يعادي الشعب ليرضي الإمارات.. غضب واسع بعد إقالة الرئيس اليمني لمحافظ شبوة

12

طباعة

مشاركة

بعد رفضه الوصاية على الوطن ووقوفه أمام عبث وأطماع الإمارات في اليمن، غادر محافظ شبوة محمد صالح بن عديو منصبه، بعد إعلان الرئيس عبدربه منصور هادي إقالته وتعيينه مستشارا له في 25 ديسمبر/كانون الأول 2021.

لكن "ابن عديو" صاحب المواقف المناهضة لوجود القوات الإماراتية في محافظته ومنشأة "بلحاف" الغازية التابعة لها، رفض المنصب الجديد، مرجعا ذلك إلى رغبته "في العيش مواطنا منحازا لمعاناة الشعب وتطلعاته إلى استعادة دولته وسيادته وحريته وكرامته واستقلالية قراره".

ومنذ تواتر الأنباء على ممارسة التحالف السعودي الإماراتي ضغوطا على هادي، لإقالة ابن عديو، وتعيين بديل عنه، خرجت مظاهرات حاشدة في محافظة شبوة، تحذر من الاستجابة لذلك، رافعين لافتات داعمة له، ورافضة لإقالته، أبرزها "شبوة قالت كلمتها.. يبقى صانع نهضتها".

ليواصلوا في 26 ديسمبر/كانون الأول 2021، استنكارهم ورفضهم للقرارات الصادرة، عبر تغريداتهم على تويتر، واتهامهم لهادي بـ"التماهي مع سياسات دول التحالف السعودي الإماراتي على حساب اليمن"، منددين بإبعاد الشرفاء وإقالتهم من المناصب القيادية وتعيين الفاسدين والمنبطحين.

الناشطون أثنوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية، ومشاركتهم في وسمي، #هادي_نكبة_اليمن، #بن_عديو، على رفضه القبول بمنصب مستشار الرئيس، مشيرين إلى أنه أصبح كبيرا في عيون الشعب والرأي العام محليا وعربيا.

كما استنكروا تعيين هادي للبرلماني عوض محمد العولقي، الذي يعد أحد القيادات الموالية للإمارات، والذي يقيم في أبوظبي منذ عدة سنوات، وعددوا مواقفه السابقة التي برز فيها انتماؤه للإمارات.

وصب ناشطون غضبهم على الإمارات، وعبثها وأطماعها في اليمن وتدخلها في القرارات الداخلية، وانتقامها من الرافضين لوجودها في اليمن، مطالبين بذات المطالب التي رفعها ابن عديو، المتمثلة في إخراج الإمارات من اليمن وتشغيل ميناء بلحاف.

رجل دولة

الناشطون رحبوا بموقف ابن عديو وتحدثوا عن نزاهته ومكانته ونجاحاته ووطنيته ونزاهته، مشيرين إلى أنه أصبح بذلك رمزا لليمن بأكملها وليس لمحافظة شبوة فقط، وأنه شخصية استثنائية ويستحق أن يكون مشروع رئيس دولة.

السكرتير الصحفي السابق للرئاسة اليمنية، مختار الرحبي، قال إن "ابن عديو لم يعد رمزا لمحافظة شبوة فقط، بل رمزا لليمن وأثبت أنه رجل دولة من طراز رفيع نحج في كافة الميادين، دافع عن سيادة اليمن ورفض وجود قوات إماراتية في منشأة بلحاف الغازية، وطالب حتى آخر يوم له في منصب المحافظ بطردهم وإعادة تشغيلها لدعم الاقتصاد الوطني".

المستشار الإعلامي عمر عبد العزيز المرشد، أشار إلى أن ابن عديو، أول مسؤول يعتذر عن قبول منصب بدرجة نائب رئيس وزراء، ويفضل البقاء كمواطن عادي. فيما أشار المغرد عبده سعد، إلى أن "ابن عديو برفضه لمنصب مستشار، وجه صفعة ثلاثية الأبعاد لهادي مفادها أن الحر لا يهمه المنصب بقدر همه على الوطن وحريته واستقلاله". وأثنى الناشط رضوان الزريقي على تصرف ابن عديو، قائلا "أرفع لك القبعة لأنك لم تقبل المنصب.. كم أنت كبير.. أنت منصبك في قلوب اليمنيين أكبر من مستشار عند الدنبوع الجبان.. أنت اخترت أن تكون مع الشعب لأنك من طينة هذا الشعب.. ولم تقبل أن تكون مأجورا في أحد فنادق الكبسة بالرياض كالجبناء".

