"ثعلب عجوز ومبعوث عاجز".. إنسايد أوفر: هذه أسباب أزمة قانون انتخابات ليبيا
أكد موقع إيطالي أن الوضع في ليبيا قبل 3 أشهر من موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021، يشهد تطورات جديدة ومتسارعة "لا يمكن التنبؤ بنتائجها".
وأشار موقع "إنسايد أوفر" في ذلك إلى "تجدد الاشتباكات بين الجماعات المسلحة المتناحرة في العاصمة طرابلس، وإطلاق سراح قادة سابقين للنظام السابق، أبرزهم نجل العقيد الراحل الساعدي القذافي، إلى عودة شقيقه سيف الإسلام للمشهد السياسي من بوابة الانتخابات الرئاسية".
وأشار إلى أن "الفترة الأخيرة اتسمت أيضا بتجاذبات داخلية بين وزير النفط محمد عون، ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، انتهت بقرار رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة تثبيت رئيس المؤسسة في منصبه".
وحذر الموقع من أن "توقف الإنتاج بحقول الشرق، قد يهدد بتراجع عائدات النفط لدولة تملك أكبر احتياطيات نفطية في إفريقيا".
في غضون ذلك، سلم رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح، الأمم المتحدة قانونا انتخابيا رئاسيا يحمل توقيعه فقط، لاقى معارضة كبيرة في طرابلس ما أدى إلى تأجيج التوترات بين الشرق والغرب.
كل ذلك تحت أنظار مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا "العاجز" يان كوبيش، الذي أصبح الآن تحت رحمة مكائد السياسيين الليبيين، وفق تعبير الموقع الإيطالي.
توتر مرتفع
واستغرب الموقع تحول العاصمة طرابلس إلى مسرح للاشتباكات بين الجماعات المسلحة المتناحرة في 3 و 8 سبتمبر/أيلول 2021، بالتزامن مع وجود رئيس حكومة الوحدة الوطنية الدبيبة خارج البلاد.
وذكر في هذا الصدد، اقتحام اللواء " 444" مقر وزارة الصحة بطرابلس.
وأدى العنف المتصاعد إلى تدخل المجلس الرئاسي الليبي بصفته "القائد الأعلى" للجيش؛ لمطالبة جميع القوات المشتبكة بـ"التوقف فورا والعودة إلى مقراتها و ثكناتها" محذرا من تكرار "مثل هذه الانتهاكات".
وحذر الموقع الإيطالي من أنه رغم توقف الاشتباكات في طرابلس، لا يزال التوتر مرتفعا، لا في العاصمة فحسب، وإنما في أماكن أخرى من إقليم طرابلس، مثل مدينتي الزاوية وصبراتة، حيث يتواصل إطلاق النار بشكل شبه يومي.
وأشار الموقع إلى أن المؤسسة الوطنية للنفط، الشركة الليبية الوحيدة التي توفر عائدات للبلد العضو في منظمة "أوبك"، اهتزت بمحاولة وزير النفط والغاز، عون، إقالة رئيس المؤسسة صنع الله، منافسه منذ فترة طويلة، ليعين مكان الأخير جاد الله العوكلي، عضو مجلس إدارة المؤسسة عن إقليم برقة، إلا أن رئيس الدبيبة تدخل وأكد صنع الله في منصبه.
وأكد الموقع أن رئيس الحكومة لا يبدو أن لديه أي نية لتغيير هيكل المؤسسة التي توفر عائدات للبلاد في مرحلة سياسية دقيقة للغاية، معتبرا أن "التغيير الآن سيكون في الواقع انتحارا سياسيا".
في سياق آخر، منع متظاهرون مرتبطون بحرس منشآت النفط الليبي في الشرق، المكلفة نظريا بحماية مواقع التخزين وحقول النفط، صادرات الهيدروكربونات إلى برقة، لبضع ساعات.
"ثعلب عجوز"
وصف "إنسايد أوفر" رئيس مجلس النواب طبرق، عقيلة صالح، بأنه "ثعلب عجوز، وظف دهاءه وخداعه خاصة، وسلم إلى المبعوث الأممي كوبيش، مشروع قانون انتخاب الرئيس، تضمن فقط توقيعه وعارضه بقوة المجلس الأعلى للدولة".
وأوضح الموقع الإيطالي أن صالح هدف بذلك إلى "التحرر" من تهم عرقلة العملية السياسية، وفي نفس الوقت إلقاء اللوم، في احتمال تأجيل انتخابات ديسمبر/كانون الأول 2021 وهو ما لا يريده صالح، على خصومه في الغرب الليبي.
ولفت إلى أن "صمت كوبيش، صاحب الخبرة الكبيرة كمبعوث للأمم المتحدة في لبنان وغير الملم بحقيقة الوضع الليبي، يسلط الضوء على صعوبات كبيرة، وربما عجز وزير الخارجية السلوفاكي السابق عن القيام بهذا الدور الصعب".
ودفع هذا الوضع سفراء خمس دول غربية هي الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى إيطاليا وألمانيا إلى نشر بيان مشترك متوازن يحث على إجراء الانتخابات المقبلة في موعدها المحدد، ويحذر من الذهاب إلى التصويت بقانون انتخابي قد يؤدي إلى مزيد من الانقسامات وإلى الصراع مجددا.
وتجدر الإشارة، إلى أن مصدرا ليبيا كان قد كشف لوكالة "نوفا" الإيطالية للأنباء أن "دولة واحدة لم توافق على بيان السفراء الخمس، وكانت أكثر انفتاحا على مقترح صالح قبل أن يسود التوازن بعد ذلك".
هل يمكن أن تكون فرنسا التي اتسم موقفها بالغموض في ليبيا؟ يتساءل الموقع الإيطالي ليجيب في ختام تقريره، بالقول: "مهما كان الأمر، فإن الوضع في ليبيا اليوم هو كما يلي، يؤيد من في السلطة إجراء الانتخابات، لكن في الواقع لا يملكون أي نية للتخلي عن مناصبهم، ومن الأفضل للمجتمع الدولي و خاصة إيطاليا ألا ينخدع".