العين بالعين والدم بالدم.. تهديد ووعيد للاحتلال بدفع ثمن اغتيال مقاومي نابلس

12

طباعة

مشاركة

بعد نجاحهم بالتخفي لمدة شهر، اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح 4 مايو/أيار 2023، 3 فلسطينيين خلال عملية عسكرية في البلدة القديمة بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية.

وأعلن جيش الاحتلال، عن اغتيال مقاومَين نفذا عملية قُتل فيها ثلاث مستوطِنات في الأغوار شمال شرقي الضفة الغربية المحتلة، في 7 أبريل/نيسان 2023، وثالث بزعم مساعدتهما.

وذكر بيان للجيش، أنه اغتال- خلال نشاط مشترك مع "الشاباك" (جهاز الأمن العام) وحرس الحدود ووحدة "اليمام"، مقاومين اثنين من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس هما حسن القطناني ومعاذ المصري؛ لتنفيذهما عملية الأغوار.

وقال إنه اغتال أيضا المقاوم إبراهيم جبر، من حركة حماس، بزعم مساعدة منفذي عملية الأغوار، فيما أشارت إذاعة جيش الاحتلال إن أن أكثر من 200 جندي شاركوا في عملية الاغتيال التي استمرت نحو ساعتين.

وأثارت جريمة الاحتلال الإسرائيلي التي استيقظ عليها الفلسطينيون موجة غضب واسعة بين الناشطين على تويتر، ووصفوها بـ"المجزرة"، واستنكروا تعمد قوات الجيش تشويه جثمان الشهداء وإخفاء ملامحهم، محملين السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، مسؤولية دمائهم.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #نابلس، #شهداء_نابلس، وغيرها، نعوا الشهداء وترحموا عليهم وتعهدوا بالثأر لهم، وأشادوا بالعملية البطولية التي نفذوها قبل 3 أسابيع، وثأرهم للمسجد الأقصى في ذلك الوقت عندما تصاعدت الاعتداءات على المصلين فيه.

وأعرب ناشطون عن غضبهم من الغياب التام لأجهزة أمن السلطة أثناء الاشتباكات العنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي بنابلس واغتيال الشهداء، ورفع يدها عن مهامها الأساسية في حماية الضفة، وتوجيه طاقتها للاستقواء على أبناء الشعب والوشاية بهم.

وتداولوا صورا ومقاطع فيديو من تشييع جثامين شهداء نابلس، تظهر الحشود الهائلة والجموع المهيبة المشاركة في زف الشهداء وتوديعهم إلى مثواهم الأخير.

رحمات ووعيد

وتفاعلا مع الأحداث، أكد المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم، أن الجريمة الجديدة لن توقف المقاومة، قائلا: "شعبنا ومقاومته الباسلة تعرف تدفع الاحتلال ثمن ارتكاب هذه الجريمة".

وترحم الكاتب إبراهيم المدهون، على شهداء نابلس، مستنكرا اغتيال الاحتلال ثلاثة من خيرة الشباب. وبين أن هذه الدماء لا تذهب سدى، والدم يأتي بالدم، وحكومة التطرف ستغرق بدمائها، فمع كل شهيد يبزغ للوجود ألف مقاتل.

وبين عبدالله الرواس، بأن الرد سيكون مدويا ضد مجرمي الكيان، موضحا أن "الجهاد الفلسطيني مستمر ولن ينعم الصهاينة بالأمان أبدا إلى أن يحصل الفلسطينون على حقوقهم والله ينصرهم".

ورأى محمود طه، أن هذه الجريمة تؤكد على الإجرام الصهيوني المتواصل ضد الشعب الفلسطيني والمقدسات، مؤكدا أنها لن تثني الشعب عن مقاومته للاحتلال وتصديه لاعتداءاته الهمجية المتزايدة.

وأعرب عن يقينه بأن "النصر في النهاية سيكون حليف شعبنا ومقاومتنا الباسلة والهزيمة للعدو وأذنابه وعملائه".

وكتب بلال ناجي: "رحم الله أبطال خلية عمليه الأغوار القسامية، أصحاب الفعل النوعي الذي شلّ يد الاحتلال التي اعتدت على المعتكفين في الأقصى في رمضان.. هذا الدم لا يذهب سُدى، وهذه السواعد لن يواريها التراب، ستظل شاخصة تشير إلى اتجاه الطريق، حيث يحضر الرجال، ويتوارى عنه أشباههم".

وأكد الناشط الفلسطيني محمد رضوان العويني، أن "العين بالعين.. الدم بالدم"، شعار رجال نابلس وسيظل شعار أبناء فلسطين.

