إسرائيل تمنع سفير الأردن من دخول الأقصى.. وناشطون: أين الوصاية الهاشمية؟

12

طباعة

مشاركة

تزامنا مع انعقاد قمة في القاهرة بين قادة مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، وتأكيدهم على استمرار الجهود المشتركة لتحقيق ما وصفوه بالسلام الشامل والعادل والدائم على أساس حل الدولتين، منعت الشرطة الإسرائيلية، السفير الأردني في تل أبيب سنان المجالي، والوفد المرافق له من دخول المسجد الأقصى.

وعلى أثر ذلك، استدعت وزارة الخارجية الأردنية في 17 يناير/كانون الثاني 2023، السفير الإسرائيلي في عمان إيتان سوركيس، وأبلغته رسالة احتجاج شديدة اللهجة، قبل أن يتمكن السفير الأردني من دخول المسجد الأقصى بعد ساعات من اعتراضه، وسط إدانة من وزارة الخارجية الفلسطينية.

وقالت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان، "جرى إبلاغ السفير الإسرائيلي رسالة احتجاج شديدة اللهجة لنقلها على الفور لحكومته، أكدت إدانة الحكومة الأردنية جميع الإجراءات الهادفة للتدخل غير المقبول في شؤون المسجد الأقصى".

واستنكر ناشطون على تويتر الطريقة التي عامل بها الاحتلال الإسرائيلي السفير الأردني، وعدوا ذلك نتيجة طبيعية لتطبيع المملكة مع الكيان، معربين عن استيائهم من إهانة الأردن ممثلا في سفيره.

وأشاروا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #السفير_الأردني، إلى رفضهم من الأساس وجود ممثل لبلادهم لدى الكيان المحتل كون ذلك يضفي شرعية على احتلال غاضب فاقد للشرعية، معلنين التبرؤ من السفير، وطالبوا بطرد نظيره الإسرائيلي من عمان ردا على ما حدث.

كما أعرب ناشطون عن رفضهم لأشكال التطبيع كافة مع الاحتلال الإسرائيلي وعلى رأسها التمثيل الدبلوماسي والاتفاقات المهينة التي لا يلتزم الكيان بأي من بنودها، وعلى رأسها اتفاقية وادي عربة، التي خرقتها الشرطة الإسرائيلية باعتراضها طريق السفير الأردني.

وأوضحوا أن منع إسرائيل السفير الأردني من دخول ساحات المسجد الأقصى يعد انتهاكا جديدا لما تسمى اتفاقية وادي عربة للسلام بين المملكة والاحتلال الموقعة عام 1994، مذكرين بأن الأردن على الورق هو صاحب الوصايا التاريخية على المقدسات الإسلامية في القدس.

رسائل المنع

وتفاعلا مع الأحداث، أوضح الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، أن رسالة الغزاة من منع السفير الأردني في تل أبيب من زيارة المسجد الأقصى واضحة، هي أن هذه البقعة تحت سيطرتنا، والسماح بإدارة محدودة للمسجد لا يغيّر الحقيقة.

وأضاف: أما رسائل "الهيكل" كمسار مستقبلي، فهي واضحة أيضا؛ وإن اختلف الغزاة حول توقيتها، مؤكدا أن كل مسارات التطبيع تخدم الغزاة، ولا قيمة لأي كلام آخر.

وأوضحت رنا خيلاني، أن وقوف الجندي الصهيوني في طريق السفير الأردني في الأقصى بينما حمايته للمطبعين رسالة واضحة، إذ يريد الكيان الصهيوني الإرهابي السييطرة على باحات المسجد، مؤكدة أن التطبيع الخياني هو باختصار مساندة للفكر الصهيوني.

وعد الصحفي ساري منصور، أن إهانة جندي إسرائيلي السفير الأردني في إسرائيل ومنعه من دخول الأقصى، أمر لا جديد فيه، مؤكدا أنه ذل التطبيع وخيبات المطبعين.

وتساءل الخبير المتخصص في الشؤون الإسرائيلية سعيد بشارات: "هل هي سياسة جديدة لبن جفير (وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير)؟؟؟!!".

ورأى المغرد طارق، أن ما حدث مع السفير ليس منعا وإنما القصد منه إهانة الدولة -الأردن- والتقليل من قيمتها وهز هيبة الإشراف على المقدسات في القدس. وأضاف أن استدعاء سفير الصهاينة لا يكفي، وإنما يجب إهانته وإبعاده.

وقالت ابتسام المناصير، إن منع السفير الأردني في تل أبيب من دخول المسجد الأقصى اليوم مقصود ويعد تحديا واضحا للأردن من قبل حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة.

وأضافت أن الإعلام الأردني الرسمي والخاص مطالب اليوم بأدواته كافة بتسليط الضوء على دعم القضية الفلسطينية والوصاية الهاشمية وإجراء برامج مخصصة تستضيف شخصيات أردنية تؤيد أي قرارات صادرة عن الأردن فيما يتعلق بهذا الملف.

"انتهاك للسلام"

وأعرب ناشطون عن استيائهم من عدم التزام الاحتلال الإسرائيلي باتفاقيات السلام الموقعة مع الأردن.

وعد مدالله النوارسة، منع اسرائيل السفير الأردني من دخول ساحات المسجد الأقصى انتهاكا جديدا لمعاهدة وادي عربة.

ووصف الناشط السياسي علاء عبدالرحمن الجبوري، منع السفير الأردني من دخول الأقصى بأنه تصعيد إسرائيلي جديد دون امتثال "لالتزاماتها وفقا للقانون الدولي ولا سيما الإنساني" بشأن القدس وبالأخص المسجد الأقصى بصفتها القوة القائمة بالاحتلال.

