"سوريا آمنة".. هكذا فضح الأسد كذبه بقصف مخيم مرام للنازحين في إدلب

12

طباعة

مشاركة

على منطقة يقال إنها "آمنة" للمدنيين، قصفت قوات النظام السوري مدعومة من روسيا وإيران، فجر 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 مخيمات للنازحين، غربي مدينة إدلب، بالصواريخ العنقودية، ما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال.

يأتي ذلك في إصرار متواصل على استعمال القوة والخيار العسكري في قمع السوريين المناهضين لرئيس النظام بشار الأسد، إذ تخضع محافظة إدلب لسيطرة "هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقا) وعدد من الفصائل المسلحة المعارضة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن القصف أسفر عن سقوط 6 قتلى وإصابة 20 آخرين بجراح، مشيرا إلى أن قوات النظام استهدفت بأكثر من 30 صاروخا عنقوديا مخيم مرام، وتجمعات أخرى للنازحين في منطقة كفر جالس بإدلب.

القصف جاء بعد رفع النظام الجزائري لعلم النظام السوري في القمة العربية الـ31 التي عقدت بالجزائر في 1 و2نوفمبر 2022 بعد غياب ثلاث سنوات، وفي أعقاب استمرار الحكومة اللبنانية في ترحيل أفواج من اللاجئين السورين لبلادهم بدعوى "العودة الطوعية".

الأمر الذي دفع ناشطين لاستنكار كل مساعي الأنظمة العربية الحاكمة إعادة الأسد إلى جامعة الدول العربية وتطبيع علاقتها معه وإبقاءه على رأس السلطة في سوريا، وفرض تسويات على السوريين، وعدوا قتله المدنيين والأطفال اليوم بمثابة "هدية" لهم وفضح لتواطئهم معه.

وذكروا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #ريف_إدلب، #إدلب، و#مجزرة_مخيم_مرام، وغيرها، بأن "ما حدث اليوم هو جزء من مجازر دورية يشنها نظام الأسد على مخيمات النازحين ويستهدف المدنيين". 

وصنفوا القصف العنقودي بمثابة "مجزرة جديدة" تضاف لسجل الإجرام السوري الروسي، معلنين رفضهم الصلح والتسوية مع نظام الأسد الذي قتل مليون سوري واعتقل نصف مليون وشرد 15 مليونا آخر، بالإضافة إلى من اغتصبوا ونكل بهم وتم إخفاؤهم قسرا. 

وتداول ناشطون صورا لضحايا إجرام العصابة الأسدية وراعيها الروسي والإيراني، من أطفال ونساء وشيوخ، وأخرى لبقايا الخيم وما تبقى جراء القصف، مستنكرين صمت العالم والمنظمات والهيئات الدولية على تلك الجرائم واتهموها بالتواطؤ والشراكة في الجرم.

مجزرة جديدة

وتفاعلا مع الأحداث، وصف الكاتب بسام جعارة قصف النظام السوري لمخيمات مرام بكفر جالس غربي إدلب بـ"المجزرة الجديدة"، و"الإجرام بلا حدود".

وأوضح أن المناطق التي استهدفها النظام هي "محيط إدلب، محيط سرمين، محيط أريحا، بينين، منطف، رويحة، شنان، سان، معارة عليا، معرزاف، كنصفرة، كفرعويد، الحلوبة، كفرعمه، بلنتا، بحفيس، السرمانية، آفس، مجيرز".

فيما وصف الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة سوريا بأنها "مجزرة القرن بلا منازع، وقضية لم تنته فصولها بعد"، مستنكرا أن "القتلة لم يرتووا من الدم، وما زال لديهم المزيد من الموت والدمار".

ورأى أحد المغردين أن هدف المحتل الروسي بالمجازر المستمرة في إدلب "بث الرعب في صفوف الأهالي وإخماد شرارة الثورة والحرية في القلوب"، مؤكدا أن "الثورة مستمرة والمحتل وعصابات الأسد إلى زوال بإذن الله".

تواطؤ عالمي

واستنكر ناشطون عجز العالم عن لجم عصابات بشار، وعدوا الجميع شركاء في قتل السوريين والتنكيل بهم والتآمر عليهم، مستهجنين صمت المنظمات والهيئات الدولية عن المجازر المتكررة للأسد ورعاياه المتحالفين معه.

ونشر الصحفي قتيبة ياسين صورا لصواريخ النظام، قائلا: "بهذه الصواريخ يقصف الأسد الخيام المهترئة والأجساد التي أتعبها الشقاء والنزوح، والعالم يقول لبقية السوريين: عودوا فالأسد قد عفا عنكم.. عودوا فهذه المناطق آمنة.. عودوا فخيمة في وطنكم أفضل من قصر خارجه".

وأضاف: "تخيلوا.. كل هذه الصواريخ على مخيمات تؤوي أطفالا ونساء ومسنين!"، مؤكدا أن الأسد لو شك 1 بالمئة بأن هذا العالم سيحاسبه يوما ما على أفعاله لما فعل ذلك، ولو شك مجرد شك بأن هذا الكوكب لا يدعمه في السر لما تجرأ على دماء المدنيين إلى هذا الحد".

وأكد الصحفي أبو الهدى الحمصي أن "صمت العالم يعطي شرعية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأسد بقتل المدنيين في إدلب". وحث الصحفي عدنان الحسين "أمة لا إله إلا الله، على تخيل أن نازحين دمرت روسيا وعصابات الأسد منازلهم فاضطروا للسكن في مخيمات لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، فتعاود تلك العصابات والمجرمون قصف خيمهم وقتلهم مجددا".

وتساءل: "بأي منطق ودين وسياسة يسمح هذا العالم القذر لمثل هؤلاء بالبقاء؟".

وأكد الائتلاف الوطني السوري أن "تخاذل المجتمع الدولي سبب في تمادي نظام الأسد وروسيا ضد السوريين، وارتكاب المجازر بشكل دوري دون رادع حازم يضمن حياتهم وسلامتهم". فيما طالب السياسي والكاتب السوري المعارض محمد ياسين نجار بموقف دولي ومن الجامعة العربية وتركيا تجاه المجرمين، متسائلا: "ماذا يمكن تسمية قصف المخيمات وقتل الأطفال والمدنيين بالطائرات فجرا واستخدام أسلحة محرمة دوليا".

وسخر قائلا: "سوريا آمنة وفقا لمعايير حكام لبنان"، مشيرا إلى أن "تحالف روسيا ونظام الأسد الإرهابي لا يرتوي من دماء السوريين".

نتائج المجزرة

وإلى جانب التنديد بموقف المنظمات والهيئات الدولية واستنكار صمتهم وتواطؤهم ودعمهم للنظام السوري، تداول ناشطون صورا لما خلفه القصف على مخيمات النازحين من تدمير وقتل وتشريد.

وعرض الكاتب أحمد موفق زيدان صورا لبعض ضحايا المجزرة، وأفاد بالرصد المبدئي للقتلى والمصابين، داعيا الله بأن ينتقم للشام وأهله.

ونشر أبو مرشد الجنوبي صورة لحرق مخيم جراء القصف العنقودي الروسي والنظام الأسدي والإيراني على مخيمات النزوح، متسائلا: "أين المجتمع الدولي والأمم المتحدة والجامعة العربية من هذه المجازر في الشمال المحرر في سوريا؟". وعلق الصحفي أنس المعراوي على صورة طفل من ضحايا القصف، قائلا: "طير من طيور الجنة بإذن الله".

رفض التطبيع

وصب ناشطون غضبهم على الضامنين للأسد والساعين لعودته إلى جامعة الدول العربية والداعمين له والمؤيدين للتطبيع معه والمساندين لذلك المسعى، خاصة في القمة الأخيرة بالجزائر.

واستنكر الكاتب السياسي والباحث في الجماعات الجهادية، خليل المقداد، "استمرار عربدة عصابة الأسد في ظل تواطؤ الضامن وعمالة الفصائل".

وعد الناشط عبدالوهاب عليوي مجزرة مخيم مرام من "منجزات الضامنين لإجبار الناس على المصالحة مع عصابة الأسد". وقالت الناشطة دارين عبدالله، إن "الضامن كالعادة وفق اتفاق أستانا يضمن لشركائه عدم السماح للفصائل بالرد على مرتكب المجازر". ونشر الناشط عمر مدنية صورة طفلتين من مجزرة مخيم مرام غربي إدلب، متسائلا: "هل عرفتم لماذا نلاحق كل من يدعم المجرم بشار الأسد ويحاول تلميعه؟ لأنهم يدعمونه لقتل أطفالنا قبل كبارنا". ونشرت المغردة ميسون الصورة ذاتها، قائلة: "شكرا للقمة العربية على إعادة التطبيع مع المجرم بشار الأسد.. شكرا للجزائر، شكرا لأمين الجامعة العربية.. قسما بالله أنتم بني صهيون العرب".

ليست آمنة

وسخر ناشطون من زعم بعض قادة الدول المستضيفة للاجئين والمتداخلة في الملف أن سوريا "أصبحت آمنة" وأن الوقت مناسب لعودتهم إلى بلادهم، مواجهين تلك المزاعم بصور تدحض أكاذيبهم.

وكتب الناشط الإعلامي شريف الحلبي: "دائما يسمع السوريون الموجودون خارج سوريا عبارات أن سوريا آمنة ويطالبون برجوع السوريين إلى بلدهم، التي ما زال النظام المجرم وروسيا يستهدفان المدن والمخيمات ويقتلون المدنيين العزل، وآخر مجازرهم في مخيمات كفر جالس اليوم التي راح ضحيتها شهداء وعشرات الجرحى".

وانتقد الصحفي تيم الحجاج "زعم بعض البلدان التي تستضيف لاجئين سوريين، أن سوريا بلد آمن وهادئ، وعليه فإن وجودهم في تلك البلدان بات رفاهية ويجب إعادتهم".

وسخر قائلا: "الرفاهية التي يتحدثون عنها هي أن ينام الأطفال النازحون في مخيمات إدلب جوعا وبردا ولا يستيقظون إلا وهم أشلاء بقذائف روسيا ونظام الأسد".

وعد الحارث الموسى أن قصف مليشيا أسد لمخيمات النازحين في إدلب "ينفي كل مزاعم النظام الكاذبة بالاستعداد لإعادة اللاجئين، ويوضح خطورة عمليات التسوية الفردية والجماعية مع نظام استبدادي متعطش للدماء، ويثبت أن سوريا ليست آمنة".    وسخر أحد المغردين قائلا: "ويقولون لنا ارجعوا على بلدكم سوريا آمنة، وأي أمان وهم يقتلون الأطفال يا عالم".