مناورات عسكرية مشتركة بين الصين وروسيا.. الأهداف والتوقعات
أكدت مجلة إيطالية أن المناورات العسكرية المشتركة لدول منظمة شنغهاي للتعاون، المقرر تنفيذها على الأراضي الروسية بين 11 و25 سبتمبر/أيلول، تندرج في إطار تكثيف التعاون العسكري بين روسيا والصين.
وتقام المناورات بالقرب من مدينة أورينبورغ في محيط قواعد عسكرية مهمة لمجموعة المنظمة الدولية، وتشارك فيها موسكو وبكين إضافة إلى دول أخرى.
تبادل الخبرات
وقالت مجلة "معهد الأعمال الدولية": إنه من المرجح أن يعنى تكثيف التعاون العسكري بمجال تبادل إجراءات منظومة القيادة والسيطرة والمعلومات السياسية والعسكرية.
ونوهت بأن لتبادل تلك المعلومات والخبرات جوانب حساسة للغاية وحاسمة للتخطيط وخوض صراعات "الجيل الخامس" أو الحروب الهجينة.
أوردت المجلة أنه غادر بكين بالفعل أكثر من 500 جندي والعديد من المركبات والمعدات، على وجه الخصوص من القيادة العسكرية للمسرح الشمالي، إلى روسيا للمشاركة في مناورة مكافحة الإرهاب "مهمة السلام 2021".
القيادة المذكورة أعلاه هي نتيجة لإعادة الهيكلة الأخيرة للقوات المسلحة التي قام بها نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية، الجنرال شو تشيليانغ.
تضطلع تلك القيادة بمهام مراقبة الوضع الإستراتيجي للمنطقة الجغرافية الكورية وشمال الأراضي الصينية وبالتالي العلاقات مع روسيا، تفيد المجلة.
وبالإضافة إلى قوات ومراقبين من موسكو وبكين، ستشارك أيضا فى المناورات قوات من الهند وباكستان وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان.
وبالتالي، تلاحظ المجلة أنه من الناحية العملية، ستشارك جميع الدول الأعضاء في المنظمة التي تأسست عام 1996 لأغراض عسكرية إستراتيجية (مع قواتها المسلحة).
وعلى وجه الخصوص ستكون هناك مشاركة عملياتية بين القوات الهندية والباكستانية.
وأردفت أن المناورات، التي يروج لها الإعلام الرسمي الروسي بحماس، على غرار الموقع الرسمي لوزارة الدفاع، تعد جزءا من مسار التعاون العسكري بين موسكو وبكين.
ومؤخرا توثق هذا التعاون وتحديدا في بداية شهر أغسطس/آب بمناورات عسكرية مشتركة جرى تنفيذها على الأراضي الصينية.
مع ذلك، لفتت المجلة إلى أن نطاق الحدث أوسع بكثير من مجرد تعاون عسكري إستراتيجي.
توطيد التعاون
وأشارت إلى أن "مهمة السلام 2021"، بالإضافة إلى توطيد التعاون الروسي الصيني، تشهد شكلا غير مسبوق تقريبا من التدريب العسكري المشترك بين الهند وباكستان، والذي حدث سابقا فقط في نفس سياق منظمة شنغهاي للتعاون.
وأيضا التزاما من دول آسيا الوسطى، موضع اهتمام باكستان وروسيا والصين بالتعاون العسكري.
أفادت المجلة بأنه سبق للطرفين التعاون عسكريا من خلال المناورات المشتركة التي أجريت في بداية شهر أغسطس/آب 2021 ومشاركة الصين أيضا كمراقب، في تمرين "زاباد" الأخير.
ونوهت بأن تقليد التعاون العسكري الحالي في المناورات المشتركة يعود إلى مناورة "مهمة السلام 2005" والتي تميزت باستخدام أسلحة إستراتيجية، مثل القاذفات الروسية توبوليف تو -95 وتوبوليف تو -22 إم.
الأولي هي قاذفة قنابل وصواريخ إستراتيجية، أما الثانية فهي من الجيل اللاحق وتعد أيضا منصة لإطلاق صواريخ جو-أرض بعيدة المدى وأخرى مضادة للسفن.
بدءا من تلك المناسبة الأولى، جرى تطوير التدريب بشكل خاص في تكامل الأسلحة الإستراتيجية ونظام القيادة والسيطرة مما أتاح الفرصة لدمج نظم الأسلحة (ذات الإمكانات النووية الإستراتيجية) ونظام القيادة والسيطرة وعامل التأثير السياسي (القوة الصلبة) للبلدين في قوة واحدة، وفق تعبير المجلة.
لذلك، شددت مجلة المعهد الإيطالي بالقول: إنه لا يجب أن يفهم التعاون العسكري بين القوتين على أنه ذو طبيعة إستراتيجية وتجارية حصرا.
ولكن يرمي أيضا إلى ما سبق ذكره من تأثير سياسي ودبلوماسي بالنظر إلى المشاركة النشطة المتزايدة لجمهوريات آسيا الوسطى والهند وباكستان.
بينت المجلة الإيطالية أن الحروب الهجينة، على غرار صراعات "الجيل الخامس"، لها خاصية الجوانب المرتبطة بالنفوذ السياسي، وبالتالي صياغة العلاقات الإستراتيجية العسكرية الروسية الصينية، من خلال ثنائيات أو تعددية في الأطراف.
وترى أن هذه المبادرات (مثل مناورات منظمة شنغهاي للتعاون) تمثل إعدادا لهذه الأنواع من النزاعات التي من المحتمل أن تتكرر في المستقبل خاصة في سياق إعادة تموضع الولايات المتحدة في آسيا الوسطى بعد الانسحاب من أفغانستان.
وخلصت المجلة إلى القول: "إن العناصر البارزة لتكثيف التعاون العسكري بين البلدين تتمثل في الاهتمام بالتأثير على جمهوريات آسيا الوسطى وتجديد التعاون بين الهند وباكستان الذي يمكن أن يسهم بتخفيف التوترات بينهما إلى جانب نوع من البناء للقوة الصلبة".
إلا أن هناك العديد من الجوانب الجديرة بالملاحظة وفي حاجة إلى الدراسة والتعمق، وفق قولها.