عملية بارباروسا.. اليوم الذي خسر فيه هتلر الحرب العالمية الثانية

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة إلباييس الإسبانية الضوء على الذكرى الثمانين لبداية نهاية النظام النازي، تحديدا قرار غزو الاتحاد السوفييتي، الذي يصادف تاريخ 22 يونيو/حزيران 1941.

وقالت الصحيفة إن الديكتاتور النازي أدولف هتلر خسر الحرب العالمية الثانية في الصباح الباكر من اليوم الذي أمر فيه القوات الألمانية بغزو الاتحاد السوفييتي، قبل 80 عاما.

وعلى وجه الخصوص، جعلت عملية بارباروسا، نسبة إلى الإمبراطور فريدريك الأول، هزيمة النازية حتمية، رغم من أوصلت الحرب إلى مستوى غير مسبوق من الوحشية.

فلم يكن هدف الرايخ الثالث (الإمبراطورية الألمانية الثالثة) هزيمة أعدائه، بل إبادتهم.

وأشارت الصحيفة، إلى أن السنوات الأربع المتبقية من الصراع كانت من بين أكثر السنوات دموية في التاريخ، ليس فقط على الخطوط الأمامية، ولكن أيضا في الصفوف الخلفية، لأنه بدأ وقتها القتل الممنهج لليهود الأوروبيين. 

أوهام هتلر

ونقلت "إلباييس" أن هتلر كان يعتقد في وهمه العنصري أنه سيكون قادرا على إخضاع الدولة التي يعتبرها مأهولة من قبل "الأجناس الدنيا" أو أونترمينشين، في غضون أسابيع، كما حدث مع بولندا أو فرنسا أو هولندا.  

ومن جهته، كان الدكتاتور السوفييتي، جوزيف ستالين، الذي لا يثق في أحد ومنفذ المجازر الجماعية دون رحمة، يعتقد بشكل أعمى - مقابل المعلومات التي تم التحقق منها والمتاحة له - أن ألمانيا لن تخرق اتفاقية عدم الاعتداء التي وقعتها قبل عامين. 

وفي تلك المرحلة كان جيشه، الذي أهلك خلال عمليات التطهير الكبرى، غير مستعد على الإطلاق للحرب.

من جانب آخر، كان من المستحيل قياس التكلفة في الأرواح لهذا الخطأ. 

في الأثناء، لم يعرف هتلر كيفية تقدير ضخامة الفضاء السوفييتي، ولا قدرته الإنتاجية الصناعية، ولا مئات الآلاف من الجنود الجدد الذين أرسلوا للقتال من مختلف حدود الاتحاد السوفييتي. 

وفي الإجابة عن سؤال "ما إذا كان الغزو قد حسم مصير ألمانيا"، أشارت الصحيفة إلى أن المؤرخ العسكري البريطاني أنتوني بيفور، أحد كبار الخبراء في الصراعات، ومؤلف أعمال مثل ستالينجراد أو برلين؛ صرح أن "سقوط النظام النازي كان شبه مؤكد". 

وعبر رسالة بريد إلكتروني، يشرح الخبير لصحيفة إلباييس أن "هذه الهزيمة كانت شبه مؤكدة لأن هتلر لم يتعلم من دروس هزيمة نابليون عام 1812".

 ولكن بشكل خاص، لم يستفد هتلر بتاتا من الحرب الصينية اليابانية منذ عام 1937، على الرغم من حقيقة أن (القائد القومي الصيني) شيانغ كاي شيك كان لديه مستشارون ألمان.

وواصل: "إذا كان الجيش المدافع، مهما كان سيئ التسليح والتدريب، يملك مساحة أرض ضخمة للتراجع إليها؛ عندها يفقد الجيش المهاجم، بغض النظر عن مدى جودة تدريبه أو تسليحه، كل مزاياه".

وأوضحت الصحيفة أن أمل هتلر الوحيد من تحقيق النصر كان يتمثل في تحويل غزو الاتحاد السوفييتي إلى حرب أهلية أخرى من خلال تكوين جيش من مليون أوكراني وغيرهم من الأشخاص المناهضين للسوفييت، مثلما تم حثه على ذلك".

لكنه رفض أن ترتدي "الأجناس الدنيا" أو أونترمينشين السلاف الزي الرسمي الألماني من حيث المبدأ.  

تأريخ جديد

ونوهت الصحيفة بأن أحدث كتاب للمؤرخ البريطاني جوناثان ديمبلبي، والذي نشر في أبريل/نيسان 2021، جعل كل شيء واضحا من العنوان: "بارباروسا.. كيف خسر هتلر الحرب؟". 

