خطى السادات.. ماذا يمنع السيسي من إبقاء العلاقة "ساخنة" مع إسرائيل؟

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

في عهد رئيس النظام المصري الحالي عبدالفتاح السيسي، لدى القاهرة موقف تعاطفي إيجابي تجاه سابقه الراحل أنور السادات، الذي اختار إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل وتم اغتياله بعد ذلك.

عن هذا الأمر، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية على موقعها الإلكتروني العبري "واي نت" إلى أن "جمال" نجل أنور السادات تحدث مؤخرا عن والده والحالة الداخلية لمصر.

ثم وصل إلى حرب "الأيام الستة"، وتناول بإسهاب ما حدث في حرب 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973. وقتل السادات في نفس التاريخ بالضبط عام 1981 خلال عرض عسكري بذكرى الحرب.

"شركاء السلام رحلوا"

 وكان من النادر ظهور السادات الابن أمام الكاميرات، ولكن هذه المرة كان من المهم بالنسبة له أن يظهر وكان يحسب حسابا لذلك، حيث كان ممثلا و ينوب عن أسرته في الحديث أمام الكاميرات.

وتطرق أيضا إلى الحديث عن الرئيسين السابقين حسني مبارك ومحمد مرسي.  

ولفتت صحيفة يديعوت العبرية إلى أنه مرت 40 سنة بالضبط على اغتيال السادات، ودفنت زوجته الثانية "جيهان" بجانبه خلال العام 2021، وكان السيسي حاضرا في تلك الجنازة.

كان نعشها ملفوفا بالعلم المصري، وأطلق الحراس النار في الهواء خلال مراسم الدفن، فهذه أول مرة يتم فيها تكريم السادات بشكل كبير.

وتقول الصحيفة: "يتطوع السيسي ليخبرنا الآن كيف حدثه السادات في حلمه، ليبلغه أنه في يوم من الأيام سيصبح رئيسا لمصر، وكشف ابنه جمال عن حسن المعاملة التي يتلقاها في قصر الرئاسة".

وطالب أنور السادات أن يكتبوا على شاهد قبره قبل اغتياله "عاش من أجل السلام ومات من أجل المبادئ".

وتوضح الصحيفة: "تقريبا كل من كان شريكا في حلم السادات بالسلام من الجانب المصري، وكذلك الإسرائيلي، لم يعودوا معنا الآن فقد رحلوا الى خالقهم".

وأشارت المحللة والمعلقة المختصة بالشؤون العربية "سمدار بيري" إلى أن "أسامة الباز" المستشار السياسي الذي توفي قبل ثماني سنوات، أخبرها بصراحة مباغتة كيف كشف السادات لرفاقه عن مبادرة السلام.

وبحسب ما تنقل، قال لها الباز: "كنا على يقين من أن الرئيس الراحل أنور السادات أصيب بالجنون، كما كنت حاضرا في خطابه في البرلمان المصري، حيث أذهل مستمعيه عندما تحدث عن رغبته في الوصول حتى القدس".

ولم يعلم أحد بعد ذلك عن الاتصالات السرية التي جرت في المغرب بين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق "موشيه ديان" والمستشار المصري السري "حسن التهامي" والتي تم فيها الاتفاق على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من سيناء.

العلاقات الحالية

وعندما تحدث السادات في البرلمان عن زيارة القدس، سارع رؤساء تحرير الصحف المصرية إلى حذف تلك الجملة، وألغوا أي إشارة لمبادرة السلام.

وفي إسرائيل أيضا لم ينشروا في وسائل الإعلام والصحف عن ذلك، وكانوا يتعاملون في الجانبين المصري والإسرائيلي كما لو كانت تلك الاتفاقية "حجر عثرة" وأنها لن تحدث.

ولفتت المحللة الإسرائيلية "بيري" إلى أنه لاحقا، وبعد ذلك خلال أول مقابلة مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، قال لها السادات هامسا بأذنها ساخرا من الصحفيين الذين يعتقدون أنهم يعرفون كل شيء، وهو يبرق بابتسامة عريضة على وجهه: "رتبت لكم جميعا كل شيء".

وتطرقت بيري إلى الجهود والمفاوضات التي تدار في هذا الوقت قائلة: "هناك محاولة مصرية لتسخين وتقريب العلاقة أكثر بين الجانبين الإسرائيلي والمصري".

ولكن رأت أنه "لن يكون الأمر بسيطا للسيسي بعد عقود من التبريد المدني الموجه والسيطرة القانونية من قبل السلطات المصرية على الشعب والمعارضة".

وذكرت أن "هناك تعاونا عسكريا في سيناء، ومبعوثين إسرائيليين يأتون إلى القاهرة ويتم استقبالهم في مكاتب المخابرات المصرية، ولا يوجد حتى الآن ظاهرا تعاون اقتصادي رغم ما تقدمه إسرائيل من أجل رفع مستوى التطبيع".

وإذا كان مثل هذا الاتجاه موجودا، يجب أن يكون الشعب المصري  مستعدا ومهيأ لذلك، وفق تعبيرها.

واستدركت: "لكن في هذه الأثناء هناك جائحة كورونا، وهناك وفد فلسطيني رفيع المستوى موجود في مصر، ووزير المخابرات المصري عباس كامل بحاجة إلى جسر الهوة بين قطاع غزة وكل من إسرائيل ورام الله (السلطة الفلسطينية)".

وخلصت المعلقة الإسرائيلية إلى القول: "الحقيقة أنه لا توجد حاليا معارضة حقيقية في مصر للعلاقات مع إسرائيل أو للتعاون المصري الإسرائيلي، فهناك لا مبالاة في داخل البلاد سواء من المعارضة والمثقفين والصحفيين وحتى الشعب"، بحسب وصفها.

وبسبب كورونا، أغلقت الحدود المصرية، لكن السيسي أعاد تشغيل شركة الطيران الوطنية "مصر للطيران" للسفر إلى إسرائيل.

وطالبت المختصة بالشؤون العربية "سمدار بيري" في نهاية مقالتها أصحاب وصناع القرار الإسرائيليين بضرورة مراقبة المفاوضات في هذا الوقت وأن تكون تحت إشراف مصر.

وأكدت وجود فرصة كبيرة في تحقيق نجاح حقيقي هذه المرة، وبعدها "ستتم إزالة نقاط التفتيش المصرية وسنمضي قدما نحو التعاون الاقتصادي"، حسب زعمها.

وأشارت إلى أنه "لن يمر ذلك الجهد لتحقيق وإنجاح المفاوضات بسهولة، وستكون عين واحدة مفتوحة على مصراعيها طوال الوقت، في اتجاه واشنطن".