"إنسايد أوفر": شخصيات نافذة تواصل البحث عن كنوز القذافي بجنوب إفريقيا
بينما يعيش الليبيون حالة اقتصادية واجتماعية وسياسية صعبة، هناك مزارع غامض يبحث عن مليارات الدولارات والسبائك الذهبية وقطع الألماس الثمينة من كنوز معمر القذافي التي اختفت قبيل ثورة الليبيين التي أطاحت بالعقيد.
موقع إيطالي، فتح ملف أموال القذافي المختفية، مشيرا إلى أن طرح التساؤل عمن بحوزته الأموال المجمدة للعقيد الليبي الراحل معمر القذافي قد يبدو تافها، وجوابه واضح، إلا أن الأمر ليس كذلك.
موقع "إنسايد أوفر"، تحدث عن فرض حلف شمال الأطلسي "الناتو"، حظرا جويا على ليبيا الدولة العربية في شمال إفريقيا في عام 2011، ودفع نظام العقيد القذافي نحو الانهيار.
ولفت في نفس السياق إلى تجميد مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة مليارات الدولارات التابعة للمؤسسة الليبية للاستثمار، الصندوق السيادي الليبي الذي تدفقت إليه على مر السنين إيرادات النفط الضخمة.
وانتقد الموقع الإيطالي القرار الأممي الذي جاء بهدف فرض عقوبات على عائلة القذافي، وأغفل أن تلك الأموال لم تكن مملوكة للزعيم الليبي فحسب، بل أموال الليبيين وربما كان للزعيم السابق كنزه الشخصي الذي لا أثر له اليوم.
وأكد أنه "لا أحد يريد التخلي عن نصيبه في الكعكة التي تركها القذافي"، بغض النظر عن صاحب ملكية تلك الأموال والأصول المتراكمة على مدى عقود عديدة.
وكشف أن "سباق البحث عن هذا الإرث الضخم لا يزال متواصلا لليوم ويغري الجميع، انطلاقا من الفاعلين الدوليين والمليشيات الليبية إلى قادة اليوم وقادة الغد".
المزارع الغامض
إريك جويد، اسم الغامض لرجل أعمال تونسي من أصول سويدية، هو الشخصية الرئيسة المهووسة بالبحث عن كنوز القذافي، والتي تمضي كامل وقتها وتخصص أموالها للعثور عليه واكتشافه، وفق ذكر الموقع الإيطالي، الذي ذكر أن تلك الشخصية تعرف أيضا باسم إسكندر جويد في المناطق التونسية التي نشأ فيها.
مجلة "جون أفريك" قالت عنه: إنه يعرف رسميا بمزارع متخصص في قطاع البطاطس لكنه ظهر في المقابل، بهويات أخرى في وثائق على المستوى الدولي.
وأشار "إنسايد أوفر"، إلى أن ذلك المزارع أقام أعمالا تجارية مع ليبيا عام 2008، في عهد القذافي، واستغل قربه من أحد الموالين للأخير، العقيد محمد تاج، ليقوم بتصدير مختلف المنتجات من الخارج إلى ليبيا.
في وقت لاحق، لم يهتم جويد فقط بالقطاع الزراعي وشرع أيضا في تجارة الأسلحة إلى جنوب إفريقيا، لينجح في إقامة علاقات قوية مع شركة "دينيل" المختصة في هذا المجال وأسس بفضل ذلك علاقات مع جنوب إفريقيا.
ورغم انهيار نظام القذافي عام 2011، ذكر الموقع أن مغامرات جويد، الاقتصادية وقربه من محمد تاج لم تنته، لا سيما وأنه يتمتع أيضا بعلاقات جيدة في أميركا، إذ خضع لتدريبات لمدة عام كطيار.
وعلى إثر ذلك أسس مجموعة واشنطن الإفريقية الاستشارية بالشراكة مع العقيد السابق الموالي للقذافي في عام 2013.
وبصفة ممثل للمجموعة توجه في ذلك العام إلى جنوب إفريقيا طالبا من الحكومة المساعدة في توريد الأسلحة لصالح للجيش الليبي الذي يشكو صعوبات، وفق الموقع الإيطالي.
واستدرك بالقول: إن طلب السلاح كان مجرد ذريعة، خصوصا وأن جويد طلب في بريتوريا، شيئا آخر وهو الحصول على أوراق ووثائق تساعد على التحقق من وجود كنز حقيقي للقذافي في أراضي جنوب إفريقيا.
ويزعم أن أموال مؤسسة الاستثمار الليبي لم تجمد، وإنما تم تحويلها إلى جنوب إفريقيا قبل وقت قصير من انهيار نظام القذافي.
منذ ذلك الحين، لم تتوقف "ملاحقة" جويد للكنز أبدا، ويستمر الأمر إلى اليوم.
400 مليار دولار
الموقع الإيطالي كشف أن رجل الأعمال التونسي تحصل على معلومات دقيقة حول مكان وجود كنوز القذافي من محمد تاج.
ولفت إلى أن الضابط الليبي، تحدث عن تحويل العقيد الراحل، نحو 12 مليار دولار من طرابلس إلى جوهانسبرج في ديسمبر/كانون الأول 2010، قبل اندلاع الثورة في ليبيا.
نوه الموقع بأن القذافي كان مرحبا به في جنوب إفريقيا، ومنذ ثمانينيات القرن الـ20، نشط نظامه عالميا في الدفاع عن القضايا التي كان يراها الزعيم الليبي السابق عادلة.
وفي مقدمتها كفاح حزب "المؤتمر الوطني" الإفريقي للمناضل نيلسون مانديلا ضد نظام الفصل العنصري حينها بجنوب إفريقيا.
الأشخاص الذين ساعدهم القذافي حينها وصلوا إلى السلطة، وبهبوب رياح الحرب لا يستبعد أن يكون العقيد لجأ إلى جنوب إفريقيا لإخفاء كنوزه، وفق توقع الموقع.
وأضاف: ربما يكون من المستحيل تحديد قيمة تلك الأموال، هناك حديث عن 400 مليار دولار من النقد والماس والسبائك الذهبية، وهي قيمة من شأنها أن تغري العشرات من اللاعبين الحاليين المشاركين في رقعة الشطرنج الليبية.
وعاد الموقع ليؤكد بأنه لا يوجد أثر للكنز، خاصة وأن جويد أخفق في اقتفاء الأثر إلا أنه يواصل رحلة بحثه.
وفي عام 2015، استخدم اتصالاته مع بعض جماعات الضغط في واشنطن لمحاولة الضغط على حكومة جنوب إفريقيا للكشف عن تفاصيل حول هذا الكنز المزعوم دون أن يحقق نتائج مهمة.
وخلص إلى القول: إن السباق على أموال القذافي لا يزال مفتوحا، ولا يقتصر الأمر على رجل الأعمال التونسي فحسب، بل يشمل أيضا عددا لا يحصى من المليشيات وزعماء القبائل التواقين إلى وضع أيديهم على غنيمة كبيرة.