خيانة للسوريين.. استياء واسع من سرقة الأسد وشبيحته مساعدات متضرري الزلزال

12

طباعة

مشاركة

سرقة المساعدات الإنسانية، والتلاعب بأسماء الضحايا، وتزوير صور الأبنية المهدمة، ممارسات مشينة رصدها ناشطون في السياسة التي يتبناها النظام السوري خلال التعامل مع كارثة الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا في 6 فبراير/ شباط 2022، وخلف عشرات الآلاف من القتلى والجرحى.

صفحات إخبارية محلية نشرت تسجيلات مصورة لسيدة تتجول في إحدى أسواق العاصمة السورية دمشق، وهي تعرض وصول المساعدات الغذائية الإنسانية المخصصة للمتضررين من الزلزال إلى الأسواق بمناطق سيطرة النظام للبيع والتربح منها.

ونقلت مواقع محلية عن مصادر خاصة لم تسمها، سرقة نظام بشار الأسد معونات الدول العربية، ولم يصل للمتضررين إلا "بطانيات قديمة وسلة غذائية متواضعة" في حين تم سحب المعونات الجديدة إلى مخازن إدارة التعيينات بجيش النظام.

الأمر الذي دفع ناشطين على تويتر لإطلاق وسم #الأسد_لص_مساعدات، استنكروا خلاله إرسال الدول العربية المساعدات الإنسانية إلى النظام السوري، رغم علمهم ما لحقه بالشعب السوري من دمار وقتل وتعذيب وتشريد.

وتعجبوا من ظن مانحي المساعدات أن النظام السوري الذي فعل بشعبه كل الجرائم وجرب عليه كل أنواع الأسلحة قد تأخذه الرأفة به ويفكر في منحه المساعدات ليتعافى من أزمته، مؤكدين أن العصابات الحاكمة ترى في الزلزال فرصة للسرقة.

وأكدوا أن النظام جهة غير أمينة لتتسلم المساعدات، مستنكرين ظهور رئيس النظام السوري مبتسما أثناء جولته بين أنقاض الزلزال المدمر في حلب والتقاطه صور "سلفي" بينما دموع الآلاف تذرف على دمار مساكنهم وفقدان عائلاتهم.

سرقة المساعدات

وتفاعلا مع الأحداث، عرض الناشط فادي عبيدة، مقطع فيديو، لموظفة ألمانية في الهلال الأحمر الكردي موجودة مع قافلة المساعدات القادمة من مناطق شمال شرق سورية باتجاه حلب، تقول: "نظام الأسد يشترط تسليمه نصف المساعدات على الأقل للسماح بالدخول إلى مناطقه".

وعلق قائلا: "طبعا النصف الثاني يسرقه لاحقا بعد دخولهم".

وبث أبو سالم، مقطع فيديو، لسيدة في دمشق ذهبت إلى السوق وصورت بيع المساعدات التي يتم إرسالها للأسد، دون الإشراف على توزيعها للمنكوبين من قبل الجهة المانحة.

وأضاف أن النظام جهة غير أمينة لتسليمه المساعدات سيسرقها هو وشبيحته وتباع في الأسواق، داعيا المانحين للإشراف على توزيعها.

وكتب الصحفي قتيبة ياسين: "هناك دكتاتور يقتل شعبه ويقصفهم بالبراميل والكيماوي ويهجرهم ويحاصرهم، فجأة ضرب هذا الشعب زلزال، ماذا فعل العالم مع الدكتاتور؟ عزوه وأرسلوا له المساعدات!

وأضاف: "ماذا فعلوا مع الشعب المزلزل المقصوف المهجر المحاصر؟ قالوا لهم أرسلنا لكم المساعدات وهي بعهدة دكتاتوركم الذي يحاصركم ويقصفكم ويهجركم".

وقالت ريم المعماري: "صراحة ما في وصف يوصف حقارة ودناءة بشار الأسد تسرق مساعدات محتاجين مو المفروض أنت تقدم لهم المساعدات أحقر منه ما شفت الله يعجل في هلاكه ويرتاح منه الشعب المسكين". ونشر سهيل أصلان، صورا تكشف أن شبيحة الأسد فاتحين مزاد علني لبيع المساعدات للمنكوبين من الزلزال في سوريا، مشيرا إلى أن البيع بكل الطرق من خلال صفحاتهم أو من البسطات التابعة لهم.

