إضعاف إسرائيل.. هكذا يرى مركز عبري أهداف "حماس" بعد وقف إطلاق النار

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

أكد مركز عبري أن "الصراع بين إسرائيل وحركة (المقاومة الإسلامية) حماس الفلسطينية لن ينتهي مع التوصل إلى وقف إطلاق النار في 21 مايو/أيار 2021، والمواجهة الأخيرة ليست سوى الخطوة الأولى في معركة القدس والمسجد الأقصى, حيث تعتبر حماس تأجيج الوسط العربي في إسرائيل ذا أهمية كبيرة، وتعمل على انتفاضة أهلية عنيفة داخل إسرائيل لإضعافها".

ويرى مركز "المقدس الأورشلمي لشؤون الدولة والعاملة"، أن "بذور الكارثة لاستمرار الصراع لا تزال عميقة في الأرض، وتقول مصادر في حماس إن الحرب الحقيقية بدأت لتوها وهي معركة القدس والمسجد الأقصى، وكان هذا في المقام الأول سبب الهجوم الصاروخي الذي أطلقته الحركة الفلسطينية على إسرائيل في (يوم القدس) 10 مايو/أيار 2021".

ترتيبات جديدة

وبحسب مصادر في حماس، وفق المركز- فإن "معركة القدس" كان مخططا لها بشكل جيد قبل رمضان بوقت طويل، وانتظرت الحركة الوقت المناسب لإطلاقها، وكان قرب توقيت إعلان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إلغاء الانتخابات والاشتباكات في القدس الشرقية والحرم القدسي "أرضا خصبة" لشن هجوم على إسرائيل.

وذكر المركز أن "عباسا فقد نفوذه على سكان القدس الشرقية بالفعل خلال أزمة البوابات المغناطيسية بالحرم القدسي في يوليو/تموز 2017، وأدت أنشطة الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام ضد نشطاء فتح وأفراد الأمن الفلسطينيين في القدس الشرقية إلى إضعاف السلطة بشكل أكبر"،

وتابع: "أدركت حماس الفراغ وقررت دخوله مستغلة الصراع في حي الشيخ جراح والرواية بأن المسجد الأقصى في خطر، وتحاول حماس من خلال الهجوم الصاروخي على إسرائيل في شهر رمضان، لتقديم نفسها على أنها (نجمة القدس) والمسجد الأقصى بدلا من عباس".

واعتبر المركز أن "الهدف هو محو السيادة الإسرائيلية، ومحو إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن القدس عاصمة لإسرائيل من خلال الانتفاضة في القدس الشرقية والضفة الغربية والقطاع العربي داخل إسرائيل".

ولفت إلى أن "معركة حماس من أجل القدس هي أيضا جزء من خطتها للسيطرة على الضفة بمجرد تنحي عباس عن المسرح السياسي وبدء معركة الخلافة في قيادة فتح".

ويرى المحلل الأمني في المعهد العبري، يوني بن مناحيم، أنه فيما يتعلق بحماس، تحاول إسرائيل تنفيذ "صفقة القرن" التي طرحها ترامب بشكل أحادي الجانب بشأن قضية القدس "تحت رعاية اتفاقيات السلام والتطبيع مع الدول العربية المعتدلة".

وأضاف "وبالتالي فإن معركة القدس قد بدأت للتو ولن تنتهي بمجرد التوصل إلى وقف إطلاق النار، حيث لم تحل  مشكلة إجلاء العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح، وستحاول حماس الاستفادة من التعاطف الكبير الذي اكتسبته في الشارع الفلسطيني؛ لمواصلة النضال ضد إسرائيل من 3 جبهات، قطاع غزة والضفة الغربية والقطاع العربي في إسرائيل".

فلسطينيو الداخل

وأشار بن مناحيم إلى أن "حماسا تعتبر مشاركة عرب إسرائيل في الصراع من أجل القدس والمسجد الأقصى تطورا هاما للغاية، حيث قال مسؤول كبير في حماس: تمكنا من كسر التعايش بين اليهود والعرب في أراضينا المحتلة عام 48".

وشدد على أن "فتح جبهة داخلية داخل إسرائيل هو إنجاز مهم لحماس، فهي تعمل على إثارة وتأجيج الوسط العربي في إسرائيل من أجل إحداث انتفاضة داخلية عنيفة من شأنها إضعاف إسرائيل من الداخل".

ورحبت جهات في حماس بالإضراب العام الذي أعلنته "لجنة مراقبة عرب إسرائيل"، وبحسب تلك الجهات، انتقل عرب إسرائيل من "التضامن اللفظي" إلى "التضامن العملي" وهذا توجه مهم يمكن البناء عليه في المستقبل وتطويره في معركة القدس والمسجد الأقصى، يقول بن مناحيم.

واعتبر المحلل الاستخباراتي أن "أحد أهداف حماس هو توظيف قوات الأمن الإسرائيلية في الانتفاضة التي سيبدأ بها فلسطينيو الداخل المحتل بالتوازي مع الانتفاضة في الضفة وإطلاق الصواريخ من قطاع غزة، وتهدف حماس إلى مهاجمة إسرائيل في وقت واحد من 3 جبهات".

وينظر إلى الاحتجاجات الأخيرة لفلسطينيي الداخل المحتل على أنها "فشل إسرائيلي في عملية نقل العرب في الداخل إلى الدولة، وكدليل على ذلك، أنه لا يمكن فصلهم عن المشكلة الفلسطينية رغم وجود العديد من عرب الداخل الفلسطيني الذين يؤيدون التعايش مع اليهود".

وختم بن مناحيم بالقول: "بالنسبة لحماس، يمكن استخدام أعمال الشغب والاحتجاجات التي قام بها فلسطينيو الداخل المحتل كأداة ضغط ممتازة على إسرائيل فيما يتعلق في قضية القدس والحرم القدسي، فليس لدى حماس أي مطالب، باستثناء القدس والمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، والتي تعرفها الآن على أنها قلب الصراع".

ويشكل فلسطينيو الداخل 20 بالمئة من عدد السكان في إسرائيل البالغ أكثر من 9 ملايين نسمة.