مليشيا حميدتي تخرب السفارات وتسيطر على مؤسسات الخرطوم.. وناشطون: أين الجيش؟

12

طباعة

مشاركة

موجة غضب واسعة أثارها احتدام الاشتباكات في السودان، بين الجيش وقوات الدعم السريع في محيط مجمع "اليرموك" للصناعات العسكرية جنوبي الخرطوم، وسط تضارب بيانات الطرفين بشأن سيطرتهما على الموقع.

وتسببت الاشتباكات في اشتعال النيران بالقرب من المستودعات الرئيسة للغاز والوقود، وأظهرت مقاطع فيديو ألسنة اللهب والدخان تتصاعد من عدة أماكن بالمنطقة.

فيما تعرضت سفارتا الرياض والمنامة في السودان للاعتداء والتخريب، وأفادت خارجية السعودية في بيان بتاريخ 7 يونيو/ حزيران 2023 بأن "جماعات مسلحة" عبثت في مبنى السفارة والملحقيات التابعة لها، وخربت سكن وممتلكات الموظفين العاملين في السفارة.

كما تعرض مقر سفارة البحرين في الخرطوم ومنزل السفير للاقتحام والتخريب من قبل إحدى المجموعات المسلحة، وفقا لبيان للخارجية البحرينية.

وفي خبر مأساوي، أعلنت مستشفى علاج الكلى في مدينة الجنينة غربي السودان، أن جميع مرضاها توفوا نتيجة النقص في إمدادات العلاج، بالإضافة إلى خروج جميع المراكز الصحية عن الخدمة وانعدام أسطوانات الأوكسجين والدم للمرضى.

واتهم ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الدعم_السريع_مليشيا_ارهابيه، مليشيا الجنجويد بالتسبب فيما آلت إليه الأوضاع بالسودان، من انهيار على الأصعدة كافة.

وأعروبوا عن استيائهم من تسلط هذه المليشيا على رقاب الشعب واستباحة الأرض والعبث بالاقتصاد، وتسببها في الموت للسودانيين بسبب الجوع والمرض ونقص الأدوية.

وتوقعوا ألا يكون إحراق مستودعات البترول النهاية، كون الجنجويد أثبتت أن الهدف من عملياتها الإجرامية إحراق البلد، مستنكرين ضعف رئيس المجلس العسكري عبدالفتاح البرهان وعدم قدرته على حسم المعركة.

ومنذ اندلاع المعارك في 15 أبريل/ نيسان 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، ويعاني السودانيون من أوضاع إنسانية مريرة.

وقبل أيام، انهار آخر اتفاق للتهدئة بين الجانبين تم التوصل إليه بوساطة سعودية أميركية على هامش مباحثات استضافتها مدينة جدة السعودية، فيما يغيب أي أفق بالوقت الراهن لحل الصراع.

وصمة عار

وتفاعلا مع الأحداث، عد الناشط أمير الأمين، استلام الجنجويد لليرموك وصمة عار، واحتلالهم وحدة الصناعات بالكامل "وصمة عار"، متسائلا: "أين قيادتك يا برهان؟"

وعرض ياسر مصطفى، مقطع فيديو يظهر احتفال الدعم السريع بإحراق مستودعات البترول في الشجرة.

ورأى المغرد المقداد، أن إدارة البرهان للمعركة مثيرة للريبة، قائلا: "ساكتين طول الوقت وتوقف الموجز اليومي الذي كان يقدمه الناطق، وينسحبون ويفقدون مواقع بدون أي مبررات".

واستنكر دخول المليشيا لليرموك والرواد لمحاصرة مدرعات الشجرة، ورأى أن ما يحدث يوصف بعملية تسليم البلد للمليشيا.

ورأى عضو حزب المؤتمر أيمن أسامة، أن ما يفعله الجيش اليوم في البلاد يثبت أنه لا ينصاع لضمير وطني خالص وإنما ينصاع لأوامر خارجية.

انهيار صحي

من جانبه، أعرب الناطق السابق باسم تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم عثمان سر الحتم، عن أسفه على وفاة جميع مرضي الكلي في الجنينة، مشيرا إلى أن ما تبقى من مرضي غسيل الكلي خصوصا في ولاية الخرطوم حياتهم مهدد بسبب شح مستهلكات غسيل الكلي.

ولفتت نسرين المسعودي، إلى أن مدينة الجنينة محاصرة من كل الجهات ومهددة بالعطش.

وأكد أحد المغردين، أن اهل الجنينة يعيشون أوضاعا مأساوية، منها انقطاع تام للماء والكهرباء وافتقار الخدمات الضرورية وانعدام الأدوية، ووفاة الكثير من حالات مرضي غسيل الكلي لخروج المستشفيات عن الخدمة، قائلا إن الجنينة الآن تعد أسوأ المناطق فوق رحاب هذه الأرض.

تمييع سعودي

وأعرب ناشطون عن استيائهم من بيان الإدانة الصادر عن السعودية كونه لم يوجه أصابع الاتهام مباشرة إلى قوات الدعم السريع ووصف مخربي السفارة بأنهم "جماعات المسلحة"، كما أن البيان لم يتبعه موقف يغير مسار الأحداث.

وسخر الباحث ياسين التميمي من الوضع قائلا: "جماعة حميدتي المسلحة الانقلابية تقوم بالواجب في الخرطوم، استهدفت معظم السفارات، وآخر الأعمال التخريبية استهدفت السفارة السعودية والمرافق الدبلوماسية الأخرى".