وتهكم قائلا: "طلعوا مرتزقة الأسد هم المنكوبون، مو الناجين من الزلزال".

وعد يحيى الأحمدي، تسليم المساعدات الإغاثية إلى حكومة الأسد والمحتلين الإيرانيين تعد خيانة للشعب العربي السوري ومساعدة للمليشيات الإيرانية.

وكشف عقيد طيار ركن أبوسيف النميري، عن خداع نظام الأسد لرئيس منظمة الصحة العالمية في حلب، وأخذه إلى بناء متضرر من قصف مدفعيته على أنه متصدع من الزلزال.

وأوضح أن هناك آلاف الأبنية بحلب متصدعة ومتضررة نتيجة قصف الطيران الروسي وبراميل النظام السوري.

وأضاف أنها مهزلة يريد الحصول على مساعدات ليستمر بالقتل.

وأشار محمد الدرويش، إلى أن 60 طائرة مساعدات وصلت بشار الأسد معظمهم يعرف أن الشبيحة الذين سرقوا منازل السوريين وباعوها بالأسواق سيبيعون هذه المعونات، متسائلا عن أسباب فعلهم ذلك؟

واستنكر أن أكثر منطقة تضررت في سوريا هي خارج سيطرة بشار الأسد حتى الآن وصلتها 24 شاحنة مساعدات، رغم أن المنطقة بها حوالي 6 ملايين سوري.

ودعا الصحفي خالد الخطيب، لعدم تصديق أعلام نظام الأسد الذي روج لزيارة بشار الأسد إلى حلب وأعمال الاستجابة المزعومة، مؤكدا أن الواقع مختلف تماما، والناس مهانة في مراكز الإيواء والمساجد وفي المخيمات التي أنشأتها المليشيات.

وأوضح أن آلاف العائلات ما تزال بدون المساعدات التي تباع على الأرصفة والمحال، قسوة وطقس بارد، والأحياء الشرقية بمدينة حلب تعيش أزمة إنسانية غير مسبوقة، الزلزال أثر بشكل كبير فيما تبقى من بنى عمرانية متضررة بالقصف السابق لقوات نظام الأسد.

ضحك الأسد

وأعرب ناشطون عن استيائهم من ابتسامات وضحكات الأسد أمام الكاميرات والزغاريد حوله رغم تصاعد عدد منكوبي الزلزال.

وعلق الإعلامي فيصل القاسم، على صور الأسد، بمقولة الروائي الروسي تولستوي: "في مآسي الآخرين وانكسارهم، إياك أن تبتسم، تأدب في حضرة الجُرح.. كن إنسانا أو مُت وأنت تحاول".

واستنكر الناشط عمر مدنية الهيئة التي ظهر عليها رئيس النظام السوري، قائلا: "عندما تشاهد الضحكات، القبلات، الزغاريد تعتقد للحظة أن بشار الأسد في عرس ابنته وليس في عزاء الزلزال!!".

ونشرت الإعلامية اللبنانية ديما صادق، صورة الأسد مبتسما، قائلة: "بعيدا عن السياسة اللي كتير جربت ابعد عنها من وقت الزلزال بسوريا ممكن بس حدا يشرحلي كيف ممكن بني آدم شعبه منكوب بزلزال و10 آلاف ضحية يوقف يأخذ سيلفي ويضحك بموقع الكارثة؟ جد كيف؟ أنه قصدي بيولوجيا وعقليا وبشريا كيف؟".

وعرض سيف الحموي، صورا لابتسامات الأسد، قائلا: "في حضرة الدمار والموت الجماعي هكذا عبر سفاح سوريا عن مشاعره تجاه المنكوبين".

وأكد أن التعامل معه وتسليمه أية مساعدات يرقى لمشاركته في جرائم الحرب التي دمر بها البشر والحجر، حيث يعلم الجميع أن هذه المساعدات لن تصل للمحتاجين وستذهب لجيبه هو ومرتزقته.

