بعد زيارة وزير سعودي نيودلهي.. هكذا تصاعدت جرائم الهند بحق المسلمين

12

طباعة

مشاركة

أثار استمرار حملات العنف الاضطهاد ضد مسلمي الهند، والتي برز آخرها في حادثة مقتل مسلم على أيدي أفراد من الشرطة الهندية في ولاية آسام شمال شرقي البلاد، غضب الناشطون على تويتر، ودفعهم لانتقاد الدول العربية والإسلامية وخاصة الخليجية منها التي مازالت تقيم علاقات رسمية مع حكومة نيودلهي.

وسائل الإعلام والناشطون على تويتر، تداولوا مشهدا مروعا لقوات الشرطة الهندية تستهدف بأسلحتها أحد الفلاحين المسلمين ثم تتابع التنكيل به عند سقوطه على الأرض دون حراك وعلى جسده بقعة من الدماء، وذلك خلال تهجير آلاف المسلمين في ولاية آسام.

مقطع الفيديو برز فيه إطلاق الشرطة الهندية الرصاص من مسافة قريبة على مسلم، ثم تواصل سحله وركله وضربه بالعصى، وكان المشهد الأبرز لأحد المصورين الصحفيين وهو يقفز بقدميه على رأس المسلم.

وبحسب مواقع إخبارية هندية، فإن الصحفي الذي ظهر في الفيديو -الذي صُور في 13 سبتمبر/أيلول 2021- يدعى "بيجوي بانيا" وهو مصور استأجرته إدارة المنطقة لتوثيق حملة الإخلاء الحكومية.

الناشطون والباحثون والأكاديميون استنكروا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الهند_تقتل_المسلمين، #مسلمي_الهند_يبادون، #مودي، #الهند، وغيرهم، صمت الدول العربية والإسلامية والمنظمات والمؤسسات الحقوقية والدولية والإسلامية على جرائم الحكومة الهندية بحق المسلمين.

وأجمعوا على أن تهجير المسلمين وإزالة مساكنهم بزعم إقامتها على أرض مملوكة للدولة "جريمة إنسانية"، تكشف ازدياد العنف ضد الأقلية المسلمة، مستنكرين تنامي العداء والاعتداءات ضد المسلمين من قبل الجماعات الهندوسية القومية المتطرفة بقيادة رئيس الوزراء، ناريندرا مودي.

صمت مستنكر

الناشطون رصدوا جرائم السلطات الهندية، وتداولوا صورة الصحفي الذي قفز بقدميه على جثة المسلم بحقد ووحشية، مشيرين إلى أنها ليست رسما كاريكاتيريا، ولا رسما تخيليا، بل مشهد حقيقي يجسد قتل قوات الجيش الهندوسي فلاحا مسلما، وتنكيل الصحفي بجثته.

وندد الناشطون بحملة الاستهداف الممنهج التي تشنها السلطات الهندية بحق المسلمين من إعدامات ميدانية وحرق للقرى والمنازل وهدم للمساجد، واستنكروا صمت العالم، معربين عن آمالهم بالضغط بأي وسيلة أخرى للمساعدة في إنقاذ المسلمين من التنكيل الهندوسي.

الكاتب محمد اليحيا، أشار إلى أن "الحكومة الهندية العنصرية تنفذ حملة جديدة تستهدف المسلمين تهدم المساجد وتحرق البيوت وتنفذ إعدامات ميدانية"، لافتا إلى أن "المسلمين يبادون وأمة الإسلام تتفرج، بل بعضها يدعم حكومة المجرم مودي والعالم المنافق كالعادة سعيد بذلك".

أستاذ الإعلام السياسي، أحمد بن راشد بن سعيد، أوضح أن الجيش الهندي يرتكب فظاعات ضد مسلمي ولاية آسام، التي يسكنها 11 مليون مسلم يتعرضون منذ عقود للتنكيل. 

وأضاف أن الهند تنفذ حملات إبادة حقيقية ضدهم وسط صمت رهيب، متسائلا: "هل ستنطق رابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي وأنظمة عربية صديقة للهند، أم أن القوم مشغولون بخطر طالبان؟".

المحامي محمود رفعت، أوضح أن الشرطة الهندية خلال تهجير آلاف المسلمين في ولاية آسام، قتلت مسلما أعزل بوحشية ونكل متطرف هندوسي،  (المصور الصحفي) بجثته بحماية الشرطة.

وأضاف أن هذه جريمة إرهاب دولة والتهجير جريمة ضد الإنسانية والمقزز صمت العالم بل إن دولا عربية هي المساند الأكبر لرئيس الوزراء العنصري مودي بهذا الجرم.

