جدل بشأن طبيعة دور حماس في صد عدوان إسرائيل ضد "الجهاد الإسلامي".. ما القصة؟
لماذا لا تشارك حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى جانب "الجهاد الإسلامي"، في المعركة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي؟
بات هذا هو السؤال الأبرز حاليا في ظل المواجهة الدائرة حاليا، والتي استهدفت فيها طائرات الاحتلال بداية، قادة من حركة الجهاد الإسلامي.
وفي 9 مايو/ أيار 2023، اغتالت طائرات الاحتلال 3 من قادة "سرايا القدس" الجناح المسلح لحركة "الجهاد الإسلامي" مع أفراد من عائلاتهم، إضافة إلى عدد آخر من المدنيين ثم ارتفع عدد القادة الشهداء لاحقا إلى 5.
وبدأ التوتر عقب إطلاق صواريخ من غزة بعيد استشهاد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان في 2 مايو 2023، جراء خوضه إضرابا عن الطعام لـ 86 يوما منذ اعتقاله داخل السجون الإسرائيلية في 5 فبراير/شباط رفضا لاستمرار سجنه وللتهم الموجهة إليه وعلى رأسها "التحريض".
وبعد أكثر من 24 ساعة على الهدوء الحذر من جانب المقاومة الفلسطينية إثر اغتيال قادتها الثلاثة، بدأت الفصائل بإطلاق صواريخ على مستوطنات غلاف غزة وتل أبيب ظهر 10 مايو.
غرفة العمليات
وبدأ تنفيذ الرد ضمن معركة أطلقت عليها غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، اسم "ثأر الأحرار" وسماها الاحتلال "السهم الواقي".
ورغم إطلاق المعركة باسم "غرفة العمليات المشتركة"، يقول كثيرون إن حجم الرد يظهر أن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الفصيل العسكري الأقوى والأبرز لم يتدخل حتى الآن.
وذلك رغم إعلان حماس مع بدء الرد الفلسطيني أن "الرشقات الصاروخية التي أطلقت من غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، جزء من الرد الموحد للمقاومة على العملية العسكرية التي نفّذها جيش الاحتلال".
وأضافت في بيان صدر عن المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع: "رد المقاومة واجب وثابت على كل عدوان وهي موحدة في الميدان وحاضرة بقوة لردع الاحتلال ولن تسمح له بتمرير أجنداته أو تصدير أزماته".
لكن ينفي آخرون ذلك، ويرون أن حماس تساند باقي الفصائل بعتادها وخبرتها وتصعّد تدريجيا وفقا للتطورات الميدانية، دون جر أهالي قطاع غزة إلى حرب واسعة.
وتأسست غرفة العمليات المشتركة عام 2006، وظهرت في صيغتها الأولى بين كتائب القسام وسرايا القدس، كنتيجة لوثيقة الوفاق الوطني في مايو/أيار من ذلك العام.
ونصت الوثيقة آنذاك على "تشكيل جبهة موحدة لمقاومة الاحتلال، وتنسيق عملها، وتشكيل مرجعية سياسية موحدة لها" حتى تكون الغرفة "نواة لجيش التحرير".
لكن عمل الغرفة لم ير النور بشكل فعلي إلا في يوليو/تموز 2018 عندما اندلعت مسيرات العودة على حدود قطاع غزة، والتي نتج عنها مناوشات كبيرة تسببت بتصعيد في أوقات متفاوتة.
وهنا قررت حماس والجهاد الإسلامي خوض المواجهات بشكل مشترك بعيدا عن الفردية. ومع مرور الوقت وتزايد التصعيد بين وقت وآخر، أصبحت الغرفة تصدر بيانات مشتركة تقرر من خلالها مواقفها وخطواتها.
واليوم، تضم غرفة العمليات 12 جناحا عسكريا، وهي: كتائب القسام، سرايا القدس، كتائب شهداء الأقصى- لواء العامودي، كتائب الشهيد عبد القادر الحسيني، ألوية الناصر صلاح الدين.
