"هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية".. نعي واسع لصاحب المقولة إبان ثورة تونس

12

طباعة

مشاركة

في ظل أوضاع اقتصادية وسياسية واجتماعية وحقوقية متردية تزداد سوءا في تونس منذ وصول الرئيس قيس سعيد إلى السلطة، توفي أحد أبرز شهود العيان على الثورة أحمد الحفناوي، صاحب المقولة الشهيرة "هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية".

مقولة الحفناوي الذي توفي في 11 ديسمبر/كانون الأول 2022 متأثرا بإصابته بأزمة صحية، قالها إبان أحداث الثورة التي انطلقت في 14 يناير/كانون الثاني 2011، بحرق البائع الشاب محمد البوعزيزي لنفسه في مدينة سيدي بوزيد، وأطاحت بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.

والحفناوي، مواطن بسيط صاحب مقهى بمدينة المحمدية القريبة من العاصمة، دعا الشباب التونسي لاستغلال فرصة سقوط النظام الديكتاتوري، ولُقب بأوصاف عدة، أبرزها "أيقونة النضال".

وفور إعلان وفاته، نعاه ناشطون على تويتر، وتداولوا بقوة عبارته الشهيرة "لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية"، مؤكدين أنها "ستظل خالدة ترددها الأجيال حتى تحقق حريتها وتتخلص من الاستبداد".

وأشاروا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #أحمد_الحفناوي، إلى أنه رحل تاركا خلفه أثرا عميقا ومواقف تليق بشخصية ثورية نضالية تمنت نيل حريتها وألهمت الشعوب العربية وحركت وجدانها وحمستها للمشاركة في الفعاليات الثورية.

ولفت ناشطون إلى أن الحفناوي رحل وكله أمل أن يتحقق للشعب التونسي لحظة تاريخية كان ينتظرها في الاستقلال الكامل والخلاص من الديكتاتورية والانعتاق من بوتقة الاستبداد وتحقيق الحرية والديمقراطية، معربين عن حزنهم على رحيله قبل أن يعايش ذلك.

تأثير الكلمة

وتحدثوا عما تحمله عبارة الحفناوي من تأثير واسع على الشعوب العربية خاصة التي انتقلت إليها ثورات الربيع العربي.

وعزى المغرد المصري محمد عبدالرحمن، الشعب التونسي في وفاه الحفناوي، مؤكدا أن كلمته الشهيرة "ستظل نبراسا لكل وطني حر يؤمن بالحرية والعدالة في كل ربوع الوطن العربي". 

وقال الصحفي والمعلّق السياسي المختص بالشأن السوري، غسان ياسين، إن "جملة هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية هزتنا ولم تفقد سحرها عندي حتى اللحظة ودائما أسمعها وأنا أقود سيارتي في شوارع المنفى المزدحمة والقاسية".

وأضاف: "الحفناوي صاحب هذه الصرخة التي صارت أيقونة من أيقونات الربيع العربي مات قبل أن تنعم تونس بالحرية".

ولفت عبدالله الأسمراوي، إلى أن الحفناوي "عُرف في أصقاع العالم العربي بمقولته". وأشار سعد عابدين، إلى أن عبارة الحفناوي، ألهمت الملايين في جميع أنحاء العالم العربي، مما يشير إلى بداية حركة الربيع العربي. وأوضح المغرد أحمد، أن مقوله الحفناوي "أوزعت للشباب التونسي للمطالبة بإسقاط النظام وأصبحت مقولته أحد أهم شعارات الربيع العربي". وكتب خالد الطرعاني: "لقد هرمنا ثم فرطنا في هذه اللحظة التاريخية، سامحنا يا عم أحمد الحفناوي".

تضامن وأمل

وأشار ناشطون إلى معاصرة الحفناوي أجيالا من القمع السياسي والحقوقي، معربين عن حزنهم على رحيله دون أن يحقق أحلامه في الخلاص من الديكتاتورية ومعاصرة حكومة ديمقراطية، وبشروا بأن يتحقق ذلك في قادم الأيام، وذكروا بوصيته.

وكتب أركان عبدالحميد السراج: "في ثورة سلمية تسمو بالحرية، رحل مودعا ثورة أرهقتها السنوات وانقلب عليها الضباع وشتت شملها عُصبة من أهل الشر والفساد، فلا تيأسوا، فالقطار ماضٍ نحو المحطة ولو بعد حين".

وأشار الناشط الموريتاني محمدو سالم بوكيه، إلى أن "الحفناوي رحل قبل جني ثمار ما هرم من أجله وليودع بمقولة أخرى عن مشاكل تونس الحالية: أنام ملء جفوني عن شواردها.. ويسهر الخلق جراها ويختصمُ". وكتب أحد المغردين: "هكذا يرحل البسطاء في عالمنا دون أن تتحقق لهم أبسط الأمنيات من العيش الكريم". ونشر الباحث والمؤلف والاستشاري الإعلامي حسام شاكر، صورة له  في تونس الثورة مع الفقيد الحفناوي، ورد على عبارته بالقول: "لا، ما هرمتَ ستبقى في ضمائرنا نابضا بالكرامة". وأوضح المغرد سيد، أن "الحفناوي هو أحد أيقونات الثورة التونسية التي أطاحت بالديكتاتور زين العابدين بن علي، وعايش الراحل عقود من الاستبداد والقهر والظلم". وذكرت المغردة وجدان بجزء من كلمة الحفناوي، التي قال فيها "فرصتكم أيها الشباب التونسي تستطيعون أن تقدموا لتونس ما لم نقدم لها نحن! لأننا هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية"، قائلة إن "هذه وصية كل من هرم تحت قمع ابن علي وصية كل من عايش الظلم! قدموا لتونس ما مُنع عنها سابقا! حافظوا على الثورة وتمسكوا بها". وقال الناشط السياسي الأردني خالد الجهني، عن الحفناوي: "عاش وهرم ثم فرح برهة لثورة لم تكتمل.."، مؤكدا أن تونس "تبقى بلد الشعب الذي دوما يريد الحياة فوق الجبال لا بين الحفر".

نعي ورثاء

وإلى جانب التذكير بالعبارة التي قالها الحفناوي والتبشير بمستقبل أفضل والتمسك بوصاياه، ترحم ناشطون عليه وتوالت الدعوات له ولذويه.