"قنابل الغاز أهم من أدوية السرطان".. انتقادات واسعة لمنطق حكم عسكر السودان

12

طباعة

مشاركة

تواصل سلطة العسكر في السودان دون هوادة تضييقها على الشعب بكافة الأشكال الممكنة، متجردة من إنسانيتها ومسؤوليتها، حتى وصلت هذه المرة إلى مرضى السرطان وطالت الأطفال.

وأعلن تجمع الصيادلة بالسودان قبل أيام عدم توفر أنواع عديدة من أدوية السرطان، وقال عضو التجمع عوض عبد المنعم، في تصريحات صحفية، إن ما يعانيه مرضى السرطان طيلة الشهرين الماضيين جريمة مع سبق الإصرار والترصد.

ورصدت تقارير إعلامية متطابقة انتكاس الحالات الصحية لعدد كبير من المرضى، بعضهم وصل مراحل حرجة بسبب انقطاع العلاج لفترة من الزمن، رغم وصولهم مراحل متقدمة من التعافي قبل الانقطاع.

وكشفت الأمين العام لمنظمة "ركائز" لدعم أطفال السرطان بالسودان، صفاء الأصم، عن تكرار انعدام أدوية السرطان ما بين كل 3 أو 4 أشهر، مؤكدة أن الموت أصبح ممنهجا ومجدولا ومقصودا للتخلص من أكبر عدد من الأطفال.

فيما شكا رئيس شعبة الصيدليات الدكتور نصر مرقص من انقطاع أدوية السرطان بالمستشفيات بالخرطوم، ما جعل المرضى بين خيارين إما اللجوء إلى مستشفيات السرطان بالولايات أو جلبها من الخارج بواسطة (تجار الشنطة) بالسوق السوداء.

واعترف وزير الصحة الاتحادية الدكتور هيثم محمد إبراهيم، بانقطاع بعض أنواع أدوية السرطان، ما دفع الأطباء إلى الاستعاضة بأنواع أخرى كبدائل، مدعيا أن شح بعض الأصناف يرجع إلى عزوف الشركات العالمية عن توريدها جراء المديونيات الكبيرة.

ونظم محتجون في 15 أغسطس/آب 2022، وقفة أمام مستشفى الذرة بالخرطوم تضامنا مع مرضى السرطان، للمطالبة بمجانية التشخيص وتوفير جرعات العلاج الكيماوي للمرضى وتحسين بيئة العمل بمراكز الأورام. 

وأرجعوا ناشطون سودانيون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية وتعليقاتهم على الأخبار المتعلقة بإعلان شح أدوية السرطان ومشاركتهم في وسم #إنقطاع_جرعات_الكيماوي، النقص الحاد في مثل هذه الأدوية المصيرية، بأنها نتاج عدم وجود دولة وحكومة.

وصبوا غضبهم على سلطة العسكر التي انقلبت على المكون المدني وانفردت بإدارة البلاد منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، مشيرين إلى أن المتوقع منها التقصير والإهمال وأن يكون المواطن السوداني في ذيل اهتماماتها.

دمار ممنهج

وتعليقا على المشهد كشف منبر المغردين السودانيين أن التدهور المريع في الصحة بالبلاد لم يتوقف عند شح الأدوية وسوء المستشفيات، بل وصل الحال إلى انقطاع جرعات الكيماوي كجزء من الدمار الممنهج في جميع القطاعات.

من جانبه، أكد صديق قاسم أن وقف جرعات الكيماوي عملية مقصودة ضمن سياسة زيادة معاناة الناس في كل شيء لإجبارهم على القبول بالتسوية عن طريق مندوبيهم، موضحا أن قوة الهبوط الناعم "لي الذراع" هي سياسة الكيزان.
واتهم يوسف النعمة الانقلاب بقتل الحاضر والمستقبل، ناقلا عن الأمين العام لمنظمة ركائز لدعم أطفال السرطان بالسودان صفاء الأصم، قولها إن "انقطاع أدوية السرطان يؤدي لموت عدد كبير من الأطفال إضافة لانتكاسة علاج بعضهم". وأكد المغرد وائل أن العسكر هم أحد أسباب انتشار مرض السرطان في السودان، ولم يكتفوا بذلك، بل كان انقطاع جرعات الكيماوي في عهدهم المشؤوم مشيرا إلى أن لسان حالهم "من لم يمت بالسرطان قتلناه بانعدام علاجه".

تجاهل المرضى

وندد ناشطون بقدرة حكومة العسكر على صرف الأموال للحفاظ على مكانتها على رأس السلطة، بينما تتذرع بارتفاع أسعار الدولار وعدم توفير العملة الصعبة حين يتعلق الأمر بصحة السودانيين وتوفير علاجهم.

وأعربت المغردة سعدية عن أسفها من أن المجلس العسكري يقتل ويقمع الثوار والثائرات ويصرف كل ما لديه لشراء الغاز المسيل والرصاص ويستكثر شراء أدوية السرطان لإنقاذ المرضى.

وأكدت أن ذلك ليس بغريب على رئيس المجلس العسكري عبدالفتاح البرهان ومليشياته.

واستنكر منعم عمر انقطاع جرعات الكيماوي، بينما سلطات الانقلاب تستورد سلاح الخرطوش والمياه الملوثة لتستخدمها ضد الثوار. فيما أشار عمر فيصل إلى أن الانقلاب يمول ويستورد عبوات الغاز المسيل للدموع، لكنه لا يستورد العلاج الكيماوي، مستنكرا توقف جرعات الكيماوي. وندد بكر خير باستبسال الانقلابيين في قمع التظاهرات، ودفعهم من مال الشعب لقتل أبنائه، لكن عندما يأتي وقت "إحياء" أطفاله يصبحون غير معنيين.

صمت الساسة

وكتب المغرد رحيم بابكر: "مرضى السرطان يعانون بسبب انقطاع جرعات الكيماوي، وللأسف صناع القرار من العسكر الرمم يقتلون الناس في الشارع وفي المستشفى وفي أي مكان، والسياسيون الجهلاء في غيهم يعمهون، لا نراهم في الأزمات التي تعصف بالوطن إلا عندما وجودهم يصب في مصالحهم الشخصية".

ولفت ود الإمام إلى أن الانتهازيين ووكلاء الاستبداد ومنسوبي الفساد لا صوت لهم الآن.

واستدرك: "لكن قريبا مع تكوين الحكومة المدنية سوف يصرخون ويشكون حال البلد الأمني والاقتصادي والصحي وانعدام الأدوية وانقطاع جرعات الكيماوي والكهرباء والمياه والغلاء..".

وأشار الناشط منتصر الأمين إلى أن السلطة السودانية تعمل بنظرية وزير صحة النظام البائد بجر إدريس أبو قردة، الذي قال في يوم من الأيام: "نصرف قروش على مرضى السرطان وفي النهاية يموتوا". وقالت نسيبة عباس إن السرطان لا ينتظر، وانقطاع جرعات الكيماوي يعني موتا مستعجلا للمحاربين والمحاربات، مؤكدة أن سلامة الأطفال وحياتهم أولوية، وأن توفير العلاج مسؤولية الدولة.