فيديو منغستو.. هل يحرك ملف تبادل الأسرى بين المقاومة والاحتلال؟
أثار نشر كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، مقطع فيديو للأسير الإسرائيلي لديها منذ 8 سنوات، أبارا منغستو، موجة كبيرة من ردود الفعل الإسرائيلية.
موقع "والا" العبري سلط الضوء على ردود الفعل الرسمية التي أعقبت نشر فيديو حماس في 16 يناير/كانون الثاني 2023.
ولفت عبر تصريحات عائلة الأسير وخبراء آخرين، إلى ضرورة تحرك السلطات الإسرائيلية لاتخاذ خطوات جادة من أجل الإفراج عنه وزملائه.
وتحتفظ "حماس" في غزة، بجنديين إسرائيليين هما آرون شاؤول وهدار غولدن، بعدما أسرتهما في حرب صيف 2014، فيما تقول إسرائيل إنهما قُتلا وتحتجز الحركة رفاتهما.
كما تحتفظ الحركة بالمدنيَين الإسرائيليَين أبارا منغستو وهشام السيد، بعدما دخلا القطاع في ظروف غامضة في سبتمبر/أيلول وديسمبر/كانون الأول من العام ذاته.
كتائب القسام تنشر رسالة مصورة لجندي الاحتلال الأسير لديها أفراها منغستو pic.twitter.com/p9NhWuqikv
— الحج مش هيك (@MshHyk2) January 16, 2023
أول تحدٍ
وعلى الصعيد الرسمي، أصدر ديوان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، بيانا قال فيه إنه "لا يمكن في هذه المرحلة التأكد من مدى صحة الفيديو لمنغستو الذي وقع في أسر القسام قبل حوالي 8 سنوات".
وجاء في البيان أن "حماس تعرقل كل فرصة لإبرام صفقة"، مضيفا أن "نشر الفيديو مع جملة من التصرفات السابقة تؤكد بأن الحركة عبارة عن تنظيم إرهابي يأخذ مواطني غزة كرهائن"، وفق زعمه.
وتحدث عن الأسرى الآخرين لدى القسام، فقال: "حماس تحتجز المواطنين أبارا منغستو وهشام السيد، وهما مواطنان يعانيان من أزمات نفسية، وفي ذلك مخالفة للقانون الدولي، نتحدث عن حالات إنسانية، والحركة مسؤولة بشكل مباشر عن سلامتهما"، وفق وصفه.
وأفاد البيان بأن "الحكومة الإسرائيلية ستواصل عمل كل ما بوسعها وبالوسائل كافة سعيا لإعادة الأسرى والمفقودين، من جنود الجيش والمواطنين الإسرائيليين الموجودين في أسر حماس".
في حين ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الفيديو يأتي في اليوم الأول لتقليد الجنرال هرتسي هليفي قائداً جديداً لهيئة الأركان خلفا لـ "أفيف كوفاخي".
بدوره، قال يالو شقيق الأسير منغستو، في حديث مع الصحيفة، إنه لا يمكنه التأكيد 100 بالمئة أن من ظهر في الفيديو هو شقيقه.
ومع ذلك فقد لفت إلى أنه يشبهه بشكل عام وأن الفيديو أثار مشاعر العائلة. وجاء في بيان لعائلة منغستو، أنه "من المهم استعادة منغستو بالسرعة القصوى بدلا من رؤيته على الفيديو".
وبينت أن الفيديو يثبت أنه حي يرزق ويتوجب على الدولة العمل بسرعة لاستعادته، حيث بدا سليما معافى، وفق قولها.
وأضافت العائلة: "لا يوجد أي سبب لبقائه في الأسر ليوم إضافي آخر، وعدا ذلك كانت المشاعر مختلطة بالألم، فهذه المرة الأولى التي نراه فيها منذ وقوعه في الأسر".
فيما قالت القناة "12" العبرية إن الدوائر الأمنية تدرس الفيديو لمعرفة تفاصيله وموعد تسجيله، لافتة إلى أن "حماس اختارت موعد نشره بعناية"، وذلك في اليوم الأول لتسلم هرتسي هليفي مهام منصبه، كقائد جديد لأركان الجيش.
