كورونا لبنان.. اللقاح لم يصل والأدوية المساعدة تجدها في السوق السوداء

12

طباعة

مشاركة

أكدت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن تهافت اللبنانيين على شراء الأدوية في ظل تفشي فيروس كورونا أدى إلى فقدان الكثير منها وظهور سوق سوداء للأدوية.

ويشير تقرير نشرته الصحيفة العبرية إلى أنه ومع تدهور الاقتصاد اللبناني، وتفشي جائحة فيروس كورونا، اجتاح الشراء بدافع الذعر الصيدليات، ما تسبب في نقص الأدوية وازدهار السوق السوداء.

وبدأت جميع أنواع المنتجات الصيدلانية في الاختفاء بالأسابيع الأخيرة، بما في ذلك بعض المنتجات الضرورية.

معظم هذه الأدوية مستورد، وهي تشمل أي دواء يعتقد أنه يحارب أعراض فيروس كورونا، وأدوية الأمراض المزمنة، وحليب الأطفال وحتى مكملات الفيتامينات.

ونقلت الصحيفة، عن أحد العملاء يدعى "عباس" ويبلغ من العمر 37 عاما، بعد خروجه من صيدلية كبيرة في بيروت: "طلبت الأسبرين والمضاد الحيوي، لكني لم أجد أيا منهما".

وأضاف عباس أنه سيتعين عليه شراؤها بأسعار أعلى بكثير في السوق السوداء، مضيفا بقلق أن الشامبو الخاص الذي كان يشتريه منذ سنوات نفد من المتجر.

وتابع : "هذا البلد سيتجه حقا إلى مكبات النفايات". وكان لبنان يواجه بالفعل أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود قبل تفشي الوباء.

أما الآن، ومع اكتظاظ المستشفيات بالمصابين بالفيروس وقلة ثقة السلطات العامة في تأمين اللقاحات في أي وقت قريب، يهرع الناس إلى الصيدليات لشراء الأدوية. 

ومنتصف يناير/كانون الثاني 2021، قال الرئيس اللبناني ميشال عون، إن لبنان حجز مليونين و730 ألف جرعة من اللقاحات‎، فيما يقدر عدد سكان البلاد بنحو 6 ملايين نسمة، دون إعلان موعد وصولها.‎

غير أن وزير الصحة اللبناني، حمد حسن، كشف أواخر الشهر ذاته، أنه في 15 فبراير/شباط ستنطلق عملية التلقيح بدءا من الرئيس عون، ورئيسي مجلس النواب والحكومة، نبيه بري، وحسان دياب. 

لكن حتى الأدوية التي يُشاع أنها تساعد في علاج الفيروس وخزانات الأوكسجين أصبحت نادرة، حيث بدأ اللبنانيون في تخزينها وسط توقعهم أنه قد لا يكون لديهم بديل سوى البقاء على قيد الحياة في المنزل.

ومع اختفاء الصناديق من الرفوف في الصيدليات، ظهرت سوق سوداء تقدم الأدوية أو المعدات الطبية - وأحيانا المنتجات المقلدة - بعدة أضعاف السعر العادي. 

السوق السوداء

داخل صيدلية مازن، واحدة من أكبر الصيدليات في بيروت، أخبر صيدلاني أحد العملاء  أن الدواء "نفد". 

وقال مازن بساط، صاحب الصيدلية: "الناس خائفون من نفاد الأدوية، لذا فإنهم يخزنونها في المنزل بما يكفي لمدة شهر أو حتى ستة أشهر، حسب ما يمكنهم تحمله". وأضاف "هناك نقص في الأدوية، والموردون لم يسلموا الكميات التي طلبتها الصيدليات". 

وبين أن صانعي مسكن للألم لا يحتاج إلى وصفة طبية "قاموا للتو بتسليم 300 صندوق.. لذلك نحن نعرض 10 فقط في اليوم حتى نتمكن من جعلها تدوم حتى نهاية الشهر". 

ولإبطاء النضوب، أمرت وزارة الصحة الصيادلة ببيع بعض الأدوية بوصفة طبية فقط، كما أمرت الموردين بالحد من التوصيل إلى الصيدليات. وقال رئيس نقابة مستوردي الأدوية كريم جبارة إن الطلب على الأسبرين ارتفع بشكل كبير. 

وبين أن شركتين "سلمتا 500 ألف صندوق في يناير/كانون الثاني 2021، بينما كان الطلب العادي في عام 2020، نحو 200 ألف فقط… وحتى مع ذلك، لم يتبق منها أي شيء".

وعندما لا يجد الناس الدواء في المتاجر، يتجهون أحيانا إلى مكان آخر. وفي هذا السياق قال جبارة إن هناك إقبالا كبيرا على عقار الإيفرمكتين الذي يستخدم لعلاج التهابات الطفيليات.

يأتي ذلك على الرغم من أن بعض وسائل الإعلام اللبنانية أكدت أن ما أشارت إليه إحدى الدراسات بأن هذا العقار قد يكون علاجا سحريا لفيروس كورونا هو ادعاء لا توجد أدلة كافية عليه، وفقا للوكالات الصحية.

وقال جبارة إن الوضع أدى إلى "ظهور سوق سوداء"، حيث بدأ الناس في تهريب الأدوية من الخارج، بعلبة تباع بما يعادل 35 دولارا.

ولكن حتى بعد حصول المستورد على إذن لإحضاره إلى لبنان بتكلفة مدعومة قدرها دولار واحد، لا يزال من الصعب العثور على عقار إيفرمكتين، لذلك أصبح السوق غير الرسمي له مزدهرا. 

وضع مقلق

وأوضح جبارة أن التخزين من قبل الشركات المصنعة كان مشكلة من بين مشكلات أخرى.

وأضاف أن مستوردي الأدوية يواجهون "تأخيرات في تحويل الأموال إلى الخارج من البنك المركزي.. إذا لم يستلم  مصنعو الأدوية في الخارج مستحقاتهم في الوقت المحدد، فإن ذلك يؤخر عملية الشحن".

ومع تضاؤل ​​احتياطيات العملات الأجنبية، يكافح البنك المركزي لمواصلة تمويل الواردات الرئيسة بسعر صرف تفضيلي، في الوقت الذي تزايدت فيه المخاوف من رفع دعم الأدوية قريبا.

علاوة على ذلك، يجري تهريب الأدوية المدعومة من لبنان، على حد قول جبارة. 

وفي الأشهر الأخيرة، تم إيقاف مسافرين في مطار بيروت أثناء محاولتهم السفر جوا إلى مصر أو العراق بأكياس مليئة بالأدوية المدعومة، فيما كان بعضها قد وصل بالفعل إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وأضاف جبارة بشكل عام "إنه وضع ينذر بالخطر الذي يستمر في التغذي من نفسه". وأمام تنامي توقعات رفع الدعم، تم اتهام بعض الموردين بالاحتفاظ بمخزونهم حتى يتمكنوا من بيعه لاحقا بسعر أعلى.

وفي يناير/كانون الثاني، صادرت وزارة الاقتصاد مثل هذا المخزون من حليب الأطفال. وبعد زيارة العديد من الصيدليات في بيروت وما حولها، قالت نادين البالغة من العمر 36 عاما إنها لم تعثر على حليب مجفف لطفلتها. 

وتابع "إنهم يضاربون حتى بحليب الأطفال، يمكنك إيجاد بديل لمسكنات الألم، لكن الحليب ضروري".