وأيضا، كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية، كتائب أبو علي مصطفى، كتائب الشهيد جهاد جبريل، كتائب الأنصار، كتائب المجاهدين، مجموعات الشهيد أيمن جودة، وجيش العاصفة.
وأصبحت هذه الفصائل تخرج ببيانات موحدة وتنفذ مناورات وعروضا عسكرية مشتركة وتستفيد من خبرات بعضها، وهو ما زاد من صلابة وقوة المقاومة.
لكن يرى الفلسطينيون والأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية على حد سواء أن قرار السلم والحرب يقع بالدرجة الأولى في يد حركة حماس.
وهو ما أكدته صحيفة هآرتس العبرية بالقول في 9 مايو: "حماس هي من ستقرر إمكانية تحوّل العملية الإسرائيلية في غزة إلى حرب شاملة من عدمه".
Hamas will decide whether Israel's Gaza attacks spiral into full-blown war https://t.co/ATDJXaSIIC
— Haaretz.com (@haaretzcom) May 9, 2023
بيد أن عدم الدخول العلني لحركة حماس أي جولة قتالية، لا يعني بقاء الفصائل الأخرى مكتوفة الأيدي أمام العدوان الإسرائيلي، خاصة إذا استهدف قادتها.
وهو ما جرى سابقا في 5 أغسطس/آب 2022، عندما بدأ الاحتلال عدوانا ضد قطاع غزة باغتياله تيسير الجعبري القائد في سرايا القدس ضمن عملية أطلق عليها اسم "الفجر الصادق".
وقتها، ردت المقاومة الفلسطينية بإطلاق عشرات الصواريخ تجاه الأراضي المحتلة في عملية سمتها لاحقا "وحدة الساحات" وشهدت غيابا لافتا لكتائب القسام.
وفي ظل الحديث المستمر عن هذا الغياب، كررت الحركتان في أكثر من تصريح على ألسنة قادتها والناطقين باسمها أن العلاقات بين الفصيلين قوية وراسخة وأن الاحتلال يحاول الإيقاع بينهما.
وركز التصعيد آنذاك على استهداف حركة الجهاد الإسلامي وبدأ باغتيال الجعبري مسؤول المنطقة الشمالية في سرايا القدس وعضو مجلسها العسكري.
وفي إعلانه عن العملية، قال جيش الاحتلال إنها تستهدف حركة الجهاد الإسلامي وأسلحتها ومستودعاتها العسكرية ومواقع إطلاق الصواريخ من غزة، وزعمت أن الجعبري وناشطين آخرين كانوا على وشك تنفيذ عمليات ضد إسرائيل.
وبدأت الموجة التصعيدية المذكورة في الأول من أغسطس، بعد اعتقال الاحتلال القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي بسام السعدي في جنين شمالي الضفة الغربية من منزله.
وقتها، أعطت الغرفة المشتركة حق الرد لحركة الجهاد الإسلامي دون أن تعلن تدخلها بهدف تفويت الفرصة على حكومة يائير لابيد آنذاك لشن عدوان واسع على قطاع غزة.
ورغم انصهارها جميعا في الغرفة العسكرية المشتركة، يحافظ كل فصيل على بعض الاستقلالية، لكن قرار الدخول في مواجهة مع الاحتلال يجرى بالتنسيق بينها جميعها.
هل تشارك؟
في ظل عدم اليقين بشأن مشاركة كتائب القسام في المعركة، رجحت أوساط إعلامية إسرائيلية عدم تدخل حماس حتى الآن.
وقال مصدر عسكري إسرائيلي لإذاعة جيش الاحتلال: "حركة حماس مكنت الجهاد الإسلامي من استخدام آبار إطلاق الصواريخ التابعة لها في إطلاق صواريخه على العمق الإسرائيلي".
