بعد سماحها بحرق المصحف.. دعوات متصاعدة لمقاطعة منتجات السويد وطرد سفرائها

12

طباعة

مشاركة

ردا على سماحها لمتطرف بحرق نسخة من القرآن الكريم في أول أيام عيد الأضحى المبارك، أطلق ناشطون حملة عبر تويتر لمقاطعة منتجات السويد وطرد سفرائها من الدول العربية والإسلامية.

وفي 28 يونيو/ حزيران 2023، مزق شاب من أصول عراقية نسخة من القرآن الكريم، وأضرم النار فيه أمام مسجد ستوكهولم المركزي الذي يعد أكبر مساجد السويد، بعد أن منحته الشرطة السويدية تصريحا بتنظيم الاحتجاج إثر قرار قضائي. 

ومن المقرر أن تعقد منظمة التعاون الإسلامي اجتماعا طارئا في جدة بالسعودية في 2 يوليو/ تموز 2023، لمناقشة الحادث، فيما أعرب الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة عن "إدانته القاطعة" لحرق المصحف.

وفي السويد، دعا رئيس الوزراء أولف كريسترسون، في 30 يونيو، إلى التهدئة، وقال "يصعب تحديد ما ستكون عليه العواقب. أعتقد أن على الكثير من الأشخاص التفكر في الأمر".

تفعيل المقاطعة

وعبر تغريداتهم على وسم #مقاطعة_المنتجات_السويدية، أعرب ناشطون عن استيائهم من ردود الفعل الرسمية العربية والإسلامية الباهتة، داعين الحكومات لاتخاذ قرارات أكثر تأثيرا وفعالية بطرد سفراء السويد من دولهم وإعلان المقاطعة الاقتصادية في إطار قرار "جمعي" يكون له تأثير رادع.

وبرز الحديث عن قوة تأثير الموقف الشعبي الرافض والمناهض للإساءة للإسلام والمسلمين ومقدساتهم والقرآن الكريم، داعين الشعوب لمواصلة الضغط واتخاذ مواقف مغايرة لخذلان الأنظمة الحاكمة بالانتصار للقرآن عبر تفعيل سلاح مقاطعة المنتجات السويدية.

وانتقد ناشطون موقف أمين عام رابطة العالم الإسلامي محمد العيسى، الذي اكتفى بإعادة نشر مقابلة سابقة له في برنامج "في الآفاق" على قناة إم بي سي السعودية، بتبريره أن ما حدث هو حرق نسخة من المصحف الشريف وليس القرآن الكريم، وأن الأخير محفوظ بحفظ الله جل وعلا.

وتفاعلا مع الأحداث، أوضحت الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام، أن من وسائل ردع الغرب عن التعدي على مقدسات المسلمين هي مقاطعه المنتجات السويدية.

ودعت من يسأل عن جدوى سلاح المقاطعة للاستماع إلى كلام الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي، وهو يبين كيف أجبرت المقاطعة الاقتصادية الإمبراطورية البريطانية على الاستسلام.

وأكد رئيس مركز تكوين العلماء محمد الحسن الددو، أن مقاطعة المسيئين والمعتدين على ثوابت الأمة ومقدساتها واجب شرعي، وانتصار لله، ولرسوله وللمؤمنين.

ورد الأمين العام المساعد لرابطة علماء المغرب العربي أحمد الحسني الشنقيطي، على المشككين في جدوى المقاطعة الاقتصادية بقول الشيخ محب الدين الخطيب، إن "المقاطعة عنوان الرجولة والعزم". 

وعرض صاحب حساب نحو الحرية، صورة مجمعة لعدد ضخم من المنتجات السويدية، متسائلا: "هل ستكون من جملة المقاطعين للمنتجات السويدية؟".

 

ضعف عربي

واستنكر ناشطون ضعف موقف الأنظمة العربية والإسلامية تجاه حرق القرآن الكريم في السويد، مشيرين إلى أن مواقف الحكومات التي أصدرت بيانات شجب وإدانة جاءت بعد تصاعد ردة الفعل الشعبية الغاضبة.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، أن ما ينبغي أن يُقال هو إن أكثر ردود الفعل الرسمية العربية على قضية المصحف في السويد، ورغم تواضعها، قد جاءت استجابة للغضب الشعبي الذي عكسته أكثره مواقع التواصل.

وقال: "لذلك نرفض دائما التقليل من شأن أي جهد ولو كان مجرّد كلمات"، مؤكدا أن النبض الشعبي يفرض نفسه على صاحب القرار؛ على تفاوت بين طرف وآخر.

وأشار رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية جابر الحرمي، إلى قائمة الدول الغربية التي أساءت للإسلام والمسلمين والسماح بحرق القرآن الكريم بموافقات رسمية وبحراسة من يقوم بذلك "كثيرة"، متسائلا: "ماذا فعلت الدول العربية والإسلامية حيال تلك المواقف".

وأجاب: "لا شيء غير البيانات المستنكرة والمنددة"، مؤكدا أن هناك إمعانا غربيا بإهانة مقدسات المسلمين، في المقابل لا نجد مواقف فاعلة لدول يُشكّل الاسلام مرجعية لها على الأقل حسب دساتيرها.

وأضاف الحرمي: "تخيّلوا.. لو أن منظمة التعاون الإسلامي أعلنت أن دولها الأعضاء ( 57 عضوا موزعة على 4 قارات ) سوف تتوقف عن التعاملات التجارية مع السويد الحالة الأحدث في الإساءة للقرآن الكريم".