الدعم خليجي

وبرز حديث الناشطين عن العلاقات التي تقيمها الدول العربية والإسلامية والخليجية مع الهند، رغم تصاعد اضطهادها للمسلمين وبروز التقارير الحقوقية والإنسانية التي توثق ذلك وتؤكده، لافتين إلى زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بن عبد الله، إلى العاصمة نيودلهي خلال سبتمبر/أيلول 2021.

الوزيران، عقدا جلسة مباحثات رسمية في 19 سبتمبر/أيلول 2021، استعرضا خلالها العلاقات التاريخية والمتينة بين البلدين والشعبين الصديقين، وبحثا أوجه تعزيز العمل المشترك والتنسيق الثنائي في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وناقش الطرفان سبل توطيد الشراكة الاقتصادية بين البلدين في ضوء رؤية المملكة 2030، بالإضافة إلى مناقشة تكثيف التعاون بين المملكة والهند في المجالات السياسية والاقتصادية وزيادة الاستثمارات البينية.

الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، أشار إلى أن حملة الاستهداف الجديدة التي أطلقتها السلطات الهندية لقتل وتهجير المسلمين، جاءت بعد أيام من زيارة وزير الخارجية السعودي إلى الهند ولقائه برئيس الوزراء الفاشي العنصري مودي.

واستنكر المغرد عبدالعدل، استمرار حكومات الخليج تواصل استضافة ملايين الهندوس في دولها، رغم الظلم الشديد الذي يعانيه المسلمون الهنود من طرف حكومة مودي والقوميين الهندوس، داعيا لطرد الهندوس من دولهم واستبدالهم بالهنود المسلمين. صاحب حساب "نحو الحرية"، أكد أن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، دعما مساعي أميركا لتصفية القضية الفلسطينية وإعطاء القدس لإسرائيل، ودعما فرنسا في حربها على الإسلام وإساءتها للرسول ﷺ ، ودعما إبادة الهند للمسلمين واحتلالها لكشمير، ودعما إبادة الصين للإيغور.

حملة للمقاطعة

الناشطون أطلقوا حملة لمقاطعة الهند ومنتجاتها؛ تأديبا لها على اعتداءاتها وانتهاكاتها لحقوق المسلمين وتصفيتهم والتنكيل بهم، وطالبوا الحكومات بالتحرك لنصرة مسلمي الهند.

أستاذ العلوم السياسية بالكويت، عبدالله الشايجي، قال "لو تتصدى الحكومات العربية والإسلامية بعشر فزعة شعوبهم بنصرة المسلمين المستضعفين كما نشهده من حرقة ومناصرة الشعوب المسلمة في وسائط التواصل الاجتماعي لتوقفت إبادتهم وتنكيلهم وتشريدهم وقتلهم على يد هندوس الهند وجنرالات بورما ميانمار البوذيين".

المحامي الكويتي ناصر الدويلة، أشار إلى تعرض المسلمين في الهند لأبشع أنواع التنكيل من قبل المتطرفين الهندوس وبحماية الدولة التي يقودها أكبر متطرف، داعيا جميع المسلمين لتوحيد جهودهم لنصرة إخوانهم المسلمين المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها. فيما نشر صاحب حساب "الرادع المغربي"، بعض ما يتعرض له المسلمون في الهند، قائلا: "لو كان هناك حاكم مسلم حقيقي واحد لأعلن الحرب على الهند".

صمت غربي

وندد ناشطون بالتواطؤ العالمي مع الهند، إذ أكد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القره داغي، أن "الإجرام والقهر من سمات العصر وممارسته ضد المسلمين، والإرادة الدولية تشل إذا تعلق التنكيل بالمسلمين".

وقال: "نكرر ما نؤمن به إن العجز ذاتي قبل أن يكون قهرا من السياسي، وأنه سيصوب على رأس المسلمين أحذية الذل والعار ولسوف تهان كرامتهم إذا لم يفكروا جديا في الواقع وفي طرائق تفكيرهم".

فيما نشر الباحث المستقل مهنا الحبيل صورة الصحفي الهندوسي، معتبرا ذلك "نموذجا لذروة التوحش والعنصرية الدموية يصب على مسلمي الهند عبر حكومتها ومجتمع يميني متطرف يلتف مع حزبه بهاراتيا جناتا الحاكم في حالة هستيريا تطورت بدعم غربي، حيث يحتج الحزب الإرهابي بموقف الغرب الذي تتعزز لديه الإسلاموفوبيا".

وأشار إلى أن "التواطؤ العالمي يكشف ظهر أكبر أقلية مسلمة في العالم".

الكاتب عبدالله النعمي، أوضح أن "حكومة حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي التي يرأسها المجرم مودي وحزب هاندوقفا ارتكبوا جرائم عنصرية وتطهيرا دينيا وقتلا"، قائلا: "طبعا لن نستغرب صمت الغرب ولكننا نستشنع صمت حكومات ومنظمات ومؤسسات صدعت رؤوسنا بأنها إسلامية تدافع عن المسلمين وترعاهم!".