أطفال اليمن.. هكذا قاوموا سرطان الدم فقتلهم الحوثيون بأدوية فاسدة

12

طباعة

مشاركة

أخطار محدقة من شتى الجوانب يواجهها اليمن وشعبه، وطالت مؤخرا المرضى المصابين بأمراض مستعصية، حيث توفي 20 طفلا مصابا بسرطان الدم في مستشفى بالعاصمة صنعاء التي تسيطر عليها مليشيا "الحوثي"، إثر تزويدهم بدواء منتهي الصلاحية.

العدد المذكور أعلاه وفق آخر إحصائية معلنة كشفتها مصادر طبية في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أفادت بأن 30 طفلا آخر ما زالوا في العناية المركزة يتلقون العلاج اللازم في عدد من مستشفيات صنعاء، بينما لم تعترف مليشيا الحوثي إلا بوفاة 10 أطفال فقط.

من جانبها، حملت الحكومة الشرعية، مليشيا الحوثي "المسؤولية الكاملة عن وفاة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و15 سنة، قائلة على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، إن التقارير تؤكد أن مليشيا الحوثي وزعت جرعة أدوية منتهية الصلاحية.

وأوضح في اتهام نشره على حسابه بتويتر، أن الحوثي حصلت على الأدوية كمساعدة مجانية من منظمة الصحة العالمية وجهات مانحة أخرى، وباعت جزءا منها وخزنت كميات أخرى لفترات طويلة، قبل أن تقوم بالتلاعب بتاريخ الانتهاء وتوزيعها على المستشفيات.

وحذر الوزير اليمني القاطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي من استمرار المليشيا في وضع العراقيل أمام وصول الأدوية المقدمة مجانا من المنظمات الدولية لعلاج الأمراض المستعصية، بما فيها مرض السرطان وبيعها في السوق السوداء لجني أرباح طائلة.

في المقابل، خرجت مليشيا الحوثي ببيان هزيل عبر وزارة صحتها اتهمت فيه أحد الصيادلة بالمسؤولية، إلا أن نقابة الصيادلة والمهن الطبية أشارت إلى أن المليشيا سعت إلى اصطياد "الحلقة الأضعف" في القضية بهدف صرف الأنظار عن المتسببين الرئيسين.

فيما نقلت تقارير إعلامية إفادات عن أهالي الضحايا بمحاولة شراء صمتهم من قبل مسؤولين حوثيين في وزارة الصحة للتنازل عن القضية، ودفع مبالغ مالية لهم مقابل التوقف عن أي مطالبات قانونية أو اللجوء إلى القضاء، والظهور أمام الرأي العام بالرواية التي تحددها وزارة الصحة التابعة للمليشيات.

بدورها، كشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، عن ارتباط قيادات في مليشيا الحوثي سرا بشبكات وعصابات تهريب الأدوية إلى اليمن، والتي أودت مؤخرا بحياة نحو 20 طفلا من مرضى سرطان الدم، بعد حقنهم بعقار مهرب ملوث في أحد مشافي صنعاء.

ونقلت عن مصادر طبية في صنعاء قولها إن "مسؤولين حوثيين يعملون سرا بالشراكة مع مهربي الأدوية الذين يبيعون في كثير من الأحيان أدوية منتهية الصلاحية لعيادات خاصة من مخازن منتشرة في جميع أنحاء البلاد".

الأمر الذي أثار موجة غضب واسعة بين الناشطين على تويتر، ومطالبات بإجراء تحقيقات شفافة تكشف عن الضالعين في الجريمة وإحالتهم إلى العدالة لنيل جزائهم العادل، مستنكرين الكشف عن ضلوع قيادات حوثية في تهريب الأدوية المنتهية.

وأكدوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة، أبرزها، #أطفال_اللوكيميا، #طه_المتوكل_قاتل_الأطفال، #الشعب_يرفض_الحوثي، وغيرها، أن الحوثيين "جماعة إرهابية ليست لها حاضنة حقيقية".

وطالب ناشطون بإقالة ومحاسبة وزير الصحة في حكومة الحوثي غير المعترف بها دوليا، طه المتوكل، والذي اتهموه بالفساد والفشل والتربح من منصبه وتعيين كادر طبي غير مؤهل، مؤكدين أن هذه مطالب شعبية محقة غير قابلة للتشويه والتشويش. 