ونعت أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية إيهاب العابودي، الحكومة الإسرائيلية بأنها صبيانية متطرفة مراهقة سياسيا تتجاهل الأسس الدبلوماسية، عدا عن الاتفاقيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة وشبه الإجماع الدولي على الوصاية الهاشمية وتتناسى بأن الحل في عمان كان وسيبقى.

وأضاف: "لن ينفعكم طيشكم ولا يغركم القلة الداعمة لكم إن كانت داخلياً أو خارجياً".

وأوضح الناشط الحقوقي عدي آل عدنان، أن "إسرائيل" ارتكبت عدة مخالفات بحقّ معاهدة وادي عربة وبالقانون الدولي بمنع السفير الأردني من الوصول إلى المسجد الأقصى.

وأشار إلى أن المادة التاسعة من المعاهدة بخصوص الأماكن المقدسة، نصّت على أن يمنح كل طرف للطرف الآخر حرية الدخول للأماكن ذات الأهمية الدينية والتاريخية.

وأضاف آل عدنان: كما خالفت المادة 29 باتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عام 1961، التي تنص على أن "لشخص الممثل الدبلوماسي حرمة فلا يجوز بأي شكل القبض عليه أو حجزه وعلى الدولة المعتمد لديها أن تعامله بالاحترام اللازم له، وعليها أن تتخذ الوسائل المعقولة كافة لمنع الاعتداء على شخصه أو على حريته أو على اعتباره".

وتساءل المحامي علاء حياري: "هل مازالت وادي عربة اتفاقية سلام بعد منع مليشيات الكيان الغاصب للسفير الأردني من دخول ساحات الأقصى المقدس؟"

وتعجب المحلل السياسي فايز أبو شمالة، من احتياج السفير الأردني في إسرائيل إلى موافقة شرطة الاحتلال لدخول المسجد الأقصى والصلاة فيه!، متسائلا: "ما هي الوصاية الهاشمية؟ بل ما هي اتفاقية وادي عربة؟"

رفض الاتفاق

في المقابل، أعرب ناشطون عن رفضهم الاستناد إلى اتفاقية وادي عربة كدليل على أحقية السفير الأردني في الدخول والخروج من المسجد الأقصى دون اعتراض من الاحتلال الإسرائيلي، معربين عن رفضهم للاتفاقية وعدوها خيانة، كما أعلنوا رفضهم وجود سفير للأردن لدى الاحتلال.

وأكد محمود بدير، أن الموضوع أكبر من منع السفير الأردني دخول الحرم القدسي الذي يعترف العالم أجمع بوصاية الأردن عليه.

وقال: "لقد فرط واضعو البنود الأردنيون بحقوق كثيرة للأردن، قد يكون ذلك عن جهل وقد تكون خيانة للأمانة، وللدين والوطن". وتابع: "صدق من قال عن معاهدة وادي عربة إنها معاهدة استسلام وليست معاهدة سلام".

وأوضح المغرد العمري، أن وجود هذا السفير بحد ذاته خيانة ومن تبعيات اتفاقية وادي عربة، التي يرفضها الشعب الأردني.

وقال المغرد سرحان، إن أي وجود أردني في الأقصى والقدس هو تدنيس لأرض فلسطين ومرفوض شعبيا من قبل أحرار شعبنا رفضا لاتفاقية وادي عربة الاستسلامية الانهزامية.

وأكد خالد ضيف الله، أن إسرائيل هي المتحكمة الحقيقية في كل شؤون المسجد الأقصى ووصاية الأردن عليه شكلية فقط.

ونشر المغرد عبدالرحمن مقطع اعتراض الشرطي الإسرائيلي للسفير، قائلا: "هذا هو نتيجة التطبيع مع الكيان الصهيوني، كل سفير عربي يزور القدس يطرد من باحات الأقصى، والله إهانة للأردن، المفروض عليه طرد السفير الإسرائيلي".

حفاوة بالدخول

واحتفى ناشطون بدخول السفير الأردني غسان المجالي إلى باحات المسجد الأقصى بعدما منع من ذلك.

وتداولوا صورا ومقاطع فيديو له أثناء جولته وعدوها انتصارا لكل الأردنيين، مؤكدين أن التصعيد الدبلوماسي مع الاحتلال غير كاف.

وقال عبدالله المجيلي، إن السفير يمثل المملكة الأردنية الهاشمية، لافتا إلى أن دخوله المسجد الأقصى يعني أن الأردنيين جميعا دخلوه اليوم بالرغم من رفض الاحتلال.

وأشار إلى اعتراف الاحتلال أن السفير الإسرائيلي جرى تهديده بإلغاء المعاهدة، مؤكدا أن رضوخ الكيان يعد اعترافا منهم بالوصاية الهاشمية.

ونشر علاء الجابور، صورة السفير الأردني، وعدها انتصارا أردنيا وتأكيدا على أن السيادة والوصاية هاشمية أُردنية.

وتساءل طارق زهير، عما بعد الاستدعاء، قائلا: "أين اتفاقية وادي عربة!! وأين الوصاية الهاشمية؟".

وكتب أحد المغردين: "على الاحتلال الإسرائيلي أن يفهم ويعي أن كرامة السفير الأردني من كرامتنا وكرامة كل أردني غيور على وطنه".

وأردف: "عليه فإننا نطالب رئيس مجلس الوزراء بشر الخصاونة بطرد سفير الاحتلال من عمان كرد اعتبار لما حدث مع السفير!".