صحيفة إسبانية: أوروبا تواجه أكبر مخاطر نشوب حرب منذ 30 عاما

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

تحدثت صحيفة إسبانية عن عزم روسيا نشر قواتها العسكرية في كل من فنزويلا وكوبا، هذا إلى جانب الانتشار العسكري الذي تقوده على حدود أوروبا.

إزاء هذا الوضع، ترفض الولايات المتحدة الأميركية مشاركة مناطق نفوذها مع أي قوة أخرى.  

وقالت صحيفة لاراثون الإسبانية إن العبارات التي ألقاها "مايكل كاربنتر" سفير الولايات المتحدة لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، تقدم مثالا على النقطة التي توصلت إليها المفاوضات بعد الجولة الثالثة من الاتصالات الدبلوماسية بين روسيا والغرب لتجنب تصعيد عسكري في أوكرانيا. 

طبول الحرب

وجاء في حديثه منتصف يناير/كانون الثاني 2022 أن "طبول الحرب تدق بصوت عال في المرحلة الحالية، وأصبحت لهجة الخطاب أكثر حدة".  

وأضافت الصحيفة أن قساوة هذه الكلمات لا تضاهيها إلا تلك التي قالها وزير الخارجية البولندي، زبيغنيو راو.

وحذر الأخير في الاجتماع الذي عقد في فيينا من أن خطر الحرب في أوروبا "أصبح الآن أكبر من أي وقت مضى على مدار السنوات الثلاثين الماضية".

وبهذه الكلمات، خاطب راو 57 دولة في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تضم روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية لتعزيز الحوار بين الكتل. 

وأضاف: "منذ عدة أسابيع نواجه إمكانية تصعيد عسكري كبير في أوروبا الشرقية". ونقلت الصحيفة أنه للمرة الثالثة خلال يناير، ناقشت روسيا مسألة الأمن مع دول غربية. 

وبشكل عام، لا ينبئ هذا السيناريو بالتفاؤل، حيث لم يكن للاجتماع فائدة تذكر بعد أن كان من المنتظر تهدئة الأزمة المتفاقمة على الحدود الأوكرانية، حيث يوجد انتشار عسكري روسي كبير.

في المقابل، انتهى الاجتماع بقول المنظمين إنه لم يجر إحراز أي تقدم.

وعلى طول حدودها مع أوكرانيا، حشدت روسيا 100 ألف جندي، في حين أصدرت سلسلة من المطالب الأمنية التي قال حلف شمال الأطلسي (الناتو) إنه من المستحيل تلبيتها.

ومنها مثلا سحب القوات من الأعضاء الشرقيين في الحلف أو منع أي طلب لعضوية كييف.

وأضافت الصحيفة أن أوكرانيا لعبت دور البطولة في المحادثات الأخيرة بين روسيا ودول غربية، لكنها لم تكن حاضرة، سواء في مفاوضات جنيف بين واشنطن وموسكو أو في تلك التي جرت في بروكسل بين ممثلي الناتو والكرملين.

مع ذلك، باعتبارها عضوا في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، فقد شاركت في الاجتماع الأول للمجلس الدائم للمنظمة عام 2022، حيث جرت معالجة التوترات ولكن دون تحقيق أي تقدم، باستثناء الالتزام بالحفاظ على الحوار.  

من هذا المنطلق، أعاد كاربنتر التأكيد على استعداد الولايات المتحدة لمواصلة المحادثات، لكنه أضاف: "لن نعيد التفاوض بشأن المبادئ الأساسية".

وأشار إلى اتفاقيات هلسنكي لعام 1975، وميثاق الأمم المتحدة وميثاق باريس لعام 1990؛ التي تتحدث عن حق الدول ذات السيادة في اتخاذ قراراتها الخاصة بشأن أمنها. وقال في هذا المعنى: "هذه هي أسسنا". 

وأوردت الصحيفة أن الأمينة العامة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا "هيلجا شميد"، أكدت أن "الوضع الحالي في المنطقة خطير، وأن هناك حاجة ملحة لتفعيل النقاش حول الأمن الأوروبي".  