وأشار ناشطون إلى أن المجتمع اليمني رافض للحوثي وممارساته الإرهابية وانتهاكاته التي تستهدف اليمنيين، وحملوه المسؤولية الكاملة عن فاجعة ومجزرة مقتل الأطفال.

وعدد ناشطون الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الحوثي في اليمن بحق كل فئات المجتمع وليس الأطفال وحدهم، مؤكدين أن تسميم الأطفال المصابين بالسرطان جريمة تضاف إلى جرائمها التي ارتكبتها بحق الأرض والإنسان.

جريمة لن تغتفر

بدورها، دعت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات المنظمات الدولية بـ"النزول الميداني إلى مستشفى الكويت الواقع تحت سيطرة مليشيات الحوثي وإجراء تحقيق في جريمة تسميم الأطفال، خصوصا أن بعض الأطفال في العناية المركزة بحالة خطيرة للغاية".

وشددت الشبكة على "ضرورة الكشف عن المتورطين في قتل الأطفال ومحاكمتهم وإظهارهم للرأي العام".

فيما أكد أستاذ النقد الأدبي، فارس البيل، أن "ما حدث لأطفال اللوكيميا بصنعاء ليس سوى ما ظهر من الكارثة، فقد أغرقت مليشيا الحوثي السوق بالأدوية المهربة والزائفة".

وأضاف أن "المليشيات استولت على تجارة الأدوية بإغلاق أكثر من 20 شركة معروفة، لتقوم وحدها بجني أكثر من 50 مليار ريال (نحو 200 مليون دولار) شهريا من التهريب، وأصبح السوق به 80 بالمئة من الدواء مهربا وغير آمن".

ولفت الصحفي عبدالله المنيفي إلى أن "20 طفلا قاوموا السرطان وجاء القبح الحوثي والعمامة الكهنوتية لتقتلهم بجرعات منتهية الصلاحية ملوثة مهربة".

وأكد أن "كل الأمراض والأوبئة تتصاغر أمام الوباء الأكبر مليشيا الحوثي السلالية الإرهابية، وأن الحوثي وعصابته هم السرطان الذي يجب استئصاله".

وقال الناشط علي الذهبي، إن قتل عصابات الموت الحوثية الكهنوتية 18 طفلا يمنيا عن طريق الأدوية المهربة في صنعاء، جريمة لن تغتفر، وسيحاسب كل شخص مسؤول ومشارك فيها، مضيفا: "أرواحكم التي أزهقها الإرهاب الحوثي لن تروح هباء منثورا".

محاسبة المتوكل

وصب ناشطون غضبهم على وزير الصحة في حكومة مليشيا الحوثي وطالبوا بإقالته ومحاسبته، مستنكرين أنه لم تهتز من رأسه شعرة واحدة إثر موت الأطفال بسبب العلاج الفاسد المهرب، وعدم تقديمه استقالته أو تقديم المسؤولين للتحقيق.

وأعربت الناشطة السياسية والمحامية والإعلامية منى صفوان، عن غضبها من طريقة تعامل وزير الصحة مع الواقعة، قائلة: "يكفي أن الناس تموت بسبب الأمراض ونقص الأدوية، ليضيفوا لها سببا جديدا وهو الموت بالدواء! المصيبة الأكبر ليس التهريب.. بل طريقة تعامل الوزير  الطبيب!!!".

فيما تعجبت الصحفية فاطمة الأغبري من عدم تقديم المتوكل استقالته من الوزارة، متسائلة: "معقولة ما أثرت فيه كارثة الأطفال؟ يعني خلاص مسؤوليته انتهت وقت ما راح يقرأ لهم الفاتحة وهم على فراش الموت معلقة أرواحهم بين السماء والأرض؟". وطرح أبو عبدالحكيم تساؤلا مطالبا بالإجابة عليه: "هل تم تشكيل لجنة للتحقيق مع المسؤولين المختصين وهم أمين العاصمة حمود عباد، ووزير الصحة المتوكل، ومدير مكتب الصحة بالأمانة، مطهر المروني، ورئيس الهيئة العليا للأدوية، محمد الغيلي، ومدير مستشفى الكويت، أمين الجنيد، وغيرهم الكثير الذين لا يسع المجال لذكرهم". ونشر المغرد أيمن صورة المتوكل، معتليا المنبر، متسائلا: "هل تعلمون أن هذا الكائن اسمه طه، قاتل الأطفال، كان يخطب في جامع إسحاق وينهق عن الفساد في النظام السابق، وبعدما وصل أنصار الشيطان إلى السلطة أتوا به لكي يكون وزيرا للصحة؟".

