يتقن إشعال الفتن والحروب.. استنكار واسع لتجاهل الغرب مناقشة أوضاع السودانيين

12

طباعة

مشاركة

بينما تتصاعد حدة الصراع في السودان، وتزداد ضراوة المعارك بين الجيش ومليشيا "الدعم السريع" منذ 15 أبريل/نيسان 2023، برز حديث ناشطين على تويتر عن قضايا عدة، أبرزها التجاهل العالمي والعربي للأزمة، وأوضاع الرعايا، والترحيب المصري بالسودانيين، وضلوع الإمارات بالأحداث.

نقابة أطباء السودان، أعلنت في 24 أبريل/نيسان 2023، ارتفاع ضحايا الاشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع" إلى 273 حالة وفاة بين المدنيين، و1579 إصابة، مشيرة إلى أن العديد والكثير من الإصابات والوفيات غير مشمولة بهذا الحصر.

وأعلنت دول غربية عدة بينها فرنسا وبولندا والصين والدنمارك وهولندا والسويد وسويسرا وألمانيا وغيرهم، إجلاء رعاياها وبعثاتها الدبلوماسية وإغلاق سفاراتها في السودان.

وسلط يمنيون الضوء على معاناة أبناء بلادهم العالقين في السودان، ونشروا نداءات الاستغاثة التي أرسلها طلاب للصحفيين والإعلاميين الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي، داعين الجهات المعنية وعلى رأسها المجلس الرئاسي لسرعة التحرك والتنسيق لإجلائهم.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة، أبرزها #السودان_يواجه_المصير، #انقذوا_اليمنيين_بالسودان، #إلغاء_تأشيرة_دخول_السودانيين_لمصر، #الامارات_تعبث_بالسودان، استنكر ناشطون تجاهل الدول العربية والغربية والمنظمات الدولية مناقشة أي جهود للسلام في السودان.

ووجهوا أصابع الاتهام للإمارات برئاسة محمد بن زايد، في إشعال الحرب الدائرة بالسودان، واتهموها بالتخطيط لها وتمويلها والاتفاق مع قائد "الدعم السريع"، محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" على إشعالها، مؤكدين أنها متنفذة وداعمة بشكل واضح وصريح لقواته.

وطالب ناشطون مصريون بإلغاء تأشيرة دخول السودانيين، وتسهيل إجراءات عبورهم كافة وضمان دخولهم آمنين، معلنين تقديرهم للمحنة التي يمرون بها وترحيبهم باستضافتهم في بلادهم لأنهم أشقاء بالدم والأرض والنيل.

تجاهل عالمي

وتفاعلا مع الأحداث، قال الكاتب والإعلامي حسن حموش: "كأن دول القرار في المجتمع الدولي تزداد توحشا.. تتقن فن إشعال الفتن والحروب وتحترف مهارة الهروب منها".

واستنكر الصحفي المصري صلاح بديوي، وقوف الجامعة العربية للتفرج على ما يجرى في السودان، مشيرا إلى أن كل هم قادة فيها بات التخطيط للتطبيع مع من قتل وشرد 7 ملايين سوري ودمر أغلب مدن سوريا بالبراميل المتفجرة وعرضها للاحتلال الروسي.

وقال بديوي: "ما دام حالها هكذا.. قولوا لي ما هي أهمية وجود الجامعة العربية إن لم تتدخل وتوقف تلك الحرب المجنونة في الخرطوم؟"

وانتقد الصحفي وائل قنديل، أنه بات منتهى أحلام الدول العربية في السودان هو إجلاء رعاياها، مثلهم مثل الدول الأوروبية والآسيوية، حيث تبدو كل الأطراف وكأنها قد استسلمت للمصير البائس، من دون أي محاولة عربية أو إقليمية أو دولية جادة لتجنب سيناريوهات تطوّر الصراع المسلح وامتداده. وأشار الصحفي والكاتب، ياسر أبو هلالة، إلى أن "المجتمع الدولي لم يتجاهل جرائم قائد الدعم السريع حميدتي التي وثقتها الأمم المتحدة من 2004، بل سانده ورقّاه إلى نائب رئيس وراعيا لحكومة التكنوقراط". وأكد حمد الأحبابي، أن "المجتمع الدولي، لم يظهر حتى الآن حماسا جادا لوقف الحرب في السودان"، متسائلا: "هل يمكن أن تسمح واشنطن بتدمير السودان من قبل الجنرالات تحت مزاعم إضعاف فاغنر الروسية؟"

إجلاء اليمنيين

وأعرب ناشطون يمنيون عن غضبهم من تجاهل الحكومة اليمنية إجلاء العالقين في السودان، داعين المجلس الرئاسي للقيام بواجباتهم تجاه المواطنين.

