جدري القرود يطفح في القارة العجوز.. الغرب يدفع ثمن ترويجه للشذوذ الجنسي
بينما يواصل الإنسان صراعه ضد فيروس كورونا منذ نهاية 2019 ويسابق الزمن لمواجهة تحوراته؛ استيقظ العالم مطلع مايو/ أيار 2022، على أنباء عن انتشار وباء مميت جديد، لكن هذه المرة السبب هو خروج الإنسان عن فطرته وانخراطه بالممارسات الجنسية الشاذة التي تحظرها الأديان السماوية.
وحتى 23 مايو 2022، ظهر مرض "جدري القرود" على نحو 92 مصابا في 15 دولة غربية بحسب منظمة الصحة العالمية؛ وسط تأكيدات طبية على صلته المباشرة بعلاقات الشذوذ الجنسي المنتشرة والمقننة في غالبية الدول الغربية.
بداية القصة
"جدري القرود"، الوباء الذي أثار رعب العالم مجددا؛ موطنه الأصلي وسط وغرب قارة إفريقيا، إذ اكتشف بين القرود أول مرة عام 1958، وظهر للمرة الأولى بين الإنسان بالكونغو الديمقراطية عام 1970، وكانت تتسبب بنقله القردة والفئران والسناجب.
ومنذ مطلع 2017 و حتى 30 أبريل/ نيسان 2022، سجلت نيجيريا 241 إصابة في 32 ولاية، بينها 8 وفيات، وفقا لبيان صادر عن الصحة العالمية في 19 مايو 2022.
ويندر ظهور إصابات بجدري القرود خارج إفريقيا، إذ أبلغ عن وقوع حالات مصابة به خارج القارة عام 2003 بالمنطقة الغربية الوسطى من أميركا، وظهر أن معظم المصابين خالطوا كلاب البراري الأليفة بصورة "حميمية".
لكن ما حدث مؤخرا هو ظهور سريع لإصابات بالمرض بعيدا عن إفريقيا لتتخطى البحر المتوسط إلى أوروبا والمحيطين الأطلنطي والهندي إلى أميركا وأستراليا، ما دفع الجهات الصحية للتحذير من تفاقم المرض، وأشارت بعضها لارتباطه بالعلاقات الشاذة جنسيا.
ويأتي انتشار جدري القرود في ظل دعم غربي متنام للشذوذ الجنسي والعلاقات المخالفة للفطرة السليمة، وذلك عبر منصات إعلامية وترفيهية ورياضية عديدة، دون مبالاة بغضب واستنكار الشعوب المحافظة حول العالم.
ومنذ بداية الألفية الثالثة، بدأ تقنين زواج الشواذ، وتعد هولندا أول بلد اعترف بزواج المثليين قانونيا منذ عام 2001.
وتبعتها عدة بلدان في أوروبا والأميركيتين ليصل عددها إلى 28 دولة، في حين تظهر استطلاعات رأي باستمرار ارتفاع الدعم الاجتماعي والسياسي الغربي للاعتراف بزواج الشواذ في جميع بلدان العالم، وتجريم الممارسات والفعاليات المعارضة لذلك.
ووسط حالة قلق عالمي من انتشار المرض عقدت الصحة العالمية في 21 مايو، اجتماعا طارئا، قالت بعده إن "تفشي الفيروس في 12 دولة حتى الآن غير اعتيادي، لأنه يحدث في بلدان غير موبوءة".
وقبل ذلك بيوم واحد، قالت المنظمة إن الفيروس ينتقل للبشر من حيوانات برية (القردة والجرذان والسناجب)، وبشكل محدود من إنسان إلى آخر، موضحة أنه "فيروس نادر يحدث بالمناطق النائية من وسط إفريقيا وغربها قرب الغابات الاستوائية المعروفة بالأمطار".
وأشارت إلى أن أعراض "جدري القرود"، تبدأ بشعور الفرد بحمى، وصداع، وتضخم العقد اللمفاوية، والشعور بآلام الظهر والعضلات، والإرهاق الشديد، ثم يعقبها طفح جلدي على الوجه واليدين والقدمين مع تطور الفيروس بالجسم خلال ثلاثة أيام من الإصابة، فيما تستغرق العدوى من 6 إلى 13 يوما.
وببيان سابق، في 19 مايو، أكدت المنظمة أنه لا يوجد أي علاج أو لقاح متاح حاليا لمكافحة الفيروس، موضحة أن التطعيم السابق ضد الجدري ناجح بنسبة 85 بالمئة، وأشارت إلى أن نسب الوفاة لا تتعدى 10 بالمئة.
