ضعف رهيب.. استنكار لقصف بوتين إدلب وتجاهله فاغنر وسط خذلان دولي وعربي

12

طباعة

مشاركة

بالتزامن مع تمرد مليشيا "فاغنر" على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقيادة الجيش، والذي سرعان ما تم احتواؤه، ورغم انتهاء الجولة العشرين من مسار "أستانا" بتثبيت التهدئة وخفض التصعيد، صعدت موسكو عملياتها العسكرية بغارات أوقعت قتلى وجرحى في سوريا.

الطائرات الحربية الروسية استهدفت في 25 يونيو/حزيران 2023، سوقا شعبيا للخضار على أطراف مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، ما أسفر عن وقوع 9 قتلى و61 جريحا، وذلك ضمن هجمات متواصلة تشنها منذ أكثر من أسبوع على شمال غرب سوريا.

وأفاد الدفاع المدني السوري، بأن الغارة الجوية سبقها غارات مماثلة استهدفت أبنية ومزارع على الأطراف الغربية لمدينة إدلب، وتبعها قصف مدفعي لقوات النظام وروسيا استهدف أطراف قرية كنصفرة وسرجة ومنطف.

ونالت الغارات الروسية أطراف سرمين ومسجدا في بلدة آفس وبلدة النيرب والتي أصيب فيها مسن بجروح طفيفة، في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، كما استهدفت غارة جوية روسية أيضا أطراف مدنية أريحا وأطراف قرية بينين جنوبي إدلب.

وندد ناشطون بعمليات روسيا وقصفها المدنيين في المواقع التابعة للمعارضة شمال إدلب بسلاح الجو الذي لم يستهدف قوات التمرد "فاغنر" وهي متجهة صوب العاصمة موسكو، مستهجنين الخذلان الأممي والدولي والعربي للشعب السوري والتواطؤ مع موسكو ونظام بشار الأسد.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #مجزرة_جسر_الشغور، #انا_سوري_لست_ارهابي، #جسر_الشغور، وغيرها، اتهموا بوتين بمحاولة فرض قوته واسترجاع شخصيته وهيبته التي فقدها بعد إعلان مؤسس مجموعة فاغنر يفجيني بريغوجين تمرده، وذلك عبر آلية قتل المدنيين في إدلب.

ورأى ناشطون أن بوتين يذكر الجميع بإجرامه في سوريا وينتقم بقصف جوي على جسر الشغور موقعا العشرات بين قتيل وجريح، وذلك بعد انهيار صورته والضعف الرهيب الذي ظهرت به روسيا خلال اليومين الماضيين.

واستنكروا تبرير قنوات إعلامية بارزة محسوبة على النظامين السعودي والإماراتي المطبعين في رئيس النظام السوري بشار الأسد، منها قناتا "سكاي نيوز" و"العربية"، الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد وحليفه الروسي، بالزعم أن القصف "استهدف إرهابيين".

مذابح روسية

وتفاعلا مع الأحداث، كتب الصحفي أحمد موفق زيدان، تحت عنوان "مجزرة جسر الشغور"، أن "طيران البلطجي بوتين كان يفشُّ خلقه في المدينة الوادعة قرب إدلب بعد أن أقلقه وأقض مضجعه تمرد فاغنر ليُعيد جزءا من هيبته التي مسحت بالأرض على حساب الأطفال والنساء والشيوخ الذين كانوا يتسوّقون في بازار المدينة الأسبوعي استعدادا للعيد".

ولفت موفق زيدان إلى أن "الحصيلة بلغت أكثر من 13 شهيدا وعدد من الجرحى، وواصل طيران المجرم القاتل قصفه لأطراف مدينة إدلب، تماما كوحش مدجج بالسلاح، يحظى بصمت وتآمر كل من حوله، أثناء افتراسه طفلا أعزل، متباهيا أمام الكل بقوته وجبروته بسحق الطفل الوادع".

وقال السياسي السوري جورج صبره: "يتعرض بوتين ونظامه لفضيحة سياسية وعسكرية مذلة في روستوف وموسكو وكل أوكرانيا وروسيا من عصاباته التي أنشأها ورعاها واستخدمها، ويحاول استعادة هيبته باستعراض جعبته المزدحمة بأدوات القتل والإجرام على دماء السوريين في بيوتهم والأسواق التي تؤمن عيشهم في جسر الشغور وإدلب". وذكرت الصحفية مريم محمد، بأن "بوتين لم يطلق رصاصة واحدة على رتل من أرتال قوات فاغنر المتمردة التي كانت تزحف نحو موسكو وأطلق بعدها صواريخ على سوق في جسر الشغور شمال سوريا ليقتل 12 مدنيا بينهم أطفال ونساء ويصيب 30 آخرين".

وأضافت: "بريغوجين يتمرد في روسيا وبوتين يعاقب المدنيين في سوريا! لعنة الله على كل من أحبه!". 

وكتب ثابت الحسن: "لم يستطع الجيش الروسي قصف فاغنر الذي تمردت عليه واحتلت مدينة رئيسة هي روستوف وكانت في طريقها إلى موسكو، لكنه لا يزال يرمي ما بقي له من ذخائر وقنابل على رؤوس المدنيين في إدلب وجوارها من سوريا المحتلة".