مصدر عسكري إسرائيلي لإذاعة جيش الاحتلال: حركة حماس مكنت الجهاد الإسلامي من استخدام آبار إطلاق الصواريخ التابعة لها في إطلاق صواريخه على العمق
— د.صالح النعامي (@salehelnaami) May 11, 2023
الإسرائيلي. pic.twitter.com/1squ5uJQe7
وأضاف مسؤولون إسرائيليون للإذاعة، أن "حركة حماس ساعدتهم بذلك عندما دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي أماكن إطلاق الصواريخ الخاصة بالجهاد".
وبدورها أكدت صحيفة معاريف بالقول: "رغم الإطلاق الأخير تجاه رحوفوت شرق تل أبيب إلا أن المنظومة الأمنية تؤكد أن الجهاد الإسلامي هو من يطلق الصواريخ وحماس لم تتدخل بعد".
وقتل في الرشقة الصاروخية المذكورة، مستوطن إسرائيلي في سقوط صاروخ على مبنى مكون من 4 طوابق، فيما أصيب 4 آخرون بجراح".
لكن مراقبين فلسطينيين يعتقدون أن حماس تشارك بالفعل دون إعلان. ومن هؤلاء الخبير في الشؤون الإسرائيلية سعيد بشارات.
ويقول بشارات لصحيفة الاستقلال: "الضربات والعمل مشترك، ويحاول الاحتلال الكشف عن مشاركة حماس في الأمر ويتابع بدقة".
وأرجع عدم إعلان حماس عن المشاركة إلى أن الأمر "سيكو كارثيا على قطاع غزة (من ناحية تكثيف العملية العسكرية والقصف)".
وبين أن "حماس لا تريد القول إنها تشارك، وأيضا لا يرغب الاحتلال بتدخلها لأنه سيتورط (في حرب واسعة)".
من جانبها، غردت الصحفية المتابعة للشأن الإسرائيلي منى العمري بالقول: "يركز الإعلام الإسرائيلي على نقطتين، الفخر بالاغتيالات وأن حماس لم تدخل على الخط بعد وكأن الغرفة المشتركة تدار من قبل لجنة الصف، وكأن التطور الحاصل في سلاح الفصائل تقنيا وإستراتيجيا لا يحتاج لتبادل خبرات وتنسيق مشترك".
وتابعت أن "الواقع هذا الصباح (11 مايو)، يقول ان فصيلا فلسطينيا حول إسرائيل إلى ساحة حرب"، في إشارة إلى تصاعد قصف المقاومة للمستوطنات.
يركز الاعلام الاسرائيلي على نقطتين الفخر بالاغتيالات وأن حماس لم تدخل على الخط بعد وكأن الغرفة المشتركة تدار من قبل لجنة الصف، وكأن التطور الحاصل في سلاح الفصائل تقنيا واستراتيجيا لا يحتاج لتبادل خبرات وتنسيق مشترك، الواقع هذا الصباح يقول ان فصيل فلسطيني حول اسرائيل الى ساحة حرب
— Muna Omari (@MonaOmary) May 11, 2023
من جهته، قال الناشط الفلسطيني ياسين عز الدين: "يركز الاحتلال وعملاؤه على أكذوبة أن الجهاد يقاتل وحده وأن حماس لم تتدخل وأن الغرفة المشتركة مجرد كلام إعلامي لا أكثر".
وتابع في تغريدة على تويتر: "يزعمون بأن حماس لو تدخلت لكان حجم الرد أكبر وأقوى. بعض المغفلين تمشي عليهم الكذبة رغم تأكيد قادة الجهاد وجميع الفصائل على أن الغرفة المشتركة هي التي تقودهم".
يركز الاحتلال وعملاؤه على أكذوبة "أن الجهاد يقاتل وحده وأن حماس لم تتدخل وأن الغرفة المشتركة مجرد كلام إعلامي لا أكثر" ويزعمون بأن "حماس لو تدخلت لكان حجم الرد أكبر وأقوى".
