رغم كورونا.. صحيفة إيطالية: ارتفاع نفقات التسليح عالميا لـ2 تريليون دولار

12

طباعة

مشاركة

أظهر معهد سويدي في تقرير له، تسجيل أعلى ارتفاع في الإنفاق العسكري العالمي منذ عام 1988، بقيمة بلغت 1981 مليار دولار في 2020، بزيادة قدرها 2.6 بالمئة مقارنة بعام 2019. 

وعلقت صحيفة "نيغريسيا" الإيطالية قائلة: إن "الإنفاق العسكري البالغ ما يقرب 2 تريليون دولار بمعدل 252 دولارا للفرد الواحد وذلك وفقا للتقرير الصادر في 26 أبريل/نيسان 2021، عن معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام، الذي دأب بانتظام على إصدار تقاريره حول الإنفاق العسكري نهاية أبريل/نيسان".

وبحسب تقرير  معهد "ستوكهولم"، بلغ حجم الإنفاق العسكري العالمي للدول الخمس الأولى في الترتيب 62 بالمئة، والدول هي الولايات المتحدة، الصين، والهند، وروسيا، والمملكة المتحدة التي حققت المفاجأة بإزاحتها للسعودية عن المركز الخامس.

ولفتت الصحيفة إلى أن "هذه الزيادة في الإنفاق العالمي حدثت في عام انخفض فيه الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 4.4 بالمئة، وفقا لتوقعات صندوق النقد الدولي".

ويعزى هذا الانخفاض إلى حد كبير للآثار الاقتصادية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا، ونتيجة لذلك، بلغ الإنفاق العسكري كحصة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي معدلا عالميا قدره 2.4 بالمئة عام 2020، مقارنة بـ 2.2 بالمئة عام 2019. 

وأكدت الصحيفة أن هذه الزيادة السنوية في الإنفاق العسكري تعد الأكبر منذ الأزمة المالية والاقتصادية العالمية عام 2009.

وأوضح الباحث بالمعهد، دييغو لوبيز دا سيلفا،  أنه "يمكننا القول بكل يقين أن الوباء لم يكن له تأثير كبير على الإنفاق العسكري العالمي عام 2020". 

وشدد على "أنه من المبكر الحديث عما إذا كانت الدول ستحافظ على هذا المستوى من الإنفاق العسكري في العام الثاني للوباء".

الهيمنة الأميركية

وأظهر التقرير أن إنفاق الـ15 دولة الأولى في الترتيب بلغ 1603 مليارات دولار عام 2020 ويمثل وحده 81 بالمئة من الإنفاق العالمي.

وتحتل الولايات المتحدة المركز الأول بتسجيل نسبة 40 بالمئة تقريبا في النفقات العسكرية أي ما يعادل قرابة 778 مليار دولار، بزيادة بلغت 4.4 بالمئة مقارنة بعام 2019، وهو ما يساوي مجموع نفقات الدول الـ 12 التي تليها في الترتيب.

وحافظت الولايات المتحدة للسنة الثالثة على التوالي على زيادة النفقات في قطاع الدفاع وذلك على إثر 7 سنوات من التخفيضات المستمرة. 

وبحسب معهد "ستوكهولم"، تعزى الزيادات، إلى الاستثمارات القوية في البحث والتطوير، بالإضافة إلى العديد من المشاريع طويلة الأمد المتعلقة بتحديث الترسانة النووية وبالتسلح واسع النطاق.

من جانبها، قالت الباحثة ألكسندرا ماركشتاينر: إن هذا الارتفاع "يعكس القلق المتزايد بشأن التهديدات التي يفرضها خصوم إستراتيجيون مثل الصين وروسيا، فضلا عن رغبة إدارة (الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترامب في تعزيز جيش أميركي منهك".

وأشارت الصحيفة الإيطالية إلى أن "إنفاق جميع البلدان الخمسة عشر الأولى (باستثناء الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا) زاد مقارنة بما كان عليه قبل 10 سنوات". 

وحلت الصين في المركز الثاني بعد أن بلغت نفقاتها العسكرية 252 مليار دولار عام 2020 بزيادة بنسبة 1.9 بالمئة مقارنة بعام 2019، كما واصلت النمو الاقتصادي للعام 26 على التوالي. 

الناتو وإيطاليا

وذكرت الصحيفة أن جميع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي سجلت تقريبا زيادة في استثماراتها العسكرية خلال 2020، وأنفق 12 عضوا في الناتو 2 بالمئة أو أكثر من ناتجهم المحلي الإجمالي على جيوشهم، وهو هدف الإنفاق المحدد من قبل الحلف وذلك بعد أن حققت 9 دول هذا الهدف  عام 2019. 

