غضب عربي وإسلامي واسع.. من يقف وراء تفجير مسجد بيشاور الباكستانية؟

12

طباعة

مشاركة

أدان ناشطون على تويتر التفجير الانتحاري الذي استهدف مسجدا في مدينة بيشاور الباكستانية في 30 يناير/كانون الثاني 2023، وأسفر عن وقوع 93 قتيلا وفق ما أعلنته مصادر طبية باكستانية حتى الآن، ووصفوه بالعمل الإجرامي الخسيس.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #بيشاور، #مسجد_بيشاور، وغيرها، وجه ناشطون أصابع الاتهام إلى حركة طالبان باكستان التي أعلن مسؤولون فيها مسؤوليتهم عن التفجير ثم نفت الحركة ذلك لاحقا، مشيرين إلى أنها مدعومة من الهند.

وأكد ناشطون أن إقدام بعض العناصر على هذه الأعمال الإرهابية الإجرامية نتاج أفكار مغلوطة وتأجيج فكري وجهل بالدين وقيمه وتعاليمه، معلنين براءة الإسلام منها، ومشددين على أن محاربة هذه الأفكار والتوعية بالدين الصحيح يجب أن يكون أقصى الأولويات.

وشددوا على أن استهداف المساجد ودور العبادة وترويع الآمنين في بيت الله ومباغتتهم أفعال مرفوضة ومدانة وتزيد من التطرف والعنف وتعزز ثقافة الكراهية والتباغض، معربين عن رفضهم إلصاق الأفعال المنحرفة بالإسلام، والحديث عن انتماء المنفذين للمسلمين.

دلالات وتحليلات

وتفاعلا مع الأحداث، أوضح الإعلامي والمحلل الإستراتيجي الباكستاني حذيفة فريد، أن نفي طالبان باكستان تبنيها للتفجير تأخر 12 ساعة، في حين تبنت وسائل الإعلام التابعة للحركة وقياديوها العملية فور وقوعها.

وأشار إلى أن الحركة تتبنى مباشرة أو تنفي مباشرة، مؤكدا أن النفي المتأخر جاء بسبب ردة الفعل الغاضبة.

ورأى الكاتب والصحفي السوري أحمد موفق زيدان، أن التفجير الذي وقع بمسجد داخل مركز تدريب للشرطة وأودى بحياة العشرات وأصاب أضعافهم بجروح، يعكس الطبيعة الدموية للمنفذين، لافتا إلى تبني طالبان باكستان العملية ثم نفيها بعد ساعات المسؤولية، وهي المرة الأولى التي تنفذ داخل مساجد.

وأكد أن النفي المتأخر، يعكس إما الخضوع لضغوطات طالبان أفغانستان التي سارعت وبقوة وبكل اللغات لإدانة العمل الإرهابي، وهو ما عززه ثقافة الأخيرة على مدى عقود من تاريخها بعدم التعرض لأماكن العبادة.

وأشار إلى أن الاحتمال الثاني ربما أن هناك انشقاقات داخل الحركة بين مؤيد ومعارض للعمليات.، لافتا إلى أن العلاقة متوترة جدا بين أفغانستان وباكستان.

وبين زيدان أن إسلام آباد تتهم كابول بإيواء ودعم طالبان باكستان في استهدافهم لها.

وأوضح أن الهند هي المستفيد الأكبر من تسميم هذه العلاقة خصوصا أن ثمة تحليلات تذهب إلى أن طالبان باكستان ما هي إلاّ مقدمة لتنظيم الدولة، ويتهمها البعض بعلاقات مع دلهي.

وأشار أحد المغردين، إلى أن طالبان باكستان تتلقى الدعم من الهند التي تحارب وتضطهد وتغتصب المسلمات لمحاربة حكومة إسلام آباد وشعبها المسلم.

أعمال إجرامية

واستنكر ناشطون العمل الإرهابي وتحدثوا عن موقف الإسلام من هذه الأفعال، مؤكدين أن ما حدث هو عنف ترفضه كل الأعراف والأديان السماوية، وترحموا على الضحايا وتمنوا الشفاء العاجل للجرحى والصبر لذويهم.

وأدان الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القرة داغي، العمل الإجرامي الذي وقع داخل مسجد بالقرب من أحد مقرات الشرطة الباكستانية بمدينة بيشاور (شمال غربي البلاد).

وأكد أن استهداف دور العبادة والمدنيين والأمن المجتمعي محرم، معلنا رفضه الدم ومحذرا من تبعاته.

وقال رئيس مجلس علماء باكستان حافظ محمد طاهر إشرافي، إن المجلس يؤكد أن حادث التفجير الإرهابي الانتحاري جريمة نكراء نفذها "إرهابي انتحاري متطرف مجرم مدسوس" وهو عمل "ترفضه كل الشرائع والقيم الإنسانية".

وأوضح الشيخ محمد المحيسني، أن ثقافة القتل والتدمير والتفجير التي تغذيها قوى مشبوهة لزعزعة أمن الدول الإسلامية وتشويه الدين، منكر نبرأ إلى الله منه ومن فاعله أيا كان.

ووصف الأكاديمي والداعية الإسلامي الشيخ حامد العلي التفجير بالإجرامي.

وقال السياسي والحقوقي المصري أسامة رشدي، إن أحداث تفجير المساجد والحسينيات والكنائس والمعابد كلها أعمال إجرامية لا يمكن تبريرها.