الصحفي اليمني أنيس منصور، علق على خبر نشرته صفحة "أخبار السعودية" على تويتر، نقلت فيه عن السفارة اليمنية بالخرطوم، قولها إن إجراءات إجلاء اليمنيين في السودان اكتملت، وشكرا للسعودية على مساهمتها في إنجاح هذه المهمة، مؤكدا أن "حتى الآن كله كلام في ورق وفي تويتر فقط وهناك نفي من قبل الطلاب والجالية، بل انصدموا من حديث إجراءات الإجلاء".

واستنكر عبدالله الحميري، استثناء اليمنيين من عمليات الإجلاء بالسودان، بينما يتم إجلاء رعايا الدول من الخرطوم، قائلا "إنهم بلا أب ولا راع لليمني غير عناية الله". ونشر أيمن سالم، صورة أوضح أنها للطلاب اليمنيين العالقين في السودان يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، وأنهم وصلوا إلى مدينة بورتسودان على حسابهم الخاص بعد وعود الحكومة الفاشلة بإجلائهم ولكن لم يجدوا أحدا. وطالب الناشط السياسي، عبدالواحد اليمني، جميع المنظمات الإنسانية وجميع السياسيين والناشطين اليمنيين الأحرار وكل من لهم القدرة، بتقديم الدعم والمساعدة للطلاب اليمنيين المبتعثين في السودان من أجل إجلائهم وإجلاء جميع أبناء الجالية وإعادتهم إلى الوطن والحرص على سلامتهم. وأشار صلاح العامدي، إلى أن "اليمنيين العالقين في السودان يستنكرون تجاهل حكومة الفنادق والمرتزقة معاناتهم وعدم الاهتمام بموضوع إجلائهم في ظل تحرك كل الدول لإجلاء رعاياها خلال الثلاثة أيام المحددة للهدنة بين طرفي القتال والتي ستنتهي الليلة". وحث محمد علي محسن، الحكومة اليمنية على سرعة التدخل لإنقاذ اليمنيين العالقين في السودان كما فعلت بقية دول العالم، مناشدا رشاد العليمي ومعين عبد الملك أن يحترموا مسؤوليتهم.

ترحيب مصري

ورحب ناشطون مصريون بالسودانيين في بلادهم وتحدثوا عن الصلة الوثيقة بين الشعبين المصري والسوداني، معلنين بسط أرض بلادهم وفتح مساكنهم لاستقبال أشقائهم السودانيين.

وقال رئيس تحرير صحيفة "المصريون"، جمال سلطان: "جيلي والأجيال التي سبقته، كنا ننظر للسوداني على أنه مصري، والمصري سوداني، شعب واحد، وكانت دولة واحدة".

وشدد على أن "أخوة الدين والعروبة والنيل والتاريخ والثقافة الواحدة توجب على مصر فتح حدودها أمام من يهربون من الحريق المشتعل هناك، وإلغاء أي تأشيرات، حتى تنجلي الأزمة".

