تحشيد ونفير.. حملة لمواجهة مسيرة الأعلام والتصدي لمخططات تهويد القدس

12

طباعة

مشاركة

أطلق ناشطون فلسطينيون حملة مناهضة لمسيرة الأعلام الاستيطانية الاستفزازية التي تنظمها إسرائيل سنويا في ذكرى احتلالها شرق القدس في 7 يونيو/حزيران 1967، لكن حسب التقويم العبري.

عشرات المستوطنين ووزراء في الحكومة الإسرائيلية وأعضاء في الكنيست (البرلمان)، اقتحموا في 18 مايو/أيار، باحات المسجد الأقصى، وشددت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية في مدينة القدس المُحتلة وبلدتها القديمة، وحولتها إلى ثكنة عسكرية.

وتطلق عليها إسرائيل اسم "مسيرة الأعلام" أو "رقصة العلم"، إذ يحمل آلاف المشاركين الأعلام الإسرائيلية ويرقصون عند باب العامود، أحد أبواب البلدة القديمة، فيما يصفها الفلسطينيون بـ"مسيرة الأعلام الاستفزازية".

ولمواجهة التصعيد الإسرائيلي ومناهضة مسيرة الأعلام، دعا ناشطون فلسطينيون تحت وسم #ارفع_علمك، لرفع العلم الفلسطيني فوق المنازل وفي الشوارع.

وأعربوا عن غضبهم من استمرار الاحتلال الإسرائيلي في مساعيه لتهويد المقدسات وعربدته في مسيرة الأعلام، متداولين صورا ومقاطع فيديو لاقتحام المستوطنين وأعضاء بالكنيست الإسرائيلي ووزراء لباحات المسجد الأقصى استعدادا لتنفيذ أعمال استفزازية. 

وحثوا على ردع الاحتلال ومواجهة المستوطنين بكل الأدوات الممكنة، والنفير والرباط في المسجد الأقصى ورفع الأعلام الفلسطينية في كافة الميادين.

استنهاض الهمم

وتفاعلا مع الأحداث، قال الناطق الإعلامي باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عبداللطيف القنوع، إن مسيرة الأعلام الصهيونية يجب أن تشكل استفزازا لكل عربي ومسلم وهو ما يتطلب تحرك شعوب الأمة لنصرة المسجد الأقصى وإفشال مخطط تهويده.

وأضاف أن مسيرة الأعلام الصهيونية يجب أن تشكل استنفارا فلسطينيا يبدأ من شد الرحال للمسجد الأقصى والرباط في ساحاته لحمايته وتصعيد ساحات الاشتباك مع الاحتلال في مختلف مناطق الضفة.

وأكد الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص، أن إفشال مسيرة الأعلام أو أهدافها ممكن وقد حصل من قبل مرارا؛ حين منعت من المرور من باب العامود في 2014 وحين فرقتها صواريخ المـ.قاومة في 2021 وحين وقفت مقابلها مسيرة الأعلام الفلسطينية وحلقت فوقها ومن حولها الأعلام الفلسطينية في 2022.

وقال الباحث في الشؤون الإسرائيلية عدنان أبو عامر، إن الأنظار تتجه أكثر فأكثر إلى دور البعد الشعبي في إفشال مسيرة الأعلام الاستفزازية، من حيث التحشيد الجماهيري والتصدي لقطعان المستوطنين، دون إغفال الأبعاد الأخرى.

ودعت الناشطة الإعلامية سمية علي، للحشد لمقاومة الاحتلال ومسيرته ولو بكلمة، قائلة: "أقل جهد أن ترفع علمك وأن يسود هذا العلم كل المساحات والميادين، وأن تقاوم المحتل بجعل هذا العلم الفلسطيني هو عنوان المرحلة، فمسيرتهم وسياسة تهويد القدس بشتى الأشكال بحاجة لوقفة دائمة ومسؤولية تقع على عاتق كل مسلم".

وكتب خالد صافي: "اليوم يوم استثنائي في تاريخ القدس والمسجد الأقصى ونقطة فارقة لابد أن تضاف لسجل نضالنا لا نكباتنا وهزائمنا، ارفع علمك كي لا ولن تمر، وتحدث عن مسيرة الأعلام لن تمر، انشر، مرر، ادعم، ادعو".

خنوع عربي

واستنكر ناشطون صمت الأنظمة العربية الحاكمة عن مواصلة التصعيد الإسرائيلي واقتحام الأقصى وتنفيذ مسيرة الأعلام، وتسابق أغلبهم للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي.

وأوضح الكاتب ماجد الزبدة، أن الصهاينة يحاولون مرة تلو أخرى تهويد المسجد الأقصى وفرض التقسيم الزماني والمكاني في باحاته وصولا إلى هدمه وبناء هيكل يهودي مكانه.

وأكد أن المدافع الوحيد عن المسجد الأقصى هم المرابطون المقدسيون ومن يشدون رحالهم للدفاع عن ثالث الحرمين الشريفين وسط خنوع أنظمة القمع العربي وتآمرها مع الاحتلال.

ورأى رفعت بدوي، أن توقيت بدء المستوطنين الصهاينة اقتحام باحات الأقصى بالتزامن مع انعقاد القمة العربية في السعوديه هو توقيت مدروس بعناية.

وبين أن التوقيت "فيه رسائل صهيونية في اتجاهات عدة ولكل القادة العرب المجتمعين في مدينة جدة، بالإضافة إلى رسالة صهيونية تنطوي على تحد كبير للمقاومة الفلسطينية بجميع فصائلها".

ونشر إياد الدرسي، مقطع فيديو لمسيرة المستوطنين، قائلا إنها رسالة لحكام العرب المطبعين وشعوب العرب الصامتين، مفادها أننا نحن ندخل المسجد الأقصى ونرفع علمنا رغم أنوفكم.

وأكد أن الحقيقة الموجعة هي أن العرب صامتون وحكامهم لم يحركوا ساكنا، قائلا: "لا للكلام، نريد فعل.. متى يحين وقت إزالة الصهاينة من أراضينا المقدسة".

وذكر محمد سعيد نشوان، بما فعله المستوطنون في مسيرة العام الماضي، حين هتفوا بـ"الموت للعرب"، قائلا: "اليوم سيتم إهانة مليار ونصف مسلم، وستعلو أصواتهم كفرا وشتما، وسيرفعون علم كيانهم الغاصب فوق رؤوسنا، وسيقول هذه عاصمتنا الأبدية، فماذا أنتم فاعلون؟"

وتساءل أحد المغردين: "هل القدس بقدسيتها ومكانتها وعروبتها أصبحت تخص الفلسطينيين فقط؟! هل الدفاع عنها مسؤولية الفلسطينيين فقط؟!"، معربا عن أسفه على خيانة أنظمة مطبعة للقدس وفلسطين، ونوم شعوب عربية إسلامية وأمة كغثاء السيل.

هذيان السلطة

وصب ناشطون جام غضبهم على السلطة الفلسطينية ورئيسها، معربين عن امتعاضهم واستيائهم من ضعف موقفها ورعونته أمام الاحتلال الإسرائيلي وتجاه مسيرة الأعلام.

وسخر أستاذ التاريخ الإسلامي عبدالله معروف، من بيان الخارجية الفلسطينية الذي قالت فيه إن مسيرة الأعلام دليل قاطع على أن القدس محتلة، قائلا: "حقا…؟؟!! سلطة رام الله تهذي…!!!".

وعلق إبراهيم درويش على بيان الخارجية، بالقول: "فعلا لولا مسيرة الأعلام كنا تأكدنا انه القدس غير محتلة ---- منيح اللي فيه مسيرة اعلام".

وانتقد الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، بيان السلطة، ووصفه بأنه "شعري ثوري"، ساخرا من قول عباس إن مسيرة الأعلام "لا تمنح الاحتلال أية شرعية".

وقال: "صحيح..كما أن نضال البيانات الذي لا يغيّر في معادلة منح الغزاة أرخص احتلال في التاريخ؛ لا يمنح شرعية لأصحابه أيضا."

ونقل المحلل السياسي فايز أبو شمالة، عن محلل عسكري قوله لصحيفة يديعوت أحرونوت، إن الشعب الفلسطيني يشمر عن سواعده لمواجهة مسيرة الأعلام الصهيونية، بينما سلطة عباس تشمر عن سواعد التنسيق والتعاون الأمني، وتعقد لقاءات أمنية مع المخابرات الإسرائيلية بهدف ضبط الضفة الغربية ودعم مسيرة الأعلام الصهيونية.

البقاء لفلسطين

وسلط سياسيون وناشطون الضوء على تجاوزات المستوطنين الإسرائيليين، وأعربوا عن غضبهم من اقتحام المسجد الأقصى وترديد النشيد الإسرائيلي، وخروج المستوطنين في مسيرة الأعلام، مؤكدين أن البقاء لفلسطين وأرضها وشعبها.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، إن مسيرة الخِرَق البالية لن تمنح الاحتلال شرعية مزعومة ولن تحقّق أحلامهم الواهمة في كسب سيادة على شبر منها؛ فتلك الأرض المباركة كانت وستظلّ فلسطينية عربية إسلامية، وسيبقى شعبنا مدافعا عنها حتى تحريرها.

وأوضح الناشط أدهم أبو سلمية، أن عددا من أعضاء الكنيست أدوا النشيد الصهيوني هتيكفا داخل الأقصى وبشكل جماعي احتفالا بما يعرف بيوم القدس عندهم. 

وأشار إلى أن كلا من أرئيل كيلنر وعميت هليفي ودان إيلوز وشولي موعلم، أدوا نشيد هتيكفا خلال اقتحامهم للأقصى متحدين بذلك كل التهديدات وكل الوعود، في انتهاك صارخ وخطير لقدسية وحرمة المسجد الأقصى.

وذكر أحمد الشيخ خليل، أن أعضاء الكنيست تسللوا لالتقاط صورة تخدم دعايتهم الانتخابية وترسيخ حضورهم عند جمهورهم العفن، و"يخرج 5000 مستوطن ويحميهم 10000 عنصر أمن لكي يسيروا مسافة 2 كيلو متر. خطواتهم على الأرض ترتجف وأنظارهم إلى السماء ترتقب والخوف يتربع قلوبهم ويزعمون السيادة".

ونشر الكاتب والمحلل السياسي المختص بالشأن الصهيوني محمود مرداوي، مقطع فيديو يظهر تكبيرات المرابطين في محيط باب السلسلة بوجه الإرهابي المجرم “يهودا غليك أحد زعماء جماعات الهيكل" عقب اقتحامه المسجد الأقصى المبارك اليوم.

 

وأشار عز الدين صيام، إلى أن مسيرة الأعلام الصهيونية ذاتها ليست إلا مظهرا استفزازيا واحدا من مظاهر الاحتلال والنكبة الفلسطينية، مؤكدا أن الديمومة للمقاومة.

وأشار الكاتب والمحلل السياسي عمران الخطيب، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري يتحدى العرب والمسلمين في إرجاء العالم باقتحام المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.