ونعته بـ"المزور والكذاب والسارق والقاتل والمرتشي والنصاب".

وشدد مجدي عقبة على "ضرورة أن يستقيل المتوكل حتى لو كان أنجح وزير، خاصة في ظل سوء الوضع الصحي، وبعد حادثة مستشفى الكويت عليه أن يخجل قليلا".

جرائم الحوثي

وهاجم ناشطون مليشيا الحوثي وتحدثوا عن جرائمها في اليمن وحالة الرفض الشعبي الواسع لها ولأفكارها واستنكار قمعها وتنكيلها بالشعب، مؤكدين أن إرهابها "يحاصر المواطنين ويقتلع سكينتهم وحياتهم في كل زاوية".

وقال رئيس الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، محمد العمدة، إن "الحوثي لا يكتفي بإرسال الأطفال إلى الموت عبر حمل السلاح في ميدان المعركة مع الجيش الوطني، ولكنه يأتي بالموت إليهم بعد استيراد أدوية كيماوية مغشوشة أودت بحياة 18 طفلا من مرضى السرطان".

وأوضح الصحفي والكاتب، خالد العلواني، أن "مليشيا الحوثي توغل في تهريب الموت إلى اليمن عبر السلاح الفتاك، والفكر الخميني، والأدوية الفاسدة ومنتهية الصلاحية، وخبراء التفخيخ وزراعة الألغام المموهة".  ورصد الصحفي والسياسي اليمني فؤاد المنصوري عدد جرائم الحوثي، منها أنهم يأخذون الطعام من أفواه الجياع، يصادرون ممتلكات الناس، يأكلون مرتبات الموظفين، وهم قادرون على دفعها.

وأضاف أنهم "يفرضون جبايات تثقل كاهل المواطنين، ويبيعون الأدوية المغشوشة والمهربة، ويعاملون الناس بعنصرية مطلقة"، مستنكرا أنهم "يريدون من الشعب أن يؤمن بهم ويقبل بحكمهم".

وأكد محمد كمال الغرة أن "العلاجات المسمومة، هي ذاتها الأفكار والمعتقدات المنحرفة والملغمة التي تقدمها مليشيا الحوثي لليمنيين وأجيالهم، وأن الجريمة واحدة جميعها تنتهي بالموت، من قاتل معها ومن لم يقاتل فهو مقتول".

نعي ورثاء

وتداول ناشطون صورا لصناديق الموتى التي نقلت جثامين الأطفال وهي متراصة على الأرض، معربين عن حزنهم على حال أطفال اليمن، واستنكارهم لتصاعد جرائم "الحوثي".

ونشرت المذيعة اليمنية، عفاف ثابت، صورة لجنازة الأطفال، قائلة: "كانوا يعانون من مرض السرطان الخبيث وهم لا يدركون أن المرض الخبيث كان يترقبهم على شكل أدوية مغشوشة يتاجر بها الحوثيون، وما زال هناك الكثير منها تنتظر موت أحدنا".

وكتب السفير بوزارة الخارجية اليمنية، عبدالوهاب طواف: "اليوم صنعاء يكتسيها الحزن على قوافل الموتى، الآتية من مستشفياتها، ولا بواكي لها، ولا حتى مسموح لأهالي الضحايا بالصراخ حزنا على فلذات أكبادهم". 

وتابع: "تلك المستشفيات التي أصبحت زنازين يديرها خطيب جامع الحشوش المتطرف طه المتوكل، والمتعصب لمرويات البطنين، وللصرخة الخمينية ولا غيرهما".