ونصحت الصحة العالمية للحد من خطر انتقال العدوى من إنسان إلى آخر، بتجنب المخالطة الجسدية الحميمة للمصابين بعدوى جدري القردة.
بؤر شاذة
وأعلنت 12 دولة في أوروبا وأميركا الشمالية عن رصدها إصابات بجدري القرود، هي إسبانيا، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، والبرتغال، والسويد، وفرنسا، وألمانيا، وهولندا، وبلجيكا، وكندا، وأميركا، وأستراليا.
ومطلع مايو 2022، سجلت بريطانيا ظهور أول إصابة بفيروس "جدرى القرود"، وهو الإعلان الذي تبعه بيان لوكالة الصحة العامة الكندية عن ظهور أول حالتين في مقاطعة كيبيك، لتعلن أميركا في 18 مايو، تسجيل أول إصابة لشاب قادم من كندا.
لكن، الانتشار الأكبر كان في إسبانيا والبرتغال، إذ أعلنت وزارة الصحة الإسبانية في 20 مايو، أن إجمالي عدد المصابين وصل 39 شخصا، فيما أشارت لشبونة إلى أكثر من 20 إصابة.
وأعلنت أستراليا في 20 مايو أيضا، ظهور أول إصابة بالمرض بولاية فيكتوريا لمسافر عاد مؤخرا من أوروبا، وحالة أخرى قيد التحقق في سيدني، فيما أعلنت بلجيكا عن حالتين، والسويد عن حالة.
من جانبه، كشف موقع "نيوزداي إكسبريس" البريطاني، أنه تكاد غالبية الإصابات ترتبط بممارسات الشذوذ الجنسي لأصحابها، مشيرا في 17 مايو، إلى مطالبات السلطات الصحية البريطانية للشواذ بتوخي الحذر.
وفي وصفه لشكل المرض، قال إنها عدوى نادرة وغير عادية، عبارة عن طفح جلدي أحمر غير عادي على أجسام الأشخاص.
ونقل الموقع عن وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة، قولها إنه "من بين جميع الحالات الجديدة، ثلاث من لندن وواحدة من شرق إنجلترا، يصف المرضى أنفسهم بأنهم مثليون جنسيا".
من جانبها، حثت كبير المستشارين الطبيين في وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة، سوزان هوبكنز "الرجال والمثليين وثنائيي الجنس على وجه الخصوص على التنبه لأي طفح جلدي غير عادي حول الفم والمنطقة التناسلية"، ودعتهم للاتصال بخدمة الصحة الجنسية دون أي تأخير.
تجمعات الشواذ
وفي تقرير ثان له في 20 مايو، أكد الموقع البريطاني أن مسؤولي الصحة بالمملكة المتحدة يجرون تحقيقات في حانات ونوادي الشواذ بسبب زيادة حالات الإصابة بجدري القرود.
ولفت إلى أنه جرى العثور على 6 حالات في رجال مثليين، مشيرا إلى قول المسؤولين إنه ينتشر بسرعة في الشبكات الجنسية.
الموقع قال أيضا إنه "شوهدت أنماط وبائية مماثلة في بلدان أخرى في أوروبا"، موضحا أنه "عثر على جدري القرود في سبعة رجال مثليين أو ثنائيي الجنس في إسبانيا، وتسع حالات بالبرتغال".
ولفت الموقع إلى تحذير وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة في 19 مايو، الرجال من الاستخفاف إذا كان لديهم أي نوع من الطفح الجلدي على الوجه أو العضو التناسلي.
ونقل عن منظمة الصحة العالمية قولها إن "المثليين وثنائيي الجنس يقعون فريسة لها، كما يتم تعقب الأشخاص الذين وقعوا في قبضة المصابين".
ووفق، صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أعلن خبراء في الرعاية الطبية ببريطانيا في 20 مايو، أنه سيتم إعطاء لقاحات جدري القرود للمثليين "كجزء من حملة مركزة لمواجهة تفشي هذا المرض في المملكة المتحدة".
وفي تأكيد جديد لارتباط المرض بالعلاقات الجنسية الشاذة، قال مدير الصحة العامة في لندن البروفيسور كيفين فينتون في 20 مايو: "نطلب من الجميع أن يكونوا على دراية بالعلامات والأعراض التي تشمل الطفح الجلدي حول الفم، وكذلك حول المنطقة التناسلية".
وأضاف فينتون: "نطلب بشكل خاص من الرجال المثليين وثنائيي الجنس، الذين رأينا نسبة متزايدة من الحالات بينهم، أن يكونوا على اطلاع على مرض جدري القردة".
وفي أسبانيا، كشف مستشار الشؤون الصحية بحكومة مدريد الإقليمية، إنريكي رويث إسكوديرو، عن أن غالبية حالات الإصابة بالمرض كانت مرتبطة بحمام "ساونا" يرتاده الشاذون جنسيا.
وذكرت صحيفة "الباييس" الإسبانية في 20 مايو، أن السلطات أغلقت ساونا في العاصمة مدريد، حددتها على أنها بؤرة رئيسة لتفشي المرض، لتصبح إسبانيا على رأس البلدان الأكثر تضررا من تفشي مرض جدري القرود.
رسالة للعالم
ومطلع ثمانينيات القرن الـ20 ظهر فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) المعروف باسم "الإيدز" في أوروبا وأميركا نتيجة لانتشار العلاقات خارج إطار الزواج ما أصاب العالم بحالة من الرعب، ليظهر هذه المرة جدري القرود كنتيجة لانتشار الشذوذ، ما يدفع للتساؤل عن مصير العالم في ظل مخالفة البشر للفطرة السليمة.
أستاذ أصول الفقه ومقاصد الشريعة الإسلامية الدكتور وصفي أبوزيد، في تأكيده أن المرض إشارة إلى العالم الذي يواصل دعم الشذوذ بين الرجال والنساء، قال: "لا شك أنه حينما يخالف الناس الفطرة يبتلون بأمراض لم تظهر في الأجيال السابقة، وتحدث للناس أقضية بقدر ما يحدثون من فجور، كما قال الخليفة عمر بن عبدالعزيز".
عضو "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، أضاف لـ"الاستقلال": "والذي نراه الآن من ظهور فيروسات وأمراض جديدة نتيجة مخالفة الفطرة والعلاقات الشاذة التي يعافها الإنسان السوي لا المسلم فقط وهذه العلاقات وما نتج عنها تؤكد وتصدق القرآن الكريم".
وذكر قول الله تعالى في سورة (طه): "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى".
ولفت أبو زيد إلى أن "المشكلة في عدم تصديق الناس الله تعالى، ونحن المؤمنون نؤمن بكلام الله ونلتزم بحدوده ونتسق مع الفطرة السوية التي فطر الله الناس عليها لا تبديل لخلق الله، فمن بدل خلق الله وعمل على انتكاس فطرته فلا يتعجب حين يبتلى بهذه الأمراض".
وختم حديثه بالقول إن "تلك الأمراض ربما لا تجد لها دواء وتفتك بأناس وبلاد وأجيال كاملة وكل هذا من مخالفة أمر الله".
من جانبه، وصف مفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد الخليلي، انتشار فيروس جدري القردة بأنه "علامات وآيات"، محذرا مما يسعى إليه الغرب بنشر الشذوذ في العالم الإسلامي.
وقال: "ما أعظم نبوة النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام، المؤيد بالمعجزات الباهرة، فما كاد ينذر بشيء إلا ويتحقق في عالم الشهود، ولم يكد العالم اليوم يروج للشذوذ الجنسي تحت شعار المثلية حتى فوجئ بـداء (جدري القرود)، تحقيقا لمعجزة نبينا الذي لا ينطق عن الهوى".
ما أعظم نبوة النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام، المؤيد بالمعجزات الباهرة، فما كاد ينذر بشيء إلا ويتحقق في عالم الشهود،..
— أحمد بن حمد الخليلي (@AhmedHAlKhalili) May 21, 2022
ولم يكد العالم اليوم يروج للشذوذ الجنسي تحت شعار المثلية حتى فوجئ بـداء (جدري القرود)، تحقيقا لمعجزة نبينا الذي لا ينطق عن الهوى. pic.twitter.com/srqjhetiRc
المصادر
- منظمة الصحة الحالية تصدر بيان عاجل بشأن أزمة جدري القرود
- جدري القرود يتسبب في موجة رعب تُصيب العالم!
- Monkeypox cases rise to seven in UK, gay people told to be vigilant
- Gay-bars and clubs are being investigated due to increasing cases of monkeypox, gays are instructed to be alert
- Sanidad confirma 23 nuevos casos de viruela del mono en Madrid
- جدري القرود: وصول عدد الإصابات في بريطانيا إلى 20 حالة، والصحة العالمية تعقد اجتماعا طارئا