حال خسارته الانتخابات.. ما احتمالات انقلاب رئيس البرازيل بدعم الجيش؟

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

في 18 يوليو/تموز 2022، التقى الرئيس البرازيلي المنتهية ولايته جايير بولسونارو دبلوماسيين أجانب وأعرب عن شكوكه بشأن نظام التصويت الإلكتروني في بلاده.

وأثناء الاجتماع، الذي بثه التلفزيون الرسمي لمدة ساعة تقريبا، وجه بولسونارو اتهامات بشأن النظام الانتخابي البرازيلي، وذلك قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في أكتوبر/تشرين الأول 2022.

ودعا بولسونارو مناصريه إلى دعمه للفوز بولاية رئاسية ثانية، من خلال النزول إلى الشارع في يوم العيد الوطني في 7 سبتمبر/أيلول، على غرار ما فعلوه عام 2021 في تظاهرات تخلل بعضها إطلاق شعارات مناهضة للديمقراطية.

ولم يفوت بولسونارو الفرصة لانتقاد الرئيس الأسبق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا المرشح الأوفر حظا حسب استطلاعات الرأي.

ادعاءات صادمة

وادعى بولسونارو أن النظام الإلكتروني لا يمكن أن يضمن الأمن بنسبة مئة في المئة للناخبين، مستشهدا بتقرير للشرطة الفيدرالية حول القرصنة المزعومة لآلات التصويت الإلكترونية.

وعلى الرغم من أن السلطة الانتخابية في البرازيل دحضت هذا الادعاء مرارا وتكرارا، فإن بولسونارو استمر في التشكيك بنزاهة النظام الانتخابي.

حتى أن بولسونارو أدلى بادعاءات مماثلة حول الانتخابات في يوليو 2021 وأعلن أنه لن يسلم السلطة إلى الشخص الذي يعلن عن فوزه في الانتخابات الرئاسية لعام 2022.

لذلك هناك مخاوف من أن بولسونارو يمهد الطريق لرفض نتائج الانتخابات، وفق ما تقول صحيفة الإندبندنت البريطانية - النسخة التركية في مقال للكاتب حسام الدين أصلان.

وعلق أصلان: "من الغريب أن يلقي رئيس بلد ما باللوم على النظام الانتخابي في بلده، خاصة أن تصريحات بولسونارو المشككة في نظام التصويت تأتي وسط استطلاعات الرأي للانتخابات تظهر تأخره بنحو 20 نقطة عن منافسه لولا دا سيلفا".

وتابع الكاتب: نفت المحكمة الانتخابية العليا في البرازيل مزاعم بولسونارو على الفور، وأصدرت قائمة تضم 20 اعتراضا على تصريحاته التي وصفها القاضي إدسون فاتشين بأنها "إنكار غير مقبول للانتخابات".

وأضاف أصلان: تصريح بولسونارو للدبلوماسيين بأن نظام التصويت الإلكتروني في البرازيل، المعمول به منذ عام 1996 ضعيف، أثار المخاوف من أنه إذا خسر الانتخابات، فقد يحاول تشويه سمعة العملية الديمقراطية.

وردا على بيان بولسونارو، وصفت السفارة الأميركية في البرازيل الانتخابات بأنها "نموذج للعالم".

كما رددت تعليقات سابقة للرئيس الأميركي جو بايدن بأن الولايات المتحدة "تعتمد على قوة" المؤسسات الديمقراطية في البرازيل. 

وقال لولا دا سيلفا منافس بولسونارو والمفضل في الانتخابات: "إنه من العار أن البرازيل ليس لديها زعيم يهتم بقضايا مثل التوظيف والتنمية والجوع، وبدلا من ذلك، يكذب بشأن ديمقراطيتنا".

بالإضافة إلى ذلك، قال لولا: "لا جدوى من الحديث عن الجنرالات، لأن القوات المسلحة ستبقى مع الشعب، كما كانت في لحظات مهمة في التاريخ".

كما ألقت تصريحات بولسونارو بظلال من الشك على انتخابات عام 2018 التي انتخب فيها.

وعلق أصلان: "تنبع القوة الدافعة وراء خطط بولسونارو الانقلابية من مزيج من الحرب والتضخم والوباء (كورونا) غير المنضبط وحقيقة أنه يواجه أكبر عدم مساواة اجتماعية منذ بداية القرن العشرين".

وأردف: "هذا سيتسبب في خسارة بولسونارو الأصوات بشكل خطير. ففوزه بالانتخابات عبر صناديق الاقتراع متروك للمعجزات"، بحسب تقييم الكاتب التركي.

خطط الانقلاب

وأشار أصلان إلى أن بولسونارو يسعى بنشاط إلى حشد الدعم من القوات المسلحة في البلاد قبل انتخابات أكتوبر، مما يعمق المخاوف من أنه سيستخدم الجيش للبقاء في السلطة.

وأعلن بولسونارو تعيين الجنرال المتقاعد والتر براغا نيتو نائبا له ضمن خطته الانتخابية. وقد أوضح بالفعل بأنه "لا يخطط للاعتراف بالهزيمة". 

وهناك مخاوف من أن انتخاب براغا نيتو نائبا للرئيس قد يعطل العملية إذا خسر القادة العسكريون والقوات المسلحة انتخاب بولسونارو.

وأضاف الكاتب: يحتاج بولسونارو إلى دعم الجيش للاحتفاظ بمقعده والبقاء في منصبه ولهذا السبب منحهم تعيينات ومناصب منتخبة في الحكومة والشركات المملوكة للدولة؛ وعين أكثر من 10 آلاف جندي متقاعد وعامل.

لذا فإن اختيار بولسونارو لجنرال كنائب للرئيس يظهر أنه بالنسبة له، أن ولاء الجيش أكثر أهمية من الحصول على أصوات.

في خط الهجوم، شغل الجنرال والتر براغا نيتو بالفعل منصب وزير الدفاع البرازيلي ورئيس أركان بولسونارو. وعلاوة على ذلك، هدد نيتو بتغيير قواعد الانتخابات.

ولا يزال هناك تصور بأن محاولة انقلاب حقيقية غير مرجحة خاصة مع وجود زمرة قوية في القوات المسلحة تعارض مثل هذا المخطط.

ومع ذلك، جرى التعبير عن مزاعم "الانقلاب العسكري" علنا منذ عام 2020.

وفي مقابلة صحفية أجراها نجل بولسونارو، السيناتور فلافيو سئل عما إذا كان والده سيقبل الهزيمة الانتخابية، وأجاب إن عائلته "لا يمكن مساءلتها عن تصرفات مؤيديه" قبل الانتخابات وبعدها. 

وبعد بيان أمام السفراء، دعا المدعي العام البرازيلي أوغستو آراس إلى إجراء تحقيق مع الرئيس بولسونارو بتهمة "مهاجمة النظام الانتخابي البرازيلي علنا".

كما وصف المدعون العامون البرازيليون لحقوق المواطنين خطاب الرئيس أمام السفراء بأنه "تضليل صارخ، وهجوم مباشر على النظام الانتخابي البرازيلي".

وقالوا إن بولسونارو "يكذب ضد هيكل النظام الانتخابي والديمقراطية البرازيلية ويزرع عدم الثقة في المؤسسات الديمقراطية".

ونشرت محكمة الانتخابات العليا سلسلة من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تؤكد أكاذيب الرئيس حول النظام الانتخابي.

وقالت إنه يجب مكافحة المعلومات المضللة بقوة "لأنها تخلق روايات موازية تحاول تشكيل وجهات نظر تستند إلى التلاعب والعاطفة".

ونتيجة لذلك؛ قبل انتخابات أكتوبر، ألقى بولسونارو بظلال من الشك على العملية الانتخابية برمتها. لكن الغالبية العظمى من القوات المسلحة تشعر بالقلق إزاء التصور بأنها الحكم النهائي للشرعية الانتخابية.

وهذا هو السبب في أن الجنود المتقاعدين والجنود في الخدمة الفعلية يؤكدون باستمرار على القيم الديمقراطية، يقول الكاتب.

وختم مقاله قائلا: "يظهر بولسونارو، القائد العسكري السابق، علاقته القوية مع القوات المسلحة من خلال التعبير عن شكوكه بشأن أمن الانتخابات. لكنه أضعف من أي وقت مضى ويضع كل أوراقه على الطاولة".

وبين أن "الشكوى من النظام الانتخابي في بلده إلى الممثلين الدبلوماسيين علامة على اليأس بقدر ما هي استعراض للقوة"، بحسب الكاتب التركي.