انتخابات الرئاسة الفرنسية 2022.. هؤلاء أبرز المرشحين لخلافة ماكرون
سلطت صحيفة إيطالية الضوء على أبرز المرشحين للفوز بالانتخابات الرئاسية الفرنسية المقرر إجرائها في أبريل/نيسان 2022، التي سيختار فيها الفرنسيون رئيسهم السادس والعشرين.
وتطرقت صحيفة "إيل كافي جيوبوليتيكو" إلى السيناريوهات الممكنة، على ضوء النتائج المحتملة، للعلاقات بين باريس والاتحاد الأوروبي.
في هذا الصدد، ترى أن فوز زعيمة حزب التجمع الوطني مارين لوبان قد يغير بشكل جذري دور فرنسا في الاتحاد الأوروبي مقارنة بما سيحدث إذا انتصر الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون.
وقالت الصحيفة إن استطلاعات الرأي المبكرة أظهرت إمكانية وقوع مواجهة محتملة في الجولة الثانية بين ماكرون ومارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف، مشيرة إلى أن أصوات ناخبي الأحزاب الأخرى، الذين يبدو عليهم التردد في الوقت الحالي، ستكون حاسمة في تحديد الفائز.
وأفادت بأن فرنسا، على غرار دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، تجابه أزمة تفشي وباء كورونا والآثار الاجتماعية والاقتصادية ذات الصلة.
في الأسابيع الأخيرة، أعلن ماكرون عن تدابير جديدة للتصدي لانتشار الفيروس. بينما اعترف بارتكاب أخطاء في إدارة أزمة كورونا، طلب من مواطنيه التضحية خلال شهر مايو/أيار ومن ثم البدء في التخطيط لافتتاح العديد من الأنشطة.
أوردت الصحيفة أن فرنسا، في ظل الشكوك التي تحوم حول الاتحاد الأوروبي بشأن توفير اللقاحات، بدأت بعد 5 أشهر من العمل، في الإنتاج المحلي للقاحات بهدف إنتاج 250 مليون جرعة بحلول نهاية العام.
نحو المواجهة
أفادت الصحيفة بأنه وفقا لتوقعات مختلفة، تشير نوايا التصويت في جولة ثانية محتملة، إلى إمكانية حصول حزب مارين لوبان على نسبة 47-48 بالمئة من الأصوات مقابل 52-53 بالمئة قد يفوز بها ماكرون.
وفي الجولة الأولى، حصدت زعيمة التجمع 23 - 28 بالمئة في استطلاعات الرأي مقابل حصول ماكرون على 25-27 بالمئة.
وجدير بالذكر أن الرئيس الحالي تحصل في انتخابات عام 2017، على 66 بالمئة بعد أن تغلب على منافسته في الجولة الثانية لوبان التي وقف رصيدها عند 34 بالمئة من أصوات الناخبين.
لفتت الصحيفة إلى أن الانتخابات المقبلة تختلف عن تلك التي أجريت قبل 4 سنوات فيما يتعلق بنوايا تصويت ناخبي الأحزاب الأخرى.
إذ تظهر الاستطلاعات الأخيرة أن معظم ناخبي الأحزاب الأخرى لن ينضموا إلى ما يسمى بـ "الجبهة الجمهورية" ضد لوبان.
من جانبها، تسعى مارين لوبان، هذه المرة، إلى الفوز وقد حفزها في ذلك تصدرها نتائج الانتخابات الأوروبية في فرنسا عام 2019.
ولا شك في أن شعبيتها آخذة في الازدياد، كما يحظى حزبها، وفقا لاستطلاعات الرأي، بدعم الشباب الفرنسي، وفق تأكيد الصحيفة الإيطالية.
أضافت الصحيفة أن مارين لوبان، بالإضافة إلى تغيير اسم حزبها، تعمل على إعطائه صورة أكثر اعتدالا. ورغم أنها تحتفظ بموقف صارم من الهجرة، إلا أنها لم تعد تتحدث عن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو.
أردفت الصحيفة بالقول: "على الرغم من أنه من الواضح أن ماكرون ولوبان، باستثناء وقوع مفاجآت، في طريق مفتوح للمرور إلى الجولة الثانية، أعلن آخرون نيتهم الترشح".
وصفت الصحيفة الوضع داخل اليمين بأنه مشوش، وذلك على إثر إعلان كزافييه برتران، المنسحب من حزب الجمهوريون الذي انتقلت رئاسته إلى كريستيان جاكوب، ترشحه للانتخابات المقبلة دون المرور بالانتخابات التمهيدية لحزبه السابق.
وبدوره يعيش اليسار الفرنسي وضعا مشابها يتسم بالانقسامات، كما يمر الحزب الاشتراكي الذي يتزعمه السكرتير أوليفييه فور، وهو الحزب الأول أو الثاني في فرنسا تقليديا، بفترة صعبة.