خيانات السلطة

وأشار ناشطون إلى أن نابلس تخضع لسيادة السلطة الفلسطينية، متهمين أجهزتها بالتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي ضمن عمليات التنسيق الأمني البغيض.

وأكد ياسين عز الدين، أن السلطة اكتشفت قبل فترة سيارة منفذي العملية وصادرتها وفي نفس اليوم عممت أسماء المقاومين في مدينة نابلس حتى تجمع عنهم المعلومات وتسلمها لأسيادها الصهاينة، وفق وصفه.

وقال: "هذا ما عرفناه يومها ولم نتكلم عنه حفاظا على أمن الشبان، وما حصل اليوم هو حصاد لهذه الخيانة"، مؤكدا أن الدور الخياني للسلطة وأجهزتها الأمنية لم يعد بحاجة لإثباتات فالكل مقتنع بذلك، لكن يسكتون بحجة "الحفاظ على السلم الأهلي".

وأوضح الإعلامي يحيى بشير، أن الشهيدين معاذ المصري وحسن قطناني، تعرضا للملاحقة والاعتقال من سلطة التنسيق الأمني، وأنهما نفذا عملية إطلاق نار من المسافة صفر في الأغوار، وارتقوا في نابلس. وقال: "مع كل شهيد تكتشف أن للسلطة يدا في تصفيته وملاحقته".

وحث الإعلامي أيمن دلول، على تذكر أن أول من وصل إلى منفذي الثأر لمرابطات القدس في الأغوار قبل نحو شهر  وكشف مكان سكنهم هم "جواسيس أجهزة سلطة العار في الضفة الغربية" وذلك بكشف السيارة التي استخدموها لذلك.

وأوضح يزن ناصر، أن سيارة منفذي العملية اكتشفها من وصفهم بـ"كلاب الأثر التابعين لسلطة فتح العميلة في نابلس" أثناء رحلتهم في البحث عن منفذي عملية أريحا، وسلموها للاحتلال، موضحا أن ذلك يعني أن دماء الشهداء اليوم في رقبتهم وجمر الثأر المتوقد سيحرقهم بإذن الله سبحانه وتعالى، كما قال. 

 

وذكر مجدي أحمد، بأن مدن الضفة الغربية تدخل فى نطاق السلطة الفلسطينية وهى المعنية بالدفاع عنها، ولكنها "تتفرج".

وعد الكاتب رعيد عمرو، ما يجرى في نابلس وباقي مدن الضفة الغربية من جرائم شبه يومية نتاجًا طبيعيًا لضعف آليات العمل في أركان السلطة الفلسطينية كافة التي تكتفي بالإدانة والشجب بدلا من تدويل تلك الجرائم وفرضها على الطاولة الدولية.

وتساءل المحلل السياسي فايز أبو شمالة: "ما العقوبة التي يستحقها محافظ نابلس إبراهيم رمضان؟"

شوكة بالخاصرة

وأكد ناشطون أن نابلس ورجالها ومقاوميها والبلدات القديمة ستبقى شوكة في حلق وعين وخاصرة الاحتلال الإسرائيلي، مهما حاول كسرها وفرض الحصار وتضييق الخناق عليها واستهداف مقاوميها.

وقال باهر جودت الأغا: "ما أعظم نابلس ورجالها الأشداء، نابلس في كل مرة تسطر أروع البطولات.. نابلس أسطورة في التصدي للاحتلال، وأسطورة في احتضان المقاومة".

ووصف الصحفي عدنان حميدان، نابلس، بأنها شقيقة جنين وغزة، وعنوان المرحلة القادمة.

وقال الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة: "صباح بطولة وشهادة في نابلس.. بجحافل آليات وقوات خاصة تساندها طائرات مسيرة انتحارية، بدأ الغزاة هجمتهم على نابلس، واستهدفوا مبنى يتحصن فيه أبطال عملية الأغوار (نُفّذت قبل 4 أسابيع)."

وأضاف: "لم يستسلم الرجال (حسن قطناني، معاذ المصري وإبراهيم جبر)، بل قاوموا بما تيسّر حتى ارتقوا شهداء."

وأشار الباحث في الشؤون الإسرائيلية عدنان أبو عامر، إلى أن جريمة الاحتلال اليوم ليست الاغتيال الأول، ولن تكون الأخير، لكنه تأكيد على أن نابلس جبل النار، ومعها جنين القسام، وبجانبهما كل مدن الضفة الغربية، ستبقى شوكة في خاصرة الاحتلال الضعيفة.

وأكد الكاتب والمحلل السياسي عبدالله العقاد، أن نابلس صانعة الرجال وعنوان الثورة قاهرة العدوان، واصفا الشهداء بالأبطال.