"سبات عميق".. ناشطون يستنكرون خذلان الدول العربية والإسلامية للأقصى

12

طباعة

مشاركة

بزعم الحد من انتشار فيروس كورونا، تفرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي قيودا على الفلسطينيين منذ أسابيع، وتمنعهم من أداء صلواتهم خاصة صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى، مع فرض غرامات مالية عليهم حال خرقهم للقيود التي تتجدد أسبوعا تلو الآخر.

وبالتوازي مع تضييقها على المصليين، تعرقل القوات الإسرائيلية استكمال أعمال ترميم الرخام والدعامات الداخلية بمصلى "قبة الصخرة" بالمسجد الأقصى، وتحقق مع القائمين عليها، وفي المقابل تجري أعمال مسح وقياسات في باحات المسجد وفي صحن القبة.

ويواصل الاحتلال ممارساته اليومية وتغوله بالأقصى، ويجري أعمال حفريات بالقرب من حائط البراق في القدس المحتلة، ضمن مشروع استكمال التهويد في المدينة.

تجاوزات الاحتلال الإسرائيلي أثارت غضب ناشطين على تويتر، ودفعتهم لتعديد جرائمه وتجاوزاته، ونددوا بصمت الدول العربية والإسلامية، خاصة الخليجية، على ذلك، في مقابل تطبيعها العلني معه و"خيانتهم" للقضية الفلسطينية. 

واستنكروا عبر مشاركتهم في وسم #الأقصى_يستغيث، التهام الاحتلال صلاحيات الأوقاف الإسلامية الأردنية المعنية بالإعمار والترميم، وفرض إغلاق الأقصى، وتمديد ساعات الاقتحامات، وأخذ مسوحات والقيام بأعمال حفريات ضخمة وغيرها من التجاوزات الأخرى. 

ورأى ناشطون أن الأقصى يتعرض لهجمة ممنهجة ومنظمة وشرسة، تحت غطاء عربي صريح لمحاولة تغيير واقع المسجد، موضحين أن الاحتلال في أقل من 3 أشهر فقط، منع الترميمات داخل المسجد، وأغلق مصلى الرحمة، وطالبت جماعات الهيكل بهدم قبة الصخرة.

وأشاروا إلى حفر الاحتلال جانب وتحت الأقصى من جهة باب المغاربة بحثا عن الهيكل المزعوم، وتوسيع مشاريعه في المسجد، ومنع دخول المسلمين للصلاة، والسماح للمستوطنين بأداء طقوسهم، مؤكدين أن مخططاته لهدم الأقصى تسير على قدم وساق.

خذلان العرب

وأعرب ناشطون عن مللهم من المواقف العربية "المخجلة" بشأن تجاوزات الاحتلال الإسرائيلي، وقصرها على بيانات الشجب والتنديد إن وجدت، أو اللجوء للصمت والتجاهل لما يحدث من انتهاكات يومية لحقوق الفلسطينيين، معولين على المساندة الجماهيرية للقضية الفلسطينية.

وأكد أستاذ دراسات بيت المقدس، الدكتور عبدالله معروف، أن الاحتلال غير فعلياً الوضع القائم في المسجد الأقصى بالقوة، "وليس لدى الرسميين العرب غير الاحتجاج والإدانة والاستنكار، بل وبعضهم صار يتواطأ مع اليمين الصهيوني المتطرف لاقتطاع مساحة من المسجد لصالح جماعات المعبد المتطرفة".

ورأى الكاتب ياسر الزعاتر، أن انتشار وسم الأقصى يستغيث دون حدث لافت يؤكد عمق الانتماء للقضية الفلسطينية، معتبراً أن المصيبة تكمن في قيادة العجز برام الله، ومعها الوضع الرسمي العربي الأكثر عجزا وبؤسا.

وقال مغرد آخر إن الأقصى يستغيث والجيوش الإسلامية والعربية في سبات عميق، "شخيرها فجر أذانينا 55 سنة والأقصى يستغيث ولا حياة لمن تنادي".

واستنكر المغرد أحمد الشاعر حالة السبات التي يعيشها العالم العربي والإسلامي ولا يحرك ساكناً لنصرته، في حين تستفرد قوات الاحتلال بالقدس والمسجد الأقصى بحجة كورونا، متسائلاً: "متى ينتهي هذا السبات ويتحول إلى جهاد؟".

استنكار الجرائم

وبرز تنديد الناشطين بلجوء بعض الأنظمة العربية والخليجية مؤخراً لتطبيع علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي والاعتراف دولياً بها وعقد الصفقات التجارية والعسكرية والسياحية معها، منهم الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، ليلحقوا بمصر والأردن.

وقال الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية، إن الأقصى يستغيث ليس من اليوم وإنما من عشرات السنين، والبعض بدل أن ينصره قرر أن يطبع مع من يؤذيه.

وطرحت المغردة هديل الموسى عدة تساؤلات قائلة: "افترضنا أن إغلاقات الأقصى حدثت قبل 30 أو 40 عامًا فهل كان ردّ الشعوب العربية ليكون كما هو عليه الآن؟! وهل كانت الاقتحامات والتقسيمات الزمانية والمكانية والحفريات تحت أقصانا لتمت كما تتم الآن ؟! أو هل كانت صفقة القرن وموجات التطبيع المتتالية ستمرّ مرور الكرام؟!!.

وعدد ناشطون جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وانتهاكاته في المسجد الأقصى المتصاعدة مؤخرا بشتى الطرق.

ولفت المغرد أحمد إياد إلى توسع مشاريع الاحتلال في الأقصى، ومنع دخول المسلمين للصلاة، والسماح للمقتحمين في أداء طقوسهم التوراتية، وإتاحة الحفر تحته للبحث عن الوهم، وتوقيف عمليات الترميم.

وأشار آخر إلى أنه في هذه الأيام يتم اعتقال عدد من شباب الأقصى، وتجديد إبعادات المبعدين، ويفرغ المسجد الأقصى بإبعادات ممنهجة وإغلاقات طويلة، محذراً من الصمت في هذه الظروف.