وتابع: "لم يستوعب بوتين الدرس بعد لا في أوكرانيا ولا في روسيا وأن هزيمته باتت وشيكة".

عهر إعلامي

وانتقد ناشطون زعم قناتي "العربية" و"سكاي نيوز" أن القصف الروسي كان لمواقع "تضم إرهابيين"، ونقل الأخيرة كذبا عن المرصد السوري قوله إن القصف كان لـ"مواقع الفصائل المسلحة"، وعدوهم شركاء في الجريمة ومجرد أدوات لإخفاء جرائم روسيا وتلميع صورتها.

واستنكر الصحفي عادي العبدالله، قول سكاي نيوز إن القصف الروسي كان على مواقع للفصائل المسلحة، قائلا: "بالشهادات والفيديوهات والصور وتوثيقات الدفاع المدني السوري المنطقة التي قُصفت هي سوق شعبي للخضار إلا عند سكاي فهي مواقع للفصائل المسلحة!".

وعد هذه القناة شريكة في الجريمة يجب رفع دعوى قضائية ضدها، معربا عن استيائه من تبريرها للجريمة بدون أدنى درجات الخجل.

وعرض المحامي الدولي، أسامة أبو زيد، صورة تظهر آثار الدمار التي خلفها القصف الروسي على سوق الخضراوات، وعلق قائلا: "مواقع الفصائل المسلحة التي استهدفها القصف بحسب سكاي نيوز". وسخر الناشط عمر مدنية، من ادعاءات القنوات الإعلامية، قائلا: "الأسد وبوتين قصفوا سوق الخضار في جسرالشغور بإدلب فقتلوا وأصابوا عددا كبيرا من المدنيين بينهم أطفال، فنقلت قناة سكاي نيوز العربية وقناة الحدث الخبر ووصفوا الضحايا بالإرهابين". واستهجن الناشط ماجد عبد النور، اتفاق قناتي سكاي نيوز الإماراتية والعربية السعودية مع قناة الميادين الإيرانية على وصف ضحايا القصف الروسي على إدلب بـ"الإرهابيين"، قائلا: "سبحان من جمع الكلاب على قصعة واحدة". ولفت المحامي أحمد الموسى، إلى أن المتحدث الأوربي، دان تشونيسكو، والمبعوث الألماني شتيفان شنيك، قد أدانوا الجريمة التي ارتكبتها القوات الجوية للاحتلال الروسي في إدلب ضد مدنيين عزل، بينما قناة العربية تتبنى رواية عصابة أسد، وتصف المدنيين الذين قتلوا (بالإرهابيين)"، معقبا: "شتان بين الحقيقة والعهر الإعلامي". وعلق الصحفي قتيبة ياسين، على طريقة تناول سكاي نيوز للخبر، قائلا: "إعلام ولاد زايد -في إشارة إلى رئيس الإمارات محمد بن زايد-، يرى أن سوق الخضار الذي قصفته روسيا عبارة عن مواقع للفصائل المسلحة.. حتى إبليس لن يصل لقعركم". ونعت رسام الكاريكاتير، عمار آغا القلعة، قناة سكاي نيوز عربية بـ"مدرسة الكذب الإعلامي الناطق بالعربية"، مشيرا إلى أن "صهيونيتها تفوح منها ومن شعارها ومن ألوانها ومن مصدرها المريب مجهول الهوية الذي تلصق به أكاذيبها وافتراءاتها على شهداء الشعب السوري".

صمت وخذلان

واستنكر ناشطون مرور القصف الروسي على المدنيين السوريين بجسر الشغور، بلا أي تعليق من الدول الضامنة لخفض التصعيد، أو التي تسعى للتطبيع مع نظام الأسد أو المجتمع الدولي.

وعّد مؤسس تيار الأمة، محمود فتحي، "القصف الروسي على جسر الشغور، أحد بركات التطبيع العربي مع بشار الكبتاجون من جهة، وخلافات الثوار مع بعضهم البعض وغياب التنسيق من جهة أخرى".

وتهكم حمود الحاجي، على التجاهل العربي للإجرام الروسي بحق أهالي إدلب، قائلا: "ما في شيء يا عرب ما في شيء تجارب سلاح، صمت حكام العرب أمام الإجرام الروسي". وقال نوفل الحمداني: "روسيا المجرمة مازالت تمارس قتل السوريين أمام مرأى العالم دون رادع، والغرب يتفرج والعرب بين يشجب ويستنكر ومنهم من يخون ويشيطن"، متسائلا: "متى تنعم منطقتنا بسلام من الفتن التي تحاك ضدها!!". وكتب أحد المغردين: "يا الله الملاحدة الروس والملاحدة النصيرية يقصفون سوق الخضر،  حتى الإدانة العربية والإسلامية عزت، كأن سكان إدلب ليسوا بشرا، يا رب في هذه الأيام المقدسة أذق بوتين الذل وأمته موتة لم يمتها إنسي ولا جان". وعلق آخر قائلا: "طبعا كالعادة صمت مطبق بكل العالم، الغرب وأميركا يلاحقون روسيا بكل مكان وتحت أي حجر، لكن لما يتعلق الأمر بدماء المسلمين فالصمت المطبق هو سيد الموقف".

ووصف ذلك بأنها "إنسانية المجتمع الدولي المتحضر الذي يتغنى بعدالته الحمقى".