وتابع: "ماذا تتوقعون يكون موقف السويد والدول الأخرى التي أقدمت أو تفكّر بمنح حماية لمن يرغب بالإساءة للإسلام أو بحرق القرآن الكريم؟".

وقال أبو زينب الهاشمي: "لو أن الإساءة كانت موجهة ضد عَلَم أو صورة زعيم أو ملك من ملوك البلاد العربية أو الإسلامية لسارعوا إلى طرد السفراء وإغلاق البعثات الدبلوماسية والشجب والاستنكار، لكن حينما تكون الإساءة لرموز ديننا الإسلامي، يصمت الجبناء الخونة".

وسخر أبو حامد العامري، من الدول العربية التي كان لها رد فعل، باقتصاره على تسليم السفير "رسالة احتجاج"، قائلا: "لو انتقدت السويد أحد حكومات هذه الدول، فإن السفير السويدي يطرد والعقود كلها تلغى، والعلاقات التجارية كلها تحظر".

مطالبات بالردع

وطالب ناشطون بالرد على السويد والغرب ردا حاسما رادعا لمثل هذه التصرفات التي تمثل ازدراء للإسلام والمسلمين، واتخاذ قرار تاريخي وملزم وبالإجماع، بسحب سفراء الدول العربية والإسلامية من السويد ومنع الاستيراد منها.

وقال حمد الكواري، إن مكافحة الإرهاب تستدعي محاربة بواعثه ومن بواعثه استفزاز المشاعر للأمم، مؤكدا أن حرق القرآن الكريم في (السويد) "إرهاب".

وأضاف أن المسلمين يتحملون نصيبهم من المسؤولية في استخفاف العالم بمقدساتهم، فلو أدرك المرتكبون للعمل الاستفزازي أن ردة الفعل تكون بحجم الأمة وقدراتها لتحقق الردع المانع للفعل نفسه.

 

وأكد عبدالعزيز الفيلكاوي، أن أقل تصرف تجاه حكومة السويد هو إغلاق سفاراتها في الدول الإسلامية إن وُجدت، واعتبار السفير وطاقمه الدبلوماسي غير مُرحب بهم، أما الشجب واستدعاء السفير وتسليمه مذكرة احتجاج فهذا أقل الإيمان وغير كافٍ.

وتوقع الشاعر والإعلامي مهدي حمد العجمي، أن يكون هناك وقع ونتيجة إيجابية ضد من فعل الفعل القبيح بإحراق القرأن الكريم، إذا كان هناك قرار بالإجماع للقيادات العربية والإسلامية كافة ضد السويد بقطع العلاقات والمصالح المشتركة وخاصة الاقتصادية، مؤكدا أن الاجتهادات الشخصية والتفاعل الوقتي لن يكون مجديا.

وتداول ناشطون صورا لمنتخب العراق الذي رفع لاعبوه المصحف الكريم في رد رمزي على حرقه في السويد، وأخرى للمشجعين في المدرجات رافعين لافتة مدونا عليها "القرآن الكريم دستورنا الخالد والدفاع عنه واجب شرعي على كل المسلمين".

خذلان سعودي

واستنكر ناشطون موقف محمد العيسى أمين رابطة العالم الإسلامي التي تقودها السعودية من حرق القرآن الكريم ودفاعه عن السويد ورفضه مقاطعة منتجاتها.

وتساءل رئيس حزب الأمة الكويتي حاكم المطيري: "أهذا حقا أمين رابطة العالم الإسلامي أم ممثل الاتحاد الأوربي!، وهل هو يدافع هنا عن القرآن أم عن الدستور السويدي! وما الفرق بين حرق المصحف وحرق القرآن!".

وكتب صباح محمود الفلاحي: "هذا النزغ محمد العيسى يدعي بأن القرآن لم يتم حرقه من قبل الخنزير في السويد ويقول ما حدث هو حرق نسخة منه وأنه يطالب بعدم مقاطعة المنتجات السويدية ويطالب ايضا المسلمين هناك  بأحترام القانون والتعايش بسلام، أي سفالة وسقوط يجسدها هذا الدعي والنظام السعودي".

وعلق أستاذ الاتصال السياسي أحمد بن راشد بن سعيد، على كلام العيسى، قائلا: "ألا لعنة الله على حكمة تجعلني مستسلما أمام حرق كتاب ربّي!".

واستنكر محاولة العيسى تهوين جريمة حرق المصحف الشريف في السويد، وتسويغه السكوت عنها، ورفضه رفضا تامّا مقاطعة المنتجات السويدية، والتذرّع بأنها قرار تتخذه الدولة لا الأفراد ولا الجماعات.

وانتقد تظاهر العيسى بالحكمة التي لا تعني سوى طأطأة الرأس للجريمة، وابتلاع الإهانة، والإغضاء على الضيم، داعيا كل مسلم على وجه الأرض أن يقول "لا" لهذا الخطاب الانهزامي وأصحابه.

وندد المغرد مراد، بتبرير أمين رابطة العالم الإسلامي للحكومة السويدية وحزبها الحاكم المتطرف السماح بحرق القرآن بدعوى القوانين وحرية التعبير؟ متسائلا: "لو حرقت صورة لابن سلمان في السويد هل سيقول أيضا حرية تعبير ومجرد نسخة وصورة؟".

وسخر ناصر، نجل الداعية السعودي المحتجز في سجون النظام السعودي، عوض القرني، من حديث العيسى، قائلا: "حتى أم من حرق المصحف لا تستطيع التبرير لهذا الفعل أفضل من العيسى".