بينت الصحيفة الإيطالية أن الفرصة الوحيدة للحزب الاشتراكي للنجاح في المرور إلى الدور الثاني ستكون التحالف مع حزب الخضر بقيادة يانيك جادوت والحركة اليسارية "فرنسا الأبية" بقيادة جان لوك ميلينشون. وبدورها، تترشح عمدة باريس الحالي آنا هيدالغو، عن اليسار الفرنسي.
العواقب الخارجية
في الوقت الذي تسجل فيه شعبية ماكرون تراجعا واضحا، يبدو من الصعب، قبل عام من موعد الانتخابات ومع تواصل انتشار الجائحة، التكهن بالفائز، تقول الصحيفة.
وتضيف بأنه على الرغم من ترشيح جزء كبير من الفرنسيين للوبان لتحقيق الفوز، فإن حظوظها لا تزال منخفضة في الوقت الحالي.
تهدف لوبان هذه المرة، إلى كسب أصوات يمين الوسط الفرنسي. على وجه الخصوص، الجمهوريون الذين عجزوا عن إيجاد قيادة قوية قادرة على توحيد صفوفهم بعد فترتي الرئيسين جاك شيراك ونيكولا ساركوزي، تؤكد الصحيفة.
في المقابل، يعول ماكرون أيضا على اليمين المعتدل لاسيما وأنه لم يعد ينظر إلى حركته "الجمهورية إلى الأمام" على أنها يسارية، رغم أنها تأسست كحركة تقدمية صوت لصالحها العديد من مؤيدي الوسط واليسار في السابق.
علاوة على ذلك، في العام 2020 تراجعت شعبية ماكرون بشكل كبير، حيث عبر 58 بالمئة من الفرنسيين عن عدم رضاهم عن أدائه.
لكن في الآونة الأخيرة، توجه ماكرون إلى اليمين الفرنسي المعتدل بخطاب أكثر حزما بشأن الهجرة والأمن القومي، وفي الوقت نفسه، حاول إعادة تنشيط صورة حزبه التقدمية بالقيام ببعض الإصلاحات.
بالنظر إلى النظام الانتخابي الرئاسي الفرنسي، ترى الصحيفة الإيطالية أن ماكرون لا يزال المرشح الأبرز للفوز، إلا أن أصوات أنصار الأحزاب الاشتراكية الفرنسية التقليدية والجديدة ستكون حاسمة في تحديد اسم الرئيس الجديد.
ويختلف الأمر في الوقت الحالي عما كان عليه في عام 2017، عندما كان من السهل تخمين دعم هذه القوى لماكرون.
لفتت الصحيفة بالقول إلى أنه يجب الانتباه إلى الوزن السياسي لتشكل تحالف يساري قد يكون طرفا ثالثا مرشحا بقوة رغم أن هذا الاحتمال مستبعد في الوقت الحالي لكن المفاوضات طيلة عام واحد يمكن أن تغير الأمور، تشرح الصحيفة.
أكدت الصحيفة أن الانتخابات الرئاسية الفرنسية في أبريل/نيسان 2022، إلى جانب الانتخابات الفيدرالية الألمانية في خريف هذا العام، ستشكل أهم المواعيد الانتخابية في القارة القديمة.
اعتبرت أن باريس عند مفترق طرق، فمن ناحية، قد يقود فوز ماكرون البلاد إلى قيادة الاتحاد الأوروبي، بفضل خروج المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من المشهد السياسي، وهو ما سيؤدي إلى ضعف ألمانيا.
من ناحية أخرى، سيؤثر انتصار لوبان على عملية التكامل الأوروبي لاسيما وأن هذا سيعني صعود حزب قومي، شكك في الماضي بشدة في الوحدة الأوروبية، إلى رأس سلطة إحدى الدول المؤسسة للاتحاد الأوروبي.
علاوة على ذلك، نوهت الصحيفة بالقول إن الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة تكتسب أهمية أكبر لاسيما مع تزامنها مع الرئاسة الدورية الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي في النصف الأول من عام 2022 وهو ما من شأنه أن يتسبب في تداعيات كبيرة على عمل مجلس الاتحاد الأوروبي.
وخلصت إلى القول إن الأشهر القليلة المقبلة ستكون حاسمة لفهم ما إذا كانت لوبان، ستسفيد من أزمة جائحة فيروس كورونا والجدل الواقع في بعض القضايا، باستمالة جمهور الناخبين المصابين بخيبة أمل من ماكرون.
أم أن الرئيس الحالي سيتمكن من إعادة تلميع صورته من خلال إخراج البلاد من أحلك مرحلة تفشى فيها الوباء والعمل على إنشاء أجندة سياسية تجمع بين معظم الناخبين الفرنسيين على غرار ما حدث في الانتخابات الرئاسية السابقة.