"صوتكم الحكم".. حشد سوري واسع لاستئناف مسار الثورة على الأسد

12

طباعة

مشاركة

أطلق ناشطون حملة لاستئناف مسار الثورة السورية، في أعقاب الاحتجاجات المتصاعدة في محافظتي السويداء ودرعا، الواقعتين تحت سيطرة النظام السوري، للمطالبة بإسقاط رئيسه بشار الأسد، والدعوات المطالبة بالمصالحة معه.

وفي 28 ديسمبر/كانون الأول 2022، نظم ناشطون سوريون، وسط مدينة إدلب، شمال غربي سوريا، وقفة تضامنية مع الحراك الشعبي في محافظتي درعا والسويداء، معلنين رفضهم للمصالحة مع الأسد وتأييدهم للمناداة بالحرية والتغيير السياسي.

وبدورهم، أعرب ناشطون على تويتر، خلال تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسمي حملة #انتفضوا_لنعيد_سيرتها_الأولى - #لن_نصالح عن تضامنهم مع الحراك الشعبي المناهض للنظام داعين لإحياء الثورة ضد الأسد.

وأعلنوا رفضهم أي تطبيع مع "نظام الأسد الإرهابي الملطخة يداه بدماء السوريين"، ورددوا شعار "لن نصالح"، وطالبوا بتطبيق القرارات الدولية، مؤكدين أن أي مساع لإعادة العلاقات مع النظام السوري لا تستحق سوى الإدانة لأنها خيانة لدماء الشهداء.

إسقاط الأسد

ودعا ناشطون إلى تجديد العهد وإعادة أمجاد الثورة من جديد والانتفاض نصرة للشهداء والمعتقلين والمهجرين ودعما للثائرين في المحافظات الأخرى، مؤكدين إصرارهم على الخلاص من الأسد ونظامه ومحاسبتهم.

وسلطوا الضوء على الانتهاكات والمجازر وجرائم الحرب المرعبة التي ارتكبها الأسد وشبيحته ضد شعبه بكل أطيافه وفئاته وانتهاجه سياسة القتل والاعتقال والقمع، مؤكدين على ضرورة تحرير سوريا من سلطته.

وتفاعلا مع الحملة، أكد قائد الفرقة 31 مشاة صالح عموري، أن السوريين وأبناء الثورة لن يقبلوا أن تذهب تضحياتهم العظيمة التي قدموها خلال سنوات الثورة هباء، وأن سوريا لن تهدأ ولن يعود الأمان والاستقرار إليها قبل الخلاص من رأس الإرهاب في سوريا بشار الأسد، متعهدا باستمرار الكفاح في سبيل ذلك.

وقال المنسق العام في الثورة السورية عبدالمنعم زين الدين، إن في سوريا ثورة شعب عظيم بطل تضم الملايين من الثوار والمرابطين والأحرار والحرائر والنشطاء والأهالي الصامدين، وليست مجرد حزب معارض يمكن تطويعه أو إخضاعه.

وأضاف أنه مهما تبدلت سياسات الدول ومواقفها من نظام الأسد المجرم فكلمتنا الثابتة، لا بديل عن إسقاط الأسد ومحاسبته.

وقال الكاتب حسن الدغيم أبو بكر، إن إسقاط النظام المجرم قضيتنا المركزية الأولى والمقدسة ولها ترخص الدماء ويهون الفداء وبنو قرداح ركن الاستبداد ومنبع الإرهاب والفساد قتالهم ونزالهم.

وبين أن "إسقاطهم هو قرارنا وزادنا وخيارنا عليه نصبح وعليه نمسي وعليه نحيا وعليه نموت وعليه نبعث ولا فرقان بيننا إلا أن ندخل قصرهم أو ننزل قبورنا".

شحذ الهمم

وأطلق ناشطون دعوات للتظاهر والانتفاض في المناطق السورية كافة تنديدا بجرائم الأسد ورفضا لأي مساع للمصالحة معه، في ظل جرائمه بحق المدنيين وتجاهل حقهم في العيش، معلنين صمودهم وإصرارهم على استكمال ثورة الحرية والكرامة.

وأكدت الناشطة في الثورة السورية دارين العبدالله، أن دواعي الثورة حاضرة منذ جلس الأسد الكبير على كرسي الرئاسة وراح يبطش بالناس ظلما، ودواعيها مستمرة حتى يرحل القاصر الصغير عن موطن الأحرار.

وتابعت: "إذا كان للثورة في بدايتها بعض المبررات لاندلاعها، فاليوم ظهرت آلاف المبررات والدواعي لاستمرارها".