وأكد الإعلامي سامي كمال الدين، أن الشعب المصري يرحب بإخوانه من الشعب السوداني، قائلا: "إخوة في الأرض والنهر، والدين والدم والإنسانية.. مصر تنور بكم". ودعا المغرد أبو عياش، "أي أحد أو أسرة سودانية تحتاج شقة للإقامة بها لأي وقت كان أو أي فترة، للتواصل معه"، معلنا قدرته على توفيرها "بالفرش كامل بالمجان بالعريش شمال سيناء". وكتب أحد المغردين: "للمصريين قبل السودانيين مش وقت لوم ولا عتاب على اللي فات.. إخواننا في السودان تشرفونا بيتكم ومطرحكم أنتم أصحاب البيت واحنا ضيوف، ودا رد الفعل الشعبي ولو بأيدينا نستقبلكم على الحدود". وناشد مصطفى أحمد السودانيين قائلا: "إخواننا وأهلنا أهل السودان نحن وأنتم شعب واحد وتاريخ واحد ودين واحد والنيل واحد لطالما جمعتنا أيام معا، إن لم تحملكم الأرض حملناكم فوق رؤوسنا وإن لم يسعكم ديارنا وسعتكم صدورنا.. أنتم في القلب قلب البلد".

إدانة الإمارات

واتهم ناشطون الإمارات بالوقوف خلف الحرب الدائرة رحاها في السودان، مؤكدين أن "حميدتي مجرد بيدق لها في الخرطوم".

وأوضح الكاتب والصحفي السوري، أحمد موفق زيدان، أن أحداث السودان الأخيرة، كشفت أن "محور الشر روسيا والإمارات وغيرهما الداعم لمجرم حرب كحميدتي، يأتي ضمن سلسلة تفكيك الدول العربية، وضرب مشاريع تحولها الديمقراطي الحقيقي".

وأشار إلى أنها "بدأت بعزل (الرئيس المصري، محمد) مرسي وفرض (الانقلابي، عبد الفتاح) السيسي، ثم ضرب الثورة السورية والسعي لفرض ملك الكبتاغون، وضرب ثورة اليمن وفرض الحوثي"، مؤكدا أن "جغرافية فوضاهم إلى زوال والنار ستصل لعقر دارهم بإذن الله".

ولفت الإعلامي والصحفي اليمني، بشير الحارثي، إلى أن "السودانيين يهاجمون الإمارات ويتهمون السفير الإماراتي بأنه يثير الفتنة والاقتتال بين السودانيين ويتدخل فيما لا يعنيه". وذكر المغرد فارس، بأن "تقارير دولية كشفت عام 2022 أن الإمارات تحرض لإشعال الحرب الأهلية في السودان بالتنسيق مع روسيا خدمة لأطماعهما في نهب مقدرات وثروات البلاد".  

وأشار إلى أن مجلة "فير أوبسيرفر" الدولية قالت إن أبوظبي تعد نفسها جهة فاعلة ذات أهمية دولية، مؤكدا أن "المهمة يقودها رئيس الدولة محمد بن زايد السافل".

وقال أبو أحمد العمري، إن "مليشيا الإجرام مما سمي بالدعم السريع مازالت تستنجد بالصهاينة لدعمها في حربها على الشعب والجيش السوداني حتى إن الناطق باسمهم يشبه نفسه بالفلسطينيين وهو يعرف أن المتمردين من أتباع حميدتي هم عملاء وشيوعيين فسقة ولصوص كانوا يسرقون ذهب السودان ويوردونه إلى أولاد زايد المتصهينين". وأعرب أبو أحمد الساحلي، عن حزنه على السودان وأهلها، قائلا: "يريدون تدميرها وتدمير شعبها كما فعلوا بسوريا.. مخطط خبيث.. والممول شيطان العرب ابن زايد..". وكتب سعد الدوسري: "(رجل الأعمال المصري) نجيب ساويرس يبدو شريكا لأبوظبي في نهب وسرقة ذهب السودان بالتعاون مع زعيم مليشيات الجنجويد المتمردة في السودان، حميدتي، وهذا واضح من خلال دفاعه عنه ودعمه لمليشيات حميدتي رغم تعارض ذلك مع مصالح مصر القومية".

وتساءل: "هل يستطيع السيسي محاسبته أم أنه فوق القانون ويملك حصانة من ابن زايد؟".

وأكد سالم ربيح، أن "الإمارات دولة وظيفية توجهها الصهيونية لتسخير الإعلام والمال لإثارة الحروب وتفكيك الجيوش ودعم المليشيات لتفتيت الدول العربية وإعادة تقسيمها حسبما يتماشى مع المشروع الصهيوني في المنطقة العربية وتحقيق حلم الصهيونية إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات".