زوجة قيس على خطى ليلى.. دلالة وتأثير ظهور "السيدة الأولى" في تونس

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

جدل كبير خيم على تونس منذ ظهور عقيلة الرئيس قيس سعيد، القاضية إشراف شبيل، في 13 أغسطس/ آب 2022، في خطاب رسمي بثه التلفزيون الحكومي بمناسبة عيد المرأة، وسط مخاوف من تعاظم دور عائلة الرئيس في الحكم.

وأكدت مجلة جون أفريك الفرنسية أن هذا الظهور أغضب التونسيين، لأنه أعاد إلى عقولهم مشهد أسرة الرئيس النافذة الذي اعتادوه في حقبة الاستبداد قبل ثورة الياسمين عام 2011، وهو الذي لطالما انتقده سعيد قبل صعوده لسدة الحكم.

أصنام جديدة

وذكرت الملجة الفرنسية أنه رغم أن هذا الخطاب لا يعدو أن يكون حدثا صغيرا، إلا أنه أحدث صدى قويا في تونس.

وظهرت زوجة سعيد، في موكب رسمي لتكريم عدد من النساء بمناسبة عيد المرأة، وما أجج الجدل إلقاؤها خطابا رسميا تحدثت فيه عن مكاسب الدستور الجديد واحترام حقوق المرأة وحماية مكاسبها.

وكان لافتا مجيء خطاب شبيل قبل كلمة رئيسة الحكومة نجلاء بودن لتستأثر بالاهتمام من حيث بروتوكول التقديم والحضور والظهور.  

واستغرب مراقبون خطاب شبيل، الأول لزوجة رئيس منذ 12 عاما، حيث ودع التونسيون بعد الثورة خطابات السيدة الأولى وأدوارها السياسية، مع ليلى طرابلسي زوجة الرئيس السابق زين العابدين بن علي التي تعيش في منفاها في جدة منذ هروبها في 2011.

وبعد الثورة انحصر ظهور زوجات الرؤساء السابقين في مواكب وزيارات دون أن يلقين خطابات سياسية، الشيء الذي صعد حجم الانتقادات لسعيد وهو الذي كان قبل توليه الرئاسة من أشد منتقدي المنظومة الاستبدادية ورموزها.

وكانت زوجة سعيد حتى ذلك الخطاب مكتفية بمرافقة رئيس الدولة في زياراته الرسمية أو الوجود في الاحتفالات عندما يطلب البروتوكول ذلك. 

ومن المثير للدهشة أن قيس سعيد كان قد أعلن، خلال حملته الانتخابية عام 2019، أن "زوجته لن تكون سيدة أولى، لأن كل النساء التونسيات هن "السيدة الأولى".

معادلة جديدة 

ولفتت المجلة الفرنسية إلى أنه منذ ذلك الحين، تغيرت المعادلات السياسية في تونس. 

إذ استولى قيس سعيد على معظم الصلاحيات وتم اعتماد دستور جديد، يكرس نظاما رئاسيا متطرفا.

وفي هذا السياق، تابع التونسيون، في 13 أغسطس، خطاب إشراف شبيل صاحبة الصوت الرقيق، التي أطلت في ثوب أحمر أنيق لا يمكن إنكاره. 

وقالت المجلة إن ملابس زوجة قيس سعيد خضعت للتدقيق بشكل واضح من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي. 

وتعرضت لانتقادات عديدة لأنها ارتدت مشتريات باهظة الثمن ومن ماركات عالمية وفرنسية. 

وقالت هاجر، وهي مصممة أزياء تونسية أن لدى إشراف شبيل "دور تمثيلي (تمثل البلاد التونسية) وأن لدى تونس مصممي أزياء جيدون".

ورأت المجلة أنه بعيدا عن الإطلالة التي ظرهت بها إشراف شبيل، فإن الخطاب الذي قدمته هو الذي يسبب القلق.

فدافعت إشراف شبيل أمام جمهور من النساء التونسيات خلال خطابها المتلفز عن "إنجازات الدستور الجديد"، داعية إلى "تكريس دور المرأة كدرع ضد كل أشكال التطرف". 

وأشارت شبيل خلال خطابها إلى رئيسة الحكومة نجلاء بودن، مرحبة على حد قولها بحقيقة أن "تونس هي أول دولة عربية تشغل فيها امرأة هذا المنصب".

 لكن رغم هذا الخطاب، لم يغب عن أي شخص من المتابعين الطابع الطاغي لحضور "سيدة تونس الأولى"، زوجة الرئيس، على حساب حضور رئيسة الحكومة نجلاء بودن.

رفض شعبي

وأوضحت المجلة الفرنسية أن هذه المشاهد التي بثها التلفزيون الرسمي أثارت حالة من الرفض واسعة النطاق.

لدرجة أن الكثيرين استذكروا تلك الذكريات التي خلفتها زوجة الرئيس السابق زين العبدين بن علي، ليلى بن علي. 

ليلى بن علي التي كانت قبل ثورة 2011 تنتحل لنفسها دورا سياسيا أكسبها لقب "سيدة قرطاج".

حيث جعل منها طموحها المفرط وممارستها للمحاباة مع الأقارب من أكثر الشخصيات المكروهة في النظام القديم.  

وقالت المجلة إنه و بعد خطاب 13 أغسطس الذي قدمته إشراف شبيل، ساد شعور من "الديجا فو" لدى التونسيين أو ما يعرف باسترجاع الذكريات القريبة ولسان حالهم يقول: هل تراها تعود شياطين الماضي؟

شجبت نائلة الزغلامي، رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، بنوع من التشنج تدخل العائلة في الشؤون السياسية.  

واحتج آخرون على هذه الاحتفالات بيوم المرأة التي صارت إلى حد ما "تشبه اجتماعات السيدة الأولى".

صرحت ناشطة نسوية، رفضت الكشف عن هويتها، لصحيفة جون أفرك بالقول أنه هناك "الكثير من اللغط حول لا شيء" .

مضيفة "إن الأمر متروك للمرأة لانتزاع حقوق جديدة، وليس هناك ما يمكن توقعه من السلطة أو من رئيس كقيس سعيد".