وقالت آلاء تيلو، إن من قوة البؤس على شعبنا السوري أن أكثر من استفاد في كارثة الزلزال هو قاتلهم الأول بشار الأسد على مرأى ومسمع من العالم.

وأضافت: "الجميع شاهده ضاحكا فرحا بموتنا بعدما انهالت عليه الأطنان من المساعدات ومئات الملايين من الدولارات بينما شعبنا يعاني".

وذكر ربيعة شير، بأن صاروخا واحدا من صواريخ مجرم الحرب بوتين أو برميلا متفجرا من براميل بشار الكيماوي: كانوا يقتلون من الشعب السوري العظيم أكثر عشرات المرات ممن قتلهم زلزال تركيا سوريا.

وأضاف: "لا تصدقوهم مجرمي حرب قتلة ولصوص".

إنقاذ الأسد

واستنكر ناشطون استغلال البعض وعلى رأسهم الموالون لرئيس النظام السوري، لكارثة الزلزال سياسيا واقتصاديا وإطلاق الدعوات لرفع العقوبات المفروضة على النظام وتعويم الأسد، وعدوا من يطالب برفع الحصار عن سوريا داعما للأسد في قتل الشعب.

وأوضح المنسق العام في الثورة السورية الدكتور عبدالمنعم زين الدين، أن الذين يطلقون حملة: #ارفعوا_العقوبات_عن_سوريا هم شبيحة كاذبون، يستغلون الكارثة كي يطالبوا بتأهيل المجرمين.

وأضاف أن العقوبات ليست مفروضة على سوريا كدولة، بل على بعض أشخاص النظام المجرمين القتلة، وهي في الأصل لا تشمل المساعدات الإنسانية والغذائية والدواء.

وتابع أن الذين قدّموا مساعدات للنظام فرأوا أنفسهم قد كسروا حصارا أو تحدوا عقوبات أميركية أو أوروبية هم كاذبون سفلة، لا توجد عقوبات أصلا تمنع المساعدات الإنسانية والغذائية والدواء لمناطق النظام، بل هو قبل الكارثة يتلقى أكثر من 70 بالمئة من حجم المساعدات الأممية لسوريا، لكنه يسرقها ويبيعها.

وتساءل زين الدين: "هل سمعتوا لمن طالبوا برفع العقوبات عن المجرمين في سوريا صوتاً يطالب بإطلاق سراح مئات الآلاف من السوريين يموتون في مسالخ عصابات الأسد؟، هل سمعتم لهم صوتاً يطالب برفع القصف بالبراميل والكيماوي والصواريخ عن المناطق المحررة التي يقوم بها سيدهم الإرهابي الأسد؟، قائلا: "أبداً لأنهم سفلة".

وأكد سعد الطامي، أن أحد الأكاذيب التي يروجها نظام الأسد أن العقوبات تستهدف المساعدات الإنسانية، هذا غير صحيح فالعقوبات تستثني المساعدات الإنسانية و الدعم الدولي. 

واستنكر استغلال النظام السوري الظروف الراهنة للترويج لضرورة رفع العقوبات بل ودعم والتعاون مع نظام بشار الأسد.

وناشد الإعلامي العراقي سفيان السامرائي، من يهرعون لرفع العقوبات عن بشار البعث الصفوي وإنقاذه وتقويته ليمارس إجرامه، ليفرضوا عليه فرض النظام ولو خلال هذه الأزمة ومن مليشياته من بيع المساعدات عبر أطراف تعمل لصالحه، قائلا: على الأقل يحترم مساعداتكم له.

وقال المغرد لطيف، إن العقوبات على نظام الأسد فُرضت بسبب جرائم حرب ارتكبها، والمطالبة برفعها يعني المطالبة بتبرئته، وهو ظلم لمئات آلاف الضحايا الذين قضوا قبل الزلزال.

وأكدت الإعلامية ناهد يوسف، أن المساعدات وفرق الإنقاذ لم تصل إلى السوريين ليس بسبب العقوبات الدولية على النظام السوري، بل بسبب عقوبات النظام على الشعب السوري.

الكلمات المفتاحية