الجورجيون يرغبون بشن حرب ضد روسيا.. ما موقف تبليسي الرسمي؟
تحدثت صحيفة روسية عما أسمته "صراع جورجيا الداخلي لمحاولتها التوصل إلى قرار بشن الحرب على موسكو (لاستعادة أراضيها) من عدمه" في ظل انشغال الأخيرة بغزو أوكرانيا.
وقالت صحيفة غازيتا دوت رو في مقال للكاتبة "أليسا أندريفا": "يريد الشعب الجورجي إشعال الحرب مع روسيا بينما لا ترغب السلطات الجورجية بذلك".
ولكن توصلت قيادة الدولة إلى إجراء استفتاء لاتخاذ القرار. فهل ستدخل جورجيا في حرب مع روسيا لمساندة أوكرانيا أم ستتراجع؟ تتساءل الكاتبة.
صراع عسكري
وصرح رئيس حزب الحلم الجورجي "إيراكلي كوباخيدزه"، أن المسؤولين الأوكرانيين رفيعي المستوى لا يمكنهم إخفاء رغبتهم في إقحام جورجيا في صراع عسكري مع روسيا.
لا تحبذ السلطات الجورجية هذه الفكرة. ومع ذلك، قال "كوباخيدزه" إن قيادة البلاد مستعدة لإجراء استفتاء لمعرفة ما إذا كان الناس يوافقون على ذلك أم يريدون الدخول في حرب مع موسكو.
فقد أكد "إيراكلي" قائلا: "دع الناس يقولون ما إذا كانوا يريدون فتح جبهة ثانية في جورجيا ضد روسيا"، كما وعد بأن السلطات "ستتصرف كما يقول الناس".
وأعرب السياسي عن أمله في أن يوضح المواطنون الجورجيون ما إذا كانوا يوافقون على تصريحات السياسيين الأوكرانيين حول ضرورة إشراك جورجيا في الحرب أو مع موقف سلطات بلادهم؛ أي عدم فتح جبهة ثانية.
وحسب رئيس حزب الحلم الجورجي، ذكر العديد من السياسيين رفيعي المستوى في أوكرانيا بشكل مباشر مدى الرغبة في فتح جبهة ثانية.
وأضافت الكاتبة أنه صرح قائلا: "إذا أراد الناس ذلك فيمكننا مناقشة هذه المشكلة معا لاحقا. إذا حدث العكس، فيجب علينا اتخاذ قرار مختلف والالتزام بالقرار".
وكان النائب في البرلمان الأوكراني "فيودور فينيسلافسكي" نصح سلطات تبليسي باتخاذ خطوات ملموسة لتحرير أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.
واندلعت حرب قصيرة بين روسيا وجورجيا بالعام 2008، بسبب خلافات حول منطقتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.
وأعلنت موسكو على إثرها الاعتراف بأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا اللتين أعلنتا من طرف واحد انفصالهما عن جورجيا.
وبحسب ما ذكره النائب، الآن هو الوقت المناسب (لدخول جورجيا في الحرب)، لأن روسيا تركز بشكل كامل على أوكرانيا.
وفي وقت سابق خاطب وزير مجلس الأمن والدفاع الأوكراني "أوليكسي دانيلوف"، وكذلك مستشارون للرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي من بينهم "ميخائيل بودولاك" و"أوليكسي أريستوفيتش"، السلطات الجورجية بمقترحات مماثلة.
وأعرب رئيس حزب الحلم الجورجي قائلا: "لقد صرحوا جميعا بشكل مباشر أن فتح جبهة ثانية في جورجيا أمر مرغوب فيه للغاية".
وأشار إلى أن "كبار المسؤولين في حكومة أوكرانيا لا يمكنهم إخفاء الرغبة في إشراك جورجيا في صراع عسكري".
وقد اتهم "إيراكلي" في وقت سابق السياسيين الأوكرانيين والمعارضة المحلية بالرغبة في جر البلاد إلى الصراع.