— yaseenizeddeen (@yaseenizeddeen) May 11, 2023
بعض المغفلين تمشي عليهم الكذبة رغم تأكيد قادة الجهاد وجميع الفصائل على أن الغرفة المشتركة هي التي تقودهم. pic.twitter.com/m7jsQVhrbq
وأكد رئيس الدائرة السياسية في حركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي للجزيرة مباشر: "لا يوجد خلاف بيننا وبين حماس بشأن الموقف من الهدنة مع الاحتلال، وعلاقتنا بنيت بالدم وأخذت وقتا طويلا، واحنا أخوة في الدم والعقيدة".
وأردف: "هناك اتصالات مستمرة لم تتوقف على المستوى السياسي". وفي رده على سؤال عن سبب تحمل الجهاد الإسلامي العبء الأكبر من المعركة، قال: "لدينا الإمكانات والاستعداد، وإسرائيل تحاول بث الفرقة بيننا".
رئيس الدائرة السياسية في حركة #الجهاد_الإسلامي للجزيرة مباشر: لا يوجد خلاف بين حركتي الجهاد و #حماس بشأن الموقف من الهدنة مع الاحتلال pic.twitter.com/xVh8LWgYsE
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) May 10, 2023
ويعتقد الخبير العسكري يوسف الشرقاوي أن "حماس مشاركة منذ اللحظات الأولى في المعركة وهي التي تديرها من غرفة العمليات المشتركة".
وقال في حديث لصحيفة "الاستقلال إن حركة الجهاد أكدت ذلك وكذلك مصدر استخباري إسرائيلي بين أن "حماس سلمت المئات من صواريخها للجهاد بعد أن دمرت منصاتها".
وتابع: "لا يعقل أن حماس لم تشترك في المعركة لأنه من ناحية منطقية الجهاد جزء من المنظومة العسكرية في غزة والتي هي عمليا تحت إمرة الأولى، ولن تسمح بإضعافها، وهذه من وجهة نظر محايدة".
ودلل على ذلك بأنه "في الساعات الأولى من المعركة قالت مصادر إسرائيلية: تطلق علينا من غزة رشقات صاروخية مجنونة وهذا يثبت مشاركة حماس في المعركة".
ولفت إلى أن "حماس تريد أن تبرهن لإسرائيل أنها هشة أمام صواريخ الجهاد، فكيف إن دخلت صواريخها هي في المعركة".
وشدد بالقول: "من وجهة نظري أجزم أن حماس لن تسمح بهزيمة الجهاد الإسلامي، لأن ذلك يعني هزيمة غزة التي هي عمليا في عهدة (الحركة الأولى)".
أسباب التمنع
يشبّه كثيرون ما يجرى في الجولة الحالية بما حدث في 5 أغسطس 2022، عندما دخلت حركة الجهاد الإسلامي معركة "وحدة الساحات" وحيدة، ويرون أن الأسباب نفسها تدفع حماس للتريث أكثر.
وفي 16 أغسطس 2022، رصد الكاتب علي الأعور 3 أسباب منعت حماس من المشاركة في الحرب آنذاك على غزة، وفق ما نشرت وكالة معا المحلية.
وقال الأعور: "السبب الأول، الازدهار الاقتصادي في قطاع غزة نتيجة فترة الهدوء والتي أسهمت في زيادة عدد التصاريح للعمال والتجار ورجال الأعمال حيث وصلت إلى 15 ألف تصريح".
وكانت إسرائيل، أعلنت في سبتمبر/أيلول 2022، زيادة حصة تصاريح العمل والتجارة لفلسطينيين من سكان قطاع غزة، ليصل إجمالي عددها إلى 17 ألفا.
وتسهم هذه التصاريح التي بدأت إسرائيل في إصدارها خلال العامين الأخيرين، بتحسين أوضاع الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة منذ أكثر من 15 سنة، والذي يوجد فيه 250 ألف عامل عاطل عن العمل، بحسب ما قالت وزارة العمل في أبريل/نيسان 2023.
فعند إطلاق الصواريخ، تغلق سلطات الاحتلال المعابر المشتركة مع غزة وتمنع العمال من العبور والحصول على رواتبهم وتهدد بإعادة الوضع إلى السابق.