وأوضح أن الرد يكون بإدانة جماعة تخريبية لقيامها بهذا العمل، متسائلا: "لماذا لا تدين السعودية الانقلاب وتغير مجرى الصراع؟ لماذا تستمر اللعبة القذرة؟".

فيما علق عبدالرحمن محمد على بيان الإدانة الصادر عن السعودية، قائلا: "لا أدري السبب وراء تنميق الكلمات وتنسيق العبارات، لا أدري لماذا يتحاشى أشقاؤنا في السعودية تسمية الأشياء؟".

وأكد أن الذي استهدف سفارة خادم الحرمين الشريفين في الخرطوم، هو نفسه الذي استهدف الطائرة السعودية في مطار الخرطوم (في أول أيام المعركة) وهو نفسه الذي هاجم المركز الثقافي السعودي في الخرطوم.

وأضاف علي: "إنها مليشيا الدعم السريع، وأي محاولة لتجميل الحقائق ستؤدي إلى تحسين صورة الجنجويد."

واستهجن المغرد أحمد، بيان السعودية، قائلا: "ما قادرين تميزوا بين الدعم السريع والجيش!! طيب هتراقبو الهُدنه كيف؟".

وعلق ناصر نور على بيان السعودية، قائلا: "ما في شيء اسمه جماعات مسلحة هي باختصار قوات الدعم السريع التي تخرب وتقتحم البيوت والمستشفيات والسفارات وتقتل المواطنين".

وأضاف: "يجيب تصنيفها بأنها قوات إرهابية مليشيات قبلية غير معترف بها".

وأكد الباحث محمد هويدي، أن استهداف مقر السفارات والبعثات الدبلوماسية في السودان يعتبر انتهاكًا لكافة الأعراف والقوانين الدولية، لأنه يعتبر اعتداءً على أراضي دولة أخرى وعلى حقوق الدولة السيادية، مما ينتهك القانون الدولي والمعاهدات الدولية الموقعة بين الدول.

وأشار إلى أن هذا العمل يعرض العلاقات الدولية للخطر، ويمثل تهديدًا لكافة الجهود المبذولة لتجنيب السودان ويلات الحرب.

وعقبت المغردة جميلة على بيان السعودية قائلة: "اسمها مليشيا الدعم السريع ونناديها بالجنجويد وهي مليشيا إرهابية، ونحن نعلم وأنتم تعلمون بأنها الابن المدلل المدعوم من الإمارات".

وعّد سعيد محمد تخريب مقر سفارة السعودية والبحرين في الخرطوم أكبر دليل أن السودان ذاهب إلى الهاوية وإلى مستنقع الحرب الأهلية وحروب العصابات.

وتساءل مصطفى مصطفى: "هل يمكن لأي من الجنرالين بأن يكون بهذا الغباء؟ من له مصلحة في الاعتداء على السفارات والقنصليات الأجنبية في السودان؟".

حرب عشوائية

وأكد الناشط الحقوقي أباذر حسن، أن المليشيا في ظل استمرار غيها وعبثها بحياة المواطنين والاحتماء بالأحياء السكنية في الخرطوم تستخدم الأسلحة الثقيلة ولا يهمها ممتلكات أو حياة المواطن في إطلاق رصاصها العشوائي.

وقال: "كان الله في عون الوطن عندما يدعي هؤلاء الذئاب أنهم حماة المدنية والديمقراطية"، عارضا مقطع فيديو يوثق ارتكابهم جريمة حرب باستخدام مدفع مضاد للطائرات موجه بشكل أفقي وسط المناطق السكنية مما يؤدي إلى هدمها وإزالة الأبنية السكنية، علاوة على مسح ساكنيها إن تواجدوا أمام نيرانه.

وحذر المغرد أمجد، من أن استمرار قوات الدعم السريع بشكل منهجي في احتلال المنازل والمستشفيات ونهب المواطنين في الشوارع وطردهم من بيوتهم واستمرار وجود اذان مفتوحة للاستماع إلى أبواقهم الدعائية التي تقوم بإنكار هذه الجرائم، والتعاطي معهم سياسيا بشكل طبيعي يدفع المليشيا لمزيد من التمادي فيما ترتكبه من جرائم.

وأشار محمد أسامة، إلى أن الجنجويد يحتلون 34 مستشفى وهاجموا 44 بعثة دبلوماسية دولية وحرقوا 9 أسواق رئيسية ونهبوا 60 بنكا وفرع بنك وهاجموا دور 6 أحزاب سياسية منها الحزب الشيوعي وحزب الأمة والمؤتمر السوداني وهاجموا حتى بعثة الأمم المتحدة ولكن قليل من الدول من حملتهم المسؤولية على ارتكاب هذه الجرائم.

وعرض محمد فيصل، مقطع فيديو لأحد أفراد المليشيا يسرق سيارة أحد المواطنين من منزله، موضحا أن المليشيا تستخدم المركبات المدنية المنهوبة في العمليات العسكرية، في انتهاك للقوانين.

وقال المحلل السياسي مبارك عبدالله، إن الجنجويد مليشيات متمردة من قبائل تحرق مؤسسات الدولة، متسائلا: "ماذا تريد أن تفعل إذا جاءت إلى السلطة وليس لديها أي مفهوم سياسي؟".