"مرحلة التحضير".. غضب واسع من دعوة راهب هندوسي لإبادة المسلمين

12

طباعة

مشاركة

لم تكن دعوة الراهب الهندوسي ياتي كريشناناند، قبل أيام، لإطلاق عمليات إبادة جماعية للمسلمين في الهند، الأولى من نوعها، إذ سبقتها مطالب من رهبان هنود بذلك، في تعال لصوت خطاب الكراهية ضد المسلمين.

الراهب الهندوسي قال في مقطع فيديو: "أنا أفكر أن نبدأ مذابحهم الجماعية من بورفانش شرقي ولاية أوتار براديش الهندية.. إنها عملية سهلة، سيردون علينا، ومن ثم نزيد الهجوم ونقضي عليهم".

ومنذ مطلع عام 2022، تتصاعد التصرفات الهندوسية الاستفزازية للمسلمين، بنشر الحزب الحاكم لرسوم كاريكاتيرية تستهدف حجاب المسلمات، وتزايد لعمليات القتل والاغتصاب والتشريد لعشرات آلاف المسلمين، وسط تحذيرات من اقتراب الإبادة الفعلية.

التصعيد الهندوسي هذه المرة، لاقى ردود فعل غاضبة واسعة على تويتر، واتهم ناشطون الراهب الهندوسي بالتحريض على ارتكاب مذابح جماعية بحق المسلمين، خاصة بعد تصنيف منظمة مراقبة الإبادة الجماعية ما يجري على أنه المرحلة السابعة أو مرحلة التحضير للإبادة.

الناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #الهند_تقتل_المسلمين، وتعليقاتهم على الفيديوهات المتداولة للراهب الهندوسي، استنكروا أن "مآسي المسلمين أصبح ينسي بعضها بعضا، وباتت هستيريا اضطهاد المسلمين تجتاح العالم، وسط صمت مريب".

واتهموا رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، وحزبه بأنهم سبب العنف ضد المسلمين، مشيرين إلى تصاعد الفتن والكراهية ضدهم منذ وصوله إلى السلطة، متداولين مقاطع فيديو تظهر تواطئ الشرطة مع المتطرفين الهندوس الذين جاؤوا لتخريب أحد المساجد وحرق المصاحف.

وأكد ناشطون أن حكومة مودي الهندوسية تحرض وتدعم وتحمي المعتدين خلال حملاتهم ضد المسلمين، مطالبين الحكومات العربية والإسلامية بطرد الهندوس من بلاد المسلمين وعلى رأسهم السفراء.

وعددوا بعضا من معاناة المسلمين في الهند والفظائع والانتهاكات الجسيمة التي يتعرضون لها من اقتحام للمساجد، ورشق الحجارة، والتعدي على الطلبة بآلات حادة، وغيرها.

صمت مستنكر

وأعرب ناشطون عن غضبهم من دعوة الراهب الهندوسي لإبادة المسلمين، مستنكرين صمت الحكومات والمنظمات الحقوقية والإنسانية عن ذلك.

من جانبه، قال الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين، علي القره داغي: "نعم نحن في زمن الشذوذ الأخلاقي المدعوم بالصمت، بل والتواطؤ"، متسائلا: "ماذا يعني أن يعوي هذا الراهب لنبدأ إبادة المسلمين؟".

وانتقد القره داغي، الفيديو المتداول للراهب الهندوسي وهو يحرض على ارتكاب مذابح جماعية بحق المسلمين، مؤكدا ضرورة أن "يحاسب ويسجن هذا الهندوسي الداعشي لأنه مجرم لا يمكن تركه طليقا".

واتهمت المغردة سكينة، الهند بـ"استغلال انشغال العالم وأنظاره المنصرفة عنها، لتنهج خطة مرسومة لإبادة المسلمين فيها"، واصفة الراهب الهندوسي بـ"القذر الذي خرج من الرماد ليأمر بالبدء في إبادة المسلمين".

إشادة بالانتفاضة

وأشاد ناشطون بخروج احتجاجات شعبية في العاصمة نيودلهي في 16 أبريل/نيسان 2022، مناهضة لحكومة مودي، وسط اتهامات للسلطات الهندية باستهداف المسلمين بعنف في أعقاب اشتباكات بين هندوس ومسلمين.

وأثنى الناشط، ماهر بن عبدالله، على خروج محتجين في نيودلهي ورفعهم لافتات مناهضة لحكومة مودي، قائلا: "الحمد لله وأخيرا اكتشف الهنود المسلمون أن الدول الخليجية لن تتوقف عن توظيف الهنود بالألوف والهندوس قبل المسلمين ولن يحتجوا لدى مودي أبدا.. ويعدون قتل الهندوس للمسلمين الهنود لدينهم (شأن داخلي) لهذا تحركوا لأنفسهم!".

وأشاد وسيم بن سعيد، بـ"خروج المسلمين بالسيوف والقضبان الحديدية مكبرين ومتحدين الشرطة الهندية والبلطجية الهندوسية دفاعا عن مساجدهم ومنازلهم ومتاجرهم". وأكدت إيمان الشامي، أن "عداء الهندوس للمسلمين في الهند بمباركة حكومة مؤذي (مودي) والشرطة تتفرج".

تحذيرات قوية

وحذر ناشطون من خطورة تفاقم الوضع، منتقدين صمت الأنظمة العربية والإسلامية على ما يتعرض له المسلمون في الهند، رغم قدرتهم على اتخاذ مواقف رادعة كـ"التهديد بورقة العمالة أو المقاطعة التجارية والاقتصادية والسياسية" وغيرها من أوراق الضغط الأخرى نصرة للمسلمين.

محلل الأمن الإستراتيجي، زيد حميد، أشار إلى أن "هذه أوقات خطيرة للغاية أن تكون مسلما في الهند"، مؤكدا أن "الأمور وصلت بالفعل إلى نهايتها، إذ أطلق زعيم المتطرف الهندوسي كريشناناند دعوة أخرى لإبادة المسلمين".

ولفت حميد إلى أن "الملايين من الهندوس المدججين بالسلاح بدؤوا في مهاجمة المسلمين في جميع أنحاء الهند بالفعل".

وحث أحد المغردين قناة "الجزيرة" على توجيه رسالة إلى حكام قطر والإمارات والسعودية والكويت والبحرين وعمان باستخدام "كارت" العمالة؛ للضغط على الهند من أجل توفير الحماية للمسلمين، والضغط بأموالهم سياسيا على حكومة مودي الحالية لإيقاف الجرائم ضد مسلمي الهند. واستنكر آخر، احتلال الهنود لاقتصاد أغلب دول الخليج الإسلامية والعربية في حين يتعرض العرب والمسلمون للعنصرية بالهند، متسائلا: "أين الحل لتلك الجماعات المتطرفة التي تعمل بنظام العصابات والمافيا في بعض الدول؟". وناشد المغرد الشمري، حكام العرب والمسلمين، قائلا: "هؤلاء الجبناء يهينون دينكم وأنتم ساكتون، فهل أنتم أموات أم كفرتم بالله ورسوله.. ماذا دهاكم؟".

وخاطبهم قائلا: "تصريح واحد من وزراء خارجيتكم كفيل بإيقاف هؤلاء الهمج المتخلفين عند حدهم".

 وتساءل المغرد، زيد العويدان: "أين المتصهينون العرب الذين هاجموا المرابطين في الأقصى عن قتل الهند للمسلمين وإساءتها لمقدساتهم". وتساءل أيضا الناشط عبدالله اليماني: "هل حكام العرب سكارى؟ أم أنهم يأكلون لحم خنزير؟ لماذا كل هذا الصمت المطبق مما يجري في الأقصى الشريف؟ ولا دولة تكلمت؟ لا عن الأقصى ولا عن المسلمين في الهند". وندد مغرد بدعوة الراهب الهندوسي، قائلا: "لم يبق سوى عباد البقر أن يتفقوا على قتلنا.. يوجد 80 مليون هندوسي يعملون في بلاد العرب عامة والخليج خاصة، لو تم طردهم ومقاطعة الهند اقتصاديا وسياسيا من جميع بلدان العرب لمات الهندوسي عابد البقر جوعا وتأدب". وقالت الناشطة سلمى أبو عزب: "يبدو أن الحرب على الإسلام تستعر في غفوة من المسلمين، فتجد في الهند دعوات لإبادة المسلمين، وفي السويد دعوات لطردهم مع حرق القرآن الكريم، وفي تل أبيب دعوات لقتل العرب واعتداءات على المسجد الأقصى بالقدس وعلى المصلين، وفي فرنسا منع الحجاب ودعوات لتهجير المسلمين، وفي الصين منع العبادات". وأعرب المغرد، سعود بن عبدالعزيز العتيبي، عن ألمه من رؤية "حال الأمة الإسلامية في هذه الهشاشة والضعف، رغم أعداد أفرادها الهائل".