معاريف: حان الوقت لتخلي إسرائيل عن المساعدة الأمنية الأميركية

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

رغم موافقة واشنطن أخيرا على دعم "القبة الحديدية" الإسرائيلية، فإن مسألة تأخيرها، كما تقول صحيفة عبرية، "يثبت لإسرائيل أنه يجب عليها الانطلاق في مسار مستقل في الميدان".

وتوضح صحيفة معاريف: "لا يمكن أن تحدث عمليات الانسحاب (الارتباط بواشنطن) في يوم واحد، لذلك يجب وضع خطة لعقد قادم".

وصوت مجلس النواب الأميركي بأغلبية ساحقة في 23 سبتمبر/أيلول، لصالح تشريع لتقديم مليار دولار لإسرائيل من أجل تحديث منظومة "القبة الحديدية" للدفاع الصاروخي، وذلك بعد يومين فقط من رفع التمويل من مشروع قانون إنفاق أوسع.

وأيد المجلس التشريع بموافقة 420 صوتا مقابل اعتراض تسعة نواب، هم ثمانية ديمقراطيين وجمهوري واحد، فيما امتنع عضوان عن التصويت. وبعد هذه الموافقة الكاسحة، أرسل المشروع إلى مجلس الشيوخ، حيث لم يحدد زعماؤه موعدا للتصويت عليه.

وكان بعض الديمقراطيين الأكثر ليبرالية في مجلس النواب اعترضوا على بند تمويل القبة وقالوا إنهم سيصوتون ضد مشروع قانون الإنفاق الأوسع إذا أُدرج فيه.

ودفع رفع التشريع من المشروع الأوسع الجمهوريين إلى وصف الديمقراطيين بأنهم معادون لإسرائيل على الرغم من تقليد عريق في الكونغرس يتمثل في دعم قوي من الحزبين لتل أبيب التي ترسل إليها واشنطن مساعدات بمليارات الدولارات سنويا.

مستقبل العلاقات

 وأشارت صحيفة معاريف العبرية إلى أن ما جرى "كان حدثا غير مسبوق في العلاقات بين الجانبين".

فالمساعدة الأمنية لإسرائيل لم تتأخر أبدا بسبب معارضة الكونغرس، "خاصة عندما يتعلق الأمر بحماية الإسرائيليين من صواريخ (حركة المقاومة الإسلامية) حماس وحزب الله (اللبناني)".

وعلى الرغم من الموافقة في نهاية المطاف على الميزانية، فإن مسألة التأخير تثير تساؤلات جدية حول المستقبل فيما إذا كانت هذه الاتجاهات داخل الحزب الديمقراطي ستستمر، تقول الصحيفة.

وقد نشأ في الولايات المتحدة، وخاصة في جامعاتها الرائدة، جيل يخضع لتلقين تقدمي شامل وبعض سماته هي "العداء لإسرائيل".

وينعكس هذا الجيل بشكل متزايد في القيادة الشابة والشعبية للحزب الديمقراطي، ومن المحتمل جدا أن تستمر هذه الظاهرة في التوسع في العقود القادمة.

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن محاولة التطرق لهذه التغييرات فقط هي نتيجة لسياسات رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو وعلاقاته مع الحزب الديمقراطي.

 وقد تلقت إسرائيل تحذيرا إستراتيجيا طويل الأمد بدأ في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

وتقول الصحيفة عن فك الارتباط بالولايات المتحدة إن إسرائيل لم تدرس قط فحص جدوى توفير هذه الميزانيات من قبل تل أبيب وخلق آلاف الوظائف في "صناعاتنا الدفاعية وتنمية مهندسين وتقنيات رائدة وتعزيز الصادرات الدفاعية إلى جانب الفوائد الاقتصادية الهائلة".

وسيسمح الانسحاب من المساعدة الأمنية ببناء خطوط إنتاج باللونين الأزرق والأبيض لجميع الأسلحة المهمة دون الاعتماد على الخارج، وفق تقدير معاريف.

وضع خطة

ويرى العميد "أمير أفيفي" أنه يجب عقد اتفاقيات مع العديد من الدول وبالتالي تنويع مصادر الشراء وتجنب الاعتماد على دولة واحدة مهما كانت مهمة وقريبة.

ويوضح أن "العلاقات مع الولايات المتحدة إستراتيجية من الدرجة الأولى ومن المهم تنميتها في الاتفاقات والتحالفات، وفي التطورات المشتركة والاستثمارات المشتركة في التقنيات، ولكن بشكل مستقل".

وأردف: "تاريخ شعب إسرائيل حافل بالأخطاء الوجودية التي نتجت عن وضع كل البيض في سلة واحدة، ويجب أن تتمتع الدولة التي ترغب في النمو بأقصى قدر من الاستقلال في جميع الجوانب الأساسية للأمن القومي إلى جانب التحالفات والمشتريات المتنوعة".

ويعتقد أنه "يمكن لإسرائيل أن تختار استثمار عشرات المليارات من الشواقل (العملة الإسرائيلية) في تعزيز صناعاتها الدفاعية وبالتالي إثراء خزائن الدولة من المبيعات والصادرات والضرائب".

وبين أن "هذه الخطوة سترسخ أيضا استقلالنا وسيادتنا في بلدنا".

وخلص العميد أفيفي إلى القول: "هذه السيادة لا ثمن لها، والانسحاب من المساعدة الأمنية لا يمكن أن يحدث في يوم واحد، لذلك يجب وضع خطة لعقد قادم، وفي عملية تدريجية تحدث التغيير اللازم".

وفي سياق متصل، أشارت صحيفة معاريف العبرية في تقرير آخر إلى أن أبرز المتسببين بعرقلة إقرار ميزانية القبة الحديدية هم النواب إلهان عمر ورشيدة طليب واللتان تسببتا بإحراج إدارة الرئيس جو بايدن أمام حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت.

وقالت النائبة الديمقراطية رشيدة طليب، وهي معارضة للتمويل، في أثناء المناقشات: "علينا أن نتحدث أيضا عن حاجة الفلسطينيين إلى الحماية من الهجمات الإسرائيلية".

وأشار المحلل العسكري في الصحيفة "بن كسبيت" إلى أن إسرائيل تخسر الولايات المتحدة أسرع مما كان مخططا لها.

ويوضح أن "خسارة أميركا تعني الدمار، هذا عدا عن كثير من المليارات التي يستثمرها الأميركيون كل عام في المساعدة الأمنية الخاصة".

ويوضح أنه يجب أن يستمر الشرق الأوسط في معرفة أن "أقوى قوة عسكرية في العالم تحافظ على ظهر إسرائيل".

ولفت إلى أنه "في كل مرة يجري مهاجمتنا في مجلس الأمن، تخرج أميركا معلنة الفيتو (الرفض)، وهذه هي الهوية شبه المطلقة التي ينظر فيها إلى الدولة اليهودية على أنها جزء من التحالف الأميركي العظيم".