400 يوم إضراب.. دعوات لإنقاذ أكاديمي بحريني معتقل لدفاعه عن الحريات

12

طباعة

مشاركة

أطلق ناشطون على تويتر، مساء 24 أغسطس/آب 2022، حملة تضامن مع الأكاديمي البحريني، الناشط الحقوقي الدكتور عبدالجليل السنكيس، المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة، لدوره في مظاهرات 2011 الداعية إلى الإصلاح الديمقراطي في بلاده.

ويخوض السنكيس معركة الأمعاء الخاوية منذ إعلانه الإضراب عن الطعام في 8 يوليو/تموز 2021، أي ما يزيد على 400 يوم، احتجاجا على مصادرة إدارة سجن "جو" سيئ السمعة بالبحرين، الذي يقبع فيه، أعماله البحثية التي كان يعكف على إنجازها خلال احتجازه.

كما أعلن إضرابه احتجاجا على استمرار مضايقات حرّاس السجن وتنصتهم على مكالماته الهاتفية مع أقربائه، وقطع الخط بانتظام، ووصلت إلى منعه من التواصل مع ذويه، بالإضافة إلى مراقبة زنزانته ومنعه من النوم، وغيرها من الانتهاكات.

الناشطون طالبوا في حملتهم التي أطلقوها تحت وسمي #السنكيس_في_خطر، #الحرية_للسنكيس، بالإفراج الفوري عن الأكاديمي البحريني من دون أي قيد أو شرط، وإعادة أبحاثه له، مستنكرين استمرار مصادرة السلطة لحقوقه.

وأعربوا عن قلقهم الشديد من سوء الحالة الصحية التي وصل لها السنكيس، حيث أفادت تقارير بانخفاض السكر في دمه وتعمد حرمانه من الرعاية الطبية اللازمة لحالته، مشيرين إلى أن الموت أصبح يهدد حياته وسط تجاهل تام من السلطة الحاكمة.

وكانت 15 منظمة حقوقية قد وجهت رسالة إلى ملك البحرين وولي عهده، في 13 أغسطس 2022، حثت فيها على ضمان حصول السنكيس على الرعاية الطبية اللازمة وحمايته من التعذيب وسوء المعاملة. 

وأوضحت أن السنكيس يعاني من متلازمة ما بعد شلل الأطفال ومشاكل صحية أخرى متعددة، منها صداع متقطع شديد، ومشكلة في البروستاتة، والتهاب في مفاصل كتفه، وارتعاش، وتنميل، وضعف نظر.

وعد ناشطون الحالة الصحية التي وصل لها السنكيس، بمثابة دليل صريح على انتهاكات النظام البحريني للحقوق والحريات وعدم مبالاته بما يتعرض له المعتقلون من سوء معاملة.

تضامن وثناء

وفي إطار الحملة التضامنية معه، وصف مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية سيد أحمد الوداعي السنكيس بأنه أيقونة الصبر والصمود وصاحب إرادة لا تنكسر.

وأكد الوداعي أن من الواجب نصرته، والتضامن معه، وعدم تركه يخوض معركة الأمعاء الخاوية وحيدا.

من جانبه، أثنى أحمد العجمي، على صمود السنكيس، موضحا أنه يواصل إضرابه لأكثر من 400 يوم رغم كبر سنه والأمراض التي تلازمه وتصاحبه، ورغم قسوة الجلادين والظروف غير الإنسانية داخل السجن.

فيما أشار أحد المغردين، إلى أن السنكيس مستمر في إضرابه رغم معاناته من فقر الدم المنجلي، ومتلازمة ما بعد شلل الأطفال، واستخدامه لكرسي متحرّك.

مطالبات بالحرية

ودعا ناشطون لإطلاق سراح السنكيس ومعتقلي الرأي كافة في البحرين، وتعهدوا باستمرار التذكير بمعاناته وقضيته والمطالبة بحقه في الحرية وحق البحرانيين في التعبير عن رأيهم دون خشية من النظام.

وناشد أحد المغردين الشعب أن يتخذ قضية السنكيس المضرب عن الطعام أكثر  من عام على محمل الجد، وألا تكون قضية ثانوية وبعيدة عن اهتمامهم.

وكتب مدير المكتب السياسي لائتلاف ثورة 14 فبراير الدكتور إبراهيم العرادي: "كان لي أن أكون بجانبك على منصة ميدان الشهداء نتبادل الألم والهموم والأمل.. ونعدك اليوم أنا وإخوتي في ائتلاف 14 فبراير ومعنا كل أحرار هذا الطريق أننا لن نخذلك ولن نتراجع وأملنا في الله كبير".

وطالبت إحدى المغردات بالحرية للسنكيس ولمعتقلي الرأي كافة في المعتقلات البحرينية التي وصفتها بالسجون الخليفية.

وأكدت صديقة حاجي، أن الحرية من حق السنكيس، وأن وضعه لا يسمح بأي مماطلة.

مسيرة السنكيس

وعرّف ناشطون بتاريخ ونضال وعلم السنكيس، وتحدثوا عن الضغوط التي تعرض لها وحجم التنكيل الذي ناله ونال عائلته انتقاما منه ومحاولة لإثنائه عن عمله الحقوقي.

وأوضحت إيمان أبو كمال، أنه أكاديمي ومهندس بحريني، مدوّن، وهو صاحب مدوّنة "الفسيلة" التي تنتقد افتقار الحريّات بالبحرين، لافتة إلى أنه لذلك حاربه النظام ولا يزال.

وقالت إحدى المغردات: "علّمنا الدكتور عبدالجليل السنكيس أن كلمة الحق مقدسة ودونها تهون الأنفس".

وذكر المغرد أبو تراب، بشهادة السنكيس أمام قاضي المحكمة، التي كشف فيها عن تعرضه للتحرش الجنسي ومحاولة الاعتداء عليه.

وأشار المغرد الرضوان، إلى أن السنكيس كان رئيس قسم الهندسة الميكانيكيّة في جامعة البحرين إلى 2005، ولكن خفّض رئيس الجامعة رتبته لنشاطه في مجال حقوق الإنسان.

وأوضح علي سلمان، أن السنكيس حورب حتى في عائلته إذ اعتقل نجله حسين بعد اعتقاله بأسبوع في عام 2011، فيما عرف بقضية الاعتصام عند مرفأ البحرين المالي، وتعرّض للتعذيب الشديد هو أيضا، ثم حكم عليه بالسجن 7 سنوات انتقاما من أبيه.

تجاهل مستنكر

وصب ناشطون غضبهم على النظام البحريني وعلى المجتمع الدولي، مستنكرين تجاهل حالة السنكيس وإضرابه المتواصل والتنكيل به رغم ما كشفه عن تعرضه للتعذيب والانتهاكات داخل محبسه.

ونشر صاحب حساب "صوت الأسرى" صورة تعبيرية لسنكيس مقيدا بسرير المستشفى ومغلقا فمه في إشارة إلى إضرابه المستمر عن الطعام ورافعا راية النصر، متسائلا: "إلى متى يستمر استهتار النظام بحياة السنكيس؟".

ورأت الصحفية زينب الحاج، أن السنكيس حري بالدعم، موضحة أن سجناء البحرين يعانون في غياهب زنازين آل خليفة بتهمة إبداء الرأي.

واستنكرت أن المجتمع الدولي لا يحرّك ساكنا ولا يتدخل ولا يبحث في القضايا، منتقدة صمت العرب الذين تخلوا عن فلسطين، ساخرة بالقول: "هل يعني لهم شعب البحرين الداعم للقضية الفلسطينية والمحق بتصديه للنظام الاستبدادي الملكي؟"

وتساءل مغرد آخر: "أين منظمات حقوق الإنسان وأين وسائل الإعلام الدولية؟ أين هم الخبراء الأمميون من انتهاكات السلطات البحرينية للسجناء المعتقلين وتعرضهم لأبشع اساليب التعذيب من ضروب المعاملة القاسية اللاإنسانية ولازال السنكيس يتعرض للخطر بسبب هكذا انتهاكات؟"

واستنكر تعرض السنكيس لهذه الانتهاكات رغم إعاقته بالشلل واستخدامه لكرسي متحرك في تعريض حياته للخطر بسبب جبروت وطغيان السلطة الحاكمة، داعيا مفوضية حقوق الإنسان إلى متابعة ملفات المعتقلين والإفراج عنهم لحالاتهم الخطرة.