الإندبندنت: هذه الأسباب تمنع مجتبى خامنئي من خلافة والده كمرشد أعلى
سلطت صحيفة الإندبندنت البريطانية، الضوء على طموحات مجتبى خامنئي نجل الولي الفقيه والمرشد الأعلى في إيران لخلافة أبيه ومدى إمكانية ذلك.
وقالت النسخة الفارسية من الصحيفة، في مقال للكاتب مجتبى دهقاني إن ابن المرشد الأعلى علي خامنئي، تحدث عن رغبة أبيه في وصول نجله إلى منصبه.
ولكن هناك العديد من المعوقات التي تحول دون ذلك وأهمها الخوف من تحويل ولاية الفقيه من تولي الشخص الأصلح لها إلى ميراث تتوارثه الأجيال جيلًا بعد جيل، والمانع الآخر هو عدم تولي مجتبى أي منصب إداري في الدولة من قبل، على الرغم من أنشطته السياسية.
وأضاف الكاتب: اتصل مجتبى برئيس منظمة الإذاعة والتلفزيون في إيران عبد العلي علي عسكري بعد اغتيال واشنطن قاسم سليماني (3 يناير/كانون الثاني 2020 في العراق)، وعقد اجتماعا معه ومع مستشاري التلفزيون من أجل التغطية الإعلامية.
وذكر الكاتب في حدث آخر أن مجتبى خامنئي اجتمع مع الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد في جلسة استغرقت ثلاث ساعات، وتباحثا خلالها الانتخابات الرئاسية المقبلة (يونيو/حزيران 2021).
ابن السيد سيد
ويتساءل الكاتب هنا: ما منصب مجتبى خامنئي فيما يتعلق بسياسة الجمهورية الإسلامية حتى يلتزم المسؤولون الرسميون بتنفيذ أوامره؟
بدأت حكاية مجتبى خامنئي ومستقبله بالسلطة في إيران عندما أخفق مهدي كروبي (سياسي ورجل دين إيراني) خلال عام 2005، في نتائج التصويت الخاصة بانتخابات رئاسة الجمهورية، حيث تغيرت النتائج لصالح محمود أحمدي نجاد، وفق الكاتب.
وتابع الكاتب قائلًا: وفي 19 يناير/كانون الثاني لنفس العام غضب كروبي من هذه الواقعة، بالإضافة إلى استقالته من جميع الجهات حيث أمره بذلك علي خامنئي، ومن ثم قام بكتابة رسالة إلى القائد الأعظم، وتحدث عن دور مجتبى في المجال السياسي في إيران لأول مرة".
وتحدث كروبي في هذه الرسالة عن دور مجتبى خامنئي في تغيير مسار النتيجة قبل الانتخابات بثلاثة أيام ودعمه نجاد، في مقابل استبعاده هو والمرشح الآخر محمد باقر قاليباف.
ومن خلال هذه الرسالة ظهر بوضوح مدى دعم المرشد الأعلى لنجله وتدخله في القضايا السياسية. ولم يرد علي خامنئي على رسالة مهدي كروبي ردًا مباشرًا.
لم ينحصر دور مجتبى خامنئي في مجال سياسة الجمهورية الإسلامية على عامي 2005 و2009 (أعوام الانتخابات)، حيث جرى الحديث في السنوات الماضية عن دوره في تشكيل جهاز مخابرات الحرس الثوري الإيراني، واتصاله بالرئيس الحالي لهذا الجهاز حسين طائب.كما أن نفوذه واضح في أكبر المحافل الإيرانية أي شبكة التليفزيون الإيرانية، وفق ما يقول الكاتب.
ففي ديسمبر/كانون الأول 2019، نشر الرئيس السابق لشبكة التليفزيون الإيرانية محمد سرافراز كتابًا بعنوان "حكاية استقالة"، تناول فيها بعض الجوانب من نفوذ مجتبى خامنئي وحسين طائب في هذه المنظمة وأعلن عن دورهما في استبعاده.
أدوار وطموحات
وكتب كتابا آخر بعنوان "سلطة القلم في مواجهة الأسلحة المميتة"، والذي نشره حديثا وشرح فيه الدور الفريد لمجتبى خامنئي في إدارة شبكة التليفزيون، وارتباطه مع فيلق القدس، التعاملات الأجنبية، النصب، وجهاز استخبارات الحرس الثوري.
كما تحدث في الكتاب عن لقائه مجتبى خامنئي بشكل مفصل، وقدم آراء نجل القائد الأعلى فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، مباحثات الاتفاق النووي، والموضوعات المرتبطة بالحرس الثوري.
وذكر الكاتب: "قيادة الجمهورية الإسلامية التي استمرت لواحد وثمانين عام لم تجد بديلًا رسميًا لها، وتسببت هذه الأزمة في زيادة الأزمات التي تواجه النظام الإسلامي، حيث تحول من ولاية الفقيه الأصلح إلى ولاية الفقيه الموروثة".
وفقًا لهذا المفهوم الخاص بالسلطة فإن مجتبى خامنئي، نجل علي خامنئي هو القائد الحالي للجمهورية الإسلامية، بحسب تقدير الكاتب.
ورغم ذلك فإن عدم توليه مناصب في الدولة، يحصر دول مجتبى في الإدارة تحت ذراع والده وربما يتم تعريفه بالمدير من خلف الستار، بحسب الكاتب.والعائق الثاني هو تبديل ولاية الفقيه إلى نظام الوراثة، حيث كان لأحمد الخميني (ابن المرشد الأعلى الأسبق) دور مشابه لمجتبى خامنئي، ولكنه قرر أن يظل خلف الستار، ومن ثم تقدم خامنئي.
وربما يستطيع مجتبى خامنئي أن يتجه إلى "القيادة في الظل" كما فعل أحمد الخميني من قبله. ولكن بالنسبة للجمهورية الإسلامية فهناك اختيار واحد من أجل البديل، وهو رئيس السلطة القضائية في إيران إبراهيم رئيسي.
واختتم الكاتب حديثه قائلًا: في حالة التبديل أو عدمه فإن مجتبى خامنئي سيصير موضع النقاش في الجمهورية الإسلامية بعد انتهاء عهد والده.