"سماء ملبدة بالغيوم".. لهذا يعجز الألمان عن تحديد مستقبلهم بعد رحيل ميركل

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

رأت صحيفة إيطالية أن  أبرز ما كشفت عنه نتائج الانتخابات العامة الألمانية، هو "أن الألمان عاجزين عن تحديد مستقبل بلادهم بعد نهاية عهد المستشارة أنجيلا ميركل".

يتضح ذلك من التردد الكبير للناخبين وعدم تفوق حزب بشكل واضح خلال الانتخابات التي جرى تنظيمها في 26 من سبتمبر/ أيلول 2021، وفق ما تقول صحيفة "لانووفا بوصولا كوتيديانا".

خيبة أمل

وأضافت أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي تصدر من الناحية النظرية النتائج لكن بأغلبية ضئيلة لن تسمح له بتشكيل حكومة إلا مع تحالفات غير متجانسة.

أشارت إلى أن الجميع في ألمانيا يشعر بخيبة أمل منذ اللحظة التي صدرت فيها التوقعات الأولى.

وتشير التوقعات إلى تقدم الحزب الديمقراطي الاجتماعي بحوالي ربع الأصوات أي أكثر من 25 بالمئة، يليه حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وهو تحالف المستشارة ميركل، وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، بقيادة مرشحه أرمين لاشيت.

وقد تراجع الأخير بعد أن حصد في الانتخابات السابقة 32.9 بالمئة من مجموع الأصوات ليحقق فقط 24 بالمئة بعد صدور النتائج الأولية. 

في المقابل، استعاد المنافس اليساري التاريخي، الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بقيادة وزير المالية السابق أولاف شولتز، أكثر من ست نقاط مقارنة بانتخابات عام 2017 التي حصد فيها نسبة 20.5 بالمئة، ليحقق قرابة 26 بالمئة في الانتخابات الحالية. 

عموما، اعتبرت الصحيفة أن نتائج الحزبين الرئيسين المتنافسين متقاربة كثيرا متوقعة ألا يحدث فرق شاسع في النتائج النهائية على إثر استكمال فرز كامل الأصوات.

وفيما يتعلق باستطلاعات الرأي، ذكرت الصحيفة الإيطالية أن تحالف المسحيين بقيادة ميركل حصد في بداية العام، نسبة 35-36 بالمئة من نوايا التصويت. 

لفتت الصحيفة إلى أن التراجع الكبير في نوايا التصويت للتحالف بدأ منذ شهر فبراير/شباط فصاعدا. 

ظهر التراجع خلال  حملة التطعيم ضد جائحة كورونا بعد مرحلة طوارئ لاقت فيها إدارة ميركل الاستحسان في الداخل والخارج بفضل حسن إدارتها، ويعود ذلك خاصة لقرار المستشارة الانسحاب من الحياة السياسية. 

على الطرف المقابل، أظهرت استطلاعات الرأي في البداية انخفاضا في نوايا التصويت لصالح الحزب الاشتراكي الديمقراطي وظلت في حدود 15 بالمئة طوال العام تقريبا. 

وهو ما فتح المجال أمام التوقعات بأن الحزب التاريخي لليسار الألماني سيتراجع إلى المركز الثالث خلف حزب الخضر. 

قفزة للأمام

ومع بداية الصيف، نوهت الصحيفة بأن حملة شولتز الانتخابية، لأسباب لا تزال غير واضحة، أسهمت في تحقيق النتيجة الحالية. 

استغربت الصحيفة الإيطالية تحقيق هذا التحول خصوصا وأن وزير المالية السابق أولاف شولتز متورط، بشكل غير مباشر على الأقل، في بعض الفضائح الكبرى مؤخرا على غرار رفض التعاون مع القضاء في التحقيق بقضايا غسيل الأموال، "إلا أن ذلك لم يمنع صعود شعبيته بين الألمان".

واعتبرت أن حزب الخضر الأسرع نموا في المشهد السياسي الألماني ويتجلى ذلك بتحقيقه نسبة 15 بالمئة من النتائج الأولية  متقدما بست نقاط مئوية مقارنة بالانتخابات السابقة.

واستدركت بالقول إن هذه النتائج تعتبر مخيبة لآمال زعيمة الحزب، أنالينا بيربوك لا سيما وأن استطلاعات الرأي كشفت منذ أشهر قليلة تحديدا بين نهاية أبريل/نيسان وبداية مايو/أيار، تفوق الحزب وإمكانية تصدره الانتخابات.

 لذلك كانت بيربوك، تستعد للحكم كأول مستشار "بيئي" في تاريخ البلاد قبل أن تصطدم بالواقع في الانتخابات ويتآكل الإجماع حولها  ليتراجع من 25 ويستقر عند 15 بالمئة. 

 بحسب الصحيفة، بالإضافة إلى بعض الأخطاء الجسيمة في الحملة الانتخابية التي رصدها بعض المراقبين، يعود السبب في هذا التراجع إلى تخوف الناخب الألماني من الذهاب إلى المجهول في إطار ثورة بيئية تقودها حكومة بأغلبية خضراء. 

ومع ذلك، حقق الحزب قفزة إلى الأمام وسيكون دوره أساسيا لتشكيل الحكومة المقبلة، تؤكد الصحيفة.

وتابعت قراءتها للنتائج بالقول إن "الحزب الذي أزعج مؤيدي أوروبا، البديل من أجل ألمانيا، المشكك في الاتحاد الأوروبي والمناهض للهجرة والمحافظ، سجل تراجعا ضئيلا في هذه الانتخابات". 

على المستوى الوطني، حصل البديل من أجل ألمانيا على 10.5 بالمئة من مجموع الأصوات مسجلا بذلك تراجعا مقارنة بانتخابات عام 2017 التي حصد فيها 12.6 بالمئة. 

أما في ولاية ساكسونيا، فقد فاز  بالأغلبية  بحصوله على 28 بالمئة متفوقا على الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي حل ثانيا برصيد 19 بالمئة. 

كما بينت التوقعات تفوقه في ولاية تورينغن بفارق نقطة مئوية واحدة على نفس المنافس بحصوله على 25 بالمئة من مجموع أصوات الناخبين. 

 اعتبرت "لانووفا بوصولا كوتيديانا" أن نتائج الحزب الديمقراطي الليبرالي أقل إثارة للاهتمام لاستقرارها عند 11 بالمئة وهي نفس حصيلة الانتخابات السابقة.

 وبذلك يحافظ على لعب دوره التاريخي في تحديد التوازنات خصوصا وأنه حكم منذ سقوط جدار برلين دائما مع اليسار واليمين، "بشكل غير مبال تقريبا". 

في حين يخاطر حزب اليسار الألماني المتشدد "لينكه" بالاندثار بعد تسجيله نتائج ضعيفة لم تتجاوز 5 بالمئة وفق ما أظهرته التوقعات استنادا للنتائج الأولية.