انتهاك السيادة

وانتقد ناشطون قرار إقالة ابن عديو دون أي اعتبار للسيادة الوطنية، وصبوا غضبهم على الرئيس اليمني المقيم في الرياض، مؤكدين أنه استجابة لمطالب الإمارات في الخلاص منه، لعدم رغبته في تحديه لها ومطالبته بإنهاء وجودها في بلاده.

وقال الإعلامي اليمني أنيس منصور، إن إقالته "تأكيد جديد على عدم استقلالية قرار الشرعية وهيمنة التحالف على سيادة اليمن".

ورأت الناشطة ابتهال الصنعاني، أن قرار الإطاحة بابن عديو "إرادة إماراتية بتوقيع سعودي ضمن مسلسل الخذلان الذي يعاني منه اليمنيون بسبب سوء إدارة المنبطح الرئيس هادي منذ تسلمه المشؤوم لمرحلة رئاسة البلاد والذي نأسف أننا عولنا عليه كثيرا بأن يعود بالوطن لبر الأمان". وكتب الشاعر صلاح العامري: "لا سامحك يا هادي على كل الأمور، يا بائع الشعب لجل الخيانة والغرور، تقيل إنسانا مخلصا بدون أدنى شعور". فيما قال المغرد محمد الفقيه: "في عهد الرئيس هادي يتم اجتثات المخلصين من جذورهم، ليبقى الوطن في أيادي العملاء العابثين".

تابع للإمارات

واستنكر ناشطون استبدال ابن عديو، بالبرلماني عوض محمد العولقي، الذي يعد أحد القيادات الموالية للإمارات، ويقيم في أبوظبي منذ عدة سنوات، وعددوا مواقفه السابقة التي برز فيها انتماؤه للإمارات.

وعد السياسي والحقوقي عبد الكريم عمران، تسليم شبوة لمرتزقة الإمارات "خيانة عظمى" لا تقل عن خيانة صنعاء وعدن، محذرا بالقول "التاريخ لا ينسى ونحن مهمتنا ندون، وسنظل نذكر أن الشعب والنخب والإعلام الحر حاول إثناء الرئيس هادي عن فعل ذلك فأبى إلا الاستجابة لإملاءات الأوصياء، لن نستسلم وسنناضل مع كل الأحرار". 

وكتب رئيس قناة "يمن شباب"، وسيم القرشي: "كان بإمكانهم تغيير ابن عديو بشخص ولاؤه لليمن والشرعية، لكن إمعانا في إذلال الشرعية يتم اختيار البديل بشخص ولاؤه للإمارات، جهزوا اتفاق الرياض 2 في شبوة، فكما تم إسقاط عدن وسقطرى سيتم إسقاط شبوة، لا خلاص إلا عندما تعود المعركة وطنية خالصة". المصور الصحفي محمد التويجي، تساءل: "هل فقد الرئيس هادي الذاكرة ولم يعد يتذكر أن ابن الوزير الذي عينه اليوم محافظا لشبوة انقلب عليه وعلى الشرعية وأعلنها وضوحا في 2019 بالأحداث التي شهدتها محافظتا شبوة وأبين من حالة حرب أشعلتها الإمارات، وطالب ابن الوزير حينها من أبناء القبائل الانسحاب من صفوف الشرعية". من جانبها، أكدت الناشطة نهيلة القلعي، أن عزل محافظ شبوة "قرار إماراتي" تم تمريره عن طريق وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان وفرضه على الرئيس هادي، مشيرة إلى أن "أطماع الإمارات بوجه خاص في اليمن لا تحدها الكلمات". 

وأضافت: "اليمن بين مطرقة الحوثيين وسندان حكام الإمارات والسعودية، ووصفتهما بأنهما "شران أحدهما أسوأ من الثاني".