"ثقوا بالعرين".. استجابة واسعة لإضراب الضفة الغربية ودعوات للتصعيد

12

طباعة

مشاركة

استجابة واسعة لاقتها دعوة مجموعة "عرين الأسود" بإعلان 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، يوم غضب شامل في كل مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة ونقاط التماس مع الاحتلال الإسرائيلي.

إعلان "عرين الأسود" جاء حدادا على أرواح خمسة فلسطينيين استشهدوا في اليوم السابق، برصاص قوات الاحتلال في الضفة الغربية.

الشهداء الفلسطينيون الخمسة من محافظتي رام الله والخليل، وهم راني مأمون أبو علي، الذي نفذ عملية دهس أسفرت عن إصابة مجندة بجراح خطيرة، ورائد غازي النعسان الذي ارتقى برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحام قرية المغير شرق رام الله.

إضافة إلى الشهيد مفيد خليل، الذي ارتقى متأثرا بجروح حرجة أصيب بها برصاص قوات الاحتلال في بلدة بيت أمر، إلى جانب الشهيدين الشقيقين جواد وظافر ريماوي من بلدة بيت ريما، واللذين استشهدا برصاص الاحتلال في كفر عين شمال، وأصيب أكثر من 20 آخرين.

إضراب شامل

بدورها، تعهدت "عرين الأسود" في بيان لها ألا تذهب دماء الشهداء هدرا، وأن "كل وعد قطعته على نفسها سيقع"، قائلة "إنها ميتة واحدة سنموتها جميعا بشتى الطرق، فأحسنوا صناعة الموت ما داموا يسلبوننا حقنا بالحياة".

وأضافت: "الأيام بيننا وستثبت لكم أن المقاومة في واد، وأن العدو وأعوانه والباحثين عن الاستقرار من أعوانه من صحفيين ورجال اقتصاد ولجان تنسيق فصائلي وغيرهم، في واد آخر".

وتابعت مجموعة عرين الأسود: "اسألوا الاحتلال؛ لماذا صادر المركبات الإسرائيلية كافة من أي ورشة تصليح بالضفة الغربية؟ ولماذا ألغى خدمة البريد والتوصيل في كل أنحاء الكيان؟ ولماذا ألغى خدمات الشراء عن طريق الإنترنت؟"

وأكدت بالقول: "سيذهَل الكيان وأعوانه من هول المفاجآت التي أُعدت لهم"، مخيرة أبناء الشعب الفلسطيني إما أن يكونوا في خندق الوطن والمقاومة، أو خندق الاحتلال.

ولا يمكن الإشارة إلى تاريخ أو يوم محدد لانطلاق مجموعة "عرين الأسود" الفلسطينية المسلحة، لكن وفق بياناتها فإن عمرها بهذا الاسم لا يتجاوز الشهور، وإن كان لها جذور بمسميات مختلفة.

وظهرت مجموعة "عرين الأسود" علنا في عرض عسكري مطلع سبتمبر/أيلول 2022 في البلدة القديمة بنابلس، وينتمي أفرادها لمختلف الفصائل الفلسطينية.

وتجاوب فلسطينيون مع شعلة الغضب التي أطلقتها المجموعة، وشهدت الضفة الغربية المحتلة إضرابا شاملا وسط مواجهات واشتباكات مع قوات الاحتلال التي اقتحمت مناطق عدة واعتقلت العديد من الفلسطينيين.

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، بأن الإضراب ساد مناحي الحياة كافة في محافظة نابلس، حيث أغلقت المحلات التجارية، حدادا على أرواح الشهداء.

ونظمت نقابة العاملين في شركة توزيع كهرباء شمال نابلس، وقفة حدادا على شهداء الضفة الغربية، تخللها رفع الأعلام الفلسطينية وقراءة القرآن على أرواحهم.

وتداول ناشطون صورا تظهر استجابة أهالي مدينة نابلس لدعوة العرين الإضراب حداد على أرواح الشهداء، ودخولهم في إضراب تجاري. 

فيما أفاد ناشطون على تويتر، بأن مدينة جنين، وعدة جامعات، منها جامعة بيرزيت والجامعة العربية الأميركية، بالإضافة إلى جامعة الخليل، شاركت في الإضراب، استجابة لدعوة عرين الأسود.

ورحبوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #عرين_الأسود، ببيان العرين، مشيرين إلى أنه بدد حزن الشعب الفلسطيني على شهدائه الخمسة، وبث الأمل في النفوس وطمأن بأن دماءهم لن تذهب هدر.

واستنكروا تكالب الاحتلال الإسرائيلي على المقاومة الفلسطينية بكل وسائله الأمنية والمخابراتية والعسكرية والإعلامية مدعوما بالسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس.

عرقلة المقاومة

وتفاعلا مع الأحداث، قال المحلل السياسي فايز أبو شمالة: "كتائب عرين الأسود تعلن اليوم الأربعاء يوم إضراب شامل وحداد شامل ونفير شامل وغضب شامل.. فهل سيستجيب شعبنا لدعوة عرين الأسود؟ أم سيستجيب لدعوة قيادة منظمة التحرير؟"

ورأى المحامي محمد أبو ريا، أن أشد النكبات ألما على الشعب الفلسطيني، نكبة القيادة التي تُشكّل عائقا أمام الشعب للتخلُّص من كل النكبات.

واتهم أحد المغردين، عناصر حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح في الضفة بالعمل على إفشال قرار عرين الأسود بالإضراب العام.

وأكد المغرد أبو محمد، أنه رغم الخطر المحدق بأبطال العرين والكتيبة من السلطة، فإن ثورة شمال الضفة لن تخمد، مشيرا إلى أن عرين الأسود ممثل للشعب.

روح البيان

وأثنى ناشطون على ما حمله بيان عرين الأسود من رسائل وكلمات وعبارات سلسة لامست قلوب الشعب الفلسطيني.

وقال المغرد يحيى: "لم أعهد في حياتي بيانات فصائلية تحترم الشعب الفلسطيني أكثر من بيانات عرين الأسود، أقبل رأس من يصيغ عباراتها، يا أخي تشعر في كل سطر أنهم يقولون لشعبهم يا سيدي الشعب، وتشعر بروح شراكة بينهم وبين الشعب، ركزتم في كلمة (نستأذنكم يا شعبنا)".

وقال غازي الزيبة: اللغة التي يتحدث بها العرين هي لغتنا.. تخرج من بين ضلوع الأحرار والشرفاء، وأبطال العرين هم أخوتنا.. دمهم دمنا.. وصليات رصاصهم ترسم طريق التحرير القريب.. فلا تتركوه.. لا تتركوا البارودة".

وأكدت لما يوسف، أن بيان العرين يهون المصاب، مضيفة: "نحن نعلم، بل نوقن أن العرين إذا قال بإذن الله فعل فيوصل للعدو كلامه بصدى الرصاص".

وتابعت: "حان الآن أيضا دورنا طالما حمانا الله بيدي العرين الذي أرخص لأجلنا دماء أسوده أليس من واجبنا وحقهم علينا أن نستجيب لدعواتهم اليوم؟"

 وكتبت صمود عماوي: "عرين الأسود شغل متكتك الصراحة، السّرية عنوان استمراريتهم والأهم كل بيان مش بس حكي، في مُفاجآت.. الأيام رح تفاجئنا كثيرا في المجموعة إلى أخلصت مع ربنا وباعت عمرها في سبيله وإحنا قاعدين هون وهناك منبكي ومنكتب."

ترقب وثقة

وأعلن ناشطون ثقتهم في عرين الأسود وإيمانهم بهم وبدورهم وقدرتهم على مقاومة الاحتلال وردعه، معلنين ترقبهم العمليات التي ستنفذها المجموعة، إيفاء والتزاما بوعودها التي قطعتها على نفسها أمام الشعب الفلسطيني. 

وقال الناشط عبدالله النمس أبو المجد: "ننتظر صليل الرصاص الذي سيمطر جيش الاحتلال من أبطال عرين الأسود".

وأعرب المغرد أحمد عن ثقته في العرين ووعوده، مؤكدا أنه إن قال فعل وإن وعد أوفى.

وخاطب أنس أبو عواد، العرين بالقول: "هذا الزمان زمانكم والقرار قراركم وكل فلسطين تحت أوامركم سمعا وطاعة يا عباد الله المخلصين".

وقال الكاتب والمدون عزات جمال: "سمعنا وأطعنا عرين الأسود ليكن يوم الأربعاء يوم غضب في كل فلسطين ثأرا وغضبا".

وأكدت المغردة رشا، أن الشعب الفلسطيني يثق بالعرين وأسوده. وكتبت شهد: "القول قول العرين".