وذكر أنه "إذا كانت غالبية السكان تريد القتال حتى آخر جورجي، فيمكننا مناقشة الأمر".
"لعبة عالمية"
وبحسب الكاتبة، أعلن "جيا فولسكي" نائب رئيس البرلمان الجورجي تعليقا على تصريحات النائب "فينيسلافسكي"، قائلا: "إنها لعبة عالمية جارية، ويحاول الجميع التصرف حسب مصالحهم الخاصة".
وأضاف "جيا فولسكي" قائلا: "لا يوجد غموض، هناك دعوة للانخراط في الحرب، وهذا يعكس تماما موقف مجموعة معينة وهو ما يتوافق مع موقف الحركة الوطنية".
كما اتهم الحزب الحاكم مرارا الحركة الوطنية المتحدة المعارضة وشركائها بالسعي لفتح جبهة ثانية في جورجيا.
وقد أعرب النائب عن حزب الحلم الجورجي "راتي ايوناتاميشفيلي" قائلا: "إن المجتمع الجورجي يرى جيدا ما هي القوى التي تقف وراء خطاب الحرب، وفي ظل هذه الخلفية تكون تصرفات حكومتنا أكثر أهمية، والتي ضمنت وستضمن أمن البلاد في المستقبل".
وعلقت النائبة عن الحركة الوطنية "آنا تست ليدزي" بدورها، أنه على خلفية الصراع الأوكراني ينبغي على السلطات الجورجية زيادة جهودها على المستوى الدولي "من أجل إعادة أراضيها في أسرع وقت ممكن".
حسب الكاتبة، صرح "ألكسندر راكفياشفيلي"، النائب من حزب "جيرشي" المعارض قائلا: "تستند دبلوماسيتنا برمتها إلى حقيقة أنه يجب علينا إعادة هذه الأراضي بسلام، لأن هذه ليست مجرد أراض، مواطنونا يعيشون هناك ونريد عودتهم".
وأشار إلى أن أي محاولة لدعوة جورجيا لدخول هذه الأراضي بالسلاح وبدء الحرب "يتناقض مع ما كنا نفعله".
وأردف: "لن أخوض في تفاصيل شخص يدلي ببيان".
كما صرحت "آنا بوتشوكوري"، وهي نائبة من حزب "من أجل جورجيا" أن القرار متروك للدولة الجورجية.
وحظيت كلماتها بتأييد "ليفان يوسيلياني" نائب رئيس البرلمان والعضو في حزب المواطنين. إذ علق قائلا: "إن الدولة الجورجية نفسها ستقرر في أي شكل ومتى وكيف تستعيد وحدة أراضيها ومتى ستكون هناك فرصة كهذه".
وأشارت الكاتبة إلى أن السلطات الجورجية دعت مرارا وتكرارا إلى عدم إشراك البلاد في الأعمال العدائية في أوكرانيا.
فقد أعرب رئيس الوزراء الجورجي "إيراكلي غاريباشفيلي" في مايو/أيار 2022، قائلا: "نضمن للسكان أنه سيكون هناك سلام طويل الأمد في البلاد، فلا جبهة ثانية، لا حرب".
وأشار إلى أن البلاد كان لديها بالفعل صراع عسكري مع روسيا في عام 2008، مما تسبب في ألف مشكلة وعواقب مدمرة.
بالإضافة إلى ذلك، لم تفرض جورجيا عقوبات على روسيا، على الرغم من أنها تمتثل للعقوبات الدولية وتوفر الدعم السياسي والإنساني لأوكرانيا.
وصرح وزير الدفاع الجورجي "دجوانشر بورشولادزه" أن البلاد لم تقدم أسلحة لأوكرانيا لأنها لا تريد صراعا جديدا على أراضيها.
وقد اتهم "ميخائيل بودولياك" مستشار رئيس أوكرانيا في 14 يونيو/حزيران القضاء الجورجي برفض فرض عقوبات جديدة ضد موسكو.