وقال حسن محلي: "اغضب واشحن قلبك بالغضب ولا تنس مجازر الأسد وزبانيته، لا تنسى التضامن ولا باباعمر ولا الحولة ولا أي مجزرة قامت ضد أهلنا، لن نهدى ولن ننس ولن نتنازل بمبادئ الثورة.. الثورة السورية قائمة حتى نرى مشنقة الأسد وزبانيته". 

وأكد الضابط المنشق عن جيش النظام سيف الدين الخالدي، أن للثورة السورية رجالا يمضون بها حتى النصر، لا يضُرهم من خَذلهم، ولن يسمحوا بأن يُهادن على دماء السوريين والمعتقلين في سجون الأسد، ولن يسمحوا بأن تُبنى مصالح الدول على أكتافهم وأشلاء أطفالهم، قائلا: "الساحات الساحات يا أحرار.. صوتكم هو الأقوى وهو الفيصل والحكم".

وقالت الصحفية ريان المصري: "إذا لم تحاول خلق المستقبل الذي تريده، يجب عليك أن تتحمل مسؤولية المستقبل الذي ستجد نفسك فيه"، مضيفة: "أنت من يتحكم برسم الصورة التي ستكون عليها في المستقبل".

رصد وتحذير 

وتحدث ناشطون عن تدني الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وعدوها مؤشرا ودلالة على فشل الأسد وعدم أهليته لتصدر المشهد أو إعادته للواجهة.

ودعوا فصائل درعا والقنيطرة والسويداء للاستعداد لأي ردة فعل من قبل نظام الأسد على انتفاضتهم المتواصلة ضده.

وأشار مدير شبكة حقيقة الإعلامية ابو المجد ناصر، إلى أن الأمور في درعا تتجه إلى التصعيد بسبب استمرار ملف المعتقلين في سجون النظام.

وأوضح المحامي والكاتب بيتر جرمانوس، أنه في سوريا اليوم صفر بنزين، صفر مازوت، صفر كهربا، صفر مياه والدولار 7000 ليرة، والسيارات توقفت والناس تتنقل مشيا على الأقدام، مؤكدا أن الوضع في الحضيض وأن هذا المشهد سينسحب على لبنان. 

وأكد مُضَر نَجَار، أن بشار الكيماوي لا يملك من حل الأزمة السورية شيء ولا يملك أن يطعم شبيحته، مشيرا إلى أنه رحل السوريين ولن يعود أحد بوجوده.

وتساءل: "كيف سيحاربون التنظيمات الإرهابية والنظام رأس الإرهاب وصانعه ومموله"، مشددا على أنه لن تكون هناك حلول في سوريا إلا بإسقاط النظام وأركانه. 

لن نصالح

وأعرب ناشطون عن رفضهم لكل مسارات التطبيع مع نظام الأسد، خاصة أنها تأتي في ظل استمرار انهياره الاقتصادي، والعقوبات الغربية المفروضة عليه، وعجزه عن تقديم أي جديد لأي طرف يطبع علاقاته معه تحت أي مبرر أو دوافع سياسية وتحقيق منافع.

وقال الناشط في الثورة السورية أحمد أبازيد، إن شر الأسد لا يقاس أو يقارن، بل هو معيار الشرّ، هذا الديكتاتور ارتكب أكبر مذبحة ومأساة إنسانية في عصرنا.

وأضاف أن التعامل معه كشريك سياسي وتحويله إلى صانع سلام هو مكافأة ومشاركة في طمس جرائمه، مؤكدا أن المذبحة ليست قضية سياسية، والدم لا يُنسى، وحقّ الضحايا ليس بيد أحد. 

وحذر المدير التنفيذي لمركز مقاربات للتنمية السياسية مؤيد حبيب، من أن لعنة بشار الأسد ستصيب كل من يصالحه، لأن هذا ما أثبتته الأيام، وعد كل من يعترف بشرعية المجرم والقاتل هو شريك القتل.

وذكر السياسي والثائر السوري بلال محمد الشيخ، بأن  الإرهاب في سوريا بدأ من عند الأسد وينتهي بإنهاء نظامه المجرم، قائلا إن قمة السذاجة والتفاهة أن نتحدث ونتحاور إلى جانب وزير براميل الأسد لمكافحة الإرهاب وإنهاء الأزمة في المنطقة.

وأضاف: "قد تتغير الرؤى السياسية الدولية والإقليمية تجاه نظام الأسد حسب المصالح، وقد يسير البعض إلى التطبيع معه لتحقيق مكاسب سياسية على حساب دماء السوريين ولكن موقف الشعب السوري ثابت ولا يقبل المساومة".

وأكد أنه لا حل إلا برحيل الأسد عن سوريا وأي حل يكون فيه شريك يعني الحكم على من تبقى من الشعب السوري بالقتل والتشريد، لأن هذا النظام لا يعرف إلا لغة القتل وسفك الدماء.