وتابع الأعور: "أسهمت تلك التصاريح والدخل الذي قدمه العمال إلى قطاع غزة حوالي ستة ملايين شيكل يوميا أي ما يعادل مليوني دولار أميركي، هذه السيولة مكنت من ازدهار اقتصادي ولو بشكل جزئي وزيادة في القوة الشرائية والحركة التجارية".
وأردف: "ثانيا: توجه حماس إلى الحاضنة الشعبية والتغيير في إستراتيجيتها نحو العمل الشعبي الجماهيري وعمل الجمعيات الخيرية والابتعاد عن نقمة الجماهير وسكان قطاع غزة نتيجة هدم المزيد من البيوت والأبراج السكنية".
وهنا قال مغرد يدعى معاذ تعليقا على الحرب الحالية: "دور حماس الحالي هو منع استهداف الأبراج وارتكاب المجازر ولجوء الاحتلال للأحزمة النارية والقصف العشوائي، مما يرفع عن كاهل الجهاد الإسلامي ضغط الحاضنة الشعبية، هذا يعطي فصائل المقاومة نفسا أطول في المواجهة والتفاوض".
دور حماس الحالي بمنع استهداف الأبراج وارتكاب المجازر ولجوء الاحتلال للأحزمة النارية والقصف العشوائي يرفع عن كاهل الجهاد الإسلامي ضغط الحاضنة الشعبية، هذا يعطي فصائل المقاومة نفسا أطولا في المواجهة والتفاوض. لا تسقط الفصائل باستشهاد قادتها، بل الدماء الجديدة حاضرة دائما.
— Muath AY (@palestinian_100) May 11, 2023
والسبب الثالث وفق الكاتب هو رغبة حماس بتقديم صورة دبلوماسية لها على المستوى الاقليمي والدولي، حيث الحراك السياسي لقادتها والزيارات الخارجية تمثل نهجا جديدا لها على اعتبار أنها لاعب سياسي مهم في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتريد أن تحجز لها مقعد في اية عملية سياسية في المستقبل.
وإلى جانب هذه الأسباب، يتحدث ناشطون مقربون من حماس عن أن الحركة تريد إرساء تهدئة لفترة أطول وتقليص عدد المواجهات لإعادة بناء ما دمره الاحتلال في الحروب السابقة وكذلك ترميم ترسانتها العسكرية.
فحماس يُنظر إليها على أنها مسؤولة عن مليوني فلسطيني تدير شؤونهم في قطاع غزة، منذ أحداث الانقسام الداخلي عام 2007، مع حركة التحرير الوطني "فتح" ممثلة بسلطة محمود عباس.
ورفض محللون مقربون من حماس التعليق أو الإجابة عن سؤال حول أسباب تمنع الحركة الإسلامية من الدخول في المواجهة مع حركة الجهاد.
لكن، قال الكاتب معن البياري إن عدم مشاركة "حماس" في الحرب (أغسطس 2022) اختيار صائب منها، أيا كان سببه، الحكمة أو حُسن تقدير الموقف أو ترقّب تدحرج الأحداث أو سوء تواصل وتنسيق مع الجهاد الإسلامي أو أي من أسبابٍ ليس في وسع صاحب هذه الكلمات معرفتها ولا ترجيح أيٍّ منها."
وتابع في مقال نشره في المواجهة السابقة على موقع "العربي الجديد"، أن "الأصل، في المبتدأ والمنتهى، أن أولويات كل فصيل فلسطيني يجب ألا تكون تظهير البطولة والصمود، وإنما تجنيب الفلسطينيين القتل والإصابة، بفعل الوحشية الإسرائيلية التي لا يعنيها سقوط مدنيين أو غير مدنيين في استباحتها قطاع غزّة".
ولفت إلى أن "حسابات حركة حماس، عندما استنكفت عن المشاركة في الحرب، ربما كانت عاملا ساعد في تسريع الوصول إلى ما سمّي وقفا لإطلاق النار والذي يعني، بداهة، ضحايا فلسطينيين أقلّ، وهذا إنجاز ثمين".