وأضاف أن الجهاد في الإسلام له قانونه ومحددات إنسانية وحضارية تختلف تماما عن هذه الاستباحة الإجرامية للناس وهم يعبدون الله أيا كان رأيك في معتقدهم، مستطردا: "يجب أن يشعر الناس بالأمن في هذه الأماكن".

كما وصف مدير المكتب السياسي لائتلاف ثورة 14 فبراير البحريني إبراهيم العرادي، الحدث بأنه "جريمة تكفيرية مروّعة وبشعة".

نتاج الجهل

وأكد ناشطون أن هذه الأفعال نتاج جهل وتشويش فكري وتطرف ومغالطات في الدين، داعين إلى مقاومة هذه الأفكار وتصحيحها.

وأشار الباحث العربي مهنا الحبيل، إلى أن مائة وخمسين نفسا بين قتيل وجريح ضحايا لإرهابي وقف بين المصلين خلف الإمام في بيشاور باكستان.

وأوضح أن ذلك يعني أن المنفذ يعتقد مفهوماً دينيا ليس قصفاً لطغاة الناتو (حلف شمال الأطلسي) ولا الروس ولكنه السم الذي سُقي به بعض شباب المسلمين ويفتك في أبرياء بلدانهم. وتساءل: "هل هناك مقاومة فكرية دينية نشطة تواجه هذا السرطان؟"، وفق تعبيره.

وتساءل الصحفي رائد الحامد: "إذا كان المسلم يقتل المسلم في مصلاه، فلماذا يغضب المسلمون من قتل مسلم على يد هندوسي أو يهودي؟"

وقال أستاذ العقيدة والدعوة بجامعة الكويت بسام الشطي، إن "طالباني حقير فجر نفسه في مسجد بيشاور في باكستان".

وبين أن ما جرى "مرده نتاج فكر متطرف إرهابي خطير ودخيل مستنكر، أسفر عن جريمة بشعة روعت الآمنين في بيت الله، كلها غدر وخيانة وجهل بالدين".

إدانات رسمية

وبرزت العديد من الإدانات الدولية واستنكار المنظمات والهيئات الإسلامية للواقعة عبر حساباتهم الرسمية.

وأعرب الأزهر الشريف عن "بالغ إدانته للتفجير الإرهابي الخسيس الذي استهدف المصلين في مسجد بمدينة بيشاو في أثناء صلاة الظهر".

كما أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم الإرهابي الذي وقع في مسجد بمدينة بيشاور الباكستانية، مشددة على موقفها الثابت والرافض لاستهداف دور العبادة وترويع الآمنين وسفك دماء الأبرياء.

وأفاد الحساب الرسمي لسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى إسلام آباد، بأن أبوظبي تدين بشدة التفجير الإرهابي وتعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب.

وأعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين للتفجير، مقدمة التعازي لذوي الضحايا وحكومة وشعب باكستان.

وكتبت الدبلوماسية والناطقة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا روزي دياز: "مصلّون آمنون استهدفهم إرهاب جبان دون رحمة.. ندين بشدة هذا الهجوم ضد أبرياء في مدينة بيشاور التي كنت قد زرتها سابقا ونؤكد على التزامنا بمكافحة الإرهاب والتصدّي لخطاب العنف والكراهية".

وأعلن الناطق الرسمي للاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا لويس ميغيل بوينو، إدانة الاتحاد بشدة الهجوم الذي استهدف مصلين في مدينة بيشاور، مقدما خالص العزاء لعائلات من فقدوا أرواحهم، ومتمنيا الشفاء العاجل للمصابين.

وأكد الوقوف مع باكستان ضد الإرهاب، مشددا على ضرورة مكافحة الكراهية والتعصب في مجتمعاتنا.

وأدان رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي عمار الحكيم، "المجزرة الإرهابية التي ارتكبتها العصابات الظلامية في مسجد بمدينة بيشاور الباكستانية".

وبين أن تكرار هذه الاعتداءات الإرهابية لا سيما التي تستهدف المساجد يتطلب توفير الحماية لها من قبل الحكومة الباكستانية وتعاونا دوليا لتجفيف منابع الإرهاب.

أفعال إجرامية

وذهب ناشطون إلى أن هذا فعل إجرامي لا يفعله إلا الحاقدون على الإسلام ولا يجوز تحت أي ظرف.

وأكد ميسرة بن علي، أن العملية الإجرامية في بيشاور هذه أفعال الدواعش (تنظيم الدولة) ومن لف لفيفهم يفجرون في المساجد والأسواق ودور العبادة، متسائلا: "ما هي الفائدة من هذه العمليات الإجرامية؟".

وحذر الباحث التاريخي حسين السبعاوي، من أن تنظيم الدولة سكين في خاصرة الأمة، وهي أفضل أداة بيد أعدائها.

وتعجب الإعلامي اللبناني الباحث في الشؤون الدولية والإقليمية حكيم أمهاز، من اقتحام شخص يدعي أنه مسلم ومؤمن خالص مسجدا للمسلمين ويفجر نفسه لقتل أكبر عدد من المصلين المسلمين، سواء كانوا كبارا أم أطفالا ليدخل الجنة.

وتساءل: "أي فكر هذا وأي عقل يحويه هذا الشخص؟ وكيف استطاع مشغلوه إقناعه بأن قتل المسلمين والأبرياء يُدخل الجنة؟"، قائلا: "إنه الجهل والتجهيل (داعش)".

وتداول ناشطون صورا ومقاطع فيديو للمسجد وضحايا التفجير، معربين عن حزنهم وألمهم الشديدين.