"سيناريو مفزع".. تقرير إسرائيلي يعترف بفشل الإجراءات العقابية بحق الفلسطينيين

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

سلط تقرير إسرائيلي الضوء على دخول مناطق القدس على خط المواجهة مع الكيان المحتل، والتي توجت بعملية "النبي يعقوب" التي قتل فيها 7 إسرائيليين وأصيب آخرون في 27 يناير/ كانون الثاني 2023.

وجاء في التقرير الذي نشره الكاتب شالوم يوروشالمي في صحيفة "زمان إسرائيل"، إن "الإجراءات العقابية الإسرائيلية فشلت في ردع الفلسطينيين عن تنفيذ المزيد من العمليات".

وشدد على أن الاحتلال "يواجه حاليا معضلة من الصعب حلها، وهي مسألة الأغلبية الفلسطينية في أحياء شرقي القدس، وفشل المنظومة الأمنية الإسرائيلية في ردع الفلسطينيين هناك".

تآكل الردع

وقال الكاتب إن منفذي العمليتين في القدس، من سكان حي سلوان والطور في القدس، وإن التهديدات التي أطلقها قادة الكيان بعد العملية بسحب الجنسيات والمخصصات المالية، بالإضافة لهدم منازل منفذي العمليات "لم تعد ترهب أحدا".

كما أكد يوروشالمي أن "عامل الردع لا يسير كما يرام".

وتحدث معد التقرير عن أن 40 بالمئة من سكان القدس هم من الفلسطينيين، وأنه بإمكانهم خلال السنوات المقبلة التصويت لصالح مرشح لرئاسة بلدية القدس وتتويج رئيس بلدية فلسطيني، وهي سابقة لم تحصل منذ العام 1967.

وقال إن "أحياء الطور وسلوان يقطنها أغلبية فلسطينية، مع مستوى عداء مستمر للمستوطنين الذين استولوا على بعض المنازل".

ونقل يوروشالمي عن مسؤولين في الأمن الإسرائيلي قولهم إن "الهدوء الخادع في أحياء القدس الشرقية يخفي حالة غير مسبوقة من العداء"، مشددين على أن الحصار الذي اقترح وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، فرضه على الأحياء "سيزيد الأوضاع سوءا ولن يسهم في تهدئتها".

ولفت إلى أن "العقوبات التي جرى إقرارها ضد عائلات منفذي العمليات أعدت من الأساس لردع آخرين عن تنفيذ مثل هذه العمليات، إلا أن هذا لم يحدث، حيث تدلل حالة الفرح الشديد في أحياء شرقي القدس بعد العملية ومستوى التعاطف مع منفذيها على فقدان قوة الردع بشكل غير مسبوق".

وقال يوروشالمي: "لا يمكن للتهديد بسحب الجنسية أو المواطنة، وهدم المنازل أو إغلاقها، أن تخيف فلسطينيي القدس على ما يبدو". 

بينما كشف الكاتب النقاب عن تصريحات لمسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إن "عملية الشهيد خيري علقم التي تسببت بمقتل 7 مستوطنين، كانت ستنفذ داخل مبنى استيطاني في حي الطور "بايت هخوشن" والتي تستوطنه مجموعة من العائلات اليهودية، وعلى المبنى علم كبير للاحتلال".

وقال إن "الجهات الأمنية تعتقد أن الشهيد علقم كان ينوي تفجير المبنى بمن فيه لو لم يكن المبنى محاطا بالحراسة الأمنية على مدار 24 ساعة يوميا و7 أيام أسبوعيا، وبالتالي فقد اختار التوجه لمنطقة النبي يعقوب شمالي المدينة وتنفيذ العملية هناك".

نتائج مخيفة

ولفت يوروشالمي إلى عجز الاحتلال حتى اليوم "عن تدجين مناطق شرقي القدس التي تضم مئات آلاف الفلسطينيين، حيث يحمل غالبيتهم هويات إقامة، ولم يتم منحهم الجنسية سعيا لعدم تصويتهم في انتخابات الكنيست".

وأضاف أن السيناريو المفزع بالنسبة للكيان هو "اشتراك فلسطينيي شرقي القدس في الانتخابات على رئاسة بلدية القدس والتي ستجرى بعد 9 أشهر"، مشيرا إلى أن "النتائج قد تكون مخيفة إلى درجة سيطرة الفلسطينيين على رئاسة البلدية".

كما شدد على ضرورة "إيجاد حل لهذه المعضلة".

وقال يوروشالمي إنه "يتوجب التوصل إلى حل للأحياء الفلسطينية شرقي المدينة، حل لا يشمل ترسيم حدود واضحة، حيث يعيش قلة من المستوطنين في بحر من الفلسطينيين". 

وأشار إلى أن الحل الوحيد هو "التنازل أحادي الجانب عن بلدات في شرقي القدس"، مضيفا أنه "في حال رغبت السلطة الفلسطينية بتحمل المسؤولية عن تلك المناطق، فلا مشكلة في ذلك".

وسمى الكاتب الحل الذي يقترحه بـ "تقسيم القدس بالتراضي"، على أن تتحول تلك الأحياء للعاصمة الفلسطينية المستقبلية.

وتحدث عن أنه "لا توجد قضية ملحة أكثر من قضية أحياء شرقي القدس".

ومع ذلك فقد أعرب يوروشالمي عن شكوكه في إمكانية نجاح هذا الحل، حتى لو دعمه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي وافق على تقسيم المدينة ضمن "صفقة القرن" عام 2020.

فوفقا لصفقة القرن التي عرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، سيتم نقل السيادة عن مخيم شعفاط وقلنديا والرام وكفر عقب وبلدات أخرى شرقي القدس، والتي يعيش فيها مئات الآلاف من الفلسطينيين للسلطة الفلسطينية.

واختتم الكاتب حديثه بالتأكيد على أن "القدس كانت وستبقى بؤرة النزاع، وأن الحرب على هذه المدينة لم تنته حتى هذا اليوم"، محذراً من تحولها إلى "برميل بارود في خاصرة الكيان الرخوة". 

ويبلغ تعداد سكان شرقي القدس 500 ألف شخص، حوالي نصفهم من الفلسطينيين، وذلك على مساحة تصل مساحتها إلى 70 ألف كم مربع، وتضم 17 بلدة فلسطينية، أكبرها مخيم شعفاط الذي يقطنه حوالي 40 ألف فلسطيني.

كما تضم المنطقة أكثر من 10 مستوطنات، أكبرها مستوطنة "راموت ألون"، التي يعيش فيها حوالي 50 ألف مستوطن، وتحيط المستوطنات بالقدس من جميع الاتجاهات.