وفي هذا العدد، كتب ديمبلبي: "كان غزو هتلر للاتحاد السوفييتي أكبر مشروع عسكري وأكثره دموية وحشية في التاريخ". 

وأضاف: "عندما وصلت جيوشه إلى أبواب موسكو، في أقل من ستة أشهر، تلاشى بالفعل أي احتمال وضعه هتلر لتحقيق رؤيته الوهمية لألف عام رايخ".  

وأوردت الصحيفة أن جميع الأرقام المتعلقة بعملية بارباروسا مروعة: في الساعة 3.15 صباحا بتوقيت برلين، فتح الجيش الألماني جبهة بطول 2600 كيلومتر، بالتعاون مع حلفائه الإيطاليين والرومانيين. 

وشارك ما مجموعه ثلاثة ملايين جندي (148 فرقة، 80 بالمئة منهم من الجيش الألماني) في هجوم مدعوم بحوالي 600 ألف حصان و600 ألف مركبة.

في هذا السياق، نقلت الصحيفة عن المؤرخ الأميركي بيتر فريتش، والأستاذ الفخري في جامعة إلينوي ومؤلف الأعمال المرجعية مثل الحياة والموت في الرايخ الثالث أنه: "لا ينبغي أن ننسى أن الغزو الألماني كان في الأساس عملية تعتمد على الخيول". 

وهنا، عندما أعاق الطقس الروسي الجيش الغازي، كان الاعتماد على الخيول أمرا بالغ الأهمية.  

وبينت الصحيفة أن التقدم كان سريعا وعديم الرحمة. في هذا السياق، روى بيفور في كتابه، الحرب العالمية الثانية، أن وحدة سلاح الفرسان كانت فخورة بقتل 200 جندي من جنود العدو في القتال و13788 مدنيا في الخلف.

ولكن مع تقدم الصيف، أصبحت المقاومة أكثر حدة في الجبهة وتضاعفت هجمات حرب العصابات خلف الخطوط.

وأشارت الصحيفة إلى أن الوحشية النازية أطلقت العنان لرد فعل سوفييتي، ولكن أيضا لصراع يائس من أجل البقاء.  

مات ثلاثة ملايين أسير حرب سوفييتي على أيدي النازيين، توفي منهم مليون في عام 1941، معظمهم يتضورون جوعا. 

بالنظر إلى هذا الاحتمال، إلى جانب المفوضين السياسيين الموجودين في كل مكان في الجيش الأحمر، كان القتال هو الطريقة الوحيدة تقريبا للحصول على فرصة، مهما كانت صغيرة، للخروج على قيد الحياة.  

ونقلت الصحيفة أنه في الخريف، بدأت الإمدادات الألمانية في الانقطاع عن عشرات الآلاف من الجنود، وكانت خيولهم وعرباتهم محاصرة في الوحل. 

ومع حلول الشتاء الروسي، تعطل جزء من الأسلحة الألمانية، بينما لم يكن لدى الجنود ملابس مناسبة لدرجات الحرارة في سيبيريا، حيث اعتقد هتلر أن الهجوم سيستغرق عدة أسابيع لا غير، ولم يكن يخطط لتزويد جيشه بالمعدات اللازمة لفصل الشتاء خاصة كما فعلها الجنود السوفييت.  

وعموما، كان الفشل في الاستيلاء على موسكو يعني نقطة اللاعودة في الهجوم والحرب.

على الرغم من أن القوات النازية أطلقت بالفعل وحدات مخصصة حصريا لقتل المدنيين، إلا أنه مع عملية بارباروسا، دخلت إبادة يهود أوروبا مرحلة جديدة. 

في هذا المعنى، يوضح بيتر فريتز أن "تقدم الهجوم ترافق على الفور مع هجمات قاتلة استهدفت المجتمعات اليهودية، بما في ذلك مذابح مروعة حاول الألمان التحريض عليها باستخدام السكان المحليين". 

وأفادت الصحيفة بأنه بحلول رأس السنة الميلادية لسنة 1941، قتل حوالي مليون يهودي، غالبيتهم في الاتحاد السوفييتي. وفي عام 1942، بدأت غرف الغاز في العمل لإبادة هذه المجتمعات. 

في هذا السياق، كتب جوناثان ديمبلبي: "إنها مفارقة مروعة، وكانت أكثر الجرائم بشاعة في القرن العشرين".