لجمع الدولار.. توقعات بارتفاع الأسعار في مصر بعد تلاعب السيسي بنظام الاستيراد

12

طباعة

مشاركة

في ظل الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد المصري على الأصعدة كافة، من ارتفاع في سعر صرف العملات الأجنبية، وانتشار البطالة، وغلاء الأسعار، أصدر البنك المركزي المصري قرارات جديدة أحدثت غضبا وإرباكا في الأوساط الاقتصادية.

وقرر المركزي المصري في 13 فبراير/ شباط 2022، وقف التعامل بمستندات التحصيل في تنفيذ جميع عمليات الاستيراد اعتبارا من مارس/آذار 2022، ليقتصر التعامل بالاعتمادات المستندية فقط.

ورغم اعتراض جمعيات ومنصات اقتصادية، أكد محافظ البنك المركزي طارق عامر، أن "تلك القرارات لا رجعة فيها"، مطالبا رجال الأعمال بسرعة توفيق أوضاعهم، وعدم إهدار الوقت في جدال "لا علاقة له باستقرار التجارة الخارجية للبلاد".

فيما أرجع البنك سبب قراره بتعديل منظومة الاستيراد، إلى توجيهات رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، في إطار حوكمة إجراءات الاستيراد وتفعيل منظومة التسجيل المسبق للشحنات.

في غضون ذلك، أكدت جمعية رجال الأعمال المصريين واتحاد الصناعات المصرية والاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، في بيان مشترك، رفضها للقرارات، وطالبت بإلغائها بشكل فوري، "لما تتضمنها من آثار سلبية ستطال قطاع الصناعة، كون مصر تستورد أغلب المستلزمات من الخارج".

ولم يقتصر الأمر على عالم المال والأعمال، إذ انتقل الجدل إلى تويتر، وأكد ناشطون أن الشعب المصري يعاني بالفعل من الغلاء وسوء الأوضاع المعيشية، ولم يكن بانتظار قرارات تزيد الأوضاع تأزما.

وطالبوا عبر مشاركتهم على وسم #البنك_المركزي، بضرورة إلغاء القرارات الجديدة، لافتين إلى سوء إدارة الدولة المصرية التي تصدر قوانين دون دراسة، غير مبالية بما سيكابده الشعب نتاج ذلك.

ورأى ناشطون أن قرارات المركزي ستضعف الاقتصاد، لما تضعه من تعقيدات حول استيراد مستلزمات الإنتاج والمواد الخام اللازمة للمصانع ما سيزيد من تكلفة المنتجات، وبدوره سينعكس على المواطن المصري.

ويتمثل الفرق بين نظامي مستندات التحصيل والاعتمادات المستندية في أن الأول يعني تواصل المستورد والمصدر مباشرة والاتفاق على شكل الدفع والتقسيط والبنك مجرد وسيط، بينما التعامل في الثاني بين بنكي المستورد والمصدر، عبر حسابي اعتماد يورد فيها الأموال أولا.

واختلف المحللون والخبراء في هدف لجوء السلطات المصرية إلى نظام الاعتمادات المستندية في الاستيراد، وفيما رأى البعض أن الخطوة تهدف إلى السيطرة على سعر الدولار في مقابل الجنيه من خلال تحجيم عمليات الاستيراد من الخارج.

ذهب آخرون للقول إن البنك المركزي وقطاع البنوك هم المستفيدون فقط من القرار في ظل أزمة السيولة التي تعاني منها البلاد منذ شهور.

تداعيات خطيرة

وكتب المحلل الاقتصادي حسن هيكل، أن القرار سيؤثر سلبا على المصانع التي تصدر منتجاتها بالكامل، وسيتسبب في تقليص صادراتها، وسيترتب على ذلك انخفاض الوارد من العملة الأجنبية.

وأكد صاحب حساب المجلس الثوري المصري، أن قرار البنك المركزي بأن يكون الاستيراد عن طريق الاعتمادات المستندية فقط، سيزيد الأوضاع الاقتصادية سوءا، ويضعف من قيمة العملة الأجنبية.

وقال مغرد آخر إن نظام مستندات التحصيل المعمول به يتيح سداد جزء من قيمة الشحنة يتراوح بين 20-25 بالمئة، ويتم سداد المتبقي على دفعات، إلا أن النظام الجديد سيسبب ارتفاع الفائدة البنكية، وبدورها سترفع أسعار المنتجات.

أزمة اقتصادية

وحذر ناشطون من تبعات القرار، متوقعين حدوث أزمة اقتصادية، بينما البنك المركزي هو الجهة الوحيدة المستفيدة منه.

وقال مغرد اسمه حمدي، إن وقف التحويلات البنكية في التعاملات الاقتصادية، سيحدث أزمة نقدية سيترتب عليها ارتفاع هائل في الأسعار.

كما رأت أمل أن أسعار المواد الخام اللازمة للصناعات المحلية سترتفع، ما سينعكس سلبا على المصريين في شراء احتياجاتهم الرئيسة.

فيما أكدت مغردة أخرى أن القرار صدر دون دراسة أحوال الأوضاع الاقتصادية، وما ستؤثر على حياة المواطنين، لافتة إلى أن قرارات البنك المركزي الجديدة ستؤدي إلى ثوره جياع بين المصريين.

من المستفيد

وأشارت الناشطة ريهام نور إلى أن المستفيد من القرار هو البنوك، لافتة إلى أن إيداع قيمة تعاملات الاستيراد بالكامل، سيكون حلا لأزمة نقص الاحتياطي النقدي الذي يعاني منه القطاع المصرفي في مصر.

وتساءل مغرد اسمه زيان، أين وزارة التجارة ومجلس النواب واتحادات الغرف الصناعية والتجارية، من القرار الجديد، مشيرا إلى سوء الإدارة الاقتصادية لمصر.

وتوقع آخر أن الأحوال الاقتصادية للمصريين ستؤول إلى الأسوأ جراء القرارات الجديدة لما سيتبعها من زيادة كبيرة في الأسعار ستثقل كاهل المواطنين الذين يعانون بالأساس من الغلاء.

وفي خطوة بدت أنها محاولة لتهدئة الوضع، قرر اتحاد البنوك المصرية، في 16 فبراير 2022، استثناء عدد من السلع من قرار البنك المركزي.

وأوضح في بيان أنه تم استثناء الشحنات الواردة بالبريد السريع، حتى مبلغ خمسة آلاف دولار أميركي أو ما يعادلها بالعملات الأخرى، إضافة إلى الأدوية والكيماويات الخاصة بها وبعض السلع الغذائية.