ونقلت القناة عن مصدر أمني زعمه بأن "الفيديو يدلل على ضعف من جانب حركة حماس"، على حد تعبيره.
أما عضو الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) موشي سولمون، فقد عقب على الفيديو قائلا إن "حركة حماس تجاوزت كل الخطوط الحمراء في التعامل الإنساني، مستغلة الوضع الصحي المعقد للأسير منغستو لتحدي قادة الجيش"، وفق زعمه.
بينما تشير التقديرات العسكرية لجيش الاحتلال أن مستوى مصداقية الفيديو "معقولة"، وذلك وفقا لما صرح به الناطق بلسان جيش الاحتلال ران كوخاف.
رسائل حماس
ولفت إلى أن "الجيش يدرس الفيديو ودوافع حركة حماس من نشره في هذا التوقيت".
وتحدث كوخاف عن أن "حماس ترسل رسالة عبر الفيديو مفادها أنها ترغب في إجراء مفاوضات لصفقة تبادل منفصلة عن الجنديين الأسيرين هدار غولدين وآرون شاؤول، اللذين مازال مصيرهما مجهولا.
بدوره، يعتقد المسؤول السابق لشعبة الأسرى والمفقودين في شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال، آفي كالو، أن حماس "ترسل برسالة استعداد للتفاوض على يهودي حي بقبضتها، وأنها ستحافظ على حياته لصالح إجراء صفقة تبادل للإفراج عن أسرى فلسطينيين".
ومع نهاية 2022، ذكر تقرير مؤسسات شؤون الأسرى الفلسطينية أن عدد الأسرى الذين مازالوا في السجون بلغ 4700، بينهم 29 أسيرة، و150 طفلا وطفلة، وقرابة 850 معتقلا إداريا، و15 صحفيا وخمسة نواب في المجلس التشريعي الفلسطيني.
وقال آفي كالو إن حركة حماس "تسعى لإثارة واستنهاض الرأي العام الإسرائيلي الذي يعيش فترة ركود غير مسبوقة، ولا مبالاة قل نظيرها في التعاطي مع مسألة الأسرى والمفقودين، منذ إبرام صفقة الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط عام 2011".
ويشار إلى أن الاحتلال دفع ثمنا باهظا مقابل الإفراج عن شاليط، وذلك عبر الإفراج عن ألف أسير فلسطيني، كان المئات منهم من أسرى المؤبدات.
وأضاف: "يوجد مسألة مهمة في الفيديو، وهي التوقيت، انظر على سبيل المثال إلى الفيديو الذي نشرته حماس للجندي شاليط خلال احتجازه لدى حماس، إذ دفعت إسرائيل ثمنا للفيديو عبر الإفراج عن 20 أسيرة فلسطينية".
وأردف: "هنا من غير الواضح متى جرى تسجيل الفيديو ولم يكن يحمل بيده صحيفة لتدلل على التاريخ (كما حدث مع شاليط سابقا)".
ووفقا لهذا المسؤول، كانت هناك فرصة لعقد صفقة خلال ولاية الحكومة السابقة برئاسة يائير لابيد.
وقال إنه "لا يرغب في الدخول إلى تفاصيل حساسة بهذا الملف، ولكن ما يمكن قوله إن حركة حماس تطور أداؤها فيما يتعلق بصفقات التبادل والمساومات منذ صفقة شاليط".
ولفت إلى أن حماس "باتت مقتنعة بأنها لن تحصل على صفقة بالثمن الذي دفعته إسرائيل في صفقة شاليط، وبالتالي فالحديث عن أثمان أقل من تلك الصفقة حال تقدمت المفاوضات".
واختتم حديثه قائلا إن "الأجواء تسمح بصفقة ذات صبغة إنسانية، والتي تفرج إسرائيل بموجبها عن عدد محدود من الأسرى من المرضى والأطفال وكبار السن"، بحسب وصفه.
وقبل منغستو، نشرت كتائب القسام عام 2022 مقطع فيديو أظهر تدهورا على صحة الإسرائيلي هشام السيد، الأسير لدى الجناح العسكري لحركة حماس، دون تفاصيل أخرى.