اقتحام الأقصى.. هكذا يحاول نتنياهو ترميم صورته بعد هزيمته في غزة

12

طباعة

مشاركة

عودة المستوطنين المتطرفين لاقتحام المسجد الأقصى في 23 مايو/أيار 2021، واعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي للشباب من داخل باحات الأقصى بالتزامن مع الاقتحام، أثار غضب الناشطين على "تويتر".

وتداول الناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة، أبرزها #الأقصى_في_خطر، #حي_الشيخ_جراح، #غزة_تنتصر، وغيرها، عبارة "اليهود بلا عهد ولا ذمة"، مطالبين حركة "حماس" باستمرار ردعها للاحتلال والمستوطنين.

واستنكروا تجديد المستوطنين برعاية القوات الإسرائيلية استفزازتهم للفلسطينيين، بعد أقل من 48 ساعة من سريان وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال، الذي تم تنفيذه فجر الجمعة 21 مايو/أيار 2021، بعد عدوان الاحتلال على قطاع غزة والذي استمر 11 يوما.

وندد الناشطون بفتح الصهاينة باب المغاربة والسماح لنحو 130 مستوطنا متطرفا باقتحام المسجد الأقصى ونشر العديد من المسلحين في باحاته، وذلك بعد وقف الاقتحامات في 4 مايو/ أيار، خلال العشر الأواخر من شهر رمضان.

واستهجنوا استمرار الاحتلال في محاصرة حي "الشيخ جراح" بالقدس وقصر دخوله على المستوطنين، ومنع الفلسطينيين والصحفيين من دخوله، متداولين صورا ومقاطع فيديو تبرز اعتداءات قوات الاحتلال على الشباب واعتقالهم بالقوة من باحات المسجد الأقصى.

تخبط نتنياهو

وصب ناشطون غضبهم على رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مشيرين إلى أنه يتخبط "في محاولة لإرضاء المستوطنين وحفظ ماء وجهه بعد الخسارة الفادحة أمام المقاومة الفلسطينية".

وقال الباحث الفلسطيني صالح النعامي: إن "المقاومة جعلت نتنياهو يقدم على لعب أطفال، وسمح للصهاينة بتدنيس الأقصى ليدل على أنه أفشل معادلة غزة القدس".

وأضاف "قطع دابر الصهاينة في القدس يتوقف على هزيمة كيانهم نهائيا"، مشيرا إلى أن "معركة غزة مهدت لتفجر ساحات فلسطين وجبهات الأمة لتحقيق هذا الهدف، الذي يعني هزيمة محور الشر في العالم بأسره".

ورأت المغردة سلمى أن "سماح نتنياهو للمستوطنين بدخول باحة الأقصى ليس استفزازا للمقاومة بل محاولة ليظهر نفسه بمنظر المنتصر وأن صواريخ المقاومة لم تؤثر على سياسته".

وأضافت أن "كل ذلك من أجل البقاء (نتنياهو) في السلطة"، ساخرة بالقول: "يمكن أن يكون يهوديا أصله من أصول طغاة العرب؛ فهم أيضا لا يريدون التنازل عن كرسي الحكم".

وأشار المغرد أبو المجد إلى أن "نتنياهو يحاول أن يثبت للكيان الغاصب أنه قوي ولا يرضخ لحماس ولا المقاومة"، داعيا لـ"وقفة حازمة ضد قطعان المستوطنين؛ لأن المجتمع الداخلي للصهاينة لم يفق من صدمة الصواريخ بعد، وأي تحرك من قبل الشارع سيعيد لأذهانهم ما جرى ويخرجوا بأنفسهم ضد نتنياهو".

تبييض وجه

واعتبر ناشطون التصعيد الإسرائيلي إفلاسا من نتنياهو وسياسته واستنجادا بالأقصى، معتبرين ذلك "قرارا أهوج" من نتنياهو لحفظ ماء الوجه أمام المستوطنين دون حساب للعواقب.

وأكد الكاتب الفلسطيني أدهم أبو سلمية، أن "فتح الاحتلال الأقصى أمام بضعة صهاينة لاقتحامه اليوم تأتي في سياق تبييض وجهه"، داعيا شباب الضفة والقدس لـ"ممارسة دورهم في حماية الأقصى وتحويل هذه الاقتحامات لعبء أمني وسياسي على الاحتلال".

وأضاف أبو سلمية أن "من شاهد الاقتحام اليوم وكيف تحولت الأقصى لثكنة عسكرية من أجل تمريره يدرك أهمية تعزيز هذا العبء على المحتل".

من جانبها، قالت المغردة سعاد أحمد: إن "نتنياهو يحاول ترميم صورته داخليا بعد هزيمته في غزة؛ ويعيد فتح الأقصى أمام قطعان المستوطنين وسط حراسة قوات الاحتلال، فيما يستعد المرابطون منذ السبت للتصدي لهذه الاقتحامات".

إرضاء المتطرفين

وأشار ناشطون إلى أن "نتنياهو يحاول استرضاء اليمين المتطرف، ونقلت مغردة تسمى آية: "تحذير زعيم حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، نتنياهو من أن اتفاق وقف إطلاق النار إذا تضمن تنازلات بشأن القدس، فيمكنه نسيان تشكيل الحكومة".

وأوضحت أن "سبب وجود المستوطنين في المسجد الأقصى يهدف بالأساس للاستفزاز، ومحاولة نتنياهو إرضاء اليمين المتطرف ليتمكن من تشكيل حكومة لأنه وصله تهديد صريح منهم أنه في حال تم التفاوض بخصوص القدس أو الشيخ جراح لن يتم تشكيلها".

وأعاد مغرد آخر نشر خبر اقتحام المستوطنين لباحات الأقصى تحت حراسة قوات الاحتلال، معقبا: "شيء متوقع عقب انقلاب اليمين المتطرف على نتنياهو بعدما جاءت الحرب على غزة بنتائج عكسية، لذلك اختار الحلقه الأضعف من جديد وهي مدينة القدس حتى يرضي المتطرفين وتكون فرصته الأخيرة، ويقدر على تشكيل حكومة مدعومة من الأحزاب اليمينية..".

واستدرك قائلا: "وإلا السجن سيكون فى انتظاره بسبب قضايا فساد".

إهانة الوساطة

وأجمع ناشطون على أن السماح للمستوطنين باقتحام الأقصى والتصعيد الإسرائيلي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار واستهزاء بالوساطة الدولية.

وأشار الناشط الحقوقي أسامة رشدي، إلى "استمرار استفزازات اليمين الصهيوني المتطرف الذي يحكم الكيان ويمارس العنصرية ضد الشعب الفلسطيني ومقدسات المسلمين في المسجد الأقصى واستمرار حصار وتهديد أهالي الشيخ جراح"، معتبرا ذلك "إهانة واستخفافا بكل الوساطات والأصوات الدولية التي طالبتهم بالتهدئة واحترام المقدسات".

ورأى الإعلامي محمود دحو، أن "السماح للمتطرفين اليهود باقتحام باحات المسجد الأقصى، محاولة يائسة من اليمين المتطرف إيصال رسالة مفادها أن إسرائيل لم تنهزم.. استفزاز صارخ يضع وقف إطلاق النار على المحك، وقد يعود الوضع إلى المربع 1، أي إلى المواجهة والحرب في أي وقت.. إنهم أكلة الأفاعي وقتلة الأنبياء بلا عهد ولا ذمة".