وفي هذا الإطار، تجاوزت فرنسا، ثامن أكبر مستثمر عالميا، حاجز 2 بالمئة لأول مرة منذ عام 2009.

بينما لم يبلغ الإنفاق العسكري الإيطالي 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي وتوقف عند 1.6 بالمئة، لكنه سجل أعلى نسبة نمو بين البلدان الـ15 الأولى في الترتيب، فقد ارتفع من 26.8 مليار دولار عام 2019 إلى 28.9 مليار دولار في 2020، بزيادة قدرها 7.5 بالمئة ومن المرجح أن ينمو الإنفاق أكثر في 2021.

ويتركز معظم الإنفاق العسكري العالمي في منطقتين من القارات الخمس: الأميركيتان (43 بالمئة) وآسيا وأوقيانوسيا (27 بالمئة) وتمثل أوروبا 19 بالمئة، بينما تساهم إفريقيا بأصغر حصة تبلغ 2.2 بالمئة.

ثاني نمو

وقدر الإنفاق العسكري في القارة الإفريقية بنحو 43.2 مليار دولار  عام 2020، بزيادة 5.1 بالمئة مقارنة بعام 2019، وزيادة بنسبة 11 بالمئة عن 2011، ويعد هذا ثاني نمو كبير متتال خلال السنوات الخمس الماضية.

وتعود الزيادة في عام 2020 بشكل رئيس إلى زيادة الإنفاق في شمال إفريقيا الذي نما بنسبة 6.4 بالمئة أي ما يعادل 24.7 مليار دولار. 

وأكدت الصحيفة الإيطالية أن "هذا الرقم لا يعكس حجم الإنفاق بصفة دقيقة للمنطقة، خاصة وأن المعهد لا يضيف أرقام مصر (المصنفة كدولة شرق أوسطية) التي زادت عام 2020  في ميزانيتها العسكرية بنسبة 7.3 بالمئة، إلى أرقام المنطقة".

وعموما، شهد الإنفاق العسكري في منطقة شمال إفريقيا نموا بنسبة 42 بالمئة على مدار العقد.

وتظل الجزائر "المستثمر" الرئيس في القارة بأكملها بـ9.7 مليارات دولار رغم تسجيل انخفاض بنسبة 3.4 بالمئة مقارنة بعام 2019، بسبب كورونا وتراجع عائدات النفط.

وفي عام 2020، بلغ الإنفاق العسكري للمغرب 4.8 مليارات دولار، بزيادة قدرها 29 بالمئة مقارنة بالعام السابق و 54 بالمئة مقارنة بعام 2011.

وبينت الصحيفة أن هناك عدة عوامل تكمن وراء هذه الزيادة، أبرزها شروع المغرب في برنامج ضخم للتسلح (بدأ في 2017)، بالإضافة إلى تواصل الصراع مع جبهة "البوليساريو" في إقليم الصحراء، والتوترات مع الجارة الجزائر.

وفي إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تلفت أرقام الإنفاق الأوغندي الأنظار، ففي عام 2020، شهدت زيادة في الإنفاق العسكري بنسبة 46 بالمئة، وهي نسبة الزيادة الأكبر في العالم.

ورفعت كمبالا ميزانيتها الدفاعية إلى 985 مليون دولار، مبررة ذلك بالصراع الدائم ضد جماعة القوات الديمقراطية المتحالفة، إلا أنها لا تزال تحتل المرتبة الخامسة في ترتيب دول جنوب الصحراء من ناحية الإنفاق العسكري.

وتحتل جنوب إفريقيا المركز الأول بـ 3.2 مليارات، تليها نيجيريا بـ2.6 مليار وبنمو 29 بالمئة مقارنة بعام 2019 نظرا لحربها ضد جماعة "بوكو حرام" وغيرها من الجماعات المسلحة التي شكلت تحديا مستمرا لأبوجا في العقد الماضي، وفقا للصحيفة الإيطالية.

في المقابل، انخفض الإنفاق العسكري في أنغولا (994 مليون دولار بنسبة 12- بالمئة) والسودان (934 مليون بانخفاض بلغ نسبة 37- بالمئة).

وعموما، بلغ الإنفاق العسكري في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء 18.5 مليار دولار بزيادة بنسبة 3.4 بالمئة مقارنة بعام 2019، إلا أنه انخفض بنسبة 13 بالمئة عن عام 2011.