وقالت خلال الاجتماع: "من الضروري أن نجد طريقا من خلال الدبلوماسية للحد من التوتر والبدء في إعادة بناء الثقة والشفافية والتعاون". 

وأوضحت الصحيفة أن المبعوث الروسي في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا صرح في المقابل أن "الصبر في موسكو بدأ ينفد بشأن ما يعتبره "تهديدات غير مقبولة للأمن القومي الروسي".

مقترحات روسيا

علاوة على ذلك، هدد بأن "موسكو ستتخذ الإجراءات الضرورية إذا لم يستجب الغرب للمطالب الروسية".  

في السياق ذاته، قالت البعثة الروسية إنه "في حال لم نسمع ردا بناء على مقترحاتنا في غضون فترة زمنية معقولة واستمر السلوك العدواني تجاهنا، فسيتعين علينا اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان التوازن الإستراتيجي والقضاء على التهديدات غير المقبولة لأمننا القومي". 

وحذر الروس أيضا من أن "أزمة قد تنشأ في القارة، تتبعها عواقب لا يمكن التنبؤ بها على الأمن الأوروبي". 

وأضافت الصحيفة أن الغرب تراوده شكوك حول نشر روسيا دبابات ومدفعية ونحو 100 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا، فيما يقول بعض المراقبين إنه قد يكون استعدادا لغزو محتمل لأوكرانيا. 

في المقابل، يصر الكرملين على أن تحركاته العسكري ليست إلا ردا على ما يعتبره "وجودا متزايدا لحلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية". 

عموما، تأتي المحادثات وسط أسبوع من الدبلوماسية المكثفة، حيث أجرى المسؤولون الروس محادثات مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. 

في هذا السياق، حث وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، روسيا على إظهار أنها لا تريد حل الموقف بإجراءات عدوانية. 

وقال كوليبا: "على الرغم من الأسبوع غير المرضي للدبلوماسية العظيمة لروسيا، أعتقد أن السبيل الوحيد أمام الروس لتأكيد عدم رغبتهم في حل القضايا بالقوة هو مواصلة النقاش في صيغ محددة، لا سيما في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا". 

ونقلت الصحيفة أن الخبراء يرون أن هناك فرصة ضئيلة في أن تنضم أوكرانيا إلى الناتو في أي وقت قريب، لأن كييف لا تفي بمتطلبات العضوية. 

لكن من جهته، يقول سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إن موسكو "لا تثق بالطرف الآخر". وأضاف: "نحن بحاجة إلى ضمانات قوية وقانونية".  

في هذا السياق المتوتر، كشفت المواقع الإسبانية أن العديد من المواقع الحكومية الأوكرانية تعرضت لهجوم إلكتروني خلال الشهر.

 وعلى الرغم من أن المصدر غير معروف، فإن أصابع الاتهام توجه إلى روسيا. 

ونقلت صحيفة الإسبانيول أن الشرطة الإلكترونية الأوكرانية بدأت بالفعل التحقيق فيما حدث، ولكن ليس هناك معلومات كافية لمعرفة مصدر الهجوم على وجه اليقين. 

على الرغم من ذلك، أوردت وزارة الخارجية الأوكرانية أن: "من السابق لأوانه استخلاص النتائج، ولكن هناك تاريخ طويل من الهجمات الروسية على أوكرانيا". 

وفقا لشركة مايكروسوفت، فإن 58 بالمئة من الهجمات الإلكترونية المرتبطة بالدول، ما بين يونيو/حزيران 2020 ومايو/أيار 2021، قادتها روسيا.

من جانبه، أدان منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الهجوم وأكد أنه "لا يوجد دليل على المسؤول"، لكن "يمكننا تخيل من يقف وراءه".  

عموما، يأتي هذا الهجوم بعد أسبوع من الدبلوماسية المكثفة في جنيف وبروكسل وفيينا، والتي تعتبر فيها روسيا أن الحوار مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي قد فشل.