قتل بطيء.. تنديد واسع برفع الصين "سلاح الجوع" في وجه مسلمي الإيغور

لندن - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

تواصل السلطات الصينية حملة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد مسلمي الإيغور وسط صمت عالمي وتعتيم إعلامي، ومطالبات خجولة بمعاقبة بكين على جرائمها.

ويتعرض مسلمو الإيغور منذ 40 يوما إلى عدد من أشكال الممارسات الوحشية بحقهم، من بينها تجويعهم ومنع الطعام والشراب عنهم بحجة فرض الحجر الصحي.

وكانت رئيسة مفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة ميشيل باشليه، قد نشرت مطلع سبتمبر/أيلول 2022، تقريرا عن الوضع في إقليم شينجيانغ الصيني.

وتحدث التقرير عن انتهاكات لحقوق الإنسان ارتكبت ضد أقلية الإيغور المسلمة واتهامات لبكين بالتعذيب والعنف الجنسي. 

وقال التقرير إن هناك أدلة جديرة بالثقة على ارتكاب أعمال تعذيب وعنف جنسي وجرائم محتملة ضد الإنسانية ضد الإيغور، ما أثار غضب بكين ووصفت الاتهامات بأنها أكاذيب، وفق زعمها. 

ورأى مدير منظمة هيومن رايتس ووتش في جنيف جون فيشر، أن تقرير مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، يقدم أدلة كافية لارتكاب الصين جرائم تتجاوز جرائم الحرب، في حق الأقلية المسلمة في إقليم شيجنيانغ.

وتسيطر بكين على إقليم تركستان الشرقية، منذ عام 1949 وهو موطن أقلية الإيغور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم "شينجيانغ"، أي "الحدود الجديدة"، ومنذ ذلك الحين تتعرض الأقلية لمحاولات إبادة جماعية ترتكبها بكين.

شجب وتنديد 

وعبر تويتر استنكر ناشطون، تقاعس حكام الدول العربية والإسلامية عن اتخاذ موقف محدد وصريح ضد الجرائم المرتكبة من السلطات الصينية في حق مسلمي الإيغور، متداولين مقاطع فيديو وصور توثق معاناتهم بعد منع الطعام والدواء عنهم.

وتساءلوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم#الصين_تبيد_مسلمي_الاويغور، عن السبب وراء صمت الحكام العرب عن كل تلك الانتهاكات، مستنكرين استخدام الصين ذريعة مكافحة كورونا في الوقت الذي تمنع عنهم الدواء والغذاء.

وناشد ناشطون الحكومات العربية والإسلامية بالتحرك واتخاذ مواقف وإجراءات مناهضة لانتهاكات الصين واستبدادها وتنكيلها بالمسلمين، داعين الشعوب العربية لمواصلة تضامنهم ودعمهم للإيغور ومقاطعة المنتجات الصينية. 

وتفاعلا مع الأحداث، قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي، إن مأساة أهلنا الإيغور المسلمين في إقليم "شينجيانغ" ما زالت قائمة، ونحن نتابع بألم شديد الفيديوهات التي تظهر عائلات بحالة سيئة بسبب فرض الصين حجرا إجباريا على المقاطعة لـ40 يوما. 

وتساءل: هل باتت السياسات المتطرفة هي الأصل في العلاقة مع الاقليات المسلمة؟ قائلا: "أيها المسلمون، قفوا وقفة رجل واحد".

وانتقد الصحفي المصري صلاح بديوي، تعرض مسلمي الإيغور في الصين لإبادة من قبل النظام الشيوعي الكافر الحاكم لهذا البلد، أمام مليار ونصف مليار مسلم في العالم، "يتعامل قادتهم مع الصين، بل والبعض منهم يدعمها لتواصل جرائمها تحت ستار أنهم إرهابيون".

خيانة الحكام

واتهم ناشطون حكام الأنظمة العربية والإسلامية بخيانة مسلمي الإيغور والتواطؤ مع الحكومة الصينية والوقوف في صفها مما فاقم اعتداءاتها وتنكيلها بالمسلمين، مستنكرين صمتهم على هذه الجرائم الشعواء ضد الإسلام. 

المغرد سلطان ندي الخيرة، طالب الحكام المسلمين بنصرة مسلمي الإيغور، وتهديد الصين بمقاطعة بضائعهم مثل ما تفعل أميركا فيهم.

ووجه جبريل محمود، رسالة إلى حكام الدول العربية والإسلامية، متسائلا: "أليس فيكم رجل رشيد؟!".

ورأى حساب نحو التغيير، أنه من الطبيعي أن تبيد الصين مسلمي الإيغور، طالما هناك بشر تتغنى وتمجد آل سعود وآل نهيان المجرمين، وترجو منهم النصرة والعون دون التعاضد ورفع الصوت على حكام الظلم والجور الخانعين إلى أميركا وإسرائيل، بحسب وصفه. 

وأشار مغرد إلى أنه لا يوجد رجل من حكام الدول الإسلامية، تحدث أو أنكر ما يحدث لمسلمي الإيغور، قائلا: "لكم الله يا مسلمي الإيغور".

ولفت مغرد آخر إلى أن الكفار بجميع مللهم لم يقتلوا المسلمين ويشردوهم ويهدموا مساجدهم إلا لعلمهم التام بعدم محاسبتهم من قبل حكام العار المتدين، بحسب وصفه.

تواطؤ عالمي

وأكد ناشطون أن ما يحدث لمسلمي الإيغور جاء نتيجة سلبية الدول الكبرى، وتحكم خمس دول فقط ومن ضمنهم دولة الصين "صاحبة المذابح" في قرارات مجلس الأمن الدولي، على الرغم من عضوية 193 دولة أخرى في منظمة الأمم المتحدة. 

الأكاديمي والداعية الإسلامي الأردني إياد قنيبي، نوه أن الصين من الدول الخمسة دائمة العضوية بمجلس الأمن ومن الأكثر تأثيرا على الأمم المتحدة التي تصدر لنا اتفاقيات المرأة والطفل وتريدنا أن نتخلى عن ديننا لأجلها، لافتا إلى أنها تمنع الإيغور من الخروج ولا ترحم صغيرا ولا كبيرا ولا رجلا ولا امرأة.

فيما رأى مغرد، أن هذه الحملة ستحرج الصين أمام العالم وستعرف أمتنا على زيف ما يسمى بحقوق الإنسان، وستكشف أكذوبة مجلس الأمن، وتمنع تغلل الحسابات الصينية المتحدثة باللغة العربية أو المحلية في المجتمعات الإسلامية.

وطالب مغرد آخر، الحكومات الإسلامية بعقد قمة خاصة في مجلس الأمن حول هذا الأمر وإرسال بعثة خاصة للتحقيق، مناشدا الضمير الإنساني في كل شعوب العالم بالضغط على الحكومات لإيقاف أي عمل مشين يضطهد الشعوب بكل أديانهم من هذه الأعمال الوحشية.