رفض فلسطيني.. إعلام عبري يقر بفشل "قمة النقب" بين العرب وإسرائيل
سلط إعلام عبري الضوء على رفض الشعب الفلسطيني لـ"قطار" تطبيع دول عربية مع إسرائيل، وذلك عقب "قمة النقب" بمشاركة أربعة وزراء خارجية عرب، بالإضافة إلى إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية.
وقال موقع "معاريف" إن "اثنين من القادة الفلسطينيين، وهما الراحل ياسر عرفات ومحمود عباس، قادا شعبهما منذ سبعينيات القرن الماضي، لكن ما زال هذا الشعب يصرّ على تفويت كل فرصة لركوب قطار السلام".
وأفاد الموقع بأن "من ابتكر معادلة معجزة أن الفلسطينيين ضحايا، هو المجتمع الدولي وخاصة الأوروبي".
وزعم أن "اليهود صححوا الظلم بخلق الظلم، لذلك، أيّدوا أيضا إنشاء وكالة منفصلة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وبالتالي فإن الشخص الذي قد يكون قادرا على إزالة صفة الضحية عن الفلسطينيين والسماح بإحراز تقدم في عملية السلام، هو نفسه المجتمع الدولي".
موقف بارد
وقال الموقع العبري: "ما دام الفلسطينيون يفسرون أي اتفاق سلام إسرائيلي مع دولة عربية أو إسلامية على أنه تحد لهم، فلا توجد فرصة لتغيير أي شيء في الشرق الأوسط غير ميزان العداء بين الفلسطينيين وتلك الدول العربية".
وذكر أن "عدد الدول التي تسعى إلى التقارب من إسرائيل آخذ في الازدياد، حتى إن بعضها يوجه انتقادات لاذعة لعباس وشعبه بسبب تباطؤهم وتثبيطهم المزمن".
واعتبر الأكاديمي، موشيه إلعاد، أن "الموقف البارد من قمة النقب (المنعقدة في 28 مارس/آذار 2022)، وكذلك الافتقار تجاه الاتفاقيات الإبراهيمية، يشير إلى طريقة التفكير الفلسطينية الثابتة والتي عفا عليها الزمن، بينما ينظر العالم العربي إلى العدو الحقيقي"، وفق زعمه.
ولفت إلعاد إلى أن "إيران تبحث عن سبل للتعاون العسكري والعلمي معنا، وإسرائيل تعتز بمساهمتها في المنطقة، والفلسطينيون منشغلون بإعلان (أيام الغضب) وتمجيد الشهداء ورفع الشكاوى لمحكمة العدل الدولية".
وادعى أن "الفلسطينيين سيصبحون دولة عندما ينفصلون عن معارضة أي مبادرة سلام".
قضايا أمنية
وفي سياق متصل، أشار موقع "واي نت" العبري إلى أنه "ونسبة للتصريحات السابقة، فإن تصريحات وزراء الخارجية العرب في قمة النقب ليست واضحة بذاتها، وحقيقة أن الأربعة منهم أدانوا هجوم مدينة الخضيرة - كل بأسلوبه الأكثر أو أقل حسما - يتحدث عن نفسه".
ولفت الموقع إلى أن "وزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف الزياني، الذي كان أول من قام بتقديم التعازي لأسر القتلى، في حين أبدى وزير خارجية النظام المصري، سامح شكري، مزيدا من الانضباط وأبدى معارضته لأي شكل من أشكال الإرهاب والتعذيب".
وذكر أن "خلال القمة، تم تحديد محورين مهمين، الأول، إنشاء المنتدى كتحالف دائم يجتمع مرة أو مرتين في السنة، والآخر هو إنشاء ست مجموعات عمل مشتركة، في المقام الأول حول القضايا الأمنية، ولكن أيضا حول التعليم والسياحة والطاقة والغذاء والمياه".
فيما شدد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة على أن القمة "كانت أفضل رد على هجوم الخضيرة (حيث قُتل شرطيان إسرائيليان في إطلاق نار بمدينة الخضيرة في 27 مارس/آذار 2022).
كما تحدث وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان، عن "أهمية بناء البنية التحتية للسلام الإقليمي، والعلاقة بين الشعوب التي قد تضع حدا للإرهاب والتحريض".
فيما أشار وزير الخارجية البحريني، في خطابه إلى "هجمات الحوثيين في اليمن وتنظيم حزب الله اللبناني وغيرها من التنظيمات التي تقوض الاستقرار الإقليمي بالنسبة للبحرين".
العلاقات المستقبلية
وأفاد مراسل شؤون الوطن العربي، ليعاد أوسمو، بأن "تهديد الإرهاب الشيعي بقيادة إيران - الذي يبعد 300 كيلومتر فقط - هو على الأرجح الأخطر على الاستقرار الداخلي للبحرين، التي تتكون من معظم الشيعة الذين تحاول طهران التأثير عليهم".
وأكد الزياني أن "على إسرائيل والبحرين الاستمرار في دفع المبادئ الكامنة وراء الاتفاقات الإبراهيمية"، معربا عن "الالتزام بتعميق الشراكة بين البلدين، والتي لوحظ تسريعها أكثر فأكثر خلال الأسابيع الأخيرة".
ويرى المراسل أوسمو، أن "هذا ليس أقل أهمية، فوزير الخارجية البحريني ذكر القضية الفلسطينية في جملة واحدة فقط، وكأنها تخرج عن السيطرة".
وخصّص وزير خارجية النظام المصري، جزءا كبيرا من خطابه للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن القاهرة تدعم المطالب الفلسطينية، ودعا الجانبين للتوصل إلى حل.
ويرى أوسمو أن "الجزء الأكثر إثارة للاهتمام كان المرحلة التي ذكر فيها شكري أن 43 عاما قد مرت منذ توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، وأخيرا على وجه التحديد شوهد تقدم وتطبيع في العلاقات.
وقال شكري في كلمته إن "الأشياء التي حققناها خلال 43 عاما تؤكد أهمية السلام لمنطقتنا".
وعلق أوسمو "في الواقع، يعترف علنا أنه منذ توقيع الاتفاقيات الإبراهيمية، شهدت مصر أيضا تعاونا أوثق في الاقتصاد والسياحة".
ولفت إلى أن "مصر، كما ذكرنا، ليست جزءا من دول الاتفاقيات الإبراهيمية، وتاريخها مع إسرائيل طويل جدا ومعقد، كما أنها عاشت حروبا وفترات من العداء".
وختم أوسمو مقاله بالقول إن "مصر تعتبر استثناء من بين المشاركين في القمة، رغم اتفاق السلام القديم، وبالتالي رغم التصريحات الأكثر تحفظا، كانت تصريحات شكري إيجابية بشكل خاص حول طبيعة العلاقات المستقبلية".