"صهيوني وقح".. استياء عربي من تكليف ريشي سوناك برئاسة حكومة بريطانيا

12

طباعة

مشاركة

في خضم ظروف اقتصادية وسياسية حرجة تمر بها بريطانيا، تولى بالتزكية ريشي سوناك، السياسي البريطاني المنحدر من أصول هندية ويدين بالهندوسية، رسميا رئاسة الحكومة البريطانية، ليصبح بذلك ثالث رئيس للوزراء خلال ثلاثة أشهر.

رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس، التي تولت منصبها في 6 سبتمبر/أيلول 2022، استقالت في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أي بعد 44 يوما فقط من توليها مهامها خلفا لبوريس جونسون الذي استقال هو الآخر في يوليو/تموز 2022.

جونسون استقال من منصبه كرئيس تنفيذي لحزب المحافظين ورئاسة الحكومة بعد ثلاث سنوات مضطربة تعرض خلالها لسلسلة فضائح واستقالات من فريقه الحكومي احتجاجا على طريقة قيادته وخروج بلاده من الاتحاد الأوروبي ومعاناته من جائحة كورونا.

فيما استقالت تراس (47 عاما) التي ترأست أقصر فترة لرئاسة الحكومة في تاريخ المملكة المتحدة في أعقاب خلافات داخلية بشأن سياستها الاقتصادية، والتي تسببت في تراجع شعبيتها وتنامي الغضب في أوساط نواب حزب المحافظين.

وفي 25 أكتوبر 2022، التقى المصرفي السابق سوناك البالغ من العمر (42 عاما)، الملك تشارلز الثالث الذي كلفه رسميا بتشكيل الحكومة الجديدة؛ في أول خطوة من هذا القبيل يتخذها الأخير.

وتعد هذه المرة الأولى التي يعتلي فيها سياسي ذو أصول هندية كرسي الوزارة الأولى البريطانية؛ الأمر الذي أثار ردود فعل متباينة بين الناشطين على تويتر، تنوعت بين الحديث عن أحقيته بالمنصب وبين خلفياته وقناعاته وتصريحاته وما يحمله ذلك من دلالات.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #ريشي_سوناك، وصفوه بأنه "صهيوني وقح"، وذكروا بتصريحات سابقة له عد فيها القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، وعادى المسلمين وتعهد بمحاربة ما أسماه "التطرف الإسلامي"، مؤكدين أن هذه المواقف أهلته لتولي المنصب.

وتوقع ناشطون وقوف سوناك مع إسرائيل إرضاء للوبي الصهيوني، ومعاداة المسلمين اقتداء بأبناء طائفته في الهند، واجتهاده لإثبات ولائه لبريطانيا بتصعيد عدائه للمهاجرين، إذ كان من مؤيدي القوانين المعنية بتقليص أعدادهم، بالإضافة إلى رفضه استقبال اللاجئين. 

فيما نظر آخرون إلى سوناك على أنه "مُخلّص" بريطانيا من أزماتها المالية كونه شغل سابقا منصب وزير الخزانة في الفترة من 13 فبراير/شباط 2020 إلى 5 يوليو/تموز 2022 والأمين العام للخزانة من 24 يوليو 2019 إلى 13 فبراير 2020. 

ورأى ناشطون أن اختيار سوناك الهندوسي لرئاسة وزراء بريطانيا دليل على الديمقراطية، وأشادوا بتداول السلطة في المملكة وطبيعة الحكم بها، بينما أكد آخرون أن اختياره دليل إفلاس سياسي.

معاداة المهاجرين

وتفاعلا مع الأحداث، عد الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة اختيار سوناك لرئاسة وزراء بريطانيا خبرا ليس جيدا بحال، لأن عقدة إثبات الوطنية سيجسدها بعداء المهاجرين، وسيقف بالضرورة مع الكيان الصهيوني؛ تبعا لمزاج الحزب ولأجل استقطاب اللوبي أو تجنب غضبه.

وتعجب عبد العزيز التويجري المدير العام السابق للإيسيسكو (منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة)، من أن سوناك ولد لمهاجرين من الهند ومتشدد مع المهاجرين.

ولفت الناشط السياسي إيلي حنا إلى أن سوناك من أصول هندية ومتشدد مع المهاجرين، ووصفه بأنه "(الرئيس الأميركي الأسبق باراك) أوباما البريطاني" الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه.

ورفض ناشطون إشارة البعض إلى أن وصول سوناك دليل على نجاح الديمقراطية في بريطانيا، مذكرين بمعاداته للإسلام والمسلمين وتضييقه على المهاجرين ودعمه للاحتلال الإسرائيلي على حساب القضية الفلسطينية.

وأكد الصحفي أحمد منصور أن اختيار سوناك الهندوسي الأصل حديث العهد بالسياسة المعادي للتطرف والهجرة والمؤيد لإسرائيل لرئاسة الحكومة البريطانية ليس له علاقة بالديمقراطية، وإنما يعكس حالة الإفلاس السياسي وانعدام الزعامات فى بريطانيا وخوف البريطانيين من تفشي حالة البؤس الاجتماعي والاقتصادي التي يعيشون فيها.

داعم لإسرائيل

واتفق معه في الرأي أحد المغردين، مؤكدا أن بريطانيا أفلست وبطل سحرها وباتت تعاني من شح في رجال السياسة وهي تتخبط.

وكتب الناصح الأمين أن ريشي سوناك رئيس وزراء بريطانيا صهيوني وقح، يعد القدس عاصمة الكيان الصهيوني، وقد "قام بلحس الأعتاب الصهيونية غير الشريفة".

وأشار المغرد سيف الحق إلى أن مؤهلات سوناك هي الحرب على المسلمين البريطانيين، وموالاة دولة الاحتلال، ومتزوج بنت ملياردير هندي، وهو نفسه ملياردير، قائلا: "صحيح أنه خريج أكسفورد وستانفورد لكن لا تكفي لتنصيبه رئيسا لوزراء بريطانيا".

وأشار استشاري ريادة الأعمال عبدالله بن محمد الجسمي إلى أن سوناك صديق ناريندرا مودي رئيس حكومة الهند التي تعد أسوأ حكومة في تاريخ الهند الحديث وتعادي وتضطهد المسلمين الهنود.

وذكر صاحب حساب الرادع التركي بتصريحات سابقة لسوناك، تحدث خلالها عن وجوب أن تكون القدس عاصمة لإسرائيل، وأخرى قال فيها "إن الإسلاميين يشكلون تهديدا للأمن القومي".

كما أشار عياد حيداري أيضا إلى وصف سوناك القدس بأنها "العاصمة التاريخية" للكيان الصهيوني، متعهدا بمحاربة حركة المقاطعة ضدها.

هذا بالإضافة إلى إشادته بالكيان الصهيوني بكونها "منارة أمل ساطعة"، وإعرابه عن تصميمه على القضاء على "آفة" معاداة السامية، وفق ما قال.

القوة الناعمة

وأشار ناشطون إلى أن الهنود يستعملون القوة الناعمة في كل مكان، ويسعون للوصول إلى مراكز مرموقة على المدى البعيد، وتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية.

ورأى أستاذ العلوم السياسية الكويتي عبدالله الشايجي أن هيمنة الهنود تتأكد بانتخاب سوناك رئيسا لوزراء بريطانيا وقبله كاميلا هاريس أول نائبة رئيس في أميركا وأول امرأة من أم هندية.

بالإضافة إلى سيطرة الخبراء التقنيين المهاجرين الهنود لأميركا على كبرى شركات التكنولوجيا فيها، منهم مدراء شركات غوغل-أدوبي مايكروسوفت-سوفت بانك سان ديسك-جلوبال فاوندريز، كما قال.

وأوضح سامي بن عمر الحصين أن الهند تطبق مبدأ القوة الناعمة باحترافية، إذ بدأت بإدارة اقتصاد الدول الكبرى، فمن يقود شركة بيبسي وشركة أميركان إكسبريس ومايكروسوفت وجوجل من الهند.

وبالأمس انقلبت الآية بعد أن كانت بريطانيا تحكم الهند أصبح رجل من الهند يحكم بريطانيا، ولو فقد الرئيس الأميركي جو بايدن أهليته الصحية ستقود كامالا هاريس أميركا، بحسب تقديره.

واستنكر الإعلامي والناشط في حقوق الإنسان محمد الشواف تقديم تسهيلات غير مسبوقة للهندوس حول العالم مكافأة لهم على سحق المسلمين في الهند، مشيرا إلى أن سوناك متزوج من ابنة مليادير هندي، وزوجته متهمة بالتهرب الضريبي.

وأضاف أن المتطرفين الهندوس إرهابيون لا يعترض عليهم ما يسمى "المجتمع الدولي".

وتساءل الصحفي كرم نعمة: "ماذا يعني للديمقراطية البريطانية أن يكون سوناك حفيد المهاجرين الهنود رئيسا للوزراء، بل ماذا يعني أن يكون هذا الشاب الحيوي الثري زعيما لحزب المحافظين؟ الأهم من ذلك القلق الشعبي من سياساته الاقتصادية المتشددة والمزيد من الضرائب!".