال الدعم كافة لهم، وتحطيم آمال الاحتلال وقادته وقطع الطريق على مساعيه لاستعادة "الردع" و"الهيبة" التي داستها أحذية مقاومي جنين بأسلحتهم البسيطة.

وصبوا جام غضبهم على السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، واتهموها بالعمالة للاحتلال وتقديم الدعم له في حربه التي يشنها على جنين من خلال مواصلة التنسيق الأمني وملاحقة المقاومين.

تحية للمقاومين

وتفاعلا مع الأحداث، حيا عضو قيادة حركة حماس في الخارج، علي بركة، "أهل مخيم جنين الصامدين، وكل فصائل المقاومة الذين يدافعون عن المخيم ويتصدون لقوات الاحتلال الصهيوني بكل ثبات وشجاعة"، مشيرا إلى أن "المعنويات عالية والمقاومة مستمرة، والعدو جبان ويخشى المواجهة البرية".

وعرض الصحفي رضا ياسين، مقطع فيديو لاستهداف المقاومة لآلية لقوات الاحتلال، مشيرا إلى "دعوة المقاومة الأهالي إلى الإسناد العاجل للمقاومين بالعتاد والرصاص والمشاركة في القتال والدفاع عن المخيم وأرض فلسطين". وعرض الكاتب رضوان الأخرس، رسالة صوتية من أحد قادة المقاومة في جنين يعلن فيها تحديه للاحتلال واستمرارهم بالقتال حتى الشهادة. وقال المحامي والباحث السياسي، صالح أبو عزة، إن "مقاومي كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، يتفانون في صد عدوان الاحتلال عن مخيم جنين".

خيانات السلطة

وإلى جانب الإشادة بقدرة المقاومة وتفانيها في الدفاع عن جنين والتصدي للعدوان، ندد ناشطون بموقف رام الله المتخاذل مع الفلسطينيين والداعم للاحتلال الإسرائيلي بشتى الوسائل الممكنة.

وقال المحامي الكويتي ناصر الدويلة، إن "رجال المقاومة يتصدون بقوة وبطولة رائعتين رغم شدة الزخم المصاحب لاقتحام العدو المخيم، وبقدر ما تتحقق إصابات في صفوف العدو بقدر ما يحاول العدو اختصار عملياته وإنهاءها بسرعة، وتبقى السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية المصدر الرئيس لمعلومات العدو، فمن هو العدو يا رام الله".

وأشار الباحث في شؤون الجماعات، حذيفة عبدالله عزام، إلى أن "سلطة عباس تعتقل وتختطف من توجهوا لنصرة جنين من القرى المحيطة بها وأبرزها طوباس". وأكد المحامي محمد أبو رايا، أن "إسرائيل ما كان لها أن تكون قوية تستقوي على جنين ومخيمها لولا أن أقامت سلطة عباس/لحد الوكيلة لها في قمع المقاومة وتسكت على حرث الاحتلال لشوارع جنين مقابل دراهم معدودة لجواسيسها".

حقيقة العدوان

وبرز حديث سياسيين وناشطين عن الأهداف الحقيقية من وراء العدوان الإسرائيلي على جنين، مؤكدين أنه لن ينال مآربه وسيواجه عدوانه بقوة وتصد واسع من الأهالي والمقاومين.

وأوضح ممثل حركة حماس في لبنان، أحمد عبدالهادي، أن "الاحتلال الصهيوني يسعى من خلال عمليته الآثمة على جنين إلى القضاء على المقاومة فيها ثم بعد ذلك في كل الضفة".

وتابع: "كما يسعى أيضا إلى تغيير قواعد الاشتباك ومعادلات الردع مع المقاومة عموما واستعادة هيبته للبناء على الشيء مقتضاه، ولذلك فإن نتائج المعركة سيكون طابعها إستراتيجيا".

وأكد عبدالهادي أن "العملية العسكرية التي يشارك فيها مئات الجنود والقناصة من ألوية ووحدات النخبة الملحقة بعشرات الطائرات والمركبات الحربية تهدف للقضاء على الحالة النضالية المتنامية في جنين ومناطق الضفة الغربية المحتلة كافة".

وشدد على أن "هذا العدوان وجرائم الإبادة المستمرة لن يمررها شعبنا ومقاومته دون رد وعقاب".

وأكد الناطق الإعلامي باسم حركة حماس، حازم قاسم، أن "الاحتلال لن ينجح في تحقيق أهدافه من العدوان الواسع على جنين، وأن الشعب ومقاومته سينتصرون في معركة الإرادات مع العدو الصهيوني". وعد المغرد مؤمن أبو زعيتر، "إقدام العدو الصهيوني على عملية الاغتيال الجبانة لثلة من قادة المقاومة في جنين حماقة سيدفع ثمنها غاليا وسيترجم رد المقاومة بحمم من الرصاص والعبوات المتفجرة التي تستهدف العدو ومستوطنيه الذين يعيثون فسادا في الضفة الغربية".  ولفت الخبير المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، سعيد بشارات، إلى أن "العملية الواسعة التي تجرى في جنين خطط لها نتنياهو وحلفاؤه لتنفيذها في هذه الوقت، قبل ساعات من التشويش الأخطر الذي كانت تخطط له المعارضة في مطار اللد - بن غوريون- والذي كان سيسبب له إحراجا يشبه الأحداث التي سبقت وقف التشريعات قبل شهرين". فيما أشار الباحث في الشؤون الإسرائيلية عدنان أبو عامر، إلى أن "تنفيذ جيش الاحتلال عدوانه على جنين كان متوقعا، في محاولة للقضاء على المقاومة، وعدم اقتصاره على سيناريو بعينه، بل الدمج بين كل الخيارات العسكرية، واختيار أساليب تتضمنها مجتمعة، في ضوء الوتيرة الحالية من الهجمات، دون توفر ضمانة بنجاح الاحتلال في مهمته العدوانية". وأكد يزن ناصر، أن "العدوان الصهيوني على جنين لن يجلب للعدو الأمان والاستقرار ولن يعيد الردع له، بل ستتدحرج كرة اللهب لجميع الساحات وسيدرك نتنياهو وكلابه عندئذ حجم الحماقة التي ارتكبوها بتماديهم في الإرهاب على جنين". ورأى الكاتب والمحلل السياسي إياد القرة، أن "نتنياهو يذهب برجليه لوحل جنين". ووصف الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، رهان الاحتلال على كسر إرادة المقاومة في الشعب الفلسطيني بأنه "رهان فاشل جدا"، مذكرا بشن شارون الذي وصفه بالمجحوم عدوانا واسعا على شمال الضفة عام 2002 باسم "السور الواقي" قتل المئات ودمر مخيمي جنين ونابلس.

وأوضح أن "الذين ولدوا في تلك السنة هم الذين يقاتلون ويدافعون الآن عن شعبنا ومخيمنا"، مؤكدا أن "المقاومة لم تنتهِ باستشهاد واعتقال رجالها بل تزيد وتتصاعد لأن شعبنا يتوق للحرية والخلاص من ظلم الاحتلال وعدوانه".

جرائم الاحتلال

وسلط ناشطون الضوء على ما أسفر عنه عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مخيم جنين منذ بدايته وما خلفه من تدمير للبنى التحتية واستهداف لدور العبادة.

الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، أشار إلى أن جنين ومخيمها في معركة جديدة تشبه معركة ربيع العام 2002، لافتا إلى أن جيشا بطائرات وآليات يطارد عددا محدودا من الأبطال بإمكانات بسيطة.

وأضاف: "مقاومة باسلة وشهداء وجرحى، رغم فارق الحاضنة بين زمن انتفاضة الأقصى وزمن التنسيق الأمني"، مبشرا بأن "حملة الغزاة ستنتهي، لكن روح البطولة لن تخمد، بل ستتصاعد، بإذن الله".

وأكد في تغريدة أخرى، أن "جنين (مخيما ومدينة) تحاصر الغزاة ولا يحاصرونها، تحاصرهم لأنها تواصل إنجاب الأبطال"، مشيرا إلى أن "أبطال المعركة الحالية ضد جيش بدبابات وطائرات وآليات وأحدث تكنولوجيا؛ كانوا أطفالا أو لم يولدوا بعد حين أذلّ المخيم الغزاة في معركة 2002".

وأشار الكاتب جهاد حلس، إلى أن "جيش الاحتلال قصف مساجد جنين ودمرها بحجة أنها منبع الإرهاب"، داعيا بالقول: "اللهم دمر جيشه، واهزم جنده، واقصم ظهره، وأرنا فيه يوما أسود كيوم فرعون وهامان وجنودهما". وأوضحت الثائرة كاتيا ناصر، أن الاحتلال قصف جوا (بين "الأهداف"مسجد ومسرح)، وبعث بتعزيزات برّية ضخمة -مئات الآليات والجرافات بنحو ألف جندي، وعرقل عمل الإسعاف، ودمّر الشوارع، وجرف أجزاء من منازل.

وأضافت أن كل هذا ومازال عند أطراف المخيّم منذ 8 ساعات، متوقعة أن تكون الساعات وربما الأيام المقبلة حافلة.

بأس جنين

وتحدث ناشطون عن مكانة جنين وصمودها وثبات مقاوميها وأهلها وتصديهم لجرائم الاحتلال وقهرها لسلطة الكيان الإسرائيلي، مؤكدين أنها ومقاومتها الباسلة شوكة في حلق المحتل وسهم يفقأ عين الاحتلال.

وقال كمال حسن الخطيب، إن "جنين هامة وعلامة، جرّعت العدوّ الصّهيوني أمَرّ الصعَقات، وتَبِعته بهزائم وخسائر، نشهد اليوم بأن جنين قالت بالسّلاح كلمتها، وأسمَعَت بالرصاص غايتها، وبأنها ما وهنت يوما، ولا تجرّعت ذُلا، بل كانت في كل مرّة واقفة حرة عزيزة، وقوف الأسد في عرينه".

ورأى الباحث في المحتوى الإعلامي المرئي، راجي الهمص، أن "بأس جنين هو عنوان مرحلة من مراحل مقاومة الشعب الفلسطيني، لن يقتصر مداها على جنين، بل سيمتد ليشتمل جغرافيا أوسع".

وتابع: "وسيخلق حالة من الوحدة القائمة على المقاومة في مواجهة مشاريع المستوطنين، ولن يكتب التاريخ للاحتلال أي نصر في هذا المخيم، بل سينبري الأبطال من كل الساحات نصرة لمخيم العز".

ووصف الكاتب محمد سعيد نشوان، جنين بأنها مدينة البارود الذي لا يهدأ ومدينة البنادق التي لا تصدأ، داعيا الله أن يكسر شوكة عدوهم وينصرهم عليهم. وأكد الصحفي وائل أبو عمر، أن "جنين تُدافع عن وطن وتدفع فاتورة العزة والكرامة، مترحما على أقمارها وداعيا الله أن يسدد ضربات أبطالها".

وشدد الكاتب إبراهيم المدهون، على أن "مخيم جنين موحد بكامل فصائله وكتائبه سرايا القدس، وكتائب القسام، وشهداء الأقصى وأبو علي مصطفى وغيرهم، يواجهون موحدين عدوان جيش الاحتلال برا وجوا، ويرمون عن قوس واحدة"".

ووجه التحية لكل طفل وشاب وامرأة ورجل مقاوم في